الرئيسيةعريقبحث

الثورة الإسبانية (1936)


☰ جدول المحتويات


الثورة الإسبانية كانت ثورة اجتماعية عمالية بدأت خلال الحرب الأهلية الإسبانية في العام 1936 وأنتجت تنفيذا واسعا للشيوعية اللاسلطوية (أو الاشتراكية اللاسلطوية) عبر العديد من المحافظات لمدة ثلاث سنوات خصوصا في كتالونيا، آراغون، أندولوسيا، وأجزاء من الليفانتي. معظم الاقتصاد الإسباني أصبح تحت سيطرة العمال؛ في المعاقل اللاسلطوية ككتالونيا، الصورة كانت مرتفة بنسبة 75%، ولكن كانت أدنى في مناطق سيطرة الحزب الشيوعي الموالي للاتحاد السوفييتي الذي قمع محاولات تشريع الجمعنة. المصانع كانت تديرها لجان عمالية، المساحات الزراعية جمعت وأديرت عبر الكومونات التحررية. حتى الفنادق، محلات الحلاقة، والمطاعم قد جمعت وأصبحت تحت إدارة عمالها. سام دولغوف قال بأن حوالي 8 ملايين اشتركوا بشكل مباشر وغير مباشر في الثورة الإسبانية،[1] التي قال "إنها اقتربت من تحقيق فكرة المجتمع اللادولتي الحر أكثر من أي ثورة أخرى في التاريخ".[2] دوغلوف اقتبس عن المؤرخ الأناركي الفرنسي جاستون ليفال من أجل تلخيص مفهوم الثورة الاجتماعية:[3]

" في إسبانيا خلال ثلاث سنوات تقريبا، على الرغم من الحرب الأهلية التي أدت إلى مليون ضحية، على الرغم من معارضة الأحزاب السياسية (الجمهوريين، الانفصاليين الكتالان واليسار، الاشتراكيين، الشيوعيين، المناطقيين الباسك والفالنسيين، البرجوازية الصغيرة الخ)، تم وضع فكرة الشيوعية التحررية قيد التنفيذ. بسرعة جدا أكثر تم جمعنة من 60 % من الأرض من قبل الفلاحين أنفسهم، بدون ملاك الأرض، بدون أرباب عمل، وبدون التأسيس لمنافسة رأسمالية لتحفيز الإنتاج. في كل المصانع، المعامل، ورشات العمل، خدمات النقل، الخدمات العامة، المؤسسات العامة، اللجان الثورية للعمل ونقاباتهم أعادوا تنظيم الإنتاج وإدارته هو والإدارات العامة، والتوزيع، بدون رأسماليين، مديرين، أو سلطة الدولة. "

الجمعنة المختلفة للصناعة والزراعة أسست مباشرة للمساواة الاقتصادية بالانسجام مع المبدأ الأساسي للشيوعية، "من كل وفقا لقدرته، إلى كل وفقا لحاجته". هم نسقوا جهودهم عبر جمعيات حرة في كل المناطق، أنتجت ثروة جديدة، ارتفع الإنتاج (خصوصا الزراعي)، بنيت مدارس أكثر، وخدمات عامة أفضل. أسسوا ليس لديمقراطية برجوازية رسمية لكن ديمقراطية تحررية قاعدية عملية حقيقية، حيث كل فرد يشارك مباشرة في التنظيم الثوري للحياة الاجتماعية. لقد استبدلوا الحرب بين الناس، "البقاء للأصلح"، بممارسة شاملة للمعونة المتبادلة، واستبدلوا المنافسة بمبدأ التضامن..." هذه التجربة، حيث شارك حوالي 8 مليون شخصا بشكل مباشر أو غير مباشر، فتحت طريق جديدة للحياة لهؤلاء الذين أرادوا بديلا للرأسمالية اللا اجتماعية من جهة، وللدولة الاستبدادية الاشتراكية الزائفة من جهة أخرى". الجمعنة حصلت بشكل كبير من قبل أعضاء الاتحاد الوطني للعمل والاتحاد الأيبيري اللاسلطوي، بسبب التعاون بين هاتين المنظمتين والدور الكبير لهما في نشر الأفكار اللاسلطوية. اتحاد العمال العام الاشتراكي الغير أناركي شارك أيضا في عمليات الجمعنة ولكن بشكل أقل بكثير.

