الرئيسيةعريقبحث

الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى


☰ جدول المحتويات


تأسس الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى[1] في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2006. ويشرف الصندوق على إدارة شبكة دولية من المبادرات التي تهدف إلى المحافظة على طائر الحبارى وزيادة أعداده حول العالم. [2]

الرؤية

نحو مستقبل مستدام لطائر الحبارى.

حبارى

الرسالة

الاسـتمرار فـي العمـل مـن أجـل الحفـاظ علـى الحبـارى مـن خـلال برامـج الإكثـار فـي الأسـر والإطـلاق إلـى البريـة وتعزيـز الممارسـات المسـتدامة فـي جميـع المجـالات.

تاريخ الصندوق

لطالما وُجدت أعداد كبيرة من طيور الحبارى المهاجرة والمستوطنة في منطقة شبه الجزيرة العربية. وبممارسة المهارات المتفردة للصيد بالصقور، أصبحت طيور الحبارى إحدى الطرائد المهمة لدعم المصادر الغذائية المحدودة لسكان الصحراء. ويستمر هذا الفن التراثي القديم اليوم والممتد منذ مئات السنين، ليجعل من طائر الحبارى رمزاً مهماً للتراث والثقافة العربية. 

تدهورت أعداد الحبارى بسرعة كبيرة على مر السنين بسبب مجموعة من العوامل مثل التوسع العمراني والتدخل البشري في الموائل البرية والصيد غير المنظم. 

وانطلاقاً من إيمانه بواجبنا نحو المحافظة على البيئة والحياة البرية، استشعر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خطر تناقص أعداد الحبارى، ووجه بإنشاء أول برنامج للمحافظة على هذا الطائر في أواخر سبعينيات القرن العشرين. وقد كان ذلك البرنامج النواة الأولى للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى

واليوم، يواصل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إرث القائد المؤسس، حيث تطور إلى برنامج عالمي شامل للحفاظ على الحبارى والحياة البرية المتصلة بها، وأصبح المصدر الأول للمعلومات حول هذا الطائر. ويوجد في قلب الصندوق برنامج لإكثار الحبارى في الأسر و إطلاقها إلى البرية، وهو البرنامج الذي يواصل النمو والتوسع عاماً بعد آخر. وتتكامل جهود الصندوق بالعمل في مجالات التعليم والأبحاث البيئية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ليواصل مساعيه باتجاه زيادة أعداد طيور الحبارى واستدامتها لأجيال المستقبل. 

مجلس الإدارة 

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس إدارة الصندوق 

معالي محمد أحمد البواردي

نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق 

سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان 

عضو مجلس إدارة الصندوق 

معالي الدكتور مغير خميس الخيلي

عضو مجلس إدارة الصندوق 

معالي ماجد علي المنصوري

عضو ومقرر المجلس 

سعادة عبد الله أحمد خلف القبيسي  

عضو مجلس إدارة الصندوق 

جوعان عويضة الخيلي 

عضو مجلس إدارة الصندوق 

الإكثار في الأسر 

من منطلق اهتمامه بالمحافظة على التراث وحماية البيئة، وجه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالعمل من أجل ضمان بقاء الحبارى، عندما لاحظ تراجع أعداد هذا الطائر في البرية منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بصفة رئيسية بسبب التوسع الحضري على حساب الموائل الطبيعية، فقام رحمه الله بتأسيس برنامج لإكثار هذه الطيور في حديقة حيوان العين في أبوظبي، حيث تم إنتاج أول فرخ حبارى آسيوي في الأسر في عام 1982. 

تأسس الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2006 كامتداد طبيعي للنواة التي غرسها المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه. ويشرف الصندوق على إدارة شبكة دولية من المبادرات المستدامة التي تهدف للحفاظ على طائر الحبارى وزيادة أعداده حول العالم. ويأتي في طليعة هذه الجهود برنامج الصندوق الطموح لإكثار هذا الطائر بأعداد كبيرة في الأسروإطلاقها إلى البرية. 

