الرئيسيةعريقبحث

العلاقات الصينية الإيرانية

عمليات تجارية وسياسية ممتازة

☰ جدول المحتويات


العلاقات الصينية الإيرانية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين الصين وإيران.[1][2][3][4][5]

العلاقات الصينية الإيرانية
الصين إيران
الصين
إيران

تشير العلاقات الصينية الإيرانية إلى العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين جمهورية الصين الشعبية وإيران منذ الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979 حتى الوقت الحاضر. امتلكت الحضارتان تاريخًا من التبادل الثقافي والسياسي والاقتصادي على طول طريق الحرير منذ عام 200 قبل الميلاد على أقل تقدير، وربما في وقت أبكر من ذلك. حتى يومنا هذا، طورت الصين وإيران شراكةً اقتصادية واستراتيجية ودية.

التاريخ

تشير العلاقات الصينية الفارسية إلى العلاقات التاريخية الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية بين حضارتي الصين الداخلية وإيران العظمى، والتي يعود تاريخها إلى عهود سحيقة منذ عام 200 قبل الميلاد على أقل تقدير. امتلكت الإمبراطوريتان الفرثية والساسانية (اللتان احتلتا معظم ما هو اليوم إيران وآسيا الوسطى) صلاتٍ عديدة مع سلالات هان وتانغ وسونغ ويوان ومينغ. لقرون من الزمن ارتبطت الحضارتان القديمتان في آسيا اقتصاديًا وثقافيًا بشكل أكبر عبر طريق الحرير. واتحدت الحضارتان أيضًا لفترة وجيزة تحت حكم إمبراطورية المغول. [6]

عهد سلالة هان-الفرثي

قدّم رائد سلالة هان جانغ شيان، الذي زار إقليمي باختر وبلاد الصغد المجاورة في عام 126 قبل الميلاد، أول تقرير صيني معروف عن الإمبراطورية الفرثية. في تقرير شيان تُسمّى فرثيا «أنشي»، وهي الترجمة الحرفية ل«أرساسيد»، اسم السلالة الفرثية. يعرّف جانغ شيان فرثيا بشكل واضح على أنها حضارة حضرية متقدمة، ويساويها في تطورها مع حضارتي دايوان (في فيرغانة) وداكسيا (في باختر).

«تقع أنشي غرب إقليم يوزي العظمى (في بلاد ما وراء النهر) بآلاف الأميال الصينية. استقر البشر على اليابسة وحرثوا الحقول وزرعوا الأرز والقمح. وصنعوا النبيذ أيضًا من العنب. امتلكوا أيضًا مدنًا مسوّرة مثل شعب دايوان (فرغانة)، ويحتوي الإقليم على مئات المدن بمساحاتٍ مختلفة. صُنعت عملات البلد من الفضة وحملت وجه الملك. عند وفاة الملك، كانت العملة تُغيّر على الفور وتُصدر عملة جديدة مع وجه خلَفه. يحتفظ الناس بالسجلات عن طريق الكتابة على شرائط أفقية من الجلد. تقع تياوزي (بلاد ما بين النهرين) في الغرب وتقع يانكاي وليشوان (هيركانيا) في الشمال». (شيجي، 123، اقتباس جانغ شيان، ترجمة بورتون واتسون). [7]

بعد سفر جانغ شيان وتقريره، غزت سلالة هان دايوان في حرب هان دايوان وأسست مقاطعة الأقاليم الغربية، وبذلك فتحت طريق الحرير. ازدهرت العلاقات التجارية بين الصين وآسيا الوسطى وفرثيا، إذ أُرسلت العديد من البعثات الصينية طوال القرن الأول قبل الميلاد:

«اشتملت أضخم تلك البعثات إلى الدول الأجنبية على مئات الأشخاص، في حين اشتملت حتى أصغر الجماعات على ما يزيد عن 100 عضو. خلال عام واحد أرسل من أي مكان ما بين 5 أو 6 حتى 10 جماعات». (شيجي، ترجمة بورتون واتسون).

