الرئيسيةعريقبحث

الطاغوت


☰ جدول المحتويات


الطاغوت هو كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبده وإما بطاعة ممن عبده له إنساناً كان ذلك المعبود أو شيطاناً أو وثناً أو صنماً أو كائناً ما كان من شيء وأصل الطاغوت من قول القائل طغا فلان يطغو إذا عدا قدره فتجاوز حده.[1] وعلى هذا فليس كل ما عبد من دون الله يعتبر طاغوتاً فالأنبياء والعلماء وغيرهم من الصالحين والأولياء لم يحملوا الناس على عبادتهم إياهم ولا أطاعوهم في ذلك بل حذروهم من ذلك أشد تحذير بل كان المقصد من إرسال الله الرسل إلى الخلق دعوتهم إلى توحيد الله والكفر بما دونه قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ۝ ﴾ فلا يسمى الأنبياء ولا العلماء وإن عبدوا من دون الله طواغيتاً ومن التعريفات المختصرة للطاغوت من عبِد من دون الله وهو راض.[2]

شرح الكلمة

في اللغة: مشتق من الطغيان والطغيان مجاوزة الحد، ومنه قوله تعالى ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ۝ ﴾ يعني لما زاد الماء عن الحد المعتاد حملناكم في الجارية يعني السفينة. في الاصطلاح: هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع. كما عرفه ابن القيم.[3] فالطاغوت هو الطاغي المعتدي أو كثير الطغيان، وكل رأس في الضلال يصرف عن طريق الخير، و يطلق أيضاً على الشيطان، والكاهن، والساحر، وكل ما عبد من دون الله من الجن و الإنس و الأصنام، وبيت الصنم. والطاغوت يطلق على المذكر والمؤنث على حد سواء ويستوي فيه الواحد وغيره.[4]

شرح الإصطلاح

الطواغيت إصطلاحاً كل من عبد من دون الله وهو راض وهكذا الأصنام تسمى طواغيت والأشجار والأحجار المعبودة تسمى طواغيت أما الأولياء والأنبياء والملائكة فليسوا طواغيت لكن الطاغوت الذي دعا إلى عبادتهم الطاغوت الذي دعا إلى الشرك بالله وعبادتهم من الشياطين شياطين الإنس أو الجن هم طواغيت أما الأولياء المؤمنون يبرؤون إلى الله منهم ما يرضون أن يعبدون من دون الله وهكذا الأنبياء هكذا الملائكة هكذا الجن المؤمنون ما يرضوا فالطاغوت الذي يدعو إلى عبادة غير الله أو يرضى بها كفرعون وأشباهه فالبراءة من ذلك معناها البراءة من عبادة غير الله واعتقاد بطلانه هي أن تبرأ من عبادة غير الله وأن تعتقد بطلان ذلك [5] وأن العبادة الحق لله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل في كتابه العظيم في سورة الحج ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ۝ 

أنواع الطواغيت

الطواغيت كثيرة ورؤوسها خمسة :

  • الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله. الدليل قوله تعالى ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ۝ 
  • الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله. الدليل قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا ۝ 
  • الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله. الدليل قوله تعالى ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ۝ 
  • الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله. الدليل قوله تعالى ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ۝ 
  • الخامس: الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة. الدليل قوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ۝ 

الكفر بالطاغوت

معناها البراءة منه واعتقاد بطلانه قال الله سبحانه ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ۝ ﴾؛ معنى الطاغوت المعبود من دون الله يعني يتبرأ من عبادة غير الله عبادة الأوثان والأصنام والجن يتبرأ منها ويعتقد بطلانها ويؤمن أن المعبود بحق هو الله وحده سبحانه وتعالى فمن لم يؤمن بهذا فليس بمسلم لا بد أن يؤمن بأن الله مستحق للعبادة وأن عبادة الطواغيت عبادة الجن عبادة الأصنام عبادة من ادعى تأليه نفسه كل هذا باطل لا بد أن يتبرأ منها.[5]

المصادر

  1. ابن جرير الطبري في التفسير (3/21)
  2. معنى كلمة الطاغوت بقلم محمد صالح المنجد. نسخة محفوظة 19 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
  3. ماذا تعرف عن الطاغوت؟ - تصفح: نسخة محفوظة 8 يناير 2010 على موقع واي باك مشين.
  4. المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، الطبعة الرابعة، مكتبة الشروق الدولية.
  5. ما معنى الكفر بالطاغوت بصوت عبد العزيز بن باز. نسخة محفوظة 05 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :