الصادق الأمين أو الأمين أو المصدوق الأمين أو المطاع الأمين هي إحدى أشهر أسماء الرسول محمد التي عرف ولقب بها قبل وبعد نزول الوحي،[1] والتي وردت في القرآن وفي كتب الحديث الشريف والسيرة النبوية والتاريخ والأدب الإسلاميين.[2]
"المطاع الأمين" في القرآن
ورد هذا الاسم في سورة التكوير على النحو الآتي:[3] إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿19﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿20﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿21﴾
قال يحيى بن أبي بكر العامري في كتابه عن أسماء الرسول محمد بأن الله سماه أميناً على القول بانه المراد في قوله تعالى مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، وسمى بذلك نفسه فقال: "وأنا أمين من في السماء".[3]
قال ابن حجر العسقلاني : " ومما وقع من أسمائه في القرآن بالاتفاق: الشاهد، المبشر، النذير المبين، الداعي إلى الله السراج المنير، وفيه أيضا المذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين، والمزمل، والمدثر ".[4]
ورود الاسم في كتب الحديث والسيرة
ورد عن الرسول محمد أنه قال عن نفسه "أنا أمين من في السماء".[5] كما ذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري أن "الصادق المصدوق" هو من الأسماء المشهورة للرسول محمد.[4]
قال ابن هشام في السيرة النبوية: «فشب رسول الله ﷺ والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية؛ لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما، حتى ما اسمه في قومه إلا "الأمين" لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة.»[6]
ورود الاسم في البشارات ببعثته
- مقالة مفصلة: البشارات ببعثة الرسول محمد
تتناول مارغريت كينغ في كتابها "كشف النقاب عن المسيح في مخطوطات البحر الميت" هذه النبوءات في سفر الرؤيا بكثير من التفصيل، وتربط بينها وبين النبوءات الواردة في مخطوطات البحر الميت عن الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام. بحسب الباحثة فإن "المسيح المحارب الأمين الصادق" هو الرسول محمد،[7] وتستدل على ذلك بأمور كثيرة،
منها أنه قد ورد في سفر الرؤيا أن اسم المسيح المحارب هو الأمين الصادق، وهذا الاسم لم يعرف به عيسى أو موسى أو أي من الأنبياء والرسل، وإنما عرف به محمد. وقد ورد اسم "الأمين" باللفظ العربي "Amēn" في سفر الرؤيا 14:3 :
وهذه إشارة أخرى إلى أن لغة الأمين عربية، وقد ورد عنه أنه قال: "كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث."[8] وتواصل الباحثة بالإشارة إلى ما ورد في سفر الرؤيا وفي مخطوطات البحر الميت بأن الأمين سيحارب ومعه "جيوش السماء" على خيول بيضاء، وهو ما حققه الرسول محمد الذي أيده الله بملائكته وبروح منه: ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [3:125] وبأنه سيخرج من فمه سيف حاد ذو حدين، وهذا السيف يرمز لشهادة الإسلام ذات الحدين: "لا إله إلا الله" و "محمد رسول الله".. ثم تواصل الباحثة وتشير إلى ما ورد عن أن اسم الأمين هو "كلام الله"، وذلك لأن كلام الله وضع في فمه فتكلم الله مباشرة من خلاله، وهو مالم يحصل مع أي من الرسل غيره، وقد ورد في بشارة عيسى عن البارقليط الذي سيأتي أنه "روح الحق" الذي يتكلم بكلام الله.[7]
والوحش الذي ورد ذكره في هذه البشارة في سفر الرؤيا 19 هو نفسه الوحش الذي رآه نبي الإسلام دانيال في دانيال 7 أي الإمبراطورية الرومانية، وهو وحش له 10 قرون، و7 رؤوس، وعاهرة عظيمة تركب رؤوسه السبعة، ويخبر سفر الرؤيا نفسه أن هذه الرؤوس السبعة ترمز لسبعة تلال تقوم عليها العاهرة العظيمة.. وهي مدينة روما القائمة على سبعة تلال..[9]
وأما النبي الكذاب فهو يرمز لوحش آخر ورد ذكره بالتفصيل في سفر الرؤيا 13، وهذا الوحش "أي النبي الكذاب" له قرنان كقرنا الكبش "يرمزان لمركزي المسيحية في القسطنطينية وروما"، وصوت كصوت التنين، سيمجد الوحش ذي العشرة قرون، وسيأتي بأعمال عجيبة ليضل بها الناس ويجعلهم يعبدون تمثال الوحش الرابع، وسيجعل الجميع: كباراً وصغاراً، أغنياء وفقراء، أحراراً وعبيداً يتلقون علامة على جباههم أو على أياديهم اليمنى.
وقد عرف عن المسيحية أنها كرست لتقديس وتمجيد الإمبراطورية الرومانية والثقافة اللاتينية للغرب، واتخاذها من روما والقسطنطينية عاصمتين روحيتين لها.
مصادر
- أخلاق وشمائل النبي - تصفح: نسخة محفوظة 17 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- *الشفا بتعريف حقوق المصطفى في القاضي عياض، ص144-148
- بهجة المحافل وبغية الأماثل، يحيى بن أبي بكر العامري ، الجزء الثاني، بيروت ص180
- فتح الباري، ابن حجر العسقلاني
- كتاب التوحيد، لابن خزيمة النيسابوري، تحقيق عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، الطبعة الخامسة، 1414هـ - 1994م، مكتبة الرشد، الرياض، الجزء الأول، ص 271
- السيرة النبوية، ابن هشام، الطبعة الثانية 1430هـ/2009م، دار ابن حزم، ردمكISBN 2-742-9953-978، ص 87
- S. King, Margaret. Unveiling The Messiah in the Dead Sea Scrolls (2012 ed.). USA: Library of Congress. .
- بهجة المحافل وبغية الأماثل، يحيى بن أبي بكر العامري ، الجزء الثاني، بيروت، ص 47
- أسماء المراجع التي اتفقت جميعها على أن مدينة روما هي "عاهرة بابل العظيمة":
- إل. ميخائيل وايت, Understanding the Book of Revelation, PBS
- Helmut Köster, Introduction to the New Testament, Volume 2, 260
- Pheme Perkins, First and Second Peter, James, and Jude, 16
- James L. Resseguie, Revelation unsealed: a narrative critical approach to John's Apocalypse, 138
- Watson E. Mills, Mercer Commentary on the New Testament, 1340
- Nancy McDarby, The Collegeville Bible Handbook, 349
- Carol L. Meyers, Toni Craven, Ross Shepard Kraemer Women in scripture: a dictionary of named and unnamed women in the Hebrew, p. 528
- David M. Carr, Colleen M. Conway, Introduction to the Bible: Sacred Texts and Imperial Contexts, 353
- Larry Joseph Kreitzer Gospel images in fiction and film: on reversing the hermeneutical flow, 61
- By Mary Beard, John A. North, S. R. F. Price Religions of Rome: A history,
- David M. Rhoads, From every people and nation: the book of Revelation in intercultural perspective, 174
- Charles T. Chapman, The message of the book of Revelation, 114
- Norman Cheadle, The ironic apocalypse in the novels of Leopoldo Marechal, 36
- Peter M. J. Stravinskas, The Catholic answer book, Volume 1, 18
- Catherine Keller, God and power: counter-apocalyptic journeys, 59
- Brian K. Blount, Revelation: A Commentary, 346
- Frances Carey, The Apocalypse and the shape of things to come, 138
- Richard Dellamora, Postmodern apocalypse: theory and cultural practice at the end, 117
- A. N. Wilson, Paul: The Mind of the Apostle, 11
- Gerd Theissen, John Bowden, Fortress introduction to the New Testament , 166 نسخة محفوظة 11 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.