«الشنّة» تعرف من خلال المثل الذي يقال في مجال المدح: «له شنة ورنة» أي له شهرة ومكانة، فالشنة غطاء رأس يرتديه ذوو المكانة، والرنة هو الصوت الذي ينبعث من ضرب العصا أو الحديد سواء في معدن أو خلافه ليحدث رنينًا وهو كناية عن السلطة.
فالشنّة" اسم عامي " لنوع من القبعات التي يتم استخدامها في ليبيا وشمال أفريقيا بصفة عامة ولكنها تعرف بهذا الاسم في ليبيا ومنها نوعان أسود للمنطقة الغربية من البلاد ولون أحمر يستخدم في المنطقة الشرقية من ليبيا وهي ما تعرف في تونس بالشاشية وسبب انتشارها في شمال أفريقيا وصولها إلى هذه المنطقة مع هجرة أفواج الأندلسيين بعد سقوط غرناطة 1492هـ إلى شمال أفريقيا ولكن لم نعتر على سبب تسميتها بالشنّة في ليبيا حتى الآن. وتشتهر تونس بصناعتها فالشاشية، هي القبعة التقليدية ذات اللون الأحمر في تونس، والأسود في ليبيا، تصنع من الصوف، وتمر بما يقرب من تسع مراحل حتى تصبح جاهزة للبيع للمستهلك. وتعتبر لباساً تقليدياً في تونس وليبيا والجزائر والمغرب ونيجيريا والكاميرون والسنغال. كما يمكن مشاهدتها في السودان وموريتانيا وحتى بعض دول آسيا.
تقول إحدى الروايات التاريخية، إنه مع وصول جيوش عقبة بن نافع إلى القيروان كان من بين عناصر الجيش فرسان من مدينة شاش من الفرس يرتدون الشاشية، ومنها استمدت النواة الأولى لصناعة الشاشية، فكانت الشاشية القيروانية.
والشاشية تنسج من الصوف المغزول، وبعدها يقوم بتبليلها بالماء الساخن والصابون ودعكها من أجل تنشيفها، لدرجة أن خيوط النسيج تلتحم فيما بينها، وبعد هذه العملية تمشط الشاشية حتى يتحول الملف إلى قطيف مزغب، وبعدها يتم صبغها ووضعها في القالب لتأخذ الشكل المعروف".
تعاني صناعة الشاشية أزمة ركاد لتراجع استخدامها بسبب الاعتماد على الملابس الحديثة، ومع ذلك يحاول بعض الناشطين التعريف بقيمة الشاشية التراثية وارتباطها بالدول المغاربية، وهو ما جعل بعض صناع الشاشية يتجهون لإنتاج شاشيات تواكب موضة العصر.
مراجع
وصلات خارجية
- [ ]