ويدير الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى اليوم شبكة واسعة من مراكز الإكثار في مختلف مناطق العالم التي ينتشر فيها هذا الطائر، والتي تعنى بإكثار نوعين رئيسيين من الحبارى، هما الحبارى الآسيوية وحبارى شمال إفريقيا. وتضم الحبارى الآسيوية العديد من المجموعات المستوطنة والمهاجرة، حيث يجري التعامل مع كل منها بشكل منفصل من أجل استعادة أعداد هذا الطائر والمحافظة على بقائه بأعداد مستدامة في مناطق انتشاره الطبيعية. 

تضمنت الأعوام القليلة الأولى من عمر البرنامج قدراً كبيراً من التعلم لفهم سلوك المجموعات المستهدفة بالإكثار في الأسر، وذلك من خلال الأبحاث والدراسات الميدانية المكثفة في أهم مناطق الانتشار. ويعتبر إكثار الحبارى في الأسر من العمليات الطويلة والمعقدة، والتي لا يمكن نجاحها إلا بتوفير الفهم الكامل والمستمر لنمط حياة هذا الطائر في البرية ودراسة خصائصه الفسيولوجية والسلوكية، بالإضافة إلى توفير الظروف الاصطناعية الكاملة لكي يتم إنتاجه في الأسر بأعداد كبيرة. 

وقد نجح الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في تطوير تقنيات الإكثار، وأصبح الآن جهة مرجعية في تطوير أساليب إكثار طائر الحبارى في الأسر. وهنا، يتم إنتاج 3 مجموعات مختلفة من الطيور، لتستخدم المجموعة الأولى للإكثار وتخصص المجموعة الثانية للإطلاق، فيما تعطى المجموعة الثالثة للصقارين. ولكل مجموعة إجراءات منفصلة يتم اتباعها وفقاً للغرض من التربية. وقد بذل الصندوق جهوداً كبيرة للمحافظة على الأصول الوراثية والتنوع الجيني للمجموعات المختلفة من طيور الحبارى الآسيوية، بالإضافة إلى حبارى شمال إفريقيا. 

ويدير الصندوق حالياً شبكة من مراكز الإكثار، تضم المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان بأبوظبي، ومركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في منطقتي ميسور وإنجيل بالمملكة المغربية، ومركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في جمهورية كازاخستان، بالإضافة إلى مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لإكثار الحبارى في سيح السلم بأبوظبي. ولضمان تحقيق أكبر فعالية ممكنة، أبرم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى العديد من الاتفاقيات مع هيئات معنية وجهات حكومية في دول انتشار الحبارى. 

برنامج الإطلاق في البرية 

مشروع الشيخ خليفة لإعادة توطين الحبارى 

يدير الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى مشروع الشيخ خليفة لإعادة توطين الحبارى، والذي ينظم عمليات إطلاق طيور الحبارى الآسيوية المنتجة في الأسر إلى البيئات الطبيعية بغرض تعزيز أعدادها في دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من دول الانتشار الأخرى، مثل الكويت والأردن والسعودية وقطر والبحرين واليمن، وكازخستان وباكستان وأوزباكستان، بالإضافة إلى إطلاق حبارى شمال إفريقيا في المملكة المغربية والجزائر وليبيا

ويتبع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى استراتيجية علمية دقيقة للإطلاق للمساعدة على فهم العوامل الطبيعية التي تؤثر في أعداد الحبارى. كما يتم تتبع الطيور التي يتم إطلاقها في موائلها الطبيعية بهدف جمع المعلومات حول سلوك هذا الطائر وبيئته الطبيعية وتوزعه الجغرافي، إلى جانب دراسة معدلات البقاء التي تمثل الأساس في قياس مدى نجاح برامج الصندوق. وتشير الدراسات إلى أن معدل البقاء حسب نوع الطائر، كان على النحو التالي: 

  • خلال 15 سنة في المملكة المغربية، بلغ المتوسط السنوي لمعدلات بقاء الحبارى المتكاثرة في الأسر: 
    • 44 % طيور بعمر السنة 
    • 62 % طيور بعمر السنتين 
    • 76 % طيور بالغة (عمرها أكثر من 3 سنوات).

