أبو خالد يزيد الراضي بالله بن المعتمد[1] (؟ - 484 هـ/1091م) هو أحد أبناء المعتمد بن عباد أمير إشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف. تولَّى حكم مدينة رندة نيابة عن والده، وقتله المرابطون غدراً بعد أن سلَّمها إليهم عام 484 هـ (1091م).
الراضي بن المعتمد | |
---|---|
معلومات شخصية |
سيرته
ولايته على الجزيرة الخضراء
عندما استدعى المعتمد بن عباد المرابطين إلى الأندلس لمساعدته في مواجهة قشتالة، كان الراضي يتولى حكم الجزيرة الخضراء. لكن الراضي لم يكن قد تلقى بعد أمراً بتسليمها من والده، لذلك عندما بدأ المرابطون بالعبور من سبتة تحصَّن ورفض أن يتنازل لهم عنها، وأرسل إلى المعتمد بالحمام الزاجل يخبره عن الحال. وعندما سمعَ المعتمد بذلك لم يجد بداً من التنازل عنها، فأسرع بإرسال الأمر إلى الراضي بتسليمها، واستجاب الراضي فأخلاها وانسحب مع جنده نحو رندة.[2]
هجوم لورقة
بعد معركة الزلاقة، أراد والده المعتمد أن يقود حملةً لصدّ جيش مملكة قشتالة الذي كان متوجِّهاً لمهاجمة مدينة لورقة، إلا إنَّ الراضي أعرض عن خوض الحرب، وفضَّل البقاء لحبِّه الأدب والشعر لا خوض المعارك، فقرَّر المعتمد تعيين أخيه المعتدّ بالله مكانه على رأس الجيش. كان عدد الأندلسيّين كبيراً، إلا إنَّهم انهزموا رغم ذلك وخسروا المعركة مع القشتاليين، وأثارت الهزيمة غضباً شديداً في نفس المعتمد، وعاد إلى إشبيلية خاسراً. وعندما سمع الراضي بذلك أراد التخفيف عن والده، فأرسل إليه أبيات:[3]
لا يكرثنك خطب الحادث الجاري | فما عليك بذاك الخطب من عار | |
ماذا على ضيغم أمضى عزيمته | أن خانه حد أنيابٍ وأظفار | |
لئن أتوكَ فمن جبنٍ ومن خَوَر | قد ينهض العير نحو الضيغم الضاري | |
عليك للناس أن تبقى لنصرتهم | وما عليك لهم إسعاد أقدار | |
لو يعلم الناس ما في أن تدوم لهم | بكوا لأنك من ثوب الصِّبا عار | |
ولو أطاقوا انتقاصاً من حياتهم | لم يتحفوكَ بشيءٍ غير أعمار |
إلا إنَّ المعتمد بقي غاضباً منه، لكنه فضَّل مخاطبته بالأسلوب الساخر الهاجي لا الثائر، فردَّ عليه بأبياتٍ منها:[4]
الملك في طي الدفاتر | فتخلَّ عن قود العسكر | |
طف بالسرير مسلماً | وارجع لتوديه المنابر | |
وازحف إلى جيش المعا | رف تقهر الحبر المغامر | |
واطعن بأطراف الير | اع -نصرت- في ثغر المحابر | |
واضرب بسكين الدوا | ة مكان ماضي الحد باتر |
وردَّ عليه ابنه الراضي من جديدٍ بأبياتٍ فاتحتها:[5]
مولاي قد أصبحت كافراً | بجميع ما تحوي الدفاتر | |
وفللت سكين الدوا | ة وظلت للأقلام كاسر | |
وعلمت أن الملك ما | بين الأسنة بواتر |
وأحسن الراضي الاعتذار في قصيدته هذه، فطابت نفس المعتمد وسامحه على فعلته.[6]
هجوم المرابطين ومقتله
عندما هاجم القائد المرابطي سير بن أبي بكر مملكة المعتمد بن عبَّاد بهدف ضمِّها إلى المرابطين، كان الراضي يتولَّى أمور مدينة رندة، وهي من مدن الأندلس الحصينة. عسكر المرابطون قريباً من رندة، وظلُّوا كذلك حتى سقوط إشبيلية وأسر المعتمد (والد الراضي)،[7] فأجبره المرابطون هو زوجته اعتماد الرميكية عل ى أن يكتبا للراضي يرجواه أن يستسلم، ويخبراه بأنَّه إذا لم يفعل فإنَّهما سيُقتَلا. وافق الراضي تحت هذا التهديد على التخلي عن رندة بعد عقد ميثاقٍ مع المرابطين، لكن ما إن خرج منها حتى قتل غدراً وأخفيت جثَّته.[8] حزن المعتمد على وفاة الراضي حزناً كبيراً، وقال يرثيه هو وأخاه الفتح:[9]
بكت واحداً لم يشجها غير فقده | وأبكى الآلاف عديدهم كثر | |
بَنِيَّ صغيرٌ أو خليل موافق | يمزِّق ذا فقرٍ ويغرق ذا بحر | |
ونجمان، زينٌ للزمان، احتواهما | بقرطبة النكداء أو رندة القبر |
وقال كذلك في رثائهما:[10]
يقولون صبرا،ً لا سبيل إلى الصبر | سأبكي وأبكي ما تطاول بي عمري | |
هوى الكوكبانِ: الفتح ثم شقيقه | يزيد فهل عند الكواكب من خبر | |
ترى زهرها في مأتمٍ كل ليلة | تُخمَّش لهفاً وسطه صفحة البدر | |
ينحن على نجمين، أثكلت ذا وذا | وأصبر ما للقلب في الصبر من عذر |
المراجع
- عبد الرحمن علي الحجي (1987): التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، ص391. دار القلم، دمشق - سوريا. دار المنارة، بيروت - لبنان.
- أدهم 2000، صفحة 218
- أدهم 2000، صفحة 252-253
- أدهم 2000، صفحة 253
- أدهم 2000، صفحة 254
- أدهم 2000، صفحة 255
- أدهم 2000، صفحة 281
- أدهم 2000، صفحة 280
- أدهم 2000، صفحة 282
- أدهم 2000، صفحة 301
كتب
- علي, أدهم (2000). المعتمد بن عبَّاد. الإدارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة - مصر.