التكتف في الصلاة أو القبض وهو وضع اليد اليمين على الشمال بالصلاة، يعتبره أهل السنة والجماعة واجب، لما روي في صحيح مسلم و( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى ).[1] وقد ذهب الشيعة إلى حرمته وبطلان الصلاة به.
حكم التكتف في الصلاة
عند أهل السنة والجماعة
القبض أو التكتف فهو واجب أي وضع اليد اليمنى على اليسرى ـ وله ادلة كثيرة، ومنها:
عن سهل بن سعد قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة.
قال أبو حازم: لا أعلمه إلا يُنمي ذلك إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم – أي: يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - . رواه البخاري ( 707 ) .
و( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى ) . رواه مسلم 401
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على اليمنى فانتزعها ووضع اليمنى على اليسرى. رواه أحمد برقم 12671
عن وائل بن حجر: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر وصف همام حيال أذنيه ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه. رواه مسلم ( 401 ) .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " . رواه ابن حبان ( 3 / 13 ) . والحديث: صححه الشيخ الألباني في " صفة الصلاة " ( ص 87 ) .
وقال ابن حجر:
قال ابن عبد البر: لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين وهو الذي ذكره مالك في الموطأ ولم يحك ابن المنذر وغيرُه عن مالك غيرَه، وروى ابن القاسم عن مالك الإرسال وصار إليه أكثر أصحابه، وعنه التفرقة بين الفريضة والنافلة، ومنهم من كره الإمساك ونقل ابن الحاجب أن ذلك حيث يمسك معتمدا لقصد الراحة. " فتح الباري " ( 2 / 224 ) .[2]
عند الشيعة
ذهب مشهور فقهاء الإمامية حرمته وبطلان الصلاة به، بل ادّعي عليه الإجماع، ونفي الخلاف،[3] وهو قول لبعض المالكية.[4] واستدل على عدم مشروعيّته بجملة من النصوص: 1.صحيحة محمّد بن مسلم عن قال: «قلت: الرجل يضع يده في الصلاة، وحكى اليمنى على اليسرى، فقال: «ذلك التكفير، لا تفعل».[5]
2.صحيحة زرارة بن أعين عن الباقر قال: «... ولا تكفّر، فإنّما يفعل ذلك المجوس».[5]
3.قول علي - في حديث الأربعمائة - : «لا يجمع المسلم يديه في صلاته، وهو قائم بين يدي الله يتشبّه بأهل الكفر - يعني: المجوس-».[6]
نعم اختلفت كلمات الفقهاء بعد ذلك في حرمته وبطلان الصلاة به، فذهب المشهور،[7] بل المعظم[8] إلى حرمته، وبطلان الصلاة به، بل ادّعي الإجماع عليه.[9]
وصلات خارجية
الهوامش
- رواه مسلم 401
- 5770: وضع اليدين في الصلاة بين أهل السنة وغيرهم - الإسلام سؤال وجواب - تصفح: نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- النجفي، جواهر الكلام، ج11، ص15.
- القرطبي، بداية المجتهد، ج1، ص137.
- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص266.
- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص267.
- ،السيوري، التنقيح الرائع، ج1، ص216.
- الكركي، جامع المقاصد، ج2، ص344.
- الطوسي، الخلاف، ج1،ص322
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن إدريس، محمّد بن منصور، السرائر، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، 1417هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت-لبنان، 1417هـ،1997م.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الناشر: دار ابن كثير، بيروت - لبنان، ط3، 1407 هـ - 1987م.