علماً بأن متوسط معدل البقاء للحبارى البرية البالغة هو 89 %

  • في محميات دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، بلغ متوسط معدلات البقاء: 
    • 48 % طيور بعمر السنة 
    • 55 % طيور بالغة 

ويعني ذلك أن الطيور التي يتم إطلاقها تساهم بفعالية في زيادة أعداد الحبارى، حيث تقترب معدلات بقائها بعد الإطلاق من معدلات بقاء الحبارى البرية. 

الدراسات البيئية والبحوث 

في سعينا لتعزيز الأعداد الحالية من هذه الطيور ونجاح جهود إعادة توطينها، فإننا بحاجة إلى فهم كامل ومستمر للعوامل التي تعزز استدامة المجموعات البرية للحبارى. ولتحقيق هذه الغاية، انتهج الصندوق الأبحاث والدراسات الإيكولوجية كأساس للحصول على نتائج فعالة من جهوده المتصلة في هذا المجال. 

وبفريق دولي رائد من المتخصصين والباحثين الميدانيين، خصص الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى موارد كبيرة لفهم الظروف الصحية والبيئية التي تساعد الحبارى على التأقلم، بالإضافة إلى فهم خصائصه السلوكية. وقد أفادت نتائج تتبع الحبارى بواسطة أجهزة التتبع الفضائية واللاسلكية في توضيح العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الطائر مثل سلوكيات التكاثر واستخدام الموائل ومسارات الهجرة والمحطات المفضلة أو مناطق الإشتاء. 

كما استطاع الباحثون تحديد العوامل البيئية التي تلعب دوراً حاسماً في رفع معدلات البقاء على قيد الحياة للحبارى المكاثرة في الأسر والحبارى البرية. وعادةً قبل كل إطلاق، يقوم المتخصصون من الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بدراسة المنطقة التي سيتم فيها إطلاق الحبارى، حيث تجري عمليات مسح للغطاء النباتي على نطاق واسع وتعداد الفقاريات واللافقاريات ورسم خرائط للموائل الطبيعية التي سيقصدها الحبارى وإجراء أبحاث مناخية من خلال محطات إرصاد موزعة في مناطق مختلفة. بالإضافة إلى ذلك تتم دراسة آثار الأساليب الزراعية وخاصة الرعي وتقييم تأثيرها في تجدد الحياة النباتية في المنطقة المستهدفة. وتعتبر البيانات والمعلومات التي جمعها البيولوجيون التابعون للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ذات أهمية كبيرة للبرامج التي تقوم بها المنظمات الأخرى للحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية في مختلف دول الانتشار. 

وقد أسفرت الدراسات على الغطاء النباتي ومنظومة الحيوانات البرية عن فهم واسع للمتطلبات الغذائية لطيور الحبارى. وعلى الرغم من أن الحبارى يوجد في المناطق القاحلة، فإن الكميات التي تهطل بها الأمطار تعتبر عاملاً مهماً في دورة التكاثر. وتجري معظم عمليات التكاثر الفاعلة بعد هطول المطر عند ازدهار الغطاء النباتي. وفضلاً عن توفير قدر أكبر من الجودة والتنوع في الغطاء النباتي، تسهم الأمطار في توفير كمية أكبر من الحشرات. وتتيح هذه الميزة الثنائية التوازن الغذائي الأمثل لتكاثر الطيور. 

وقد أدت برامج الأبحاث التي أجراها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إلى التوصل لفهم غير مسبوق لطيور الحبارى. واستطاع البيولوجيون تحديد أفضل المعايير الخاصة بمنشآت التربية والإكثار، بالإضافة إلى وضع منهجيات متميزة لتنفيذ الإجراءات الأكثر فاعلية للحفاظ على طيور الحبارى

المسؤولية المجتمعية للصندوق 

تؤدي برامج الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إلى إحداث تأثيرات إيجابية على المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص العمل للسكان المحليين في مراكزنا ونشر التوعية بحماية الحبارى على وجه الخصوص وصون الحياة الفطرية بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك تقوم أبوظبي بإنشاء العديد من مشاريع البنى التحتية التي تحتاجها مناطق انتشار الحبارى مثل تشييد الطرق والجسور وبناء المساكن والمدارس ورياض الأطفال والمستشفيات والمساجد وإقامة محطات الكهرباء والمطارات والعبارات وغيرها. 