جورج أورويل

الكاتب البريطاني جورج أورويل، المعروف بأعماله اللاسلطوية مثل مزرعة الحيوان و1984، كان جنديا في ميليشيا الكونفدرالية الوطنية للشغل المتحالفة مع حزب العمال الوحدوي الماركسي. أورويل وثق رؤيته للحرب الأهلية، وشرح دعمه للثورة الاجتماعية في كتابه البيعة لكتالونيا. "لقد رميت أكثر أو أقل بالصدفة في المجتمع الوحيد بأي حجم من أوروبا الغربية حيث الوعي السياسي وعدم الإيمان بالرأسمالية كان أكثر طبيعية من نقيضهم. هنا في أراغون واحد من كل عشرة آلاف، كانوا من غير جذور كاملة في الطبقة العاملة، الجميع يعيش في نفس المستوى وممزوجون بمصطلحات المساواة. نظريا كانت مساواة مثالية، وحتى عمليا لم تكن بعيدة عن هذا. كان هناك حس أنه سوف يكون صحيحا إذا قيل أن الواحد كان يجرب عينة اشتراكية، بهذا أعني أن الجو الفكري السائد كان هذا عن الاشتراكية. العديد من الحركات الطبيعية للحياة المتحضرة – التكبر، تجذر المال، الخوف من رب العمل، الخ – كانت ببساطة منقطعا عن الوجود. التقسيم العادي للطبقات اختفى لمدى أنه تقريبا لا يصدق في الهواء الفاسد المالي لانكلترا؛ لم يكن هناك أحد إلا الفلاحين وأنفسنا، ولا أحد يملك أحد كسيد له." متابعا، أورويل يشرح المشاعر العاملة للمجتمع الجديد الذي بني ضمن قشرة القديم، مقدما التوضيحات عن التدمير الفعال للترتيبات الهرمية الذي تابعها في إسبانيا اللاسلطوية. "كان هذا في أواخر كانون الأول 1936، مضت أقل من سبعة أشهر وأنا أكتب، بعد هذه الفترة تراجعت بشكل هائل. لقد أتيت إلى إسبانيا لأكتب بعض المقالات للصحف، ولكنني ما لبثت أن التحقت بالميليشيات، لأنه في ذلك الوقت، يبدو أنه الشيء الوحيد القادر على فعله. كان اللاسلطويون يسيطرون فعلا على كتالونيا والثورة كانت لا تزال قائمة على قدم وساق. لقد ظننت أن الفترة الثورية ستنتهي مع كانون الأول ولكن بالنسبة لشخص أتى مباشرة من انكلترا، ما حصل في برشلونة كان مذهلا. كانت تلك المرة الأولى التي وضعت فيها الطبقة العاملة في المدينة تحت الضوء. لقد استولى العمال على كل المباني، الرايات الحمراء والرايات الحمراء والسوداء اللاسلطوية رفعت عليها، على كل الجدران رسمت المطرقة والمنجل وأسماء الأحزاب الثورية المختصرة، تم تدمير كل كنيسة وحرقت صورها. ويجري هنا وهناك تدمير الكنيسة من قبل ميليشيات العمال. وكل المتاجر والمقاهي قد جمعنت حتى ماسحي الأخذية لونوا صناديقهم باللون الأحمر والأسود. الندلاء يمشون ويتعاملون مع الجميع على قدم المساواة. العبودية الكلامية أيضا اختفت. لا أحد ينادي سيدي أو "دون" بل الجميع ينادون بعض برفيق أو يا صاح. تم منع البقشيش... لا وجود لسيارات خاصة، كلها تم الاستيلاء عليها والشاحنات وسيارات الأجرة ووسائل النقل الأخرى رسم عليها العلم الأحمر والأسود. الملصقات الثورية في كل مكان، ولا مكان للاعلانات. في وسط المدينة حشود الناس متواجدة والأغاني الثورية تنشد طوال الليل والنهار. اختفت الطبقات الثرية،... عدد قليل من الناي الذي كان يهتم بتحسين هندامه. الجميع يرتدي ثياب الطبقة العاملة، وسترات زرقاء أو زي بعض الميليشيات. كان كل شيء غريب لم أستوعب الأمر في بداية الأمر ولم أحب بعض الأمور ولكنني كنت مقرا بأن هذه الحالة تستحق القتال في سبيلها... لم يكن هناك بطالة وأسعار المعيشة كانت مخفضة للغاية، لم يكن هناك إلا عدد قليل جدا من المتسولون من الغجر. وقبل كل هذا كان هناك اعتقاد بالثورة والمستقبل، شعور ظهر فجأة في عصر مساواة وحرية. وكان الناس يصرفون فقط كناس وليس كتروس في الآلة الرأسمالية". كان أورويل، اشتراكي ديمقراطي ومتعاطف مع التحررية حيث ترجم هذا في التضامن مع الحركة اللاسلطوية والثورة الاجتماعية. حتى أنه قال "لقد أخبرت كل شخص منذ وقت طويل أنني سوف أترك حزب العمال الماركسي الوحودي وأنني أحب الانضمام للاسلطويين".

