الدشيرة هي جماعة ترابية تقع في إقليم العيون بجهة العيون الساقية الحمراء، المغرب، وبلغ عدد سكانها 509 نسمة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014.
معركة الدشيرة التاريخية بدأت جل المعارك بالأقاليم الجنوبية للملكة المغربية حين امتدت يد المستعمر لنفي رمز الأمة "محمد الخامس" طيب الله ثراه فتسابق أغلب الرجال الصحراويون نحو الجهاد فكانت البداية بالمشاركة في جمع المال وشراء الأسلحة وإيواء المجاهدين الفارين من بطش المستعمر الفرنسي في الشمال، لأن الإدارة الإسبانية غضت الطرف عن مساعدة المقاومة المغربية إثر الفعلة الجبانة التي قامت بها فرنسا في حق ملك المغرب أنداك واستمر العمل الوطني إلى حين عودة محمد الخامس طيب الله ثراه من المنفى.
=== الشيء الذي استنكره أهل الصحراء وكتعبير عن مساندتهم للسلطان في محنته فقد امتنعوا أثناء فترة المنفى عن ذبح أضاحي العيد وعن اتخاذ جميع مظاهر الفرح، وتوقفت النساء بشكل خاص عن الزينة ووضع الحناء. واعتبر أهل الصحراء أنفسهم في حالة حرب فقصروا الصلاة، إلى أن أرغم العمل الفدائي والمقاومة المسلحة المغربية حكومة الدولة الاستعمارية على إرجاع الحق لأهله بأن سمحت بعودة رمز الأمة إلى الوطن.
وبذلك نظمت مدن الأقاليم الجنوبية، يوم حطت الطائرة الملكية بفرنسا في طريق عودتها إلى المغرب، احتفالات منقطعة النظير استمرت إلى يوم 16/11/1955 يوم عودة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن، حيث عمت مظاهر البهجة والفرح جميع أرجاء المغرب من البحر الأبيض المتوسط إلى الحدود الموريتانية. ونظمت مدينة العيون يوم توقيع وثيقة الاستقلال في 16 مارس 1956 حفلا تاريخيا بساحة المشور التي يوجد بها اليوم مسجد مولاي عبد العزيز وقصر المؤتمرات، وقرر سكان الصحراء خلال هذا الحفل عقد مؤتمر بأم الشكاك وكان افتتاح المؤتمر يوم 04/04/1956 عند مخيم المرحوم الشيخ محمد الأغظف.
و شارك في هذا المؤتمر جميع قادة وشيوخ وأعيان قبائل الجنوب من درعة إلى حدود موريتانيا، كما حضره معظم قبائل الصحراء، وخرج المؤتمر بمجموعة من القرارات لعل أهمها هو
• محاربة السياسة الاستعمارية التي تستهدف تقسيم المغرب.
• تصميم الصحراويين على النضال ضد الإسبان إذا حالوا دون تحقيق الاستقلال.
• إرسال شيوخ إلى الرباط يمثلون كل القبائل الصحراوية لإبلاغ جلالة الملك بمقررات المؤتمر وتجديد بيعة السلطان بوصفه السلطة الوحيدة المعترف بها من قبل سكان الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وعند عودة أعضاء الوفد من الرباط، وحيث تبين أن وثيقة 16 مارس 1956 لا تنص على استقلال الصحراء المغربية، فقد اتفق سكان مدن الجنوب على فتح مكاتب للانخراط في "حزب الاستقلال" ومن خلال الحزب الانخراط في جيش التحرير.
وتكونت مراكز جيش التحرير متاخمة للحدود المستعمرة لتنبثق عنها فرق مقاتلة توزعت على محورين، فرقة توجهت إلى الأراضي الموريتانية في غطاء من السرية وكلما مرت هذه الفرقة بمضارب سكان الصحراء الا وانضم إليها بعض المقاومين حتى أصبح جيشا يحسب له حسابه.
بعد ذلك بدأت الخلايا الأولى لجيش التحرير بالصحراء تتكون انطلاقا من مدينة كلميم ليتم الاستعداد للدخول في مواجهة مع المستعمر الاسباني والفرنسي مرسلة عديد التشكيلات المقاومة إلى كل الجهات.