ومن خلال منشآتنا المنتشرة في مختلف أرجاء العالم، نقوم بتوظيف السكان المحليين في أنشطة الإكثار والمراقبة والمساعدة على القيام بالعمليات التشغيلية والتقنية المختلفة. وتعمل المراكز التي نديرها في مختلف دول الانتشار لتجميع أحدث المعلومات التي توصل إليها المختصون والباحثون من مختلف دول العالم لتعزيز الأبعاد العالمية للحفاظ على الحبارى. 

المراكز 

دولة الإمارات العربية المتحدة 

المركز الوطني لبحوث الطيور، أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة: 

يقع المركز في منطقة سويحان بأبوظبي، وتأسس في عام 1989 ليكون أول مركز متخصص في الإكثار والتربية والأبحاث المتعلقة بطيور الحبارى الآسيوية. وباشر المركز عمله بالطاقة الكاملة في عام 1993. 

وفي عام 1996، أنتج المركز أول فرخ له من الحبارى الآسيوية المكاثرة في الأسر من بين 15 فرخاً تم إنتاجها في ذلك العام. وشهد عام 2004 إطلاق 5 حبارات شكلت الدفعة الأولى من الحبارى المكاثرة في الأسر التي يتم إطلاقها في البرية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة لتتواصل عمليات إطلاق الحبارى المكاثرة في الأسر كل عام في مواقع مختلفة داخل الدولة. وتم في عام 2007 رصد أول حالة تفقيس لأربعة أفراخ من إناث مكاثرة في الأسر في ثلاث أعشاش برية. 

ويقوم الباحثون في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بدراسة تحركات الطيور التي تحمل أجهزة التتبع على امتداد نطاق انتشار هذا الطائر في الشرق الأوسط وأواسط آسيا. وقد أصبح المركز الوطني لبحوث الطيور المركز الرائد في أبحاث الحبارى الآسيوية مع برامج متطورة للمراقبة ودراسة الخصائص الفسيولوجية والجينية والسلوكية للحبارى الآسيوية. ويولى المركز اهتماماً كبيراً لبرنامجه الخاص بإطلاق الحبارى الآسيوية المكاثرة بالأسر في داخل دولة الإمارات العربية المتحدة

إننا في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ندرك بأن جهودنا لا تكفي وحدها لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية طويلة المدى. لذلك، فإننا بحاجة ماسة إلى أن يتعرف الآخرون إلى تلك الجهود، وتشارك فيها جميع الجهات المعنية، بما في ذلك حماة الطبيعة والصقارون وكل الأطراف التي تؤثر – بشكل أو بآخر – على بقاء هذا الطائر الذي نسعى سعياً حثيثاً لاستدامة وجوده في الحياة البرية. 

ومن أجل ذلك، طور الصندوق برامج توعية شاملة للحفاظ على الحبارى، تهدف إلى رفع مستوى الوعي العام، وبصفة خاصة تعريف الشباب بحالة هذا الطائر المعرض للخطر والجهود المبذولة من قبل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى للمحافظة عليه. 

مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى، سيح السلم، أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة 

بدأت أعمال البناء في مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في عام 2010 بمنطقة سيح السلم الواقعة في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي، وهو المركز الثاني التابع للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في دولة الإمارات العربية المتحدة بجانب المركز الوطني لبحوث الطيور. وقد بدأ المركز في إنتاجه المتصاعد من الحبارى الآسيوية منذ العام 2012. يعود الهدف الرئيسي لإنشاء هذا المركز إلى زيادة أعداد الطيور المكاثرة في الأسر، الأمر الذي سيسرع الجهود المبذولة لإعادة توطينها في البرية. 

وصل إنتاج المركز في عامه الأول (2012) إلى 5373 حبارى آسيوية، وزاد الإنتاج عاماً بعد آخر ليبلغ 13390 حبارى آسيوية في عام 2016.  

