تعد الصين واحدة من أكبر المنتجين للطاقة النووية في العالم. تُصنف الدولة ضمن المرتبة الثالثة عاليًا من حيث إجمالي الطاقة النووية المُنصّبة والكهرباء المولدة، لتمثل نحو عُشر الطاقة النووية المولدة في العالم. ساهمت الطاقة النووية بنسبة 4.9% من إجمالي إنتاج الكهرباء في الصين عام 2019، بإنتاج بلغ 348.1 كيلوواط ساعي من الكهرباء. بلغت نسبة الزيادة 18.1% عما كانت عليه في العام 2018؛ إذ انطلق مفاعلان جديدان للعمل في سنة 2019.[1]
في شهر مارس من العام 2019، كان لدى الصين 46 مفاعل نووي قيد الخدمة بقدرة 42.8 غيغاواط و11 مفاعل قيد البناء بقدرة 10.8 غيغاواط.[2][3] توجد مخططات لبناء مفاعلات جديدة للوصول بهدف زيادة القدرة 36 غيغاواط. كانت تخطط الصين لبلوغ قدرة 85 غيغاواط بحلول عام 2020.[4] إلا إنه لم يُبنَ سوى عدد قليل من المحطات منذ عام 2015، ومن غير المرجح تحقيق ذلك الهدف.[5]
ينظر إلى الطاقة النووية على أنها بديل للفحم نظرًا لتزايد المخاوف بشأن نوعية الهواء والتغير المناخي وشحّ الوقود الأحفوري[6][7]. في عام 2009، أشارت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين إلى عزمها رفع النسبة المئوية من الكهرباء المنتجة بواسطة الطاقة النووية في البلاد إلى 6% بحلول عام 2020.[8] تسعى خطط مستقبلية على المدى البعيد للوصول إلى قدرة تبلغ ما بين 120 و150 غيغاواط بحلول عام 2030.[9]
تملك الصين شركتين رئيسيتين لتوليد الطاقة النووية، المؤسسة الوطنية النووية الصينية التي تعمل بصورة رئيسية شمال شرق الصين، و مجموعة الطاقة النووية العامة الصينية (المعروفة سابقًا باسم مجموعة غوانغدونغ للطاقة النووية) التي تعمل بصورة رئيسية جنوب شرق الصين.[10]
تهدف الصين إلى زيادة الاعتماد على النفس في تصنيع وتصميم تكنولوجيا المفاعلات النووية إلى أقصى حد، وتشجع أيضًا على التعاون الدولي ونقل التكنولوجيا. ستكون مفاعلات الماء المضغوط المتقدمة التقنية السائدة في المستقبل القريب، مثل «هوالونغ وان»، ومن المقرر أيضًا تصدير مفاعل «هوالونغ وان». بحلول منتصف القرن، سيُنظر إلى المفاعلات سريعة النيوترونات على أنها التقنية الرئيسية، إذ من المقرر أن تبلغ قدرتها 1400 غيغاواط بحلول عام 2100.[11][12][13][14][15] تشارك الصين أيضًا في تطوير مفاعلات الاندماج النووي عبر مشاركتها في مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي ببناء مفاعل اندماج نووي تجريبي (جهاز الاندماج الحراري الموصل المتقدم التجريبي توكاماك، والمعروف اختصارًا بـ إيست) في مدينة خفي، إضافة إلى البحث والتطوير في دورة وقود الثوريوم باعتبارها وسيلة محتملة بديلة للانشطار النووي.[16][17]
التاريخ
في العام 1955، أُنشئت المؤسسة الوطنية النووية الصينية. وفي الثامن من فبراير عام 1970، أصدرت الصين أول خطة للطاقة النووية، وأنشئ معهد 728 (المعروف اليوم باسم معهد شنغهاي لبحوث وتصميم الهندسة النووية). في 15 ديسمبر عام 1991، بدأ أول مفاعل نووي في الصين عمله باستخدام بقدرة 288 ميغاواط من مفاعل المياه المضغوط في محطة تشينشان للطاقة النووية، وهو من نوع سي إن بي 300.[18][19]
أشارت خطة السلامة النووية لعام 2013 بأنه لن تبدأ سوى المحطات النووية من الجيل الثالث بالعمل بعد عام 2016، وحتى ذلك الوقت، لن يبدأ بالعمل سوى عدد قليل من محطات الجيل الثاني+.[20]
في شهر أكتوبر من العام 2016، كانت جميع المحطات النووية قيد الخدمة بين عامي 2008 و2016 ما عدا المفاعلات الستة المستوردة، 4 مفاعلات من طراز إيه بي 1000، واثنان من طراز المفاعل النووي الأوروبي المضغوط. نظرًا لانخفاض عدد المنشآت النووية منذ ذلك الحين، بدا أن هدف الوصول إلى قدرة نووية تبلغ 58 غيغاواط بحلول عام 2020 هدفًا غير محتمل. كان هدف الصين الجديد في عام 2019 هو الوصول إلى قدرة 200 غيغاواط من القدرة النووية المولدة بحلول عام 2035، ما يمثل 7.7% من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة المتوقعة البالغة 2600 غيغاواط.
