الرئيسيةعريقبحث

العنف الديني في الهند


☰ جدول المحتويات


يشمل العنف الديني في الهند أعمال عنف نُفذت من قِبل أتباع جماعة دينية ضد أتباع ومؤسسات جماعة دينية أخرى، وغالبًا ما تكون هذه الأعمال عبارة عن أعمال شغب.[1] يشمل العنف الديني في الهند عمومًا الهندوس والمسلمين.[2]

تميل أعمال العنف الديني المتفرقة والخطيرة أحيانًا إلى الحدوث لأن الأسباب الجذرية للعنف الديني غالباً ما تعود لأسباب تاريخية وأنشطة دينية والسياسات في الهند، على الرغم من الدستور العلماني والمتسامح دينيًا في الهند، والممثلين الدينين المنتشرين على نطاق واسع في مختلف جوانب المجتمع بما في ذلك الحكومة، والدور النشط الذي تلعبه هيئات الحكم الذاتي مثل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الهند واللجنة الوطنية للأقليات، والعمل على أرض الواقع الذي تمارسه المنظمات غير الحكومية.[3][4][5][6]

تنشر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش،[7] إلى جانب المنظمات المحلية، تقارير عن أعمال العنف الديني التي تحدث في الهند. توفي 130 شخص في المتوسط كل عام خلال الفترة من 2005 إلى 2009 بسبب العنف الطائفي، أو نحو 0.01 وفاة لكل 100,000 شخص. أبلغت ولاية ماهاراشترا عن أكبر عدد إجمالي للوفيات المرتبطة بالعنف الديني خلال فترة خمس السنوات تلك، في حين شهدت ولاية ماديا براديش أعلى معدل وفيات سنويًا لكل 100,000 من السكان بين عامي 2005 و2009.[8] توفي ما مجموعه 97 شخصًا خلال عام 2012 في مختلف أنحاء الهند جراء أعمال شغب مختلفة مرتبطة بالعنف الديني.[9]

صنفت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية الهند في الدرجة الثانية لاضطهاد الأقليات الدينية، مثلها مثل العراق ومصر. اتهمت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، في تقرير صدر عام 2018، الجماعات القومية الهندوسية بحملتها «لتحوير تاريخ» الهند من خلال العنف والتخويف والتحرش ضد الهندوس المنبوذين ومن هم ليسوا بهندوس.[10] قامت حكومات ثلث الولايات تقريبًا بتطبيق قوانين منع نقل و/أو ذبح البقر ضد من هم ليسوا بهندوس، وضد الغوغاء المتورطين في أعمال عنف ضد المسلمين أو المنبوذين الذين شاركت عائلاتهم في تجارة الألبان أو الجلود أو لحوم البقر لأجيال، وضد المسيحيين المبشرين. أعدم غوغاء حركة «حماية البقرة» دون محاكمة ما لا يقل عن 10 ضحايا في عام 2017.[11][12]

الهند القديمة

يذكر النص القديم أشوكافادانا، وهو جزء من حكايات ديفيافادانا، شخصًا غير بوذي في مملكة بوندرافاردانا رسم صورة تظهر بوذا ينحني تحت أقدام نيرغانثا جناتربيوترا (التي تُعرف باسم ماهيرا، وهي المنقذة الرابعة والعشرون للديانة الجاينية).  وبناءً على شكوى من متصعب بوذي، أصدر أشوكا، إمبراطور أسرة ماوريا، أمرًا بالقبض عليه، ثم أمر بعد ذلك بقتل جميع معتنقي مذهب الأجيفيكا في بوندرافاردهانا.[13] أُعدم نحو 18,000 من أتباع مذهب الأجيفيكا نتيجةً لهذا الأمر. في وقت لاحق، رسم أحد أتباع نيرغانثا الآخرين في باتالورتا صورة مماثلة. ونتيجة لذلك، أحرقه أشوكا هو وأفراد عائلته أحياء في منزلهم.  أعلن أشوكا أيضًا عن جائزة قدرها ديناريوس واحد (عملة فضية) لمن يأتي برأس نيرغانثا، وفقا لأشوكافادانا، ونتيجةً لهذا الأمر، اتُهم شقيقه، فيتاشوكا، بالهرطقة عن طريق الخطأ وقُتل من قِبل راعي بقر. حذر وزراؤهم من أن «هذا مثال على المعاناة التي تلحق حتى بأولئك الذين ليسوا بمطلوبين» وأن الإمبراطور يجب أن يضمن أمن الجميع». توقف أشوكا، بعد ذلك، عن إصدار أوامر بالإعدام. وفقًا للكاتب كي. تي. إس. ساراو والباحث بنماداب باروا، فإن قصص اضطهاد الطوائف المنافسة الأخرى من قبل أشوكا كانت تلفيقًا واضحًا ناشئًا عن الدعاية الطائفية.[14][15][16]

