السترة السوداء ( ثقافة ثانوية)
السترة السوداء هي ثقافة شبابية لقيت ترويجاً كبيراً في فرنسا عام 1950. كان أوج انتشارها بين عامي 1958 و1961. ونتيجة لنفوذ الولايات المتحدة فإن السترة ترمز إلى لباس خاص وإلى موسيقى الروك اندرول، التي كانت أصل موضة الـ yéyé والعديد من الأزياء الخاصة بسن المراهقة. في نفس الوقت، ازدهر أسلوب مشابه في البلدان الأوروبية الاخرى.
أصل السترة السوداء
تمحورت حول منتجات ذات ثقافة أمريكية التي كانت صدمة ثقافية أنذاك.
- فيلم L'Équipée sauvage (The Wild One)، الذي صدر عام 1953 في الولايات المتحدة، ولكن شهرته لم تصل إلى أوروبا حتى عام 1955، حيث أن الشخصية التي مثلها مارلون براندو تبين الطابع العام لهذه الفكرة الدارجة وهي الجلد الأسود والدرجات النارية والرجولة واثارة المشاكل وروح العصابة والعنف في حدود الجريمة.
- فيلم آخر باسم La Fureur de vivreوصل إلى فرنسا عام 1956, حيث قام جيمس دين، الذي فقد حياته بالخطأ، بأداء دور البطولة. يقدم الفيلم فكرة هامة وهي أن مستقبل السترات السوداء ليست مجرد اختيار متعمد ولكنها كذلك مصير الأجيال والذي لن يفهمه الكبار.
- في الوقت نفسه وصل الروك اند رول، وأشهر من قام بالغناء بهذا الأسلوب: بيل هالي وإلفيس بريسلي وجين فنسنت وإدي كوكران وجيري لي لويس. لكن هاهي إديث بياف مغنية فرنسية لا علاقة لها بالروك اند رول، سلطت الضوء في عام 1956 على هذه الظاهرة عندما قامت بتقديم أغنية L'Homme à la moto (رجل على الدراجة) المستوحاة بشكل غير مباشر من فيلم L'Équipée sauvage (مغامرة في البرية).
الهوس والموضة
في السابع والعشرون من يوليو عام 1959 ظهر مسمى (السترة السوداء) للمرة الأولى في مقال صحفي التابع لجريدة France- Soir, تصف مواجهة وقعت بين العصابات في ساحة سانت لامبرت الواقعة في الدائرة الخامسة عشر في باريس. هذا المسمى ظهر مرادفاً لعصابات شبابية. ثم بدأت الصحافة بالاهتمام بالعصابات التي تتميز بأعدادها الكبيرة (التي قد تصل إلى مئة شب) وبالعنف، مرتدوا السترات السوداء وصفوا بالمجموعات الانطوائية الذين يتنقلون بالدرجات الهوائية أو النارية حاملين قبضات حديدية أو سكاكين الجيب، بهدف الدفاع عن منطقتهم خاصة باريس وضواحيها. بعد فتره وجيزة اختلق الصحفيون مصطلح (السترة الذهبية) للإشارة إلى الشابات من الطبقات الوسطى المشاركات في مختلف المناسبات بدلا من السترة السوداء التي كانت خاصة بالأوساط الشعبية.
هذه الحملة الإعلامية التي امتدت إلى الهوس الجماعي، كان لها التأثير الأول في انتشار هذه السترات السوداء، حوالي عام 1960, في جميع أنحاء البلاد وفي كل المجتماعات، كان الشباب يرتدون وفقاً للموضة السترات الجلدية (لكن سترات البيرفكتو الأصلية لازالت نادرة ) والجينز الباهت والحزام الجلدي والقمصان الواسعة ذات نقوش مربعية الشكل. يسرحون شعرهم إلى الخلف مع خصلة كبيرة مثنية على الجبهة مثبتة بمستحضر الشعر(تدعى بتسريحة الموز).بدلاً من الدراجة النارية الفاخرة الخاصة بالأثرياء كانوا يتجولون على درجات نارية تلائم مظهرهم مثل البوما فلاش أو الفلاندريا أو الموتوبسان الصرامة. بعض الجرائم كانت سائدة في هذه الأوساط. ولكن الصدمة الحقيقية كانت أن أصحاب السترات السوداء (الذين يسمون أنفسهم « loulous ») قد تقمصوا شخصيات وألفاظ عصابات الشوارع. هذه السترات كانت أساس مسيرة موسيقى الروك في فرنسا وأشهر أبطالها جوني هاليداي وإيدي ميشتل وفينس تايلور وذلك قبل أن تنتشر موضة ال(yéyé) التي بقدومها رحلت السترات السوداء وذلك في عام 1962.
في البلدان الآخرى
ظهرت هذه الثقافة الفرعية في بلدان آخرى مثل :
- بريطانيا: في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين، كانت هناك ظاهرة الروكيز، التي تعرف أيضا باسم غريزر (التي أصبحت مألوفة للإنجليز في السبعينيات عندما أصبحت ثقافة الهيبي لفرقة les Hells Angels)) ملائكة الجحيم ذات شعبية في كاليفورنيا.