يبدو أن الفرثيين كانوا عاقدي العزم على الحفاظ على علاقاتٍ جيدة مع الصين وأرسلوا بعثاتهم أيضًا، وبدأ ذلك في عام 110 قبل الميلاد تقريبًا: «حين زار مبعوث سلالة هان مملكة أنشي (فرثيا) للمرة الأولى، أرسل ملك أنشي مجموعة من 20 ألف فارس للقائهم على الحدود الشرقية للمملكة ... وحين انطلق مبعوثو سلالة هان مرة أخرى للعودة إلى الصين، أرسل ملك أنشي مبعوثين خاصين لمرافقتهم ... كان الإمبراطور سعيدًا بذلك». (شيجي، 123، ترجمة بورتون واتسون).[8]

لعب الفرثيون أيضًا دورًا في الإرسالات البوذية من آسيا الوسطى إلى الصين عبر طريق الحرير. ذهب آن شيه كاو، أحد النبلاء الفرثيين ومبشر بوذي، إلى العاصمة الصينية لويانغ في عام 148م حيث أقام معابد وأصبح أول من يترجم الكتب البوذية المقدسة إلى الصينية. أصبحت مملكة كوشان الفارسية مفترق طرق للإرسالات البوذية الصينية الهندية، إذ ترجم العديد من الإيرانيين السوترات السنسكريتية إلى الصينية.[9]

العهد الساساني

حافظت الإمبراطورية الساسانية، مثل أسلافها الفرثيين، على علاقاتٍ خارجية نشطة مع الصين، وكثيرًا ما سافر سفراء بلاد فارس إلى الصين. سجلت الوثائق الصينية 13 بعثة ساسانية إلى الصين. تجاريًا، كانت التجارة البرية والبحرية مع الصين مهمةً لكل من الإمبراطوريتين الساسانية والصينية. عُثر على أعداد كبيرة من العملات المعدنية الساسانية في جنوب الصين، مما يؤكد وجود التجارة البحرية.

أرسل الملوك الساسانيون في مناسبات عديدة أكثر الموسيقيين والراقصين الفارسيين موهبةً إلى البلاط الإمبراطوري الصيني. استفادت الإمبراطوريتان من التجارة على طول طريق الحرير، وتقاسمتا مصلحةً مشتركة في الحفاظ على تلك التجارة وحمايتها. وتعاونتا على حراسة الطرق التجارية عبر آسيا الوسطى. بنَت كلتا الإمبراطوريتين بؤرًا استيطانية في المناطق الحدودية بهدف الحفاظ على أمن القوافل من القبائل البدوية وقطاع الطرق.

خلال حكم سلالة ليانغ في الصين، في عام 547 دفعت بعثة فارسية الخراج لأسرة ليانغ، سجلت نشأة الكهرمان في بلاد فارس من قبل ليانغ شو (كتاب ليانغ).

توجد سجلات عن عدة جهود صينية وساسانية مشتركة ضد الهياطلة عدوهم المشترك. بعد التعديات التي قام بها الترك البدو على ولاياتٍ في آسيا الوسطى، أفضى تعاون واضح بين القوات الصينية والساسانية إلى صد تقدم الترك. تشير أيضًا وثائق من جبل مونغ إلى وجود جنرال صيني في خدمة ملك بلاد الصغد وقت الغزو الصيني. [10]

فرّ آخر أفراد العائلة المالكة للإمبراطورية الساسانية إلى الصين التي كانت تحت حكم أسرة تانغ. في أعقاب غزو العرب المسلمين لإيران، هرب بيروز الثالث، ابن يزديغيرد الثالث، مع عدد من النبلاء الفارسيين ولجأوا إلى البلاط الإمبراطوري الصيني. مُنح كل من بيروز وابنه نارسيه (بالصينية نيه شي) ألقابًا عليا في بلاط أسرة تانغ. في مناسبتين على الأقل آخرها ربما في عام 670، أُرسلت قوات صينية مع بيروز لمساعدته ضد العرب بهدف استعادة العرش الساساني، الأمر الذي أسفر عن نتائج مختلطة. انتهت إحداهما بحكم وجيز لبيروز في سيستان (ساكيستان) بقي منه أدلة قليلة من القطع النقدية. نال نارسيه في ما بعد منصب قائد الحرس الإمبراطوري الصيني وعاش أحفاده في الصين كأمراء يحظون بالاحترام.

تانغ والعصر الذهبي الإسلامي

بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، تواصل ازدهار بلاد فارس خلال العصر الذهبي الإسلامي، واستمرت علاقاتها مع الصين. في عام 751، كانت الخلافة العباسية، التي حكمت بلاد فارس، في نزاع مع سلالة تانغ الصينية على السيطرة على إقليم سير داريا خلال معركة نهر طلاس. كان زيد بن صالح، الفارسي، قائد الجيش العباسي، وكان قادة جيش تانغ جاو كزيانزهي، كوري غوغوري، إلى جانب لي سي ودوان شوشي الصينيَين. تحسنت العلاقات بعد انتصار العباسيين في المعركة، وانتهت الصراعات بين الصين والفارسيين.[11]

صُدّرت الزرادشتية وبولو إلى أسرة تانغ.