السلامة والتنظيم
تعدّ الإدارة الوطنية للسلامة النووية التابعة لهيئة الطاقة الذرية الصينية هيئة الترخيص والتنظيم التي تلتزم باتفاقات دولية تتعلق بالسلامة. شُكلت الإدارة في العام 1984 وتقدم تقاريرها إلى الحكومة الشعبية المركزية بشكل مباشر. فيما يتعلق بالمفاعل النووي من طراز إيه بي 1000، تعمل الإدارة الوطنية للسلامة النووية بشكل وثيق مع لجنة المراقبة النووية الأمريكية.
طلبت الصين واستضافت 12 مهمة لفريق استعراض أمان التشغيل التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى شهر أكتوبر من العام 2011، ويوجد بصفة عامة مراجعة أمان خارجية لكل محطة في كل عام، سواء من قبل فريق استعراض أمان التشغيل، أو مراجعة الأقران من قبل الرابطة العالمية للمشغلين النوويين، مراجعة الأقران من قبل الهيئة الوطنية للطاقة الذرية (مع معهد بحوث عمليات الطاقة النووية).[21]
يكمن التحدي (ضمن الزيادة السريعة المقترحة في الطاقة النووية) الذي تواجهه الحكومة والشركات النووية هو «وضع رقابة على جيش متزايد من المتعاقدين والمقاولين الثانويين الذين قد يغريهم اختصار النفقات». يُشار إلى الصين بالحفاظ على الضمانات النووية ضمن ثقافة الأعمال التجارية، إذ يتم التضحية بالجودة والسلامة في بعض الأحيان لصالح خفض التكاليف، والأرباح، والفساد. طلبت الصين المساعدة الدولية في تدريب المزيد من فاحصي محطات الطاقة النووية. في عام 2011، أثيرت مخاوف من أن يؤدي التوسع النووي السريع إلى نقص في الوقود والمعدات وعمال المصانع المؤهلين ومفتشي السلامة.[22][23]
في أعقاب كارثة فوكوشيما دايتشي النووية في اليابان، أعلنت الصين في 16 مارس عام 2011 وقف جميع الموافقات على المحطات النووية، وأنه ستُجرى «فحوصات سلامة كاملة» للمفاعلات الموجودة. على الرغم من إشارة تشانغ ليجون، نائب وزير حماية البيئة، إلى استمرار استراتيجية الطاقة النووية الشاملة في الصين، اقترح بعض المعلقين أن التكاليف الإضافية المتعلقة بالسلامة إضافةً إلى الرأي العام يمكن أن تعيد النظر فيما يخص برنامج توسيع الطاقة المتجددة في الصين. في شهر أبريل/نيسان من العام 2011، ذكرت صحيفة تشاينا ديلي أنه تم تعليق الموافقة على بناء محطات الطاقة النووية في المناطق البحرية. كان من المقرر أن تنتهي عمليات فحوصات السلامة بحلول شهر أكتوبر من العام 2011، ولا يزال الوضع الحالي للمشاريع غير واضح. في شهر أبريل نيسان من العام 2012، ذكرت وكالة رويترز أن الصين من المرجح أن تستأنف الموافقة على محطات الطاقة النووية في وقت ما خلال النصف الأول من عام 2012. لم يتغير الهدف الرسمي لبلوغ قدرة 40 غيغاواط بحلول عام 2020، إلا أن الخطط السابقة لزيادة تلك القدرة إلى 86 غيغاواط خُفضت إلى ما بين 70 و75 غيغاواط بسبب نقص المعدات والموظفين المؤهلين إضافة إلى مخاوف متعلقة بالسلامة.[24][25][26][27][28][29][25]
إن الأساليب الحالية التي تتبناها الصين في تخزين الوقود النووي المستهلك مستدامة فقط حتى منتصف عقد 2020، ولا بد من وضع سياسة للتعامل مع المسألة.[30]
في عام 2017، عززت القوانين الجديدة صلاحيات الإدارة الوطنية للسلامة النووية، مُنشأةً «آليات مؤسساتية» جديدة، و«تقسيم عمل» أكثر وضوحًا، وإفشاءً أكثر للمعلومات.[31]
المراجع
- "China's nuclear power output jumps 18% year on year". World Nuclear News. 24 February 2020. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 202025 فبراير 2020.
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 201829 أغسطس 2018.
- "World Nuclear Power Reactors & Uranium Requirements". الجمعية النووية العالمية (WNA). مؤرشف من الأصل في 28 يناير 201213 مايو 2019.
- "Start-up nearing for Chinese units". World Nuclear News. 25 March 2014. مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 201431 مارس 2014.
