الرئيسيةعريقبحث

الحتة الناقصة

كتاب من تأليف ناهد صلاح

الحتة الناقصة .. حكايات افتراضية كتاب صدر عام 2014 وهو الإصدار الثاني للكاتبة ناهد صلاح، فيه تلجأ الكاتبة إلى كتابة مغايرة عن خطها المألوف وعن السائد عموماً من حيث العوالم واللغة، حيث تستعرض مجموعة من الحكايات يمتزج فيها العام بالخاص، الحب بالثورة، فتنقل ملامح تجربة ذاتية تلتقط من خلالها المؤلفة صوراً متعددة المجتمع المصري خلال عام مضى كان شاهداً على لحظات حاسمة في تاريخ البلاد والثورة المصرية، سرد تنفلت بين سطوره أوراقاً من العمر، ويتوغل في عالم الأساطير والتراث بزاوية مختلفة عما هو معروف.

الحتة الناقصة
الحتة الناقصة .. حكايات افتراضية
غلاف كتاب الحتة الناقصة.jpg

معلومات الكتاب
المؤلف ناهد صلاح
البلد  مصر
اللغة العربية
الناشر مركز المحروسة للنشر
تاريخ النشر 2014
النوع الأدبي قصصي
الفريق
فنان الغلاف رشا عبد الله
مؤلفات أخرى

عن الكتاب

يقدم الكتاب شهادة في الزمان والمكان كما يعد وثيقة اجتماعية في تحولات الزمن على خلفية من قصة حب افتراضية تحدث عبر وسيط اليكتروني في لحظات إنسانية صرفة وتضيف مناخاً من البهجة والأمل بالرغم من الأحداث القاسية المحيطة، ومن هذه النقطة تنقل المؤلفة شهادة برؤية خاصة لكل هذه الأحداث التي وقعت العام الماضي وأثرت على قصتها الخاصة، فتحلق في عوالم مدهشة عبر رحلة ممتعة تغذي الروح والعقل والمخيلة، فيها من ملامح السيرة الذاتية، ولكن بعد أن نسجتها يد الخيال ما يغني فضاء الكتابة، حيث تنطلق من (الأنا) إلى عوالم رحبة تمس كل إنسان بحساسية اللغة التي تتراوح بين لغة الأعماق ولغة الحياة اليومية، لغة الأسطورة والحدوتة الشعبية الحدوتة الشعبية وتوثيق الحاضر بمنظور خاص تمتزج فيه المساحات الجمالية بالمساحات الإنسانية.

ربما تكون غامرت إلى حد ما في الولوج إلى عوالم مجهولة أشبه بالسحر في طرحها للقصص الشعبية بشكل مغاير عن المألوف والمعروف، لكن روعتها أنها تقصها كما سمعتها واستلهمتها من جدتها وأمها وهي صغيرة وعاشتها وأدركتها وهي كبيرة، فلم تهرب إلى عالم (الفانتازيا) وكذلك لم تحلق بعيداً عن هموم الإنسان وقضاياه. تلتقي يومياً مع صديقها على بساط العالم الافتراضي، تسرد له تفاصيل يومها كأنها تغسل روحها من بؤس البلاد الذي يمتصها ويمتص الآخرين. تخلق معه هامشها الخاص ليصبح وطنها الحر الذي تفر إليه من جحيم الواقع وصوت الرصاص ورائحة قنابل الغاز وصعود الإخوان إلى سدة الحكم على الجراح وجثث الشهداء.

سبع حكايات تراثية وتاريخية وشعبية اختارتهم الكاتبة كمفتتح للفصول السبعة التي يتضمنها كتابها:" حسن ونعيمة، ألمظ وعبده الحامولي ، عزيزة ويونس، ناعسة وأيوب، زبيدة ومينو، زليخة ويوسف، شهرزاد "، لكنها لم تقصهم كالمعتاد، بل كما قصتها عليها أمها بغض النظر عن صحتها ومصداقيتها، فقط ما أراداته الفن والخيال وراء الحكاية. والحكايات السبع تتماهى وتشتبك بشكل أو بآخر مع الحوار اليومي مع صديقها في عالمهما الافتراضي، ومع قصص أخرى لفتيات اختارتهن الكاتبة بإيقاعات مختلفة ولكنها تؤدي إلى عزف منفرد يمنح الحياة لوناً من البهجة والتحدي، تلاحق في هذه القصص مصير شخصياتها كجزء لا ينفصل عن المصير الجماعي لناس مجتمعها خصوصاً في قهرها الاجتماعي الحاد ، وتمزج في حكيها بين الوصف الواقعي واللغة المتحررة والعمق الإنساني لعملها وفي قدرتها على ابتداع حكايات مجازية قادرة على إضاءة عذابات البشر وأقدارهم المتشابهة في أزمنة القهر والشعور بالوحدة والعزلة في عالم يطحن كائناته.

تقدم المؤلفة تحية خاصة للسينما كنافذة متاحة بالنسبة للمصريين كي يتنفسوا وينسوا قليلاً واقعهم المخيب، خصوصاً أنه في مصر، السينما والحياة تكادان أن تكونا شيئاً واحداً، فتذكر في مقطع بارز اختارته ليكون على الغلاف الأخير للكتاب: الحياة حلوة أوي في السيما.. السيما هي الجنة"، كانت تقولها كأنها تخمد كل الجروح، تنظر إلى فيلم أبيض وأسود على التليفزيون أمامها، وتقطع البصل وهي تجهز الطعام فيما تنساب دموعها، وينهمر نهر الذكريات وتبدأ تتصيد حنينها لما كان جدها يأخذها وهي صغيرة إلي السينما الوحيدة في مدينتنا الصغيرة، وكيف كانت تستعد لهذا اليوم الذي تشاهد فيه شخوصاً مختلفين يتحركون على الشاشة غير الموجودين في حياتها وتتابع قصص وروايات تقمصتها. كنت شعرت بالاغتراب الذي عاشته أمي، لكنها كانت تضحك وتقول: جدي كان غيرهم كلهم، كان راجل عايق يحب يلبس ويتغندر ويروح السيما، وكمان كان بيروح حفلات الست".

تهدي المؤلفة كتابها إلى أمها وجدتها وكل النساء في حياتها دون أن تقع في فخ التحيز، لكن من خلال سرد تأملي يدعمه لغة متطورة وحضور طاغ للصورة.

اقرأ أيضا

المصدر

موسوعات ذات صلة :