سلالة يوان المغولية

جُنّد عدد كبير من جنود آسيا الوسطى والفارسيين والخبراء والحرفيين من قبل سلالة يوان الصينية في الإمبراطورية المغولية. شغل بعضهم، والذين عُرفوا باسم سيمو («مجموعة متنوعة من الموظفين»)، مناصب رسمية هامة في إدارة مقاطعة يوان. كان سيد أجال شمس الدين عمر أحد أشهر المستوطنين من بلاد فارس، والذي عُرّف بأنه سلف العديد من سلالات هوي الصينية وسكان بانثاي هوي التابعة لمقاطعة يونان. كان زهينغ هي سليله الأشهر والذي أصبح أشهر رائدي سلالة مينغ. خلال فترة سلالة يوان المغولية كانت اللغة الفارسية هي اللغة المشتركة في آسيا الوسطى، وهاجر العديد من الفرس وسكان آسيا الوسطى إلى الصين.[12]

مقارنة بين البلدين

هذه مقارنة عامة ومرجعية للدولتين:

مدن متوأمة

في ما يلي قائمة باتفاقيات التوأمة بين مدن صينية وإيرانية:

منظمات دولية مشتركة

يشترك البلدان في عضوية مجموعة من المنظمات الدولية، منها:

أعلام

طالع أيضاً تصنيف: صينيون من أصل إيراني

هذه قائمة لبعض الشخصيات التي تربطها علاقات بالبلدين:

وصلات خارجية

مراجع

  1. الجاسور, ناظم عبد الواحد (2001-01-01). أسس وقواعد العلاقات الدبلوماسية والقنصلية: دليل عمل الدبلوماسي والبعثات الدبلوماسية. Al Manhal.  . مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2019.
  2. "اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 3 سبتمبر 201910 مارس 2019.
  3. "محاضرات في قانون العلاقات الدولية -العلاقات الدبلوماسية- السداسي الاول للسنة الجامعية 2017-2018". مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2019.
  4. "مفهوم العلاقات الدولية: إشكاليات التعريف". المعهد المصري للدراسات. 2016-02-15. مؤرشف من الأصل في 08 يونيو 201910 مارس 2019.
  5. "الموسوعة العربية | العلاقات الدولية (نظرية-)". arab-ency.com. مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 201910 مارس 2019.
  6. "Twenty Centuries of Friendly Cooperation: The Sino-Iranian Relationship". The Globalist (باللغة الإنجليزية). 2006-12-11. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 201625 يونيو 2019.
  7. Fishberg, Maurice (1907). Materials for the physical anthropology of the eastern European Jews, Issues 1-6 (الطبعة reprint). New Era Print. Co. صفحة 233. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 202012 يونيو 2011.
  8. Dillon 1999، صفحات 19–21
  9. "CHINESE-IRANIAN RELATIONS viii. Persian Lang. – Encyclopaedia Iranica". www.iranicaonline.org. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 201925 يونيو 2019.
  10. van Dalen, Benno (2002), "Islamic Astronomical Tables in China: The Sources for Huihui li", in Ansari, S. M. Razaullah (المحرر), History of Oriental Astronomy, سبرنجر, صفحات 19–32,  
  11. Pearce, Francis Barrow (1920). Zanzibar the island metropolis of eastern Africa. Great Britain: Dutton. صفحة 430. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 202012 مارس 2012. Shah Abbas, 202; his name mentioned on bronze guns at Zanzibar, 200; imports Chinese artisans to teach the art of pottery-making, 350
  12. Chen, Da-Sheng. "CHINESE-IRANIAN RELATIONS vii. Persian Settlements in Southeastern China during the T'ang, Sung, and Yuan Dynasties". Encyclopedia Iranica. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 201028 يونيو 2010.
  13. إجمالي الناتج المحلي (القيمة الحالية بالدولار الأمريكي) - تصفح: نسخة محفوظة 6 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. إجمالي الناتج المحلي (القيمة الحالية بالدولار الأمريكي) - تصفح: نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  15. نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي (بالأسعار الجارية للدولار الأمريكي) - تصفح: نسخة محفوظة 7 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي، وفقا لتعادل القوة الشرائية (بالأسعار الجارية للدولار الدولي) - تصفح: نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  17. Human Development Reports - تصفح: نسخة محفوظة 16 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  18. Human Development Reports - تصفح: نسخة محفوظة 25 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  19. Урумчи (Китай) | Администрация г. Челябинска - تصفح: نسخة محفوظة 9 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  20. INTERPOL member countries - تصفح: نسخة محفوظة 22 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  21. Member States | OPCW - تصفح: نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  22. List of UNESCO Member States | United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization - تصفح: نسخة محفوظة 14 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  23. IHO Membership - تصفح: نسخة محفوظة 22 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  24. Universal Postal Union – Member countries - تصفح: نسخة محفوظة 21 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :