الرئيسيةعريقبحث

الصادق البجاوي

موسيقي جزائري

الصادق البجاوي الجزائري

الصادق البجاوي
معلومات شخصية
مواطنة Flag of Algeria.svg الجزائر 
الحياة العملية
المهنة موسيقي 

ولد الصادق بويحيى في 17 ديسمبر 1907 في حي باب اللوز بمدينة بجاية شرق الجزائر العاصمة، بدأ تعليمه في المدرسة القرآنية المعروفة محليا باسم بابا فسيان، كناية للعلامة سيدي سفيان، كما تعلم الآداب والدين في مدرسة سيدي علي البتروني، وسرعان ما أثار إعجاب أساتذته أمثال محمد بلحداد وبوعلام بوزوزو الذين علماه المدح، الحوزي، العروبي والأغاني القبائلية. كما تلقن على يد سي الهاشمي وسي علاوة محينداد إلى جانب الأنواع المذكورة، الملحون والنقلابات، حيث ساعده في ذلك صوته العذب، القابل لتأدية كل الطبوع، خاصة منها الكلاسيكية، والحوزي الذي كان في بداية مسيرته حكرا على كبار المشايخ والقضاة في الأحياء المشكلة بمدينة بجاية، يستمد مواضيعه من الثقافة الدينية المتأصلة من الممارسات الموسيقية، والمعزوفات الأهلية القديمة

ورغم أن الموسيقى الأندلسية في أول درب الشيخ كانت ممثلة في 3 معاهد، هي كل من الحوزي بمدينة تلمسان، الصنعة،بمدينة الجزائر العاصمة والمالوف بمدينة قسنطينة، إلا أن حنكة الصادق البجاوي مكّنته من إعادة بعث مدرسة الناصرية المندثرة بإعطائها طابعا مميزا، دون المساس بتراثها المتجذر من الأغنية الكلاسيكية، وذلك بعدما جاب المدارس الثلاث وعند زيارة شيخ تلمسان، العربي بن ساري، لبجاية من أجل إحياء حفل زواج سنة 1928 تأثير بالغ على مسار الصادق البجاوي الذي كان في أوج عطائه، حيث تزامن ذلك مع تأسيسه لأول فرقة موسيقية له وعمره لا يتجاوز 21 سنة، قبل أن يشد الرحال إلى الجزائر العاصمة ليسجل في الموصلية، حيث تكفل به كل من لحو سرور ومخيلف بوشعرة، ليتعلم أسرار النوبات على يد محي الدين لخال أثناء تنشيط جمعية الودادية بمدينة البليدة

إن الصادق البجاوي انتقل إلى تلمسان لأول مرة في سنة 1934 خلال رحلة نظمتها كانت له فرصة لاكتساب رصيد حوزي أكثر وزنا، واحتضان ثقافة خاصة استوحاها من رصيد الشيخ بن ساري، الذي جمعته به علاقة صداقة متينة، حيث قال في تفسير له لتعلقه بهذه المدينة كانت بالنسبة لي أرضا جديدة، كريمة، يجب استكشافها، بما أن الطابع الذي نؤديه كان مختلفا مقارنة بمدرسة الجزائر العاصمة وقريب من الحوزي البجاوي، وهو ما يظهر جليا تطابق ثقافة المدينتين العريقتين، قبل أن يتعرّف على عمر بخشي وعبد الكريم دالي.. ليجوب الغرب الجزائري، منها مدينة وهران التي التقى فيها بسعود الوهراني، معلم زوزو فنون وإبيحو بن سعيد الذين أثروا على شخصيته الفنية، حسب الوثائق التي تلخص سيرته الذاتية

