إن السنوات الأولى من عمر الطفل مليئة بالمحفزات الجديدة والتجارب المختلفة التي تحدد سلوكه المعرفي والاجتماعي ونموه الجسدي، وتعتبر السنوات الثلاث الأولى مرحلة حرجة لنمو الدماغ خصوصاَ إذا كان الطفل يعاني من تأخر في النمو، وفي حال كان الطفل بحاجة لدعم مثالي للنمو والتطور فإن العلاج الوظيفي كفيل بالقيام بهذا الدور.
التدخل المبكر
التدخل المبكر هو عبارة عن مجموعة مختارة وخدمات دعمية تٌقدم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الولادة وحتى عمر الثلاث سنوات، ويساعد هذا التدخل المبكر على التطور الشامل للطفل وتقديم المساعدة لتحقيق النجاح في حياة هذه الفئة من الأطفال، إن الهدف من التدخل المبكر هو تعزيز التطور وتقليل احتمالية الإصابة بتأخر النمو ومساعدة الأهالي في الحصول على الخدمات الخاصة لأطفالهم.
التدخل المبكر للعلاج الوظيفي
إن العلاج الوظيفي واحد من الخدمات العديدة التي تعتبر جزء من التدخل المبكر الذي يفيد حالات الأطفال ذوي النمو المتأخر أو ذوي الحالات "الجسدية" أو "النفسية" المرتبطة بتأخر النمو، فإن العلاج الوظيفي يساعدهم على تطوير العمليات الحركية، العقلية، الحسية وتطوير تواصلهم ومهارات لعبهم مع الآخرين.
الاتجاه التعليمي
بالرجوع إلى الاتجاه التعليمي للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة فإن برنامج التدخل المبكر يوفر خدماته في بيئة طبيعية، بالإضافة إلى تهيئة بيئة تحاكي النشاطات والروتين المقام من قبل الأهالي، وبالرجوع إلى هذا الاتجاه فإن تنظيم بيئة طبيعية مماثلة للتي يحظى بها أقرانهم الأسوياء يدعم تطورهم مما يؤكد على أهمية دور العلاج الوظيفي في التواصل المثمر مع الأطفال وعائلاتهم.
تقييم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
يقيم الإخصائي العلاج الوظيفي الطفل فإذا تبين أن الطفل مؤهل لخدمات التدخل المبكر، يطور المنسق الخطة مع الوالدين، وهي خطة مكتوبة فيها تفاصيل الخدمات والدعم الذي سيتلقاه الطفل، استناداَ إلى قيم الأسرة وأولوياتها، والمهارات التي يريد الوالدان أن يتعلمها الطفل، بعد ذلك، يحدد المنسق والوالدان أي نوع من الخدمات أكثر فائدة لتحقيق النتائج المطلوبة في الخطة، وقد تكون خدمات العلاج الوظيفي الأقدر على مساعدة الطفل للوصول إلى أهدافه.
دور المعالج الوظيفي
مايفعله المعالج الوظيفي في التدخل المبكر يعتمد على أهداف الأسرة والطفل، فهو يقوم بتقييم الطفل ثم يحدد الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الوالدان ومقدمي الرعاية الصحية على مدار اليوم لتعزيز المهارات أو لتعليمه مهارة جديدة، على سبيل المثال: قد يقلق الآباء بسبب أن الطفل لايمكنه التقاط الطعام فيقوم المعالج الوظيفي بالعمل مع العائلة لتحديد الأشياء التي يمكن للطفل ممارستها خلال اليوم مثل إمساك الأشياء الصغيرة لتعزز قدرته على التقاط الطعام بطريقة صحيحة. ويعمل المعالج الوظيفي والعائلة معاَ ويضعون الإستراتيجيات لتكييف الطفل كوضع قطع كبيرة من الطعام حتى يسهل للطفل التقاطها، وإتاحة الفرص للطفل للضغط على أزرار التحكم عن بعد للتلفاز، والعمل على الإشارة على الصور أثناء وقت النوم، فإن دمج العلاج مع الوظيفة هي أحد الركائز الأساسية في العلاج الوظيفي.
يعمل المعالج الوظيفي أيضا على دعم وتشجيع علاقة الطفل مع الوالدين، تقول رودس " ترتبط رغبة الأطفال الصغار جدا بالتعلم عادة إلى علاقتهم مع عائلتهم ومن يوفر الرعاية للطفل " , وتشير الأبحاث على أن مقدم الرعاية الصحية الواضح والجدير بالثقة يحفز الطفل على التعلم، ويجعل الطفل سعيد على ماحققه، ومسرور عند اللعب.
أيضاً في سياق التدخل المبكر يركز العلاج الوظيفي على " الأسرة " ويقوم بالتالي المعالج الوظيفي بدعم الأسرة، تقول رودس" أن الأسر لها الحق في أن تدرج في جميع الخدمات التي تقدم للطفل في التدخل المبكر " ، خدمات العلاج الوظيفي مصممه لعائلة الطفل بما في ذلك أشقاءه أو أي فرد من أفراد الأسرة، والخدمات تتغير مع تغير احتياجات الآسرة، تقول رودس "الساعات التي تقضيها في الزيارات العلاجية مع طفلك ومقدم الرعاية الصحية هي مهمة أكثر من غيرها، لأن الوالدان هم أفضل معلم للطفل " .[1]
مصادر
- Occupational Therapy in Early Intervention: Helping Children Succeed