التوحد
هو الاختلاف في النمو العصبي، ويشخص بأنه ضعف التفاعل و التواصل الاجتماعي ، و يكون السلوك مقيّد ومتكرر. و يصيب التوحد 10 من 100 من الناس. و في هذا المقال، تستخدم كلمة التوحد للإشارة إلى جمع مستويات طيف التوحد المختلفة، والذي يعد غير مألوف .
و بالتحديد، وجد البيت الأبيض و آخرون أن الأطفال المتوحدين، مقارنة بالأطفال الطبيعيين من نفس السن اللفظي والقدرة على القراءة، يقومون بأداء أفضل عندما يطلب منهم تذكر مجموعة من الصور المعروضة عليهم، بخلاف عندما يطلب منهم تذكر مجموعة من الكلمات المطبوعة والمعروضة مع الصور. تقدم مهمة المنافسة اللفظية لكلتا المجموعتين المشاركتين، ويكون أداء الأطفال فيها أسوء من الأطفال المتوحدين عندما تسطير عليهم. كما ذكر أن طول الكلمة يؤثر أكثر على المجموعة المهيمنة. و تنافس على هذه النتائج كلاً من ويليمز وهابي وقاردول الذين أكدوا أن ذلك ذكاءًا لفظيًا وليس قدرةً لفظية. و عرض البيت الأبيض وآخرون أن هذه المسألة لا ترتبط بالعمر الزمني. و وجد ويليمز وهابي و قاردول بأنفسهم أنه ليس هناك فرق بين الأطفال المتوحدين وضوابط مهمة التذكر المتسلسلة، حيث الآثار الصوتية تتشابه بدلاً من آثار طول الكلمات والتي استخدمت كمقياس بديل لاستخدام الحديث الداخلي.
وجد يوسف وآخرون أن مهمة تشكيل النظام الذاتي لدى الأطفال المتوحدين يشمل المحفزات التي قد تتذكر على شكل كلمات " مثل : مجرفة - قطة " ضعيفة بالنسبة للأطفال المقارنيين. و لكن المهمة نفسها مع المحفزات الغير تطبيقية لم تضعف مع أطفال التوحد. و في المقابل، وجد ويليمز وآخرون أن تسجيل أطفال التوحد في اختبارات الذاكرة المكانية أقل بكثير من الأطفال الطبيعيين. و لم يجربها ويليمز والآخرون على مهام الذاكرة المكانية فقط، لا بل حتى على الذاكرة اللغوية. و وجدوا أن أفراد المجموعة التجريبية والمجموعة المهيمنة للأطفال الطبيعيين، الذين يختلفون في قدرة الذاكرة المكانية، ليست هناك فروق كبيرة بينهم بناءً على الذاكرة اللغوية. و المثير بالاهتمام، أنهم قاموا بإجراء تجاربهم أيضًا على الأطفال و البالغين. التوحد هو اضطراب في النمو، فمن الممكن أن تغير تجارب الحياة أداء الذاكرة لدى البالغين الذين كبروا مع التوحد. و قام ويليمز وآخرون بأداء تلك التجربة مع الأطفال بشكل منفصل لمعرفة ما إذا كانت النتائج مختلفة عن نظائرهم البالغين. و استخدموا اختبار "تقييم النطاق الواسع للذاكرة والتعلم"، و هذا الاختبار تحديدًا صمم لاختبار الذاكرة لدى الأطفال. و كانت نتائج الاختبار متشابهة لكلا الفئات العمرية. لكن الفروق الإحصائية بين الأطفال الطبيعيين والمتوحدين وجدت فقط في الذاكرة المكانية وليست في الذاكرة العاملة اللغوية.
اكتشف قابق وآخرون أن الأطفال المتوحدين، بناءً على الذاكرة العاملة اللغوية ورواية القصص، كان أدائهم أسوء من الأطفال الطبيعيين. و صممت هذه الثلاثة مهام المنفصلة لاختبار الذاكرة العاملة اللغوية، وسجل الأطفال المتوحدين أقل بكثير من المستويات المتوقعة لأعمارهم. بينما لا تظهر النتائج الدرجات المنخفضة التي سجلها أطفال التوحد. و هناك أيضًا معلومات اقترحت بأن ضعف الكلمات ساهم في خفض الدرجات بدلاً من الذاكرة العاملة بمفردها.
نتائج معارضة
أظهرت بعض الإحصائيات أن الأشخاص الذين يعانون من مجموعة أمراض التوحد Autism spectrum disease ASD قد لا يعانون من ضعف الذاكرة العاملة working memory WM وأن الضعف المفترض هو نتيجة للاختبار. العالم ناكاهاشي وآخرون يعترضون بعدم وضوح كثير من الاختبارات التي تستخدم لقياس الذاكرة العاملة في مرضى ASD. وقد وجدوا أن مرضى ASD يظهرون أداءًا ضعيفًا لاختبار الذاكرة العاملة فقط عندما يكون الاختبار ذاته سببًا في عدم اتمامهم له. هذه النتائج تدلي بأن نوعية الاختبار وطريقة تقديمها لمرضى ASD قد يكون له أثر قوي على النتائج. لذا يجب توخي حذرا شديدا عند اختيار تصميم لدراسة تركز على الذاكرة العاملة لمرضى ASD(39)
أوزونوف وآخرون وجدوا نتائج مماثلة في دراساتهم للذاكرة العاملة في مرضى ASD. حيث أظهرت أبحاثهم عدم وجود فرق كبير بين الأشخاص المصابون بمجموعة أمراض التوحد والذين لا يعانون منها في اختبارات مصممة لقياس نواح متعددة من الذاكرة العاملة. وهذا يعزز الانطباع بأن التوحد لا يعيق الذاكرة العاملة. وأن نتائج الاختبارات التي أظهرت ذاكرة عاملة ضعيفة لدى مرضى ASD قد تكون بسبب طبيعة الاختبار التي تعتمد على التفاعل الإنساني، ولأن مهارات هؤلاء الأشخاص الاجتماعية ضعيفة. الاختبارات التي تعتمد على الحاسب الآلي بدلا من الإنسان، تزيل هذه المشكلة وقد تعطي نتائج أكثر صحة.
أبحاث أخرى نفذها جريفيث وآخرون تدلي بأن الذاكرة العاملة قد لا تكون ضعيفة في مرضى التوحد. قد يكون لدى هؤلاء ضعف وظيفي تنفيذي ولكن ليس في الذاكرة العاملة، بل في المهارات اللغوية والاجتماعية. دراسات أخرى أجراها جريفيث وزملائه على أشخاص يافعين يعانون من التوحد لم تتطرق لقياس القدرات الوظيفية الشفهية، ومع ذلك أيضا أظهرت عدم وجود فوارق هامة في الوظائف التنفيذية بين الأشخاص التّوحّديين والغير توحّديين. رغم أن الكثير من الأبحاث أعطت نتائجا توحي بضعف الذاكرة العاملة لدى الأشخاص التوحديين، إلا أن البيانات الناتجة مؤخرا تضعف هذه النظرة.