كتاب العمدة أشهر تآليف ل ابن رشيق القيرواني التي تنيف على ثلاثين كتاباً، وهو الكتاب الذي خلد اسمه وشهره من بين آثاره، وقد أراد له أن يكون موسوعة في الشعر ومحاسنه ولغته وعلومه ونقده وأغراضه، والبلاغة وفنونها، وما لابد للأديب من معرفته من أصول علم الأنساب، وأيام العرب، وملوكها وخيولها وبلدانها.
قال ابن خلدون : (وهو الكتاب الذي انفرد بهذه الصناعة وإعطاء حقها، ولم يَكتب فيها أحدٌ قبله ولا بعده مثله) [1]
ومن نوادره فيه نقولاته عن كتاب (المنصف) في سرقات المتنبي لابن وكيع التنيسي (ت393هـ). ألف ابن رشيق كتابه ما بين سنة 412هـ و425 وأهداه لأبي الحسن ابن أبي الرجال الشيباني مربي المعز بن باديس ورئيس ديوان كتّأبه الذين كان منهم ابن رشيق. ورجع فيه إلى ما ينيف على الثلاثين كتاباً غير الدواوين، منها كتب ضاعت بتمامها كطبقات الشعراء لدعبل، والأنواء للزجاجي، أو ضاع قسم منها كالمنصف لابن وكيع والممتع للنهشلي. وله مختصرات كثيرة أشهرها كتاب الشنتريني المتوفى سنة 549هـ وسماه (جواهر الآداب وذخائر الشعراء والكتاب) منه نسخة في الأسكوريال. وعلى العمدة معول كل من طرق هذا الباب من الكتاب، فعندما طبع سنة 1982م كتاب (كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب) المنسوب لضياء الدين ابن الأثير تبين أنه نقل عن العمدة مئة وإحدى عشرة صفحة كاملة، وأنه ليس في الكتاب سوى خمس صفحات خالية من النقل عن العمدة. وللعمدة نسخ مخطوطة في الكثير من مكتبات العالم، إلا أن أقدمها لا يتجاوز عام 679هـ وقد أتى على وصفها ووصف طبعات الكتاب منذ طبعته الأولى بتونس سنة 1865م الدكتور محمد قرقزان في طبعته المميزة للعمدة، وأشار في مقدمتها إلى عثرات ابن رشيق وأخطائه وأوهامه، وأتبع ذلك بذكر ما لحق طبعاته المختلفة من التصحيفات والتحريفات، خصوصاً طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد المنشورة سنة 1934م والتي لا تعدو أن تكون طبعة النعساني الحلبي نفسها الصادرة في القاهرة 1907م ولابن رشيق كتاب يعتبر بمثابة الذيل للعمدة سماه (قراضة الذهب في نقد أشعار العرب) وهو مطبوع مرات، أولها في مصر (مكتبة الخانجي 1344هـ) ضمن مجموعة رسائل نادرة. وانظر كتاب (بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق) للمرحوم حسن حسني عبد الوهاب.[2]
العمدة في محاسن الشعر و آدابه | |
---|---|
العمدة في محاسن الشعر و آدابه | |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | ابن رشيق القيرواني ( - 456هـ) |
البلد | الجزائر |
اللغة | العربية |
الناشر | عدة دور نشر |
السلسلة | كتب النقد |
الموضوع | الشعر |
المواقع | |
العنوان | 📖 كتاب العمدة |
أبواب الكتاب
مجموع أبواب الكتاب مئة و سبعة أبواب، فيه 59 باباً في فصول الشعر وأبوابه، و39 باباً في البلاغة وعلومها (منها : البلاغة ، والإيجاز ، والبيان ، والنظم ، والمخترع والبديع ، والمجاز ، والاستعارة ، والتشبيه ، والتجنيس ، والترديد ، و المطابقة ، والتكرار ، والاتساع ، والاشتراك ....إلخ) و 9 أبواب في فنون شتى. ومن أبوابه الممتعة باب سرقة الشعر وأنواعها: كالسلخ والاصطراف والانتحال والإغارة والغصب والمرادفة والاهتدام والإلمام والاختلاس والمواردة.وهناك أبواب يمكن أن تعين على فهم التراث الشعري ، (منها : ذكر منازل القمر ، في ذكر الوقائع و الأيام ، في الأصول والنسب وغيرها..).
من أشعاره
لعن الله صنعة الشعر ماذا | من ضنوف الجهال منه لقينا | |
يؤثرون الغريب منه على ما | كان سهلا للسامعين مبينا | |
ويرون المحال معنى صحيحا | وخسيس الكلام شيئا ثمينا | |
يجهلون الصواب منه ولا يد | رون للجهل أنهم يجهلونا | |
فهم عند من سوانا يلامو | ـن وفي الحق عندنا يعذرونا | |
إنما الشعر ما يناسب في النظم | وإن كان في الصفات فنونا | |
فأتى بعضه يشاكل بعضا | وأقامت له الصدور المتونا | |
كل معنى أتاك منه على ما | تتمنى ولم يكن أن يكونا | |
فتناهى من البيان إلى أن | كاد حسنا يبين للناظرينا | |
فكأن الألفاظ منه وجوه | والمعاني ركبن فيها عيونا | |
إنما في المرام حسب الأماني | يتحلى بحسنه المنشدونا | |
فإذا ما مدحت بالشعر حرا | رمت فيه مذاهب المشتهينا | |
فجعلت النسيب سهلا قريبا | وجعلت المديح صدقا مبينا | |
وتنكبت ما يهجن في السمع | وجعلت المديح صدقا مبينا | |
وإذا ما عرضته بهجاء | عبت فيه مذاهب المرقبينا | |
فجعلت التصريح منه دواء | وجعلت التعريض داء دفينا | |
وإذا ما بكيت فيه على الغا | دين يوما للبين والظاعنينا | |
خلت دون الأسى وذللت ما كا | ن من الدعع في العيون مصونا | |
فتركت الذي عتبت عليه | حذرا آمنا عزيزا مهينا | |
وأصح القريض ما قارب النظم | وإن كان واضحا مستبينا | |
فإذا قيل أطمع الناس طرا | وإذا ريم أعجز المعجزينا [3] |
مصادر
- مقدمة ابن خلدون - الفصل الخامس و الخمسون في صناعة الشعر و وجه تعلمه ص 593 .
- العمدة في محاسن الشعر وآدابه - resource for arabic books نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- مقدمة ابن خلدون - الفصل الخامس و الخمسون في صناعة الشعر و وجه تعلمه ص 594-595