الرئيسيةعريقبحث

السلالة الحشمونية


☰ جدول المحتويات


خارطة مملكة الحشمونيين في اوج اتساعها

السلالة الحشمونية:[1] هي سلالة حاكمة في يهودا والمناطق المحيطة بها خلال العصور القديمة الكلاسيكية. بين نحو عام 140 ونحو عام 116 قبل الميلاد حكمت السلالة يهودا بشكل شبه مستقل عن السلوقيين. منذ عام 110 قبل الميلاد، ومع تفكك الإمبراطورية السلوقية، أصبحت السلالة مستقلة تمامًا، وتوسعت في المناطق المجاورة مثل السامرة، والجليل، واليطوريين، وبيرية، وإدوم، وأخذت لقب «بازيليوس». يشير بعض الباحثين المعاصرين إلى هذه الفترة باعتبارها مملكة إسرائيل المستقلة.[2]

تأسست السلالة بقيادة سيمون ثاسي، بعد عقدين من هزيمة شقيقه يهوذا المكابي للجيش السلوقي خلال ثورة المكابيين. وفقًا لسفر المكابيين الأول، وسفر المكابيين الثاني، وأول كتاب عن الحرب اليهودية للمؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس (37 للميلاد- حتى نحو عام 100)،[3] تحرك أنطيوخوس الرابع لفرض رقابة صارمة على ساتراب السلوقية من سوريا الجوفاء وفينيقيا بعد غزوه الناجح لمصر البطلمية،[4] أعيد بتدخل الجمهورية الرومانية.[5][6] نهب القدس وهيكلها الثاني، وقمع الاحتفالات الدينية والثقافية اليهودية والسامرية،[7] وفرض الممارسات الهلنستية. بدأت الثورة التي تلت ذلك من قبل اليهود (167 قبل الميلاد) فترة الاستقلال اليهودي واشتهرت هذه الفترة بالانهيار المستمر للإمبراطورية السلوقية تحت هجمات من القوى الصاعدة للجمهورية الرومانية والإمبراطورية الفرثية.

في عام 63 قبل الميلاد تعرضت المملكة للغزو من قبل الجمهورية الرومانية، التي قسمتها وأقامت مكانها دولة عميلة رومانية. ومع ذلك، استغل الرومان لاحقًا نفس فراغ السلطة الذي مكّن الدولة اليهودية من الاعتراف بها من قبل مجلس الشيوخ الروماني نحو عام 139 قبل الميلاد. أصبح هيركانوس الثاني وأريستوبولوس الثاني، أحفاد سيمون العظيم، بيادق في حرب بالوكالة بين يوليوس قيصر وبومبيوس الكبير. أدت وفاة بومبيوس (48 قبل الميلاد) وقيصر (44 قبل الميلاد)، والحروب الأهلية الرومانية ذات الصلة إلى تخفيف سيطرة روما مؤقتًا على المملكة الحشمونية، ما سمح لهم بإعادة تأكيد وجيزة للحكم الذاتي المدعوم من الإمبراطورية الفرثية. سحق الرومان هذا الاستقلال القصير بسرعة تحت قيادة مارك أنطوني وأوكتافيوس.

صمدت السلالة مدة 103 سنوات قبل أن تذعن للسلالة الهيرودية في 37 قبل الميلاد. جعل تنصيب هيرودس الأول (الإدومي) ملكًا في 37 قبل الميلاد من يهودا دولة عميلة رومانية وكانت علامة على نهاية سلالة الحشمونية. حتى ذلك الحين، حاول هيرودس تعزيز شرعية عهده عن طريق الزواج من الأميرة الحشمونية، مريمني، والتخطيط لإغراق آخر ذكر وريث من الحشمونيين في قصره في أريحا. في عام 6 ميلادي انضمت روما إلى يهودا، والسامرة وإدوميا (إدوم في الكتاب المقدس) إلى مقاطعة يهودا الرومانية. في عام 44 ميلادي أنشأت روما منصب الوكيل ليكون جنبًا إلى جنب مع ملوك الهيرودية (على وجه التحديد أغريباس الأول منذ عام 41 وحتى عام 44، وأغريباس الثاني منذ عام 50 وحتى عام 100).

