التطور السريع للعوامل الممرضة من المفترض أن تحصل عملية التطور عند الكائنات بشكل بطيء، الا أن العوامل الممرضة تشذ عن هذه القاعدة، حيث أن سلالات جديدة من البكتيريا والفيروسات من الممكن أن تظهر فجأة أو حتى تنتقل لتصيب عائلا مضيفا جديدا مسببا حالة مرضية أو درجة سمية معينة لهذا العائل المصاب.[1]
التنبؤات
لقد تم التنبؤ نظريا بمراحل وصول الأمراض الناشئة إلى أعلى درجة الامراض، حيث قام الباحث (Dana Hawely واخرون) بعرض نتائج لتجربتين متكاملتين لفحص أنماط تطور الشدة الامراضية على المدى القصير باستخدام نوع من البكتيرا المسمى مفطورة منتنة للدجاج التي كانت قد جمعت في السابق من جماعتين معزولتين جغرافيا لطائر الحسون المنزلي، بحيث كانت المجموعة الأولى تفحص وتحدد مسار الوباء في شرق أمريكا الشمالية بين عامي 1994-2008 أما المجموعة الثانية فقد فحصت نسار الوباء في الغرب من قارة أمريكا الشمالية بين عامي 2006-2010. لقد كان السؤال المطروح فيما إذا كان هذه العوامل الممرضة ستصبح أشد أو أقل قدرة على الامراض لهذه العوائل الممرضة مع قضائها فترة أطول مع هذه العوائل، بدأت الدراسات المبكرة على هذه الجرثومة عن طريق الباحث (David Ley) في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، وقد أشارت التقارير الأولية إلى أن انتشار هذا المرض أدى إلى انخفاض تعداد جماعة طائر الحسون المنازل بمعدل 50% خلال أربع سنوات مسببا فقدان أكثر من 40 مليون طائر. ويجب الإشارة هنا بأن أغلب الأمراض الناشئة والتي يتم السعي للقضاء عليها هي من النوع التي تقتل عائلها بشكل سريع، في حين أن المقلق من هذه العوامل هي العوامل التي تقتل عائلها بشكل بطيء بحيث أن تلك العوامل تتميز بفترة حضانة طويلة مثل مرض نقص المناعة المكتسب حيث أنها تتمكن في هذه الفترة من التحور والتطور لتصبح أكثر أو أقل قدرة امراضية وذلك تبعا للظروف التي تتعرض لها في الجماعات المضيفة المختلفة.
الاستنتاجات
لقد أظهر هذا البحث أن هذه البكتيريا والتي تصيب العين عند طائر الحسون لها القدرة على التطور بشكل سريع ومتكرر لتصبح أقل أو أشد أذية لمضيفها من الطيور المغردة، وبينت الدراسة أيضا أن التطور الحاصل على العامل الممرض يحصل بشكل أسرع ألف مرة منه على التطور الحاصل عند المضيف حيث حصل تطور هذه البكتيريا خلال 15 عاما، وبالرغم من تعاقب أجيال العصفوريات الا أنها لم تبد دليلا مقنعا على حدوث استجابة تطورية تحاذي تلك الملاحظة عند العامل الممرض.
أهمية البحث
تكمن أهمية هذا البحث في التنبؤ بحدوث جائحة مرضية تسببها هذه الأمراض الناشئة كما أن البحث في هذا المجال نادر من نوعه كون أن هذا العامل الممرص المنتشر قد تمت مراقبته زمانيا ومكانيا منذ بداية ظهوره، بينما هو من النادر ظان نرى تطور معظم العوامل الممرضة الأخرى التي تهدد حياة الانسان أو الحيوانات الداجنة والتي يتم استئصالها عن طريق الحجر الصحي بأسرع شكل ممكن بعد معرفتنا في خطورتها، ويجب الإشارة هنا إلى أن أغلب الأمراض الناشئة والتي نسعى للقضاء عليهاعادة ما تقتل عائلها بشكل سريع، الأمر الذي يعيق قدرتها على اصابة مضيف جديد.لذلك فان دراسة تطور جرثومة(MG) التي تصيب أعين طائر الحسون التي هي محط نقاش للأمراض الناشئة كونها تعطي مؤشرات عن السرعة التي يحدث بها تطور الممرضات والعوامل التي تسبب ازدياد أو تراجع شدتها المرضية.
المراجع
- 1102214406474644; 100004800756180; 783509931729556; 945356062187573; 803966962990349 (2015-09-08). "التطور السريع للعوامل المُمرِضة| تقدير الزمن الفعلي لتطور الشدة الإمراضية للبكتريا التي تصيب أعين طائر حسُّون المنازل". www.syr-res.com. مؤرشف من الأصل في 6 أكتوبر 201809 سبتمبر 2019.