الزبير خياط شاعر مغربي، من مواليد عام 1964م بوجدة، شرق المغرب.[1]
عضو "اتحاد كتاب المغرب" منذ سنة 1996م، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، حاصل على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب عن ديوان "الطريق إلى إرم" (دورة 1994)، وعضو مؤسس لفرع اتحاد كتاب المغرب بمدينة الناظور شمال شرق البلاد (1999م)، وعضو فرع اتحاد كتاب المغرب بوجده من 1996 إلى 1999م، ثم منذ بداية من 2006م. نشر أشعاره في جرائد ومجلات وطنية، كالملحقات الثقافية لجرائد "العلَم"، و"البيان"، و"أنوال"، و"فكر ونقد"، وعربية، كـ"القدس العربي"، و"الزمان الدولية"، و"المنتدى" الإماراتية.
صدر له من الدواوين: "الطريق إلى إرَم" (1985) (قدم له الشاعر محمد علي الرباوي)، و"آدم يسافر في جدائل لونجا" (1989)، و"وقت بين المديح والرثاء" (2012)، (قدّم له الناقد نجيب العوفي).
له مشاركات شعرية كثيرة، منها مشاركاته بمهرجان الرباط الثاني 1996، ودورات مهرجان عكاظ بوجدة الأولى (1996)، والثانية (1998)، والثالثة (2001)، والرابعة (2005)، وبمهرجاني الحسيمة الثاني (2003) والثالث (2004) للسياحة والإبداع، وبالملتقى الوطني الأول للشعر ببركان (2005)، وبمهرجان السعيدية الثقافي والسياحي (2005)، وبملتقى الشعر المغربي بشفشاون دورة "محمد بن عمارة" (2007)، وبملتقى الصخرة الوطني للإبداع الشعري بأزرو (2008)، وبالملتقى الجهوي الثالث للإبداع بالجهة الشرقية (2009)، وبالملتقى الإقليمي الأول للشعر بزايو (2009)، وبمهرجان عكاظ للشعر بتمسمان (2010)، وبالملتقى الإقليمي الثاني للشعر بزايو (2010)، وبملتقى كرسيف الوطني للشعر (2010)، وبملتقى الشعر المغربي بشفشاون، محور "القصيدة المغربية – الصورة والعالم" (2010)، وبمهرجان الناظور (2010) ، وبالمهرجان الوطني للشعر والتشكيل بجرسيف (2011) ، وبمهرجان عكاظ الوطني للشعر بتمسمان (2011)، وبالمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون "شعرية التحولات" (2011)، وبمهرجان الناظور (2011)، وبالملتقى الجهوي الرابع للإبداع بالجهة الشرقية (2011)، وبالملتقى الشعري التاسع لربيع الشعر بمدينة زرهون مولاي إدريس (2012)، وبالفعاليات الشعرية الموازية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء (2013)، وبالأمسية الشعرية المغاربية بوجدة (2013)، وبمهرجان الديبلوماسية الثقافية بالرباط (2015)، وبالمهرجان الدولي العربي الإفريقي للشعر والسلام بالرباط (2016)...
شغل منصب نائب رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بمدينة "وجدة"، ونائب رئيس جمعية أروقة للثقافة والفن بوجدة، وأسس جمعية "أصدقاء الشعر" بمدينة "زايو"، كما نشط في تنظيم الكثير من الملتقيات الشعرية بالجهة، وحل ضيفا على برنامج "حبر وقلم" بالإذاعة الوطنية، سنتي 1998 و2012، وعلى برنامج "حدائق الشعر" بالإذاعة الجهوية بوجدة مرتين، كما أن له تصريحات مختلفة للتلفزة المغربية والإذاعة الوطنية والجهوية، وقناة النيل دراما.
عمل الشاعر خياط أستاذا للغة العربية منذ تخرجه من المركز التربوي الجهوي بنفس المدينة عام 1987م، ثم أستاذا بالسلك الثانوي التأهيلي بعد التخرج من المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل سنة 1993م، ويعمل حاليا بثانوية حسان بن ثابت التأهيلية بزايو، إقليم الناظور.
نموذجان من شعره
الوعـد
هل وجدتِ الـذي..
قد وُعـدتِ؟
وجدتُ فراقكِ هولا ثقيـلا!
كأنكِ – سُبحان من قدَّرَ الوعـدَ –
عجَّلتِ شيئا قليـلا
وأنك – سُبحان من قدَّرَ الوعـدَ –
أزمعتِ..
قبل الرحيل الرحيـلا
هل وجدتِ الذي قد وُعـدتِ؟
وجدتُ الزمان انكسـرْ
ووجدتُ الذي ضاع منّـي
بحجم العُمُـرْ
ووجدتُ الكلام انقضـى
حين ألقمني الموتُ صمتَ الحجـرْ!
قسمًـا
بالذي كنتِ مسَّحت كعبتَـهُ
وضربتِ لـهُ..
كبِدَ الراقصات على الجـوِّ
حتَّى مِنَـى
قسما بالجناح الذي ذلَّ لي وانخفَـضْ
والفؤادِ الذي عاش لـي
ما نبـضْ
ما كتمتُ الجَوى حقَّـهُ
إنما خنسَ الدمعُ والقافيـهْ
عندما ضمَّكِ القبرُ يا غاليـهْ.
***
هل وجدتِ الـذي..
قد وُعـدتِ
كرَعتِ من الحـوضِ
عُدتِ إلى مشرِق العُمـرِ؟
هل نبتـتْ
فوقَ صدركِ رُمانتانِ
ومسَّحتِ فوديْكِ في غنَج البِكْـرِ؟
هل يشمخُ الشوقُ فيـكِ
وأنتِ على سُـرر اللهِ
مرفوعةُ القَـدْرِ
مجدولةُ الشَّعـرِ
سيماءُ من دخلتْ جنةَ الوعد راضيـةً.
