كتاب السفن الروسية في الخليج العربي للمؤلف: المستعرب البروفيسور د. يفيم أناتوليفيتش ريزفان وهو كتاب صدر باللغة العربية (عام 1990 في موسكو)، وبالإنجليزية (عام 1999 في لندن).
المحتويات
يتحدث عن دفء العلاقة الروسية ببلدان الخليج العربي خلال تواجد السفن الروسية (في الفترة من 1898 وإلى 1903). وذلك عبر سرد مواد من الأرشيف المركزي للبحرية الروسية. في تلك الفترة كانت العلاقات بين روسيا ودول الخليج العربي قد بلغت ذروتها. وتبين أن دول الخليج العربي تبدي اهتماما كبيرا نحو روسيا وإمكانياتها. حينها كات هذه الدول تواجه من الجانب الأول تركيا، بينما من الجانب الآخر – بريطانيا.، وكانت تنظر إلى روسيا كحليف لها. ويتحدث ريزفان أيضا كيف بدأت السفن الحربية الروسية حينها بالذهاب إلى الخليج العربي، وكيف وجدت هذه المنطقة اهتماما من المواطنين الروس أيضا، بمن فيهم العلماء. ويروي كيف زار عالم الحيوان الروسي الشهير بوغويافلينسكي دول الخليج عام 1902 لدراسة الحيوانات الخاصة بهذه المنطقة وتصوير فيلمعنها لأغراض علمية. وكيف حظي بوغويافلينسكي حينها بمقابلة الحاكم المحلي وإعجابه، الأمر الذي حدا بالسلطات المحلية لشراء منزل خاص له، وقد أعلن هذا المنزل لاحقا كمنزل دائم للروس القادمين إلى البحرين. ويشير أنه في مطلع القرن العشرين بدأت الاهتمامات الجيوبوليتيكية الروسية المرتبطة في شبه الجزيرة العربية تزداد أكثر فأكثر. وتم في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين افتتاح قنصليات روسية في المراكز المهمة جدا الواقعة على سواحل الخليج العربي كالبصرة وجدة و بوشهر). وقبل رحلة بوغويافلينسكي بفترة قليلة وبهدف رفع هيبة الإمبراطورية الروسية زارت السفن الحربية الروسية موانئ الخليج العربي. وقد كتب عالم الحيوان الروسي في مذكراته اليومية، بان هذا الخطوة السياسية تركت انطباعا لا يمحى لدى السكان العرب المحليين، الذين انزعجوا على مدى سنوات كثيرة من استبداد بريطانيا. ورأوا في روسيا قوة عظمى جبارة، قادرة على دعمهم. ويعتبر ريزفان في كتابه أن رحلة نقولاي بوغويافلينسكي لم تمتلك أهمية عملية خاصة فقط، بل وسياسية. وكان من الضروري للحكومة الروسية آنذاك أن تظهر للشيوخ العرب، الذين يسيطرون على سواحل الخليج العربي، كم هو الإنسان الروسي متربي ومتعلم وحسن النوايا ممثلا بشخصية نقولاي بوغويافلينسكي، الذي يعتبر "صورة نموذجية" لطبقة المثقفين الروس. ولهذا أظهرت وزارة الخارجية الروسية في حينها الدعم الكبير للبعثة العلمية لبوغويافلينسكي.