تصف الثورة الزراعية البريطانية فترة من الوقت زاد فيها التطور الزراعي في بريطانيا وكانت بين القرن الخامس عشر ونهايات القرن التاسع عشر، وقد شهدت هذه الفترة زيادة في الإنتاجية وناتج إجمالي كسر الدورات التاريخية لندرة الموارد الغذائية. إن جميع القارات في العالم مرت بفترة من التأخر الزراعي على مدار التاريخ. ولقد أدت فترات التأخر هذه إلى حد عدد السكان التي يمكن للمناطق المحلية إعالتهم خلال فترات طويلة من الوقت. وتحدث المجاعات عندما تصبح الموارد الغذائية غير متوفرة لفترة من الوقت، عادةً لمدة تزيد عن العام، وتندر الموارد اللازمة؛ وهي العمال الزراعيين والأموال ووسائل النقل، لإعالة عدد كبير من السكان المستقرين في المكان. وبما أن نقص المواد الغذائية عادة ما يحدث بصورة "محلية" فكانت القدرة على شراء المواد الغذائية ونقلها لمسافات طويلة عادةً ما تساعد في التقليل من آثار نقص الغذاء على المستوى المحلي.
الدروس المستفادة من الخارج
حدثت الثورة الزراعية البريطانية على فترة استمرت لعدة قرون وألفيات (وهي تشبه التطور والارتقاء أكثر منها ثورة) ولقد سبقتها ثورات مشابهة أو تم تقليدها في العديد من الدول الأوروبية والمستعمرات. تمثل أحد العناصر الرئيسية في الثورة الزراعية البريطانية في تطور طرق رعاية الأراضي الزراعية في بريطانيا العظمى وتحسينها لمواجهة فقدان مغذيات النبات الموجودة في التربة عند زراعة المحاصيل في منطقة محددة. وتم استخدام الأراضي ذات القدرة العالية على إنتاج المحاصيل في زراعة المحاصيل عالية الإنتاج وبالتالي زادت نسبة المحصول لكل فدان. وتمكن عمال المزارع باستخدام أدوات وماكينات تساعد على زيادة الإنتاجية من إنتاج المزيد من المحاصيل بأيدٍ عاملة أقل. وأخذت الثورة الزراعية البريطانية في التقدم بصورة ملحوظة مع الثورة الصناعية ونتج عن التقدم الذي حدث في مجال الكيمياء المعرفة العلمية والثروة والتكنولوجيا للتطوير المنهجي للأسمدة التجارية وماكينات زراعية جديدة وأكثر إنتاجية. وتم استيراد نظام زراعة محاصيل جديدة مثل البطاطس (عام 1600 تقريبًا) والذرة وغيرها من الأمريكتين مما أدى إلى تحسين إنتاجية المحصول لكل فدان من الأراضي الزراعية.
ولقد حدثت الثورة الزراعية البريطانية والثورة الصناعية البريطانية والثورة العلمية على أعقاب بعضهما البعض. فبدون الكميات المتزايدة من الموارد الغذائية لإطعام نسبة السكان المتزايدة في المدن لم تكن للثورات الصناعية والعلمية أن تحدث. ودون رؤوس الأموال والأدوات والمعادن والأسواق الزراعية المتزايدة والمعرفة العلمية والتقنية التي نتجت عن الثورات الصناعية والعلمية لم تكن الثورة الزراعية ممكنة الحدوث. فكل "ثورة" دعمت وساعدت على تقدم الثورات الأخرى، فهي كانت (ومازالت) مرتبطة ترابطًا وثيقًا مع بعضها البعض.
مقالات ذات صلة
- جماعات الزراعة العامة
- تقسيم العمل
- تمدد حضري
المراجع
- Harrison, L F C (1989). The Common People, a History from the Norman Conquest to the Present. Glasgow: Fontana. .
- Kagan, Donald (2004). The Western Heritage. London: Prentice Hall. صفحات 535–539. .
- Overton, Mark (19 September 2002). Agricultural Revolution in England 1500 - 1850. Cambridge, England: Cambridge University Press. . مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2019.
- Snell, K.D.M (1985). Annals of the Labouring Poor, Social Change and Agrarian England 1660–1900. Cambridge University Presslocation=Cambridge, UK. .
- Thirsk, Joan. "Blith, Walter (bap. 1605, d. 1654)". Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, 2004; online edn, Jan 200802 سبتمبر 2011.
- Valenze, Deborah (1995). The First Industrial Woman. Oxford Oxfordshire: Oxford University Press. صفحة 183. .