التعليم في أوروبا في العصور الوسطي كانت هناك في أوائل عصر الامبراطورية الرومانية مرحلتان من المدارس تساعدهما الدولة في المدن الكبري، كما كان هناك نظام لمنح الدرجات العلمية وتعيين المدرسين . أما المرحلة الأولي أو الابتدائية من المدارس فكانت تلقن فيها القراءة والنحو والحساب والموسيقي، في حين اهتمت مدارس المرحلة الثانية أو العليا بالبلاغة والخطابة والادب مع شئ من الدراسات القانونية والفلسفية علي أن مدارس البلاغة هذه لم تلبث أن اختفت في القرن الخامس. وأن ظلت المدارس العلمانية التي سارت وفق الأسلوب الروماني في التربية منتشرة في أجزاء من غاليا وإيطاليا حتي نهاية القرن السادس. ظل كتاب برسكيان عن (قواعد النحو) الذي ألفه باللاتينية حوالي سنة 500في ثمانية عشر يمثل المرجع الأول في ذلك العلم . علي أن أهم ما يميز ذلك العصر هو أن التعليم أخذ يخضع خضوعا تاما السيطرة الكنسية، نتيجة لانحلال السلطة العلمانية وازدياد نفوذ العلمانية وازدياد نفوذ البرابرة في المجتمع الغربي .
نلاحظ أن الكنيسة أقرت تدريس الفنون الحرة التي كانت تلقن التلاميذ في المدارس الوثنية ولكن علي أسس مسيحية لأن الكنيسة وجدت هذه الفنون أساسية ولابد منها لفهم الكتاب المقدس نفسه . وهكذا ظهر من بين المسيحين مارتيانوس كابلا الذي كان أول من حدد الفنون السبعة الحرة بالنحو والبلاغة والمنطق والحساب والهندسة والفلك والموسيقي وقد ظلت المدارس في الغرب حتي سنة 600تهئ تعليما ابتدائيا عاما لاعداد الأفراد للحياة، ولكنها لم تلبث ان تحولت كلية لاعداد رجال الدين للمستقبل . وهكذا لم يكد ينتهي القرن السايع الا كان التعليم في غرب أوروبا قد أصبح دينا بحتا داخل مدارس ديرية وأسقفية، واستمر الوضع علي ذلك حتي القرن الثاني عشر . أن مدرسة القصر المشهورة في الدولة الميروفنجية لم تكن مدرسة بالمعني الذي نفهمه من هذا الاصطلاح وانما كانت تقليدا لمدرسة تريف في أواخر عصر الامبراطورية الرومانية، فكان الغرض منها تدريب الشباب حربيا وتعليمهم ركوب الخيل وحمل السلاح، بالإضافة الي بعض المعلومات اللازمة لمباشرة الوظائف العامة مثل مبادئ القانون المدني و الكنسي وفي هذه المدرسة كان يتدرب غلمان البلاط الميروفنجي . شارلمان والعناية بالتعليم :
اهتم شارلمان بنشر التعليم ورفع مستواه و الإكثار من المدارس. وقد استعان شارلمان في هذه الحركة الواسعة بخلاصة الواهب التي انجبتها إنجلترا و أسيانيا و إيطاليا مثل بولينوس النحوي وهو من أكويليا وبطرس البيزي وبولس الشماس من لمارديا وثيودلف من أسبانيا وعلي رأس هؤلاء جميعا ألكوين الذي وفد من يورك والذي كان ابرز أعلام النهضة الكارولنجية وكان ألكوين هذا بمثابة وزير التعليم في عهد شارلمان، زيادة علي كونه معلما خاصا لامراء القصر بل الإمبراطور نفسه . أما مدرسة القصر التي عرفها بلاط الملوك الميروفنجيين من قبل فقد نظمها شارلمان من قبل في بلاطه بمدينة اخن علي اسس جديدة .
المدارس الديرية
- قامت المدارس الديرية فيما بين سنتي 800و 1100 برسالتها كاملة إذا اضحت المراكز الاساسية لحفظ الحضارة الغربية، كما تخرج في مدارسها عدد كبير من رجال المعرفة المبرزين
- قامت مدارس الاديرة بدور أكثر أهمية من مدارس الكتدرائيات في هذه الفترة كما أن الأديرة فتحت أبوابها لطلاب العلم من غير الديرين لاول مرة في تاريخها ومنذ بداية القرن التاسع أصبح لكل دير من الاديرة المعروفة مدرستان منفصلتان، احداهما للنظامين المنقطعين للعبادة من أهل الدير .
الجامعات
ظهرت أولي الجامعات الأوربية في القرن الثاني عشر في بولونيا بإيطاليا وفي باريس بفرنسا وقد تفرعت عن الأولي بقية الجامعات الاوربية في حوض البحر المتوسط في حين تفرعت عن الثانية جامعات شمال أوروبا وغربها التي ظهرت في أواخر العصور الوسطي .
مقالات ذات صلة
مصادر
- أوروبا في العصور الوسطي (الجزء الثاني) النظم والحضارة – دكتور سعيد عبد الفتاح عشور -1959 –ًص (123-124-125-126-127-128-129-130-131-132-133-134-135)