الخلفية

احتلت أراضي مملكة إسرائيل السابقة ومملكة يهوذا (نحو 722-586 قبل الميلاد) بدورها من قبل الآشوريين، والبابليين، والإمبراطورية الأخمينية، والإسكندر الأكبر إمبراطور مقدونيا الهلنستية (نحو عام 330 قبل الميلاد)، ومع ذلك استمرت الممارسة والثقافة الدينية اليهودية بل وازدهرت خلال فترات معينة. كانت المنطقة بأكملها موضع نزاع كبير بين الدول التي خلفت إمبراطورية الإسكندر، وهي الإمبراطورية السلوقية ومصر البطلمية، خلال الحروب السورية الستة من القرن الثالث إلى القرن الأول قبل الميلاد: «بعد قرنين من السلام تحت حكم الفرس، وجدت الدولة العبرية نفسها مرة أخرى عالقة وسط صراعات على السلطة بين إمبراطوريتين عظيمتين: الدولة السلوقية وعاصمتها في سوريا إلى الشمال، والدولة البطلمية وعاصمتها في مصر إلى الجنوب ... بين 319 و302 قبل الميلاد، تبدلت السيطرة على القدس سبع مرات». [8]

انتزع السلوقيون بقيادة أنطيوخس الثالث السيطرة على إسرائيل من البطالمة للمرة الأخيرة، وهزموا بطليموس الخامس الذي كان لقبه أبيفانس في معركة بانيوم في 200 قبل الميلاد. ثم أدى الحكم السلوقي على الأجزاء اليهودية من المنطقة إلى ظهور الممارسات الثقافية والدينية الهلنستية: « بالإضافة إلى فوضى الحرب، نشأت في الأمة اليهودية أحزاب مؤيدة للسلوقية والبطالمة، وكان للانقسام تأثير كبير على اليهودية في ذلك الوقت. في أنطاكية، تعرّف اليهود أولًا على الهلنستية والجوانب الأكثر فسادًا من الثقافة اليونانية، وحكمت أنطاكية يهودا من ذلك الوقت فصاعدًا». [9]

المصادر التاريخية

سُجل أصل سلالة الحشمونية في كتابي سفر المكابيين الأول، وسفر المكابيين الثاني، غطا الكتابان الفترة من 175 إلى 134 قبل الميلاد، وخلال تلك الفترة أصبحت سلالة الحشمونية شبه مستقلة عن الإمبراطورية السلوقية لكنها لم تكن قد توسعت بعد خارج يهودا. يعتبر الكتابان جزءًا من القانون الإنجيلي للكنائس الكاثوليكية والشرقية الأرثوذكسية، ويعتبرهما معظم البروتستانت ملفقان، لكنهما ليسا جزءًا من الكتاب المقدس العبري. كُتب الكتابان من وجهة نظر مفادها أن خلاص الشعب اليهودي في الأزمة جاء من الله من خلال عائلة متتيا، خاصة أبناءه يهوذا المكابي، وجوناثان أبوس، وسيمون ثاسي، وحفيده جون هيركانوس. تحتوي الكتب على مواد تاريخية ودينية من الترجمة السبعينية التي دونها المسيحيون الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيون.

المصدر الأساسي الآخر لسلالة الحشمونية هو حروب اليهود الكتاب الأول للمؤرخ اليهودي فلافيوس (37 للميلاد- ونحو عام 100). سَردُ فلافيوس هو المصدر الأساسي الوحيد الذي يغطي تاريخ سلالة الحشمونية خلال فترة توسعها واستقلالها بين عام 110 وحتى عام 63 قبل الميلاد. وكان فلافيوس على وجه الخصوص -وهو مواطن روماني وجنرال سابق في الجليل، نجا من حروب الرومان اليهود في القرن الأول- يهوديًا اعتقِل من قبل الرومان وتعاون معهم، وكتب كتبه في روما، ما دفع البعض إلى التشكيك في نزاهته ومصداقيته بصفته مؤرخًا.[10]

الحكم السلوقي على يهودا

الهلينة

لم يقاوم اليهود الهلينة في فترة ما قبل الحشمونية عالميًا. عمومًا قبِل اليهود الحكم الأجنبي عندما طُلِب منهم فقط دفع الجزية، وسُمح لهم بخلاف ذلك بحكم أنفسهم داخليًا. ومع ذلك انقسم اليهود بين مؤيدين للهلينة ومعارضين لها، وانقسموا بين مواليين للبطالمة أو للسلوقيين. في عام 175 قبل الميلاد، اندلع الصراع بين الكاهن أونيس الثالث (الذي عارض الهلنية وفضل البطالمة) وابنه جايسون (الذي فضل الهلينة والسلوقيين). وتبع ذلك فترة من المكائد السياسية، إذ رشى كل من جايسون ومينيلاس الملك للحصول على منصب الكاهن الأعظم، واتهامات بقتل الخصوم المتنافسين على اللقب. وكانت النتيجة حربًا أهلية قصيرة. نجح توبايدس، وهو حزب فيلو هلينستي، في وضع جايسون في منصب قوي وهو الكاهن الأعظم. أسس ساحة للألعاب العامة بالقرب من المعبد.[11] يشير المؤلف لي آي. ليفين إلى أن «الجزء الأساسي في الهلينة اليهودية، والأكثر دراماتيكية من بين كل هذه التطورات، حدث في 175 قبل الميلاد، عندما حول الكاهن الأكبر جايسون القدس إلى مدينة يونانية مفعمة بالجيمناسيون والأفيبيان (2 مكابيين 4). سواء مثلت هذه الخطوة تتويجًا لعملية 150 سنة من الهلينة داخل القدس عمومًا، أو ما إذا كانت مبادرة زمرة صغيرة من كهنة القدس، دون تشعبات أوسع، نوقشت لعقود».[12] من المعروف أن الهلنستية اليهودية شاركت في ترميم القلفة غير الجراحية (عكس الختان) من أجل الانضمام إلى الممارسة الثقافية الهلنستية السائدة في التواصل الاجتماعي العاري في صالة الألعاب الرياضية،[13][14][15] إذ كان ختانهم يحمل وصمة اجتماعية، وجدت الثقافة الكلاسيكية، والهلنستية، والرومانية أن الختان عُرف قاسٍ بربري، وحشي.

