و جدت حكومة بومباي ان الفرصة متاحة لها لغزو القواسم والقضاء على قواعدهم وأسطولهم البحري وتقليص نفوذهم في مدن وموانئ الخلیج العربي بعد أن تم القضاء على حلفاءهم السعوديين الأمر الذي اضطر الشيخ حسن بن رحمة إلى محاولة تسوية المشاكل البحرية مع الإنجليز وذلك في مارس 1819م فانتهز الشيخ الفرصة التي سنحت له عندما وردت إليه رسالة بعث بها قائد الاسطول الإنجليزي في الخلیج العربي الكابتن لوك في البحرين بشأن تبادل الأسرى بين الطرفين.
رغم ذلك كانت حكومة بومباي تستعد للقيام بحملة كبرى ضد القواسم فعلى اثر عودة السلام إلى أوروبا بالقضاء على نابليون وتستعد بريطانيا بتفوق حاسم في البحار الهندية من حروب في المهراتا كما اسلفنا الذكر وجدت ان المجال قد فتح امامها لجعل الخليج العربي منطقة نفوذ بريطانية بشكل مطلق وزادت حكومة بومباي في تلك الفترة التي اعقبت رفض الزعيم من دوريات المسلحة في الخليج العربي وفي 11 مارس 1819م قام الكابتن لوك باعتراض تشكيل بحري قاسمي على الرغم من انهم كانوا يرفعون علم الهدنة كما جاء في تقرير لوك فان الطرادات البريطانية هاجمت بعنف ولكن بعد معركة قصيرة وتمكنت السفن القاسمية من الانسحاب.
تنسيق البريطانيين مع العمانيين والمصريين
رات حكومة بومباي في التنسيق في خططها الرامية للقضاء على القواسم مع كل من محمد علي باشا والسيد سعيد بن سلطان حاكم عمان وفي 2 يناير1819م كتب الحاكم البريطاني العام في الهند فرانسيس راودون هاستنجر برسالة إلى إبراهيم باشا قائد قوات محمد علي باشا يهنه على انتصاره على آل سعود واستيلائه على معقلهم في الدرعية ويدعوه للقيام بعمل مشترك ضد القواسم.
اوفدت حكومة بومباي الكابتن فورستر سادلير أحد ضباط الفرقة السابعة من قوات المشاة الهندية لمقابلة إبراهيم باشا اما بالنسبة لحاكم مسقط سعيد بن سلطان فقد تبين لسادلير ان حاكم مسقط لا يحبذ فكرة التعاون مع إبراهيم باشا إذ لمح سعيد للكابتن سادلير أن حكمه قد يتعرض للخطر إذا قبل التعاون مع المصريين كما أن السيد سعيد لا يحبذ ظهور منافس لآماله في منطقة الخليج وبعد مقابلة سادلير مع إبراهيم باشا وتحدثه معه في شأن الحملة على القواسم فشل سادلير في اقناع إبراهيم باشا في الموافقة على مقترحاته مما اضطره إلى العودة إلى الهند عن طريق جدة في 14 فبراير1819م الأمر الذي جعلت حكومة بومباي تخطط في الانفراد بقوات الشركة لضرب القواسم وتدمير قوتهم البحرية معتمدة في ذلك على تقرير استخباري وضعه روبرت تايلور عن مواقع وموارد الموانئ الرئسية الساسية.
استعداد بريطانيين للهجوم
قررت حكومة الهند تصفية الحساب العسكري مع القواسم بصورة نهائية حيث بوشرت الاستعدادات حينما أصدر الحاكم العام للهند الماركيز هاستنكر تعليماته إلى حاكم بومباي بأن يقوم في أقرب فرصة بوضع تصوره عن حجم وطبيعة القوة المطلوبة لهذه العملية، وإيفاده بحجم القوات القاسمية، حيث أرسلت لحكومة بومباي من خلال تقارير ضباط البحرية والوكلاء، أن قوة القواسم تقدر بتسع وثمانين (89) سفينة، ومائة وإحدى وستين (161) سفينة أصغر حجما، وأن عدد رجالهم المسلحين يبلغ 10300 رجل.