الثورة الاجتماعية

إحدى الخصال المميزة في الثورة الاجتماعية هو إنشاء اقتصاد اشتراكي تحرري يقوم على التنسيق بين اتحادات أفقية ولامركزية للتعاونيات الصناعية والكومونات الزراعية. كان هذا قد نشأ عبر عملية نزع الملكية الواسعة وجمعنة وسائل الإنتاج، وفقا للمعتقد اللاسلطوي الذي يعتبر الملكية الخاصة، سلطوية في طبيعتها. المعادي للاشتراكية بورنيت بولتون كتب عن العملية: "التغيرات الاجتماعية التي تبعت الانتفاضة العسكرية لم تكن أقل اثارة عن السياسية. في تلك المقاطعات حيث سيطرة النقاتين الاشتراكية (الاتحاد العمالي العام) واللاسلطوية (الاتحاد الوطني للشغل)، كان هناك نموا للاقتصاد. تم الاستيلاء على الأراضي، وبعضها تم جمعنته، والبقية وزعت على الفلاحين، أرشيف الملكية وسجلاتها تم احراقها في معظم القرى والبلدات. السك الحديد، السيارات والباصات، سيارات الأجرة والسفن، شركات الطاقة والإنارة الكهربائية، أعمال الغاز والمياه، معامل السيارات والهندسة، المصانع ومعامل معالجة الغذاء ومصانع الورق ومعامل تصنيع الزجاج وشركات الخدمات...، كانت تحت سيطرة لجان العمال وكان جميع الأعضاء متساوين. وحتى متاجر الطباعة والصحف، والبارات والمخازن كانت تحت سيطرة الجمعيات العمالية الخاصة بها. " السياسات الاقتصادية للتعاونيات (الجماعيات) اللاسلطوية كانت تعمل وفقا للمبدأ الشيوعي "من كل وفقا قدرته إلى كل وفقا لحاجته". في بعض المناطق لم يعد يستخدم المال واستبدل بالكوبون للتوزيع وفقا للحاجة أو لمساهمة الفرد في العمل. بولتون كتب أيضا: "في العديد من الامجتمعات تم إلغاء استخدام المال حيث في رأي اللاسلطويون "المال والسلطة هما سبب الشر، تحول الإنسان إلى ذئب، إلى عدو مسعور يأكل شقيقه". في فراجا الأموال النقدية كانت في الشوارع، كانت الصحف التحررية أكثر أهمية منه. لو وضعت كل ما تملك في المقهى لن تستطيع شراء فنجان قهوة. الغي المال والعبودية وكان الناس سعداء. في تلك المجتمعات كانت توزع الأجور على شكل كوبونات، وفقا لحجم الأسرة. كانت السلع المصنعة محليا متوفرة مثل الخبز، النبيذ، الزيتون، كلها كانت توزع مجانا، أما باقي المواد يمكنك الحصول عليها عن طريق الكوبونات من مخازن البلدة وكان يتم تبادل فائض السلع مع ما تحتاجه من السلع في بلدات أخرى، أما المال فكان يستخدم في معاملات مع المجتمعات التي لم تلغ استخدام المال. يتابع: "السمة الغالبة للمجتمعات اللاسلطوية كانت أجر الأسرة. تدفع الأجور وفقا لاحتياجات الأعضاء وليس وفقا للعمل الذي يقوم به. وهذا التركيز على الحاجة كان المقدمة لبناء ظروف لاسلطوية شيوعية