الهند في العصور الوسطى

تعد السجلات التاريخية التي توضح العنف الديني واسعة النطاق في الهند في العصور الوسطى، إذ جاءت في شكل مجموعة نصوص مخبأة كتبها المؤرخون المسلمون. تعرض الهندوس تاريخيًا للاضطهاد أثناء الحكم الإسلامي لشبه القارة الهندية، وفقًا لويل ديورانت. هناك أيضًا العديد من حالات تدنيس المعابد المسجلة التي جرت على يد الممالك الهندوسية والإسلامية والبوذية، دُنست فيها معابد الهندوس والبوذيين ومعابد الديانة الجاينية. يدّعي المؤرخ كيشوري ساران لال في كتابه «نظرية وممارسة الدولة الإسلامية في الهند» أنه بين عامي 1000 و1500، انخفض عدد سكان شبه القارة الهندية من 200 إلى 170 مليون نسمة.[17][18] وذكر أن تقديراته كانت مترددة وليست حاسمة. بكل الأحوال، شكك كل سيمون ديغبي وعرفان حبيب بهذه التقديرات السكانية. يقول ويل دورانت عن الغزو الإسلامي للهند إنه «ربما أكثر القصص دموية في التاريخ».  تراجعت البوذية بسرعة، خلال هذه الفترة، بينما واجهت الهندوسية عنفًا دينيًا بقيادة عسكرية وبرعاية من السلطات. حتى أولئك الهندوس الذين اعتنقوا الإسلام لم يكونوا في مأمن من الاضطهاد، وهو ما أوضحه النظام الطبقي الإسلامي في الهند الذي أنشأه ضياء الدين برني في كتاب فتاوى الجهندري. كتب آلان دانيالو: «منذ أن وصل المسلمون إلى الهند عام 632 بعد الميلاد، أصبح تاريخ الهند سلسلة رتابة طويلة من جرائم القتل والمذابح والسلب والتدمير».[19][20][21]

كتب عالم الاجتماع غوفند شاداشيف غوري أن حوادث العنف الديني بين الهندوس والمسلمين في الهند التي تعود للقرون الوسطى من المفترض أنها بدأت بعد فترة وجيزة من استقرار المسلمين هناك. تظهر تضاربات متكررة في السجل التاريخي لسلطنة دلهي. استمر هذا التضارب خلال حكم الإمبراطورية المغولية ثم في فترة الاستعمار البريطاني.[22]

خلال الفترة البريطانية، أصبح الانتماء الديني قضية مهمة ... كانت المجتمعات الدينية تميل إلى أن تصبح دوائر سياسية. كان هذا صحيحًا بشكل خاص لرابطة مسلمي عموم الهند التي أُنشئت عام 1905، والتي كانت مخصصة حصريًا لخدمة مصالح المسلمين ... كما ظهرت منظمات هندوسية بحتة مثل منظمة سبها الهندوسية (أصبح اسمها مهاسابها فيما بعد) التي تأسست عام 1915. أصبحت أعمال الشغب بين الهندوس والمسلمين في غصون هذا الوقت أكثر تكرارًا لكنها لم تكن شيئًا جديدًا: إذ كانت الهند تشهد مثل هذه الأعمال منذ أيام سلطنة دلهي وكانت بالفعل سمة منتظمة في حكم الإمبراطورية المغولية ... اندلعت أعمال شغب عملاقة بين الهندوس والمسلمين عندما أصبح [محمد علي جناح] أول حاكم عام لباكستان في عام 1947 ورُسمت الحدود الجديدة. - مارك غابوريو، لصحيفة الأنثروبولوجيا اليوم.[23]

وكان العنف الديني موجودًا أيضًا خلال محاكم التفتيش في غوا التي بدأت عام 1560.[24]

الهند الحديثة

وقعت أعمال عنف دينية واسعة النطاق وأعمال شغب بشكل دوري في الهند منذ استقلالها عن الحكم الاستعماري البريطاني. شهدت الفترة التي تلت تقسيم الهند عام 1947 لإنشاء دولة إسلامية منفصلة عن باكستان للمسلمين، صراعًا طائفيًا واسع النطاق وإراقة للدماء في جميع أنحاء البلاد. شهدت الهند، منذ ذلك الحين، أعمال عنف متقطعة واسع النطاق اندلعت بسبب التوترات الكامنة بين المجتمعات الهندوسية والمسلمة. تنبع هذه الصراعات أيضًا من أيديولوجيات الجماعات اليمينية المتشددة ضد الأصوليون الإسلاميين والمنتشرة في قطاعات معينة من السكان. حافظت الهند، منذ الاستقلال، دائمًا على التزام دستوري بالعلمانية. تشمل الحوادث الرئيسية أعمال الشغب بولاية كجرات عام 1969، وأعمال الشغب المناهضة للسيخ عام 1984، وأعمال الشغب بهاغابور عام 1989، وأعمال العنف بكشمير عام 1989، وحرق قطار بجودهرا، وأعمال الشغب بغوغارات عام 1969، وأعمال شعب مظفر نجار عام 2013.

المراجع

  1. "Census of India: Population by religious communities". 2001. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2019.
  2. (A) Violette Graff and Juliette Galonnier (2013), Hindu-Muslim Communal Riots in India II (1986–2011) Encyclopedia of Mass Violence, SciencesPo, Institut d'Etudes Politiques de Paris, France; (B) Violette Graff and Juliette Galonnier (2013), Hindