الرئيسيةعريقبحث

العلاقات التبتية المينغية

العلاقات بين التبت وسلالة مينغ في الصين

ثانغكا تبتية يعود تأريخها إلى القرن السابع عشر، تصوّر غوهياساماجا آكشوبيافاجرا (Guhyasamaja Akshobhyavajra)‏، وهما رمز إحدى المذاهب البوذية التبتية. وقد جمع بلاط مينغ الحاكم العديد من الصناعات التبتية (مثل الثانغكا)،[1] التي كانت تُقدّم إلى أباطرة مينغ على شكل جزيات وضرائب من قبل التبتين، وفي المقابل مُنِحوا العطايا.[2]

طبيعة العلاقات التبتية الصينية خلال عهد سلالة مينغ[a] التي حكمت الصين ما بين الفترة المُمتدَّة من عام 1368م، حتى عام 1644م، غير واضحة على وجه الدقّة. ويزداد تعقيد تحليل ودراسة ماهية العلاقات بين الصين والتبت في تلك الفترة بسبب الصراعات السياسية الحديثة بين الطرفين، وبسبب تطبيق مبدأ السيادة أو ما يُعرف بمبدأ السيادة الويستفالية،[b] إلى وقت لم يكن فيه هذا المبدأ القانوني الدولي قائمًا. يؤكد بعض باحثي البر الصيني[c] مثل وانغ جياوي[d] والباحثين التبتيين مثل نييما جاينكاين[e] أن سلالة مينغ كانت ذات سيادة بلا منازع على التبت، مُشيرين إلى أن بلاط مينغ الحاكم خلع العديد من الألقاب الشرفية لقادة التبت، وقبول التبتيين الكامل لهذه الألقاب، إضافة إلى عمليات تجديد مميزات تلك الألقاب من قبل ورثة صاحب اللقب، التي كانت تنطوي على السفر إلى نانجينغ عاصمة مينغ. يجادل الباحثون الصينيون أيضًا بأن التبت كانت جزءًا لا يتجزأ من الصين منذ القرن الثالث عشر، وبالتالي كانت جزءًا من دولة مينغ المعروفة باسم إمبراطورية مينغ العظمى[f]. لكن معظم الباحثين غير الصينين، مثل توريل في. وايلي[g]، وملفين سي. غولدستين[h]، وهلموت هوفمان[i]، يقولون إن العلاقة كانت ذات طابع هيمنة شكلية،[j] وأن سيادة مينغ على أرض الواقع كانت اسمية فقط، وأن التبت ظلت منطقة مستقلة ذات حكم ذاتي خارج سيطرة إمبراطورية مينغ، وإن كانت تدفع الضرائب لمينغ حتى عصر الإمبراطور جيا جينغ (1521-1566)، الذي قطع العلاقات مع التبت.

تشير بعض الدراسات إلى أن القادة التبتين انخرطوا في كثير من الأحيان في حروب أهلية إبّان حكم سلالة مينغ، وذهبت بعض الآراء إلى أن التبتيين جُرّوا إلى تلك الحروب البينية بسبب سياسة فرق تسد التي انتهجها المينغيون في التبت. دراسات أخرى تؤكد أن العلاقة بين الطرفين كانت مبنية على أساس مصلحي، ممثلًا بالجانب التجاري، منوهة إلى حاجة دولة مينغ إلى الخيول بسبب الحروب التي كانت تخوضها الأخيرة، وهو ما جعل تجارة الخيول مع التبت أمرًا فائق الأهمية لدى الصينيين الذين كانوا يشترونها من التبتيين بالشاي الصيني. وسعى التبتبون بحسب بعض الباحثين إلى إجراء علاقات دبلوماسية خاصة بهم مع بعض الدول المجاورة بعيدًا عن الهيمنة المينغية، وكانت علاقتهم بالنيبال شاهدة على ذلك المسعى. من جانب آخر، يُجادل باحثون آخرون بأن الطبيعة الدينية الهامة التي حكمت علاقات مينغ مع لامات التبت غير ممثلة بشكل كاف في دراسات العصر الحديث التي تناولت العلاقات بين الطرفين.

وتاريخيًا، بذل الإمبراطور يونغلي (حكم 1402-1424) جهدًا حثيثًا لبناء تحالف مدني وديني مع الزعيم التبتي الكارمابا لاما الخامس ديشين شيغبا (1384-1415) - كارمابا طائفة كارما كاغيو إحدى الطوائف الأربع الرئيسة في البوذية التبتية - آملًا إحياء العلاقة الفريدة التي ربطت الزعيم المغولي السابق قوبلاي خان (حكم 1260-1294) بمعلمه الإمبراطوري تشوغيال باغبا (1235-1280) زعيم طائفة ساكيا البوذية التبتية، إلا أن محاولات الإمبراطور يونغلي باءت بالفشل.

بدأت مينغ بغزو التبت عسكريًّا بحملات متقطعة في خلال القرن الرابع عشر، وهو تدخل لم يسفر عن إقامة أي حامية عسكرية دائمة لهم هناك. واختلف الردّ التبتي على تلك الغزوات التي جوبهت أحيانًا بمقاومة مسلحة منهم. قام الإمبراطور وانلي (حكم من 1572 إلى 1620) بمحاولات لإعادة العلاقات الصينية التبتية بعد أن تحالف قادة التبت مع المغول في عام 1578، وهو التحالف الذي نتج عنه تزاوج سياسي تمثل في دعم زعيم التبت الروحي الدالاي لاما - زعيم طائفة غيلوغ التبتية - وهو الأمر الذي أثر بشكل مباشر على السياسة الخارجية للصين إبّان حكم سلالة تشينغ التي انتهى إليها حكم الصين ما بين عامي 1644-1912. وبحلول نهاية القرن السادس عشر، وصل الحلف العسكري بين المغول والتبتيين إلى أعلى مستوياته، حيث كثف المغول من تواجدهم العسكري في مقاطعة آمدو شمالي شرق التبت المحاذية لمنغوليا الداخلية. وقد تُوِّج ذلك التحالف بغزو غوشي خان (1582-1655) للتبت ما بين عامي 1637-1642 حيث ساعد الدالاي لاما الخامس - الملقب بالخامس العظيم - من أن يوطّد حكمه في التبت ويقضي على أي منافس محتمل له، مؤسسًا بذلك نظام غاندين بودرانغ وهو النظام الذي جعل أصحاب القبعات الصفر - لقب يطلق على زعماء طائفة الغيلوغ - أعلى سلطة روحية وسياسية في التبت.

الأسماء والمصطلحات الأجنبية

بحسب تسلسل الورود
  1. (بالصينية: 明朝)، (The Ming dynasty)‏
  2. Westphalian sovereignty
  3. (بالصينية: 中国大陆)، (Mainland Chinese)‏
  4. Wang Jiawei
  5. Nyima Gyaincain
  6. (بالصينية: 大明帝国)، (Empire of the Great Ming)‏
  7. Turrell V. Wylie
  8. Melvyn C. Goldstein
  9. Helmut Hoffmann
  10. Suzerainty

المراجع

  1. Information Office of the State Council of the People's Republic of China, Testimony of History (China Intercontinental Press, 2002), 73.
  2. Wang Jiawei & Nyima Gyaltsen, The Historical Status of China's Tibet (China Intercontinental Press, 1997), 39–41.

موسوعات ذات صلة :