الرئيسيةعريقبحث

العصر الحجري القديم الأوسط

القسم الفرعي الثاني من «العصر الباليوثي»

☰ جدول المحتويات


العصر الحجري القديم الأوسط (أو العصر الباليوثي الأوسط) هو القسم الفرعي الثاني من «العصر الباليوثي» أو «العصر الحجري القديم» على حسب ما هو مفهوم في أوروبا وإفريقيا وآسيا. يُستعمل مصطلح «العصر الحجري المتوسط» مرادفًا لـ«العصر الحجري القديم الأوسط» في علم الآثار الإفريقي. بدأ العصر الحجري القديم الأوسط من 300,000 عام وانتهى من 30,000 عام. لكن يجدر التنويه بأن التاريخ يختلف من منطقة إلى أخرى. جاء العصر الحجري القديم الأوسط بعد «العصر الحجري القديم الأعلى» الذي كانت بدايته من 50,000-40,000 عام. أرجع مارك وايت وبول بيتيت تاريخ العصر الحجري القديم الأوسط المبكر في بريطانيا العظمى إلى ما بين 325,000 و180,000 عام قبل الحاضر تقريبًا (من «مرحلة النظائر البحرية 9» إلى «مرحلة النظائر البحرية 7»)، والعصر الحجري القديم الأوسط المتأخر إلى ما بين 60,000 و35,000 عام قبل الحاضر.[1][2]

وفق «الأصل الإفريقي للإنسان العاقل»، بدأ الإنسان الحديث تشريحيًّا هجرته من إفريقيا في العصر الباليوثي الأوسط (العصر الحجري المتوسط) قبل نحو 100,000-70,000 عام، وبدأ يحل محل أنواع الهومو السابقة التي كانت موجودة حينئذ، كالنياندرتال والإنسان المنتصب. لكن تشير اكتشافات أحفورية حديثة في إسرائيل إلى أن نوعنا (الإنسان العاقل) عاش خارج إفريقيا قبل نحو 185,000 عام، أي قبل نحو 85,000 عام مما أشارت إليه الأدلة السابقة.[3][4]

أصل الحداثة السلوكية

أول دليل على الحداثة السلوكية مستمَد من العصر الحجري القديم الأوسط، لكن الدليل الدامغ الذي لا جدال فيه لم يَشِع إلا لاحقًا في العصر الحجري القديم الأعلى.

بناء على مدافن خاصة بالعصر الحجري القديم الأوسط اكتُشفت في كرابينا الكرواتيّة (ترجع إلى نحو 130,000 قبل الحاضر) وفي كهوف السخول والقفزة الإسرائيلية (نحو 100,000 ق ح)، رأى بعض الأنثروبولوجيين والآثاريين (مثل فيليب ليبرمان) أن ثقافات العصر الحجري القديم الأوسط ربما حوت أيديولوجيات دينية كان فيها مفاهيم من قبيل الحياة الآخرة. لكن يرى باحثون آخرون أن الجثث دُفنت لأسباب دنيوية.[5][6]

تشير اكتشافات أثرية حديثة بمواقع لإنسان هايدلبيرغ في جبال أتابويركا إلى أن الدفن المتعمَّد ربما بدأ مبكرًا جدًّا في العصر الحجري القديم الأدنى، لكن لا إجماع على هذا بين العلماء. توحي علامات قَطْع وُجدت في عظام النياندرتال بمواقع مختلفة –مثل: كومب غرينال ومأوى مولا الصخري في فرنسا– أن النياندرتال عرفوا «الاجتلام» كما بعض الثقافات المعاصرة، ومارسوه لأسباب يُفترض أنها دينية (انظر السلوك النياندرتالي وأكل لحوم البشر وإزالة اللحم الشعائرية).

مع تطور الخصائص الثقافية، بدأت الجماعات البشرية تتّجر عبر مسافات بعيدة في السلع النادرة (المَغْرة مثلًا، التي كانت تُستعمل لأغراض دينية وشعائرية) وغيرها من المواد الخام، وكان هذا في العصر الحجري القديم الأوسط، قبل نحو 120,000 عام. قد يكون سبب لجوئهم إلى الاتجار عبر مسافات بعيدة أنه أتاح لهم النجاة، من خلال تبادل الموارد والسلع والمواد الخام في زمن العوز والشَّح (كالمجاعات والجفاف).[7][8][9][10][11][12]