لم يلبث الصادق البجاوي،، حتى عاد مفعما برصيد فني أكسبه إرادة قوية لقلب الحياة الثقافية والموسيقية لمدينة بجاية، حيث أسس في سنة 1938 أي بعد عامين من عودته مؤسسة الشبيبة، لتليها الشباب الفني في سنة 1940 ثم الانشراح في 1944 وهي كلها مؤسسات لقن فيها مختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية التي جسد من خلالها الشخصية والهوية الجزائرية، الأمر الذي أزعج كثيرا الإدارة الاستعمارية الفرنسية التي قررت حلها وغلقها في وجه روّادها نهائيا، ليحوّل الشيخ مقهى بغداد في حي فطيمة، وسط مدينة بجاية، إلى حلقة ثقافية يلتقي فيها كل الفنانين أصبح الصادق البجاوي عضوا بارزا في الإذاعة بجاية ابتداء من 1947 حيث اشتغل منشطا وقائد فرقة، ومنتجا في مجال المسرحيات الإذاعية والأغاني القبائلية القصيرة، وشارك في العديد من المسرحيات الإذاعية بأغان قصيرة هادفة. وكان الثنائي الذي جمعه بعبد الوهاب البجاوي أكثر بروزا، جاء بمثابة حوار بين الثعلب أمحند أوشن والديك وبل يازيط.

بعد الاستقلال أدار المحافظة الموسيقية لبلدية بجاية، لينشئ في مارس 1963 أول مدرسة للموسيقى الكلاسيكية، بعدما قضى أزيد من 27 سنة في تنشيط أحلى السهرات الموسيقية البجاوية، ليتفرّغ من خلالها للتكوين في كل الطبوع الموسيقية، وتلقين الدروس على مختلف الآلات الموسيقية رغم حبه للكمان أحس أنه يجب المرور إلى التكوين، بعد حياة خافقة كرستها للبحث والإبداع، قام بإدارة الفرقة الموسيقية للمحافظة إلى غاية 1986 حيث سهر على الحفاظ على التراث المحلي

ترك رصيدا حافلا من النوبات التي تم تسجيلها من طرف الإذاعة الجزائرية، إلى جانب عدد من النقلابات، النصرافات، وقصائد في الحوزي والرحاوي، والأبيات الشعرية المنحدرة من الموسيقى الأندلسية كـ يا سماع الكلام، كما كان مؤلفا موسيقيا وكاتب كلمات ومن بين الأغاني التي خلفها المرحوم نذكر تلمسان يا الباهية التي كانت بمثابة حوار جمع بين مدينة تلمسان وبجاية، وهران، وقسنطينة توصل يا حمام،.و حدا العم، ويا قلبي اسمع، يا لي تحب تملك، آه يا ختي. منها ما أعيد من طرف تلامذته وفنانين آخرين، كـ محلى هذه العشية للغازي

ولأن الشيخ ذاع صيته منذ بداية مشواره، فقد شارك في العديد من الملتقيات والتظاهرات الفنية في تونس وباريس سنة 1936، والمهرجان المغاريبي للموسيقى الأندلسية المنظم في سنة 1939 في مدينة فاس، حيث قلّده سلطان المغرب الوسام تكريما له، كما شارك في عام 1947 في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في تونس، حيث كرّم من طرف الباي بـ نيشان الافتخار، وفي سنة 1950 أدى قطعة غنائية توشية زيدان في حفل أدته الأوركسترا السيمفونية روان في بجاية، أبهر بها الموسيقيين الفرنسيين. أما في سنة 1971 فقد شارك الصادق البجاوي تلامذته، من بينهم محمد رايس وعبد الوهاب البجاوي، أداء المعزوفة السورية حنينة يا حنينة التي نالت إعجاب كل الحاضرين. تمكن الشيخ الصادق البجاوي من مواصلة دربه الفني، من خلال تقديم النصح لكبار الفنانين، أمثال المرحوم الحاج الهاشمي فروابي، أكلي يحياتن، جمال علام وآخرين، من الذين كانوا يقصدونه إلى غاية وفاته في جانفي 1995 تاركا وراءه سجلا فنيا حافلا بالعطاءات


HBB.NJM


الموسيقية الجزائرية

موسوعات ذات صلة :