و على هذا الأساس تم وضع خطه الحملة البريطانية على راس الخيمة ففي الأول من أكتوبر 1819م اختير الميجر السير وليام كرانت كير قائدا عاما للحملة، وفي يوم 27 أكتوبر استلم الجنرال كير الأوامر والتعليمات الأولية للحملة وكانت كما يلي :
المرحلة الأولى من الخطة
1 هدف الحملة هو راس الخيمة.
2 يجب تدمير كافة السفن القاسمية الحربية والمدنية الموجودة في المدينة أو حولها.
3 تدمير كافة القواعد العسكرية والحصون القاسمية على الساحل.
4 عدم تورط المشاة أو مشاة البحرية بالتوغل إلى داخل راس الخيمة إلا بالقدر الذي يحقق التدمير التام للقواعد العسكرية وجيوب المقاومة.
5 إذا تم الاستيلاء على راس الخيمة فيجب ترك حامية عسكرية هناك إلى إشعار آخر.
المرحلة الثانية من الخطة
فإذا تم إنجاز المرحلة الأولى من الخطة بنجاح فستكون المرحلة الثانية تدمير الأسطول القاسمي والقواعد العسكرية القاسمية في أم القيوين وعجمان والشارقة وبلدة الرمس والجزيرة الحمراء.
المرحلة الثالثة من الخطة
فاذا تمت المرحلة الثانية بنجاح تكون المرحلة الثالثة من الخطة تدمير الأسطول القاسمي والقواعد العسكرية القاسمية في الشاطئ الإيراني وتكون الأهداف هناك موانئ لنجة وخارج أي ميناء آخر يحتمل وجود سفن قاسمية فيها.
حجم القوات البريطانية
و في 20 أكتوبر1819م كانت قوات الحملة قد تم اختيارها وتكونت كما يلي :
الترتيب | القوة |
---|---|
1 | كتيبة المشاة الملكية 47 |
2 | كتيبة المشاة الملكية 65 |
3 | كتيبة مشاة هندية من الفرق 2 |
4 | كتيبة مشاة هندية من الفرقة 3 |
5 | سرايا اسناد مختلفة (رشاشات - وهاناوات - وهندسة ميدان.....) |
6 | سرية مشاة بحرية واحدة |
7 | قوات خاصة من الكشافة ومفارز الاستطلاع ومخابرات الجيش |
8 | كتيبة مدفعية الميدان (95) بكاملها |
المجموع | 3500 بين ضابط وجندي |
الترتيب | المركب | اسمه | عدد المدافع |
---|---|---|---|
1 | سفينة القيادة | ليفربول | 50 |
2 | فرقاطة | إيدن | 25 |
3 | فرقاطة | كيرلو | 18 |
4 | فرقاطة | تايكنماوث | 16 |
5 | فرقاطة | بنارس | 16 |
6 | فرقاطة | تيرنيت | 16 |
7 | فرقاطة | أورورا | 14 |
8 | فرقاطة | ميركوري | 14 |
9 | فرقاطة | نوتيلوس | 14 |
10 | الطراد | ايريال | 10 |
11 | الطراد | فستال | 10 |
12 | الطراد | سيش | 10 |
حال الشيخ حسن بن رحمة قبل الحملة
و وجد الشيخ حسن بن رحمة شيخ راس الخيمة أن أصدقاؤه تخلو عنه، وحاول سلطان بن صقر الذي استعاد السلطة في الشارقة وراشد بن حميد شيخ دبي الذي كان في تحالف دائم مع القواسم، التحالف مع السيد سعيد حاكم مسقط وانه لم يعد في إمكان الوهابيين مساعدته بعد أن قضى عليهم إبراهيم باشا ورفض الإنجليز العرض الذي تقدم به المقيم الإنجليزي في بوشهر لإقامة سلام بينهما لم يجد سوى أن يطلب المساعدة من الموانئ القاسمية على الساحل الشرقي للخليج خاصة لنجة التي كانت في ذلك الوقت من أكبر الموانئ على ذلك الشاطئ، ووافق شيخ نجد على تقديم المساعدة إلى حسن بن رحمة وأن يقوم أسطول بنقل الإيرادات من البلح من البصرة إلى راس الخيمة لإمداد المدافعين عنها والمتوقع فرض حصار عليهم.