التدرج الاجتماعي

تشير الأدلة الآثارية والإثنوغرافيا المقارنة إلى أن البشر في العصر الحجري القديم الأوسط عاشوا في مجتمعات صغيرة قائمة على المساواة، كما مجتمعات العصر الحجري القديم الأعلى وبعض المجتمعات الحديثة التي عاشت على الصيد وجمع الثمار، كشعبَيْ «كونغ» و«إمبوتي». اعتنى كل من المجتمعات النياندرتالية والمجتمعات البشرية الحديثة بأفراد الجماعة المسنّين خلال العصر الحجري القديم الأوسط. افترض كريستوفر بوهم (1999) أن مبدأ المساواة ظهر في مجتمعات العصر الحجري القديم الأوسط لاحتياج أهلها إلى توزيع عادل للموارد (مثل اللحم وغيره من الغذاء) اجتنابًا للمجاعات وضمانًا للاستقرار.[13][14]

افتُرض طبعًا أن نساء العصر الحجري القديم اشتغلن بجمع النباتات والحطب، والرجال بالصيد وجمع الحيوانات الميتة. لكن رجَّح بحث حديث أجراه الآثاري عالِم الأنثروبولجيا ستيفن كُون (جامعة أريزونا) أن تقسيم العمل بحسب الجنس لم يظهر قبل العصر الحجري القديم الأعلى (الإنسان الحديث قبل 40,000 أو 50,000 قبل الميلاد والنياندرتال)، وأنه ظهر متأخرًا نسبيًّا في عصور ما قبل التاريخ. ربما نشأ هذا التقسيم بحسب الجنس ليتيح للبشر جمع الغذاء وغيره من الموارد على نحو أكفأ، ممهدًا الطريق على الأرجح ليتفوق البشر العقلاء الذين كانوا في العصر الحجري القديم الأعلى على النياندرتال في أوروبا.[15]

مواقع

مواقع كهوف

مواقع مفتوحة

انظر أيضاً

مصادر خارجية

المصادر

  1. Pettit, Paul; White, Mark (2012). The British Palaeolithic: Human Societies at the Edge of the Pleistocene World. Abingdon, UK: Routledge. صفحات 209, 293.  .
  2. Miller, Barbra; Bernard Wood; Andrew Balansky; Julio Mercader; Melissa Panger (2006). Anthropology ( كتاب إلكتروني PDF ). Boston Massachusetts: Allyn and Bacon. صفحة 768.  . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 سبتمبر 2018.
  3. Origins of Modern Humans: Multiregional or Out of Africa? By Donald Johanson نسخة محفوظة 14 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. Ghosh, Pallab (2018). "Modern humans left Africa much earlier". BBC News (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 201928 يناير 2018.
  5. Ben Harder (2001-12-15). "Evolving in their graves: early burials hold clues to human origins". مؤرشف من الأصل في 23 يونيو 2012.
  6. Lieberman, Philip (1991). Uniquely Human: The Evolution of Speech, Thought, and Selfless Behavior. Harvard University Press.  . مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2020.
  7. Jonathan Amos (2004-04-15). "Cave yields 'earliest jewellery". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 201712 مارس 2008.
  8. Hillary Mayell. "Oldest Jewelry? "Beads" Discovered in African Cave". National Geographic News. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201803 مارس 2008.
  9. Sean Henahan. "Blombos Cave art". Science news. مؤرشف من الأصل في 2 أبريل 201912 مارس 2008.
  10. "Human Evolution", Microsoft Encarta Online Encyclopedia 2007. Microsoft Corporation. Contributed by Richard B. Potts. Archived 2009-11-01. نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2009 على موقع واي باك مشين.
  11. Hillary Mayell. "When Did "Modern" Behavior Emerge in Humans?". National Geographic News. مؤرشف من الأصل في 02 نوفمبر 201305 فبراير 2008.
  12. Felipe Fernandez Armesto (2003). Ideas that changed the world. New York: Dorling Kindersley Limited. صفحة 400.  . ; [1]
  13. Boehm, Christopher (2009). Hierarchy in the Forest: The Evolution of Egalitarian Behavior. Harvard University Press.  . مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2015. , p. 198
  14. Boehm, Christopher (2009). Hierarchy in the Forest: The Evolution of Egalitarian Behavior. Harvard University Press.  . مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2015. , p. 192
  15. Stefan Lovgren. "Sex-Based Roles Gave Modern Humans an Edge, Study Says". National Geographic News. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201803 فبراير 2008.

1. كتاب علم الآثار في الوطن العربي / منى نخلة، ص 21 .

موسوعات ذات صلة :