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 22 مايو 201821 مايو 2018.
- "Nuclear Power in China". World Nuclear Association. 2 July 2010. مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 201318 يوليو 2010.
- "[宁德] 宁德核电站在福鼎开工-图 - 福建之窗 66163.com". Fjnews.66163.com. 7 March 2008. مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 201124 سبتمبر 2013.
- Suga, Masumi; Shunichi Ozasa (7 September 2009). "China to Build More Nuclear Plants, Japan Steel Says". بلومبيرغ نيوز. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 202015 فبراير 2011.
- David Stanway (14 March 2016). "China's total nuclear capacity seen at 120-150 GW by 2030 - CGN". Reuters. مؤرشف من الأصل في 15 مارس 201616 مارس 2016.
- Keith Bradsher (15 December 2009). "Nuclear Power Expansion in China Stirs Concerns". New York Times. مؤرشف من الأصل في 19 يوليو 201621 يناير 2010.
- "PACIFIC NUCLEAR COUNCIL (PNC) - 2nd QUARTER 2015 MEETING - Thursday, April 23, 2015 - Beijing, CHINA- Meeting Minutes (Final)" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف ( كتاب إلكتروني PDF ) من الأصل في 22 أبريل 2016.
- "Fast Reactor Technology Development for Sustainable Supply of Nuclear Energy in China - China International Nuclear Symposium November 23-25, 2010, Beijing" ( كتاب إلكتروني PDF ). XU MI - China Institute of Atomic Energy. مؤرشف ( كتاب إلكتروني PDF ) من الأصل في 28 سبتمبر 2016.
- Brook, Barry. "Summary of China's fast reactor programme". Brave New Climate. مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 201613 أبريل 2016.
- "Hualong One joint venture officially launched". World Nuclear News. 17 March 2016. مؤرشف من الأصل في 18 مارس 201617 مارس 2016.
- "Chinese firms join forces to market Hualong One abroad". World Nuclear News. 31 December 2015. مؤرشف من الأصل في 06 فبراير 201606 فبراير 2016.
- Ambrose Evans-Pritchard, 20 March 2011, Safe nuclear does exist, and China is leading the way with thorium - تصفح: نسخة محفوظة 25 March 2018 على موقع واي باك مشين., Telegraph UK
- "China to build world's first "artificial sun" experimental device". People's Daily Online. 21 January 2006. مؤرشف من الأصل في 05 يونيو 201122 مارس 2011.
- Daogang Lu (North China Electric Power University) (May 2010). "The Current Status of Chinese Nuclear Power Industry and Its Future". e-Journal of Advanced Maintenance. Japan Society of Maintenology. 2 (1). مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 201114 أغسطس 2010.
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 201516 فبراير 2015.
- Yun Zhou (31 July 2013). "China: The next few years are crucial for nuclear industry growth". Ux Consulting. Nuclear Engineering International. مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 201308 أغسطس 2013.
- "Nuclear Power in China". World Nuclear Association. October 2013. مؤرشف من الأصل في 03 نوفمبر 201325 أكتوبر 2013.
- "China Should Control Pace of Reactor Construction, Outlook Says". Bloomberg News. 11 January 2011. مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 201410 مارس 2017.
- Jonathan Watts (25 August 2011). "WikiLeaks cables reveal fears over China's nuclear safety". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 201312 ديسمبر 2016.
- the CNN Wire Staff (16 March 2011). "China freezes nuclear plant approvals - CNN.com". Edition.cnn.com. مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 201116 مارس 2011.
- Will China's nuclear nerves fuel a boom in green energy? - تصفح: نسخة محفوظة 21 March 2011 على موقع واي باك مشين. القناة الرابعة البريطانية, published 17 March 2011. Retrieved 17 March 2011
- "Judy Hua and David Stanway, China launches new 650 MW nuclear reactor, 9 April 2012". Uk.reuters.com. 9 April 2012. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 201324 سبتمبر 2013.
- "China urges IAEA to enhance nuclear safeguards". Bloomberg Businessweek. 1 November 2011. مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 201305 نوفمبر 2011.
- Chris Oliver (6 April 2011). "China suspends waterfront nuclear-power approvals". Market Watch. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 201207 أبريل 2011.
- China’s Nuclear Energy Program Post-Fukushima - تصفح: نسخة محفوظة 18 March 2011 على موقع واي باك مشين. China Bystander, published 16 March 2011. Retrieved 17 March 2011
- Rob Forrest (2 June 2014). "China's Nuclear Program and Spent Fuel Storage" ( كتاب إلكتروني PDF ). CISAC, Stanford University. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 ديسمبر 201414 ديسمبر 2014.
- Stanway, David (1 September 2017). "China's legislature passes nuclear safety law". Reuters. مؤرشف من الأصل في 01 سبتمبر 201701 سبتمبر 2017.