تحصينات راس الخيمة
و كانت تحصينات راس الخيمة في ذلك الوقت كما يصفها أحد ضباط بحرية بومباي عبارة عن سور مواجه للبحر جيد البناء يرتفع حوالي تسعة اقدام وسمكه قدمان كما توجد عدة أبراج حوله ارتفاع كل منها حوالي عشرين قدما وإلى الجنوب من المدينة توجد قلعة مربع وكانت احسن من اية قلعة شيدت في منطقة الخليج كلها وقبل وصول الحملة نقل جزء كبير من الممتلكات في راس الخيمة إلى مزارع النخيل وكذلك نقل النساء والأطفال وتولى حسن بن رحمة وأخوه إبراهيم بن رحمة اعداد المدينة للدفاع.
في الطريق من بومباي إلى راس الخيمة
و في 3 نوفمبر عام 1819م غادر الميجر جنرال وليام كرنت كير بومباي متجها إلى مسقط على ظهر السفينة ليفربول تصحبه سفن الحملة ثم غادر إلى مسقط 18 نوفمبر عام 1819م متجها إلى جزيرة قشم ومنها توجه على ظهر السفينة لفربول إلى راس الخيمة تصحبه السفينة بناريس بقيادة الكابتن كولير وكان الفصل الرياح الشمالية يقترب بسرعة وأصبح واضحا ان أي تأخير في إنزال القوات سوف يقضي على نجاح الحملة ولذلك تم إرسال السفينة بناريس الجزيرة قشم لتستعجل وصول قوارب النقل اللازمة للهجوم.
بدء الحملة على راس الخيمة
و في 3 ديسمبر 1819م هبط ضباط وجنود الحملة على راس الخيمة تحت غطاء مدفعية الزوارق و
السفن المسلحة للاسطول وتم الإنزال تحت اشراف الكابتن لوش وعلى الجانب الآخر بادر القواسم بتعزيز وسائل دفاعهم حيث اقاموا سورا حول مدينتهم واخدوا يصدون الهجوم البريطاني بمدافعهم بيد ان القواسم خسروا هذه المعركة والتي استمرت 6 أيام من 3 ديسمبر إلى 9 ديسمبر عام 1819م حيث كان عدد قتلا العرب الف قتيل وجريح وأسير ولم تستطع قوات القواسم الصمود امام هذه الحملة البريطانية فائقة التسلح بالنسبة لهم فقرر زعيم القواسم حسن بن رحمه المبادرة بإعلان الاستسلام ورجاله إلى قائد الحملة الميجرو جنرال كير وحيث وصلت قوات كير إلى راس الخيمة ودمرتها تدميرا وتم انزل العلم القاسمي الأحمر وتم رفع العلم البريطاني.
ما بعد الحملة البريطانية الرابعة
و كان لهزيمة قواسم راس الخيمة واحتلال الإنجليز للمدينة ثم استيلاءهم هم على قلعة ضاوية التي كان العرب يعتقدون انها بلغت من المناعة درجة يصعب معها الاستيلاء عليها اثرة على باقي القواسم الذين لم يسطتيعوا الصمود حيث اعلنوا استسلامهم إلى قائد الحملة جنرال كير وكان من وصل راس الخيمة الشيخ قضيب بن احمد شيخ الجزيرة الحمراء الذي اتى بعد اعطاه كير الامان وشجع هذا حسن بن رحمة وسلم نفسه بوعد الامان حيث تبين ان احتجازه سؤدي إلى هياج أهل رأس الخيمة وبعد أن وصل سلطان بن صقر شيخ الشارقة إلى المدينة وتبعه محمد بن هزاع شيخ دبي كما وصل أيضا الشيخ شخبوط بن ذياب والد طحنون شيخ أبوظبي في يناير أطلق كير سراح الشيخ حسن بن علي بن عبد الرحمن العنزي-شيخ الرمس- وانصاره لتسهيل التفاوض معه من ناحية وخوفهم ان يموت أحد أنصاره في الأسر بعد انتشر بينهم المرض.