تعتبر الجزائر[1]مهدا لظهور و ازدهار أقدم حضارات ما قبل التاريخ في شمال أفريقيا و هذا بفضل أعمال البحث و التنقيب، حيث استطاع علماء الآثار تأكيد و إثراء هذه الأبحاث بنتائج علمية و التي تم التعرف من خلالها على أقدم حضارات أولى الشعوب التي كانت تعيش في الجزائر، دلت الأحفوريات التي عثر عليها في الجزائر (طاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان قبل أزيد من500,000 سنة (العصر الحجري)، تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة (إيبيرية-مغاربية) (13،000-8,000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قبصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس-7،500 إلى 4،000 ق.م-) والحضارة العاترية بالنسبة إلى بئر العاتر تبسة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة الصحراء، أقدم موقع و الذي يعود للعصر الحجري القديم الأسفل و بالتحديد (الثقافة الألدوانية) من خلال صناعة حجرية على الحصى تتمثل في”الشوبر والشوبينغ تول” وكذا بقايا عظمية حيوانية، تم اكتشافها بموقع عين لحنش بسطيف الذي يؤرخ بـ 1.8 مليون سنة، الحياة البدائية التي كان يعيشها الانسان في فترة ما قبل التاريخ في منطقة شمال أفريقيا والتي كانت تعتمد على الصيد البري، ويقتاتون من ورق الشجر ومن دود الارض ويشربون الماء في قوقعات الحيوانات مثل السلاحف.
فترة ما قبل التاريخ فترة طويلة من عمر الأرض والبشرية وقد قدرت بحوالي 5 ملايين سنة وانتهت وقت اختراع الكتابة، استدل على هذه الفترة عن طريق اكتشاف الآثار القديمة والطبقات الجيولوجية في الأرض، وفي شمال أفريقيا خاصة الجزائر توفر كمية متميزة من المادة المعرفية لعصور ما قبل التاريخ بسبب وقوعها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط الزاخر بالآثار والدلالات من عصور قبل التاريخ، البعثات الأوروبية هي من بدأت البحث وقد تأثرت هذه البعثات بالأفكار القديمة بأن أوروبا مهد البشرية فاعتبروا المكتشفات امتداد لهجرات قديمة جداً من القارة الأوروبية ومنطقة الحوض الشمالية لجنوب الحوض شرق أفريقيا، ثم انتشرت البعثات العلمية الدقيقة في القرن التاسع عشر والقرن العشرين للبحث والتقصي عن الموجودات والآثار القديمة بشكل دقيق وعلمي، لكن واجهتهم الصعوبات التي يجدونها في كل مكان عند بحثهم على عصور ما قبل التاريخ؛ وهي تغير تركيبة الأرض الجغرافية والجيولوجية منذ العصور القديمة لحد الآن مما يسبب تشويشا صعباً وهائلا على تحديد المنطقة التي جاءت منها الأدوات والآثار المكتشفة بشكل محدد ودقيق. أكثر الاكتشافات كانت في منطقة القبائل الشرقية والمنطقة الساحلية، فقد وجدت آثار للعصر الحجري القديم الأسفل من شظايا الحجارة والفؤوس الحجرية تعود لقرابة 600 ألف قبل الميلاد، وأدوات أخرى تعود لما يقارب 100 ألف عام قبل الميلاد، وبقايا العصر الحجري القديم الأوسط؛ تم العثور أيضاً على أدوات وفؤوس وسكاكين صغيرة الحجم مصنوعة من الحجر وبعض آثار الاستقرار من العصر الحجري ما بعد الوسيط وهي ما تسمى بالحضارة الإيبرومورية وقد وجدت الآثار تحديداً في "تازة" في جبل "تامزغيت"، وهي أدوات مصنوعة من عظام الحيوانات وتماثيل مصنوعة من الطين وبقايا عظام وجدت في موقع "أفالو بو رمل"، أما بالنسبة للعصر الحجري الحديث فقد عثر على آثار أكيدة للاستقرار البشري والثورة الحيوانية والزراعية والصناعات الفخارية واكتشاف المعادن.
اكتشاف المقابر للعصور الحجرية كان عن طريق بعثات مفصولة أو كان يخصص لها أشخاص معينين من الخبراء في اكتشاف القبور القديمة، وقد عثر على مواقع عديدة تضم قبورا من العصر الحجري كمقابر أهل الجزائر الفخمة والتي تدل على تاريخ المدينة العريق. والمهم في تلك العصور كمناطق كهف الدببة وناحية بكيرة، ومنطقة الخروب، وخلوة سيدي بو حجر، وكهف الأروي والمقبرة الميغاليتية، وضريح الخروب وماسينيسا، وأشهر مقابر العصر القديم هي "دولمن" و"بازناس".
انظر أيضاً
وصلات خارجية
ملاحظات
- جذور الشخصية الجزائرية منذ فترة ماقبل التاريخ في رواية جديدة - تصفح: نسخة محفوظة 09 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.