في طبيعتها". على الرغم من النقد الموجه للكفاءة بدل الطرق الثورية، المجتمعات اللاسلطوية انتجت بعد الجمعنة أكثر، مثلا في آراغون ارتفعت الإنتاجية بنسبة عشرين بالمائة. عملت المناطق وفقا للمبادئ التحررية حيث اتخذت القرارات من قبل مجالس الناس العاديين دون أي نوع من البيروقراطية وكانت مهمة المنظمات اللاسلطوية (الاتحاد الوطني للشغل – الاتحاد اللاسلطوي الايبيري) الاشراف على التغييرات فقط، بينما يشاركون في التغيير على الأرض. إضافة للثورة الاقتصادية كان هناك ثورة ثقافية سقطت العديد من التقاليد القمعية، مثلا تم السماح للمرأة بالإجهاض، وفكرة الحب الحر أصبحت سائدة، وهذا التغير الثقافي الهم حركة اليسار الجديد في 1960. بينما استمرت الحرب كانت روح الثورة السائدة في البداية تنخفض بسبب سياسات الحزب الشيوعي الأسباني الذي كان يتبع للاتحاد السوفييتي، الذي كان يدعم الجانب الجمهوري. لم تكن سياسات الحزب الشيوعي مؤيدة للثورة، بل من أجل الانتصار بالحرب أي هزيمة قوات فرانكو وليس انهاء الرأسمالية، التي قال أنه سوف يقوم بها فور فوزه بالحرب. فاختلف مع اللاسلطويون والحزب الماركسي الوحودي الذين أرادوا انتصار الثورة والحرب ما أدى إلى مواجهات بين اللاسلطويون والشيوعيون. هذا الخلاف الذي رفع من وتيرة النقد للاتحاد السوفييتي أدى إلى قطع المساعدات السوفيتية بشكل كبير. فبدأ التراجع العسكري عند الجمهوريون ومعه بدأ تراجع الثورة وتقدم قوات فرانكو المدعومة من ألمانيا وإيطاليا حتى انتصرت نهائيا وقضت على الثورة في بداية 1939.

النقد

الانتقادات الموجهة للثورة الأسبانية كانت حول عمليات اكراه عسكري واقتصادي حصلت من قبل اللاسلطويون خصوصا في الريف لإنشاء الكومونات الزراعية، رغم أن العدد الأكبر من الكومونات نشأ بشكل تطوعي. وقال العديد من اللاسلطويون أن هذا قد حصل بسبب الحاجة لتأمين الغذاء. ويقول المؤرخ انطونيو بيفور: "كانت تلك الاجرتءات مبررة رغم أنها فاجئت اللاسلطويون أنفسهم، حيث نشأت عدد من الكومونات بالقوة وكان هناك ضغوط وبلا أدنى شك كان هناك استخدام للعنف في بعض الأحيان ولكن الواقع أن في كل قرية كان هناك مزيج بيم الجماعيين والفردانيين حيث أن الزراعة الجماعية كانت قد نشأت غالبا بشكل تطوعي".

انظر أيضاً

المصادر

  1. Dolgoff, S. (1974), The Anarchist Collectives: Workers' Self-Management in the Spanish Revolution. In The Spanish Revolution, the Luger P08 was used as a weapon of choice by the Spanish.,  
  2. Dolgoff (1974), p. 5
  3. Dolgoff (1974), p. 6

موسوعات ذات صلة :