المملكة المغربية 

مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية[3]، ميسور، إنجيل، المملكة المغربية ==== افتتح مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية منشآته الرئيسية لإكثار حبارى شمال إفريقيا في منطقة ميسور بالمملكة المغربية في عام 1995. وتقوم هذه المنشآت بنطاق كامل من الأنشطة التي تهدف للمحافظة على الحبارى. 

ويدير المركز برنامجاً خاصاً لإكثار حبارى شمال إفريقيا وإطلاقها في مناطق انتشارها في المملكة المغربية وغيرها من المواقع في دول شمال إفريقيا الأخرى. كما تم افتتاح محطة إكثار ثانية في منطقة إنجيل القريبة من ميسور في عام 2006. 

يتولى مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية مسؤولية إدارة مناطق محمية واسعة لإعادة توطين الحبارى وزيادة أعدادها واستعادة وضعها الطبيعي. ونجح المركز في عام 2001 بالتعاون مع السلطات المغربية في إنشاء محمية دائمة لا يسمح فيها بصيد الحبارى. 

وإلى جانب أنشطته في إكثار الحبارى وإعادة توطينها وحماية بيئتها الطبيعية، يقوم مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية بتنفيذ أنشطة متنوعة للتوعية العامة بأوضاع الحبارى عبر سلسلة من الزيارات الميدانية. ويقدم المختصون بالمركز ندوات ومؤتمرات وورش عمل محلية ودولية للتعريف بقيمة الحفاظ على الحبارى وكيفية استعادة أعدادها. 

جمهورية كازخستان 

مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان[3]

تعد كازاخستان من أهم مناطق تكاثر وانتشار الحبارى الآسيوية المهاجرة، وبالتالي فهي منطقة مهمة للحفاظ على هذا الطائر. تقوم أبوظبي بدراسات ميدانية مشتركة في كازاخستان منذ عام 1994، وقد توج هذا التعاون بإنشاء مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في منطقة شايان قرب شيمكنت في جنوب كازاخستان بهدف إنتاج وإطلاق 15 ألف طائر حبارى سنوياً. 

أنواع الحبارى

تم التعرف إلى 23 نوعاً من الحبارى المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم، ومن أهم أنواعها الموجودة في آسيا وشمال إفريقيا: الحبارى الآسيوية وحبارى شمال إفريقيا. وبعد أن اعتبرت نوعاً واحداً في الماضي، انقسمت أهم طيور الحبارى المعروفة في آسيا وشمال إفريقيا إلى نوعين متميزين على أساس وراثي، ومورفولوجي ومعايير جغرافية وسلوكية، هما: 

تختلف الحبارى الآسيوية عن حبارى شمال إفريقيا من خلال تباينات لونية في منطقة الظهر وامتداد الريش الأسود والأبيض على العنق والعرف. 

يستوطن طائر الحبارى بنوعيه في آسيا وشمال إفريقيا، الأراضي المفتوحة الواسعة من السهول الشاسعة إلى الأقاليم شبه القاحلة البعيدة في الصحاري الحصوية الرملية ذات الغطاء النباتي المتفرق. ويوفر اللون والشكل المرقط تمويهاً مثالياً مع البيئة الطبيعية المحيطة، ما يجعله غير مرئي تقريباً حينما يكون في حالة سكون. 

ويقضي طائر الحبارى معظم وقته على الأرض باحثاً عن الطعام. ونظراً لأن منظومته الغذائية متنوعة تشمل النباتات واللحوم، فإن قائمة الأطعمة التي يتغذى عليها تحتوي على النباتات والبذور والحشرات وغيرها من اللافقاريات والسحالي والقوارض الصغيرة. وللتأقلم مع البيئة الطبيعية الجافة التي يعيش فيها، يستطيع طائر الحبارى الحصول على ما يحتاجه من مياه من خلال الغذاء، ونادراً ما يحتاج إلى شرب المياه. وتخرج طيور الحبارى غالباً للبحث عن الطعام عند الشروق والغسق. وتعيش الطيور البالغة فرادى في الغالب، ولكنها تستطيع التجول في مجموعات صغيرة في فترات معينة من السنة. 

يسلك ذكر الحبارى سلوكاً استعراضياً معقداً في مكان مألوف له يقصده عاماً بعد الآخر لاستمالة الإناث خلال موسم التزاوج. ينفش الذكر الريش الذي يزين رقبته قاذفاً برأسه بحركات سريعة إلى الوراء، ويكاد رأسه يكون مختفياً في كتلة من الريش الأبيض والأسود، فيما يندفع سريعاً ليتراقص في خط مستقيم أو بحركة دائرية. 

تزور أنثى الحبارى مواقع الاستعراض من أجل التزاوج، ثم تتركها إلى منطقة أخرى لوضع البيض. ولا تقوم ذكور الحبارى بأي دور في حضانة البيض التي تستمر لمدة 23 يوماً، كما لا يساهم الذكر في تربية الصغار أو الدفاع عنها أو رعايتها. وتتلخص مهمته الوحيدة في التكاثر بالتزاوج مع الأنثى. 

تتمثل أكبر المخاطر التي تهدد الحبارى في انحسار البيئات الطبيعية بسبب الزحف العمراني وتوسع رقعة الأراضي المخصصة للزراعة، وتدهور البيئات بسبب الرعي الجائر، الأمر الذي قد يتفاقم بسبب عدم هطول الأمطار واتساع رقعة الجفاف. وتتواصل الجهود التي بدأت منذ سنوات لاستعادة أعداد الحبارى المستنزفة والمتناقصة بشكل حاد إلى مستوياتها الطبيعية. 

الحبارى الآسيوية (Chlamydotis macqueenii) 

يمتد نطاق انتشار طائر الحبارى الآسيوي من شمال شرق آسيا (منغوليا والصين) عبر أواسط آسيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وصولاً إلى صحراء سيناء

تحفر أنثى الحبارى حفرة سطحية غير عميقة في أرض مفتوحة لتضع بيضة واحدة إلى ست بيضات، ولكنها تبيض عادة 3 أو 4 بيضات. 

وبعد انتهاء موسم تكاثرها الربيعي في آسيا الوسطى، تهاجر بعض مجموعات الحبارى الآسيوية خريفاً نحو الجنوب لتقضي فصل الشتاء في المناطق الأكثر دفئاً من نطاق انتشارها (شبه الجزيرة العربية، وباكستان، والدول القريبة في جنوب غرب آسيا). وفي أوائل الربيع، تعود تلك المجموعات للهجرة مجدداً إلى مواطن تكاثرها في الصين وكازاخستان ومنغوليا وغيرها في الشمال الشرقي من نطاق انتشارها. وتقيم بعض مجموعات الحبارى الآسيوية وتتكاثر في القسم الجنوبي من نطاق انتشارها وبصفة خاصة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واليمن وبعض أجزاء من إيران وباكستانوتركمانستان.  

حبارى شمال إفريقيا (Chlamydotis undulata) 

يمتد نطاق انتشار حبارى شمال إفريقيا في معظم أجزاء شمال إفريقيا، من الصحراء الغربية وصولاً إلى وادي نهر النيل في مصر.  وتستوطن 80% منها في البراري المغربية والجزائرية. 

تحفر أنثى الحبارى حفرة سطحية غير عميقة في أرض مفتوحة لتضع بيضة واحدة إلى ست بيضات، ولكنها تبيض عادة 4 أو 5 بيضات. 

وبخلاف الحبارى الآسيوية، فإن طيور هذا النوع لا تقوم بالهجرة، وتكتفي بتحركات محدودة في مناطقها الطبيعية، ربما يكون ذلك بسبب البحث عن الغذاء والموائل الأكثر ملائمة للتكاثر. 

الحبارى العربية (Ardeotisarabs) 

تتميز الحبارى العربية بسيقانها الطويلة وحجمها الكبير نسبياً بالمقارنة مع الحبارى الآسيوية وحبارى شمال إفريقيا، ولذلك تم تصنيفها باسم علمي مختلف للجنس والنوع. يستوطن هذا الطائر المناطق القاحلة من أثيوبيا عبر الحزام السواحلي السوداني والصحراء الكبرى وحتى السنغال، مع نطاق صغير يمتد في سهول تهامة والجانب الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. 

