الجمهورية الهيلينية الثانية (باليونانية: Βʹ Ελληνική Δημοκρατία) (وأحياناً: الجمهورية اليونانية الثانية) هو مصطلح يستخدم لوصف النظام السياسي في اليونان بين عامي 1924 و1935. جاء هذا النظام عقب فترة من الحكم الملكي الدستوري في ظل حكم ملوك "بيت جلوكسبورج"، واستمرت حتى الإطاحة بها حتى الانقلاب العسكري الذي أعاد النظام الملكي. تمثل الجمهورية الهيلينية الثانية، ثاني الفترات في التاريخ اليوناني الحديث، التي لم يكن حكم اليونان في يد ملك.
أعلن عن قيام الجمهورية الهيلينية الثانية في 25 مارس 1924، في أعقاب هزيمة اليونان أمام تركيا في حملة آسيا الصغرى، التي ألقي اللوم فيها على حكومة النظام الملكي. وخلال فترة وجودها القصيرة، لم تنعم الجمهورية الهيلينية الثانية أبداً بالاستقرار. خلال تلك الفترة، استمر المجتمع اليوناني في انقسامه، كما كان منذ الانقسام الوطني، بين الليبراليين (مؤيدي فينيزيلوس) والملكيين (مؤيدي النظام الملكي)، الذين رفضوا الاعتراف بشرعية هذه الجمهورية. شارك الجيش في عدم استقرار الحكم في تلك الفترة، عن طريق عدد من الانقلابات ومحاولات الانقلاب التي شارك فيها بعض الضباط. كان الاقتصاد اليوناني منهاراً بعد عقد من الحرب، وغير قادر على دعم 1.5 مليون لاجئ من عملية تبادل السكان مع تركيا. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها حكومة إلفثيريوس فينيزيلوس الإصلاحية (1928-1932)، حيث كانت آثار الكساد العظيم وخيمة على اقتصاد اليونان. كما مهد فوز الملكيون في انتخابات عام 1933، والانقلابان الفاشلان لليبراليين، الطريق لعودة الملك جورج الثاني إلى اليونان.
كان بافلوس كونتوريوتيس أول رئيس للجمهورية الهيلينية الثانية، وهو أدميرال مؤيد لفينيزيلوس، لكنه أجبر على الاستقالة من منصبه بعد انقلاب عام 1925. خلفه زعيم الانقلاب الجنرال تيودوروس بانغالوس، الذي أطيح به على أيضاً بعد 5 أشهر، بعد أن ورّط الجيش اليوناني في حرب الكلب الضال، والتي هاجم فيها الجيش اليوناني مدينة بيتريتش البلغارية. أعيد انتخاب كونتوريوتيس رئيساً مرة أخرى في عام 1929، لكنه إضطر إلى الاستقالة لأسباب صحية في وقت لاحق في نفس العام، وقد خلفه ألكسندروس زيميس، الذي بقى في الحكم حتى عودة الحكم الملكي في عام 1935.
وفي 10 أكتوبر 1935، أطاح انقلاب قام به قادة الجيش بحكومة باناغيس سالداريس، وأعلن جورجيوس كونديليس ألغاء الجمهورية وأجرى استفتاء عام أدى إلى عودة الملكية في شخص الملك جورج الثاني.