الرئيسيةعريقبحث

العلاقات التونسية الليبية


العلاقات الليبية التونسية هي العلاقات الثنائية بين الجمهورية التونسية ودولة ليبيا.

تاريخ

منذ أن إنطلقت الإمبراطورية القرطاجية في التوسع داخل البحر الأبيض المتوسط، سيطرت تونس على إقليم طرابلس أو "تريبوليتانيا" (شمال غرب ليبيا الحديثة) لعدة قرون في ظل سلالات وممالك مختلفة. عند الفتح الإسلامي للمغرب الكبير، تم أسلمتها وتعريبها وأصبحت فيما بعد جزءًا من الإمبراطورية العثمانية. خلال سنوات حكم الاخير في المنطقة، أظهرت تونس نفوذاً كبيراً على طرابلس حيث كانت تعيّن حكامها الذين كانوا موالين للحسينيين في تونس، بل وأطلقت حروبا لاعادة تنصيب الحكام الموالين لها في تحدى للامبراطورية العثمانية و طرد الحكام الغير مرغوب فيهم مثل حرب 1794 في ظل حمودة باشا والتي هدفت إلى إعادة يوسف القره مانلي كباشا طرابلس.

تواصلت العلاقات الوطيدة بين طرابلس الغرب وتونس على مدى قرون إلى حين دخول الاستعمار الفرنسي والإيطالي المنطقة.

عقد الرئيس الليبي معمر القذافي وحدة مع الرئيس التونسي السابق حبيب بورقيبة والتي أعلنت في جزيرة جربة التونسية في يناير 1974، واستمرت لمدة 48 ساعة، حيث طلبت فرنسا من رئيس وزراء تونس الهادي نويرة الذي كان في زيارة رسمية لطهران بقطع رحلته والعودة لتونس لإعلان اجهاض هذا المشروع. وطلب تعيين زين العابدين بن علي وزيراً لداخلية الدولة الجديدة. رد عليه بورقيبة: لم أثق في حياتي بعسكري والمرة الوحيدة التي وثقت بها بعسكري خلعني.

أثيرت في تونس وفي أوساط عربية عدة تساؤلات، ليس عن هذه المحاولة الليـبية التي أضيفت لعشرات غيرها من أفكار القذافي وتخريجاتها للهروب من مشاكله الداخلية، بل عن هذه العلاقة التي كشفها القذافي مع هذا الضابط الأمني التونسي الذي كان كثيرون في تونس خاصة العاملين في المجالات الحزبية السرية والعلنية المعارضة والمتطرفة يرتعبون لمجرد ذكر اسمه، وهو الضابط الأمني السري.. فإذا بالقذافي يريده وزيراً لداخلية دولة الوحدة.[1]

ويلاحظ عدم استقرار العلاقات بين ليبيا وتونس إلا عند تولي الرئيس السابق بن علي منصب الرئاسة في عام 1987، بينما تأرجحت العلاقات بين البلدين في عهد بورقيبة بين استنفار عسكري على الحدود وطرد العمالة التونسية من ليـبيا إلى إعلان وحدة لم تدم أكثر من 48 ساعة بين البلدين. في حالة مثل هذه في أي بلد آخر في العالم الثالث، أو في تونس نفسها، وفي نظام كنظام بورقيبة كان يمكن أن يكون مجرد ذكر اسم هذا الضابط وسيلة لإعدامه أو التخلص منه سجناً أو نفياً أو إبعاداً في أدنى الحالات لكن علاقات بن علي مع الأميركان ثبتته في موقعه 13 عاماً هي الفترة الفاصلة بين سقوط محاولة الوحدة مع ليـبيا عام 1974 إلى سقوط الحبيب بورقيبة نفسه من السلطة إثر انقلاب بن علي ضده يوم 7/11/1987. صحيح أن زين العابدين بن علي لم يكن ذا قوة ظاهرة أو قادرة على تهديد نظام الحبيب بورقيبة، لكن بورقيبة وشخصيته التاريخية كبطل للاستقلال الوطني التونسي، ومكانته داخل كل مؤسسات الدولة وهيبته وجرائمه التي لا حدود لها في مواجهة أي حركة من حركات المعارضة التونسية كانت تحتاج أو تستند إلى رجال وأدوات من أمثال بن علي لتمكينه من الاستمرار رئيساً منذ الاستقلال عام 1956 حتى التخلص منه عام 1987.

انظر أيضاً

المصادر

  1. "زين العابدين بن علي". مدونات سالم القطامي. 2011-01-14. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 201917 يناير 2011.

موسوعات ذات صلة :