- أيرلندا: (les nadsack) النادسك
- ألمانيا والنمسا وسويسرا: les Halbstarken)) الهالبستاركين
- هولندا: nozem)) النوزم
- السويد les raggare):) الراجار
- استراليا نيوزلندا: les bodgies)) بودجيس
- جنوب افريقيا: les ducktails)) داكتايلز
ترتبط هذه الثقافات الفرعية المختلفة بظواهر اجتماعية مماثلة، ولكن لا يمكن الخلط بينهما، بقدر ما قد تشكلت وفقا لسياقات وطنية متميزة. إذا كانت الهالبستاركين الألمانية تتزامن على وجه التحديد مع السترات السوداء الفرنسية، في حين أن الروك البريطانية كانت مختلفة. لأن في هذا البلد الانشغالات الاجتماعية (من ناحية الإستفزاز والجنوح) قد احتلتها السترات السوداء حتى أوائل الستينات، من قبل ظاهرة بريطانية على وجه التحديد، وهي, les teddy boys).) أولاد تيدي. تم تعريف الروك بمعتقدات ظاهرة الدراجات النارية، ولكن من حيث المبدأ إدانة السلوك الجانح.
وبالمثل فإن الراجار تميزوا كذلك بحبهم للسيارات الأمريكية الكبيرة، ظلوا كظاهرة أساسية سويدية وفنلندية. ظلت مستقرة بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. ظلت ظاهر أساسا السويدية والفنلندية. مستقره على نحور بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
نتائج هذه الثقافة المشهورة
ابتداء من عام 1936 خلال. تحطمت ثقافة السترة السوداء خلال فصل الصيف في بريطانيا العظمى في المعارك التي دارت بين المود ونجوم الروك تركت بصمة انتصار نفسي. في حين يظهر نجوم الروك كالمجموعات المتخلفة المحبطة، تشير المراجع الأمريكية أن الجيل المسن يشهد خطوة نحو الحيوية بصورة الروك البريطاني كثيرالإبداع.وقد بدأت نقطة التحول بالفعل، في فرنسا، لا سيما مع الحوادث والتراجع المرتبطة بالمهرجان الدولي الأول للروك في قصر الرياضة في باريس في فبراير 1961.
يعيد التاريخ نفسه في 18 نوفمبر عندما حطمت عصابات من الضواحي نفس المكان مرة أخرى، خلال المهرجان الثالث والأخير من الروك أند رول (حيث سنرى فينس تايلور توقف عن الغناء قبل امتداد الضرر). في بضع دقائق، تحولت الغرفة إلى ساحة من الخراب. في 22 يونيو، 1963، خلال "ليلة جنون الأمة": نظمت سالوت لي كوبان حفلة مجانيه في باريس في ساحة الأمة حيث جذبت حشد ضخم وقد وقعت حوادث خطيرة، نسبت (صوابا أم خطأ) إلى عصابات السترات السوداء. فرق اليّي اليّي yéyé أبعدوا أنفسهم كل البعد عن هذه الحادثة
علاوة على ذلك، حركات الأزياء التي ظهرت عقب الستينات استنفرت الأجيال ألاكثر تعليما (في فرنسا، تم تمديد التعليم الإلزامي من 14 إلى 16 عاما في عام 1959). أو حتى "الفكريه"، سواء حول الشواذ أم الهيبيين أم الشباب اليساريين، التي تشترك جميعها في أن تذليل "مثيري الشغب", كما نسميها، ضريبة الجهل والعنف والذكوريه، ورمز الشرف.الذي يبدو ذكوري جدا كشكل من أشكال الفاشية.
شهد النصف الثاني من السبعينات نوعا من إعادة تأهيل السترات السوداء من العام الماضي، أعطيت الإشارة في عام 1974 في الولايات المتحدة من خلال سلسلة ايام سعيده (Happy Days) الذي يقدم طابع فونزي، نموذج من السترة السوداء اللطيفة التي ليست دائما دقيقة مع الشرعية ولكن أمينة ومخلصة لأصدقائها، سواء كانوا طلاب المجتمع الراقي. وفي نفس الوقت، تعود أزياء الريترو إلى موضة الروك في سنة الخمسينات (وخاصة مع نجاح ستري كات) ورمز الملابس التي كانت مرتبطة بها، أيضا كرد فعل معاكسة للتطور المفرط لموسيقى البوب من تلك السنوات تظهر البنك روك، بما في ذلك واحدة من أول الجماعات كشفت الرامونس عن سترات بيرفيكتو.
في فرنسا، المغني رينو شكّل صورة مركبة تجمع بين ثقافة السترة السوداء الشريره القديمة والتمرد الاجتماعي، في حين قدم فرانك مارجيرين في عام 1979 شخصية كوميدية وعدته بمهنة لامعة. لوسيان، السترة السوداء للضاحيه غير اللامبالية لتقدم وتراجع الموضة، الذين لديهم ولاء لإسلوبه بسبب مغامراته الكثيرة.