يشمخ الشوقُ فـيَّ
إلى ريح وقتـكِ
يا ضيفةَ الله في السدرة العاليهْ!
يشمخ الشوقُ فـيَّ
إلى وَقفة الحَشـرِ
إذ قيلَ ألقـاكِ
إذ قابَ قوسيْن نحـنُ!
ويمتدُّ بيني وبينـكِ
خيطٌ من العُمـرِ:
ما حملَ البطنُ وَهْنًـا
وما درَّرَ الثديُ منًّـا
وما شبَّ عن طَوقهِ الغِـرُّ
حتى اكتمـلْ
وما وَخَطَ الشيبُ رأسَـهُ
حتى اشتعـلْ.
حنانيْـكِ..
يمتدُّ بيني وبينـكِ
شوقُ الغيـابِ
ووِزرُ الحسـابِ
فهلْ تهرُبيـنَ
كما يهرُبُ النَّاسُ والصَّاحبـهْ؟
أم تحنِّين – سُبحانَ من قدَّر الوعـدَ –
للكبِدِ الغائبَـهْ؟!
("وقت بين المديح والرثاء"، من ص 29 إلى ص 36. مطابع الأنوار المغربية، وجدة، ط1، 2012.)
الزلزال
زلزال ٌ
درجاتهُ آلاف الشهـداءِ
على مِقياس لم يتصورْ سلَّمهُ رِشتـرْ.
بُؤرته كرُّوسة خضار من تونـسَ
أسقطت الجمرَ على رأس أبي الهـولْ
وتزلزلَ عرشُ عقيـدٍ
يطوي خيمتـهُ
ويفرُّ إلى ملكوت النفـطِ
ليقرأ ما قد يتيسرُ من آيات المـوتِ
على صفحات كتاب سمَّاه الأخضـرْ.
زلزالٌ
يضرب هذا الوطنَ المقهور من الماء إلى المـاءْ
تهتز عـروشٌ
وتَحار جيـوشٌ
ويعيش الشعـبُ
فلا صوتَ سوى للشعـبِ
ولا رأيَ سوى للشعـبْ.
يا شاعـر أوراسَ
العربُ انتفَضـوا
لم ينقرضوا في القرن العشريـنَ
كما قال الشاعرُ ذات مسـاءْ
العربُ انتفضوا في القرن الواحد والعشريـنَ
على حكام أكلوا خيـرَ الأرضِ
وباعوا شرف العـرضْ
يا شاعـر أوراسَ
العربُ الآن من الماء إلى المـاءِ
على صوت أوحدَ مُنْـزَلْ
ارحلْ، ارحلْ، ارحـلْ...
اجمعْ آخر أيامك وارحـلْ
اجمع ليلكَ، سجنـك
ورصيـدكَ
من جثثِ الشهـداءِ
وفقر البؤسـاءِ
ورفض الشرفـاءِ
فلا عاصمَ لك من غضب الشعـبِ
ولو آويتَ إلى جبل الـرومْ
ارحلْ فلنا وقت نقضيه بدونـكَ
نبني وطنا ونحـبُّ...
وننجب جيلا لم يعرفْـكَ
ولا يدرس في كتب التاريـخِ
سوى أنك مخلـوعْ.
اِرحل كي ننجب قيسًا آخـرَ
لا يعشق ليلى في قمر كنت تـراهُ
ولا يُهديها وردا كنت تشم نَـداهُ
الشمسُ سنقلب دورتَهـا
كي لا تشرق من شـرقٍ
كنت تقول : "أنا فيه إلـه ُ"
ارحل من مَطر اللهِ
لكي نتوضـأْ
فتصحَّ لنا صلواتٌ حُجبـتْ
كي تغتسل امرأة هي أرضـي
من حيضٍ لا يتطهـرُ
من ماء كان سحابُه من بحـركْ
ارحل بهوائـكَ
كي لا نتنفس من جـوِّكْ
ارحل وسأثقبُ ذاكرتـي
كي تسقطَ منهـا
سبعين خريفًـا
لا تسقطْ في ملكوت الـربِّ
ولا تسقطْ في أرض الشعـبِ
فأنت هلامٌ تتشكل في النسيـانْ
ما أبعدك الآن من الإنسـانْ!
زلزال يضرب كي يصنـعَ
خارطةً أخـرى
ويُشكِّل جينات أخرى للنسـبِ
يحمل بغدادَ إلى وهـرانَ
ويفتح صنعاء على تطـوانْ
ويحنُّ سبو والنيل لدجلـةَ
كي يلتقيا ويَصُبّـا معـهُ
في شطِّ العـربِ.
زلزال لا مقياس لـهُ
لا نعرف حتى الآن مـداهُ
لكِنّا نحن خطاهُ، نحن خطـاهُ
نحن خطـاهُ...
مراجع
- "معلومات عن الزبير خياط على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2020.
وصلات خارجية
- [حلقة بيت الأدب، قناة وجدة تي في: لقاء مع الشاعر الزبير خياط https://www.youtube.com/watch?v=B8VmCvwR3G8]
- [حلقة "حِبر وقلم" على الإذاعة المغربية، القناة الأولى: https://www.youtube.com/watch?v=mdNYSJbKk2g]
[قصيدتا "الأسماء والفاتحة" و"ليلى"، شعر وإنشاد الزبير خياط: https://www.youtube.com/watch?v=cCEWOEgyQds]