أما المحور الثاني فقد انطلق من فم الحصن وهاجم في أم العشار ومركالة واسويحات وازمول ومن تلك الفرق من توجهت إلى منطقة الرغيوة وتيغرت وأمات الحم، ليعاد تنظيم فرق جيش التحرير إلى مقاطعات، واستمرت المعارك بين جيش التحرير المغربي والجيش الفرنسي الخاص بالطيران الذي أمطر الهجوم الجوي الهمجي جميع الأراضي الصحراوية ما بين أكتوبر 1956 وأكتوبر 1957، لتنضم اسبانيا إلى فرنسا في العدوان ضد المناطق الجنوبية، وفي يوم 23/11/1957 أصدرت قيادة جيش التحرير أمرا بمهاجمة كل المراكز الاسبانية من مير اللفت شمالا إلى الكويرة جنوبا واستمرت هذه المعارك منذ هذا التاريخ إلى فبراير 1958 ، حيث تم انسحاب فرق جيش التحرير من الجنوب تحت ضغط عملية ايكوفيو.
ومن ذلك التاريخ والقبائل الصحراوية تنظم غارات وتخوض معارك تاريخية ضد الاستعمار الإسباني تحت لواء جيش التحرير لعل أبرزها معركة الدشيرة التاريخية المنطلقة يوم 1958/01/13 والتي شاركت فيها جميع القبائل الصحراوية ومقاومون من مختلف مناطق شمال المملكة مشاركة فعالة تدل على التحام سكان المغرب من أجل التحرير والاستقلال.
وقد كانت هذه المعركة بقيادة المقاومين التالية أسماءهم
• دحان الطالبي
• محمود ولد ابريه
• الحسين ولد خطاري ولد كركرب
• صالح ولد خطري رلد محيميدة
• محمد عالي ولد سيد البشير
• محميدي ولد حمادي ولد حبادي
• محمود ولد بلا
• البشير ولد إبراهيم
• ابنيب ولد محمد سالم
• الحسين ولد امحمد
• الخطاط محمد فاضل
• عبد الله الخطاط
• محمد ولد خر
• محمد الحسن ولد اعمر الظاية
• التقي ولد اليك
• الدويهي باب احمد
• احمد سالم ولد جاع
• محمد الغالي ولد اخطور
• إبراهيم الليلي
وقد شاركت جميع القبائل الصحراوية في هذه المعركة التاريخية والمتميزة التي لقنت فيها المقاومة درسا للمستعمر رغم أسلحته المتطورة وتفوقه في العتاد والعدد...
فبينما كانت قوات الاحتلال في رحلة تمشيط كبيرة خارج مدينة العيون علم رجال المقاومة بهذا التحرك بواسطة الوطنيين وفي جو من السرية والكتمان إلى حين اعتراض طريقهم من فرق جيش التحرير بالموضع المسمى حاليا بـ"الدشيرة" والواقعة على بعد 20 كلم من مدينة العيون وعلى بعد 40 كلم تقريبا من تافودارت لتدور معركة حامية الوطيس دامت لأزيد من 12 ساعة تكبدت خلالها القوات الاسبانية خسائر فادحة في الأرواح والجرحى كما حققوا رجال المقاومة انتصارا تاريخيا نتج عنه ما يلي
خسائر العدو البشرية
بلغ عدد قتلى جيش الاحتلال بالدشيرة 600 وحسب الاحصائيات المدققة الواردة حاليا فقد تجاوز عدد القتلى 1000 كما يفوق عدد الذين أصيبوا في المعركة 300 جندي، تفاوتت خطورة اصاباتهم.
خسائر مادية
• اتلاف أعداد كبيرة من الشاحنات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة
• احراق عشرات السيارات من نوع "جيب".
غنائم المعركة
• 18 بندقية من نوع "تشيكوسلوفاكي"
• 6 رشاشات من نوع "اسطار"
• 8 مسدسات من نوع "اسطار"
• جهاز للأخذ والإرسال
• حرق 13 سيارة مشحونة بالذخائر والمواد الغذائية.
شهداء معركة الدشيرة البررة
• سيدي ولد ونها
• فضلي بن الحسين
• ادي بن عمر بن الركيك
• بشراي بن محمد يحضيه بن سيدي يحيى
• يسلم بن سيدي على بن اندور
• اسليمان بن البشير بن عمر
• سيدي أحمد بن الكوري
• محمد بن أحمد زين
• السالك بن عبيد
• إبراهيم الادريسي
• محمد بن الفقير
• المتخومي علي ولد سيدي براهيم
موسوعات ذات صلة :