مراجع

  1. From لاتينية متأخرة Asmonaei from (بالإغريقية: Ἀσαμωναῖοι)‏ (Asamōnaioi).
  2. Leon James Wood, David O'Brien, A Survey of Israel's History, Zondervan, 1986
  3. Louis H. Feldman, Steve Mason (1999). Flavius Josephus. Brill Academic Publishers.
  4. "Maccabean Revolt - Biblical Studies - Oxford Bibliographies - obo". مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2020.
  5. السلالة الحشمونية, pp. 36–40.
  6. "Livy's History of Rome". مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 201725 يناير 2007.
  7. Kasher, Aryeh (1990). "2: The Early Hasmonean Era". Jews and Hellenistic cities in Eretz-Israel: Relations of the Jews in Eretz-Israel with the Hellenistic cities during the Second Temple Period (332 BCE - 70 CE). 21. توبينغن: Mohr Siebeck. صفحات 55–65.  .
  8. Hooker, Richard. "Yavan in the House of Shem. Greeks and Jews 332–63 BC". مؤرشف من الأصل في 29 أغسطس 200608 يناير 2006. World Civilizations Learning Modules. Washington State University, 1999.
  9. Ginzberg, Lewis. "Antiochus III The Great". مؤرشف من الأصل في 14 مايو 202023 يناير 2007. Jewish Encyclopedia.
  10. Bentwich, Norman. "Josephus". مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 201918 يناير 2007. Philadelphia:Jewish Publication Society of America, 1914: "He was not a loyal general, and he was not a faithful chronicler of the struggle with Rome; but he had the merit of writing a number of books on the Jews and Judaism." Preface.
  11. Ginzberg, Lewis. "The Tobiads and Oniads". مؤرشف من الأصل في 14 مايو 202023 يناير 2007. Jewish Encyclopedia.
  12. Levine, Lee I. Judaism and Hellenism in antiquity: conflict or confluence? Hendrickson Publishers, 1998. pp. 38–45. Via "The Impact of Greek Culture on Normative Judaism." [1] - تصفح: نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  13. Rubin, Jody P. (July 1980). "Celsus' Decircumcision Operation: Medical and Historical Implications". Urology. إلزيفير. 16 (1): 121–124. doi:10.1016/0090-4295(80)90354-4. PMID 6994325. مؤرشف من الأصل في 8 مايو 202030 يناير 2019.
  14. Jewish Encyclopedia: Circumcision: In Apocryphal and Rabbinical Literature: "Contact with Grecian life, especially at the games of the arena [which involved عري], made this distinction obnoxious to the Hellenists, or antinationalists; and the consequence was their attempt to appear like the Greeks by استعادة القلفة ("making themselves foreskins"; I Macc. i. 15; Josephus, "Ant." xii. 5, § 1; Assumptio Mosis, viii.; I Cor. vii. 18; Tosef., Shab. xv. 9; Yeb. 72a, b; Yer. Peah i. 16b; Yeb. viii. 9a). All the more did the law-observing Jews defy the edict of أنطيوخوس الرابع prohibiting circumcision (I Macc. i. 48, 60; ii. 46); and the Jewish women showed their loyalty to the Law, even at the risk of their lives, by themselves circumcising their sons."; Hodges, Frederick M. (2001). "The Ideal Prepuce in Ancient Greece and Rome: Male Genital Aesthetics and Their Relation to Lipodermos, Circumcision, Foreskin Restoration, and the Kynodesme". Bulletin of the History of Medicine. مطبعة جامعة جونز هوبكينز. 75 (Fall 2001): 375–405. doi:10.1353/bhm.2001.0119. PMID 11568485. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 أكتوبر 201930 يناير 2019.
  15. Fredriksen, Paula (2018). When Christians Were Jews: The First Generation. لندن: Yale University Press. صفحات 10–11.  . مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2020.

موسوعات ذات صلة :