وقد تناقصت أعدادها بدرجات كبيرة في شبه الجزيرة العربية، ويبدو أنه لم يبق منها في الوقت الحالي سوى مجموعة مستوطنة وحيدة في اليمن. ويعتقد أن العدد الكلي لأفراد هذه المجموعة لا يتجاوز (100) طائر، ولا تزيد مساحة الحيز الذي تعيش فيه عن ألف كيلومتر مربع. 

تفضل الحبارى العربية الأراضي شبه القاحلة والسهول العشبية المفتوحة والشجيرات في البراري الجافة ومناطق السافانا العشبية القصيرة. ويمكن العثور عليها في اليمن ضمن المناطق الزراعية. والمعروف في اليمن أن الحبارى العربية قد تلجأ للأراضي الزراعية بحثاً عن مأوى في حقول الذرة والدخن للحماية من الحرارة المرتفعة، ما يشير إلى أن المناطق المزروعة قد توفر لها بعض الحماية. 

تتغذى الحبارى العربية على الجنادب والجراد والخنافس والصراصير والفراشات وغيرها من اللافقاريات، بالإضافة إلى بذور وثمار النباتات. وقد تضم الحبارى إلى قائمة طعامها بعض الفقاريات الصغيرة مثل الأفاعي والسحالي والقوارض. 

يختلف موعد موسم تكاثر الحبارى العربية باختلاف المناطق التي تعيش فيها. ويبدو أنه مرتبط بصورة عامة بهطول المطر الذي يكون عادةً بين شهري سبتمبر وديسمبر في شبه الجزيرة العربية. تحفر الأنثى عادة حفرة غير عميقة في الأرض لتضع بيضة أو بيضتين. 

تأتي أكبر الأخطار على الحبارى العربية في شبه الجزيرة العربية من النشاط البشري المباشر أو الأنشطة غير المباشرة التي تؤدي إلى انحسار موائلها الطبيعية. وقد أثرت التغيرات الحديثة في طرق الزراعة والري سلباً في بيئة الحبارى العربية، بحيث تحولت الحقول المفتوحة التي كانت تستوطنها إلى مزارع للفاكهة (كالموز والمانجو) التي لا تناسب الحبارى العربية. 

وعادةً ما يدفع التدخل البشري إناث الحبارى إلى التخلي عن أعشاشها، كما يؤثر العدد الضئيل لبيض أنثى الحبارى العربية (والتي تضع بيضة أو بيضتين فقط) بشكل سلبي في النمو الطبيعي لأعدادها المستنزفة بالفعل في البرية. 

لا تشكل الحبارى العربية أي خطر على المحاصيل أو الثروة الحيوانية، لذلك فإن السكان المحليين يتعاملون عادة بتسامح مع هذا الطائر. وتهدف جهود التوعية العامة من خلال الحملات التي تستهدف الأطفال والراشدين على حد سواء، إلى المساعدة في توضيح الأخطار المباشرة وغير المباشرة التي تهدد هذا النوع والحاجة إلى اتخاذ اللازم لحمايته. 

وقد أجرى الباحثون في المركز الوطني لبحوث الطيور دراسات تفصيلية لمعرفة سبل استعادة الأعداد السابقة والمحافظة على البيئات الطبيعية وتقييم نطاق الانتشار والتحركات واستخدام البيئات. واستناداً إلى المعلومات التي توصلوا إليها، يعكف المختصون في المركز الوطني لبحوث الطيور على وضع برنامج خاص لإكثار الحبارى العربية في الأسر بهدف تعزيز أعدادها في البرية.    

وصلات خارجية

  1. أخبار الصندوق
  2. معرض الفيديو
  3. معرض الصور

وسائل التواصل الاجتماعي

[1]Twitter

[2]YouTube

[3]LinkedIn

[4]Instagram

المراجع

مراجع

  1. ":: International Fund for Houbara Conservation ::". مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2019.
  2. "خرائط Google". خرائط Google. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201914 أبريل 2017.
  3. التقرير السنوي للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى 2015-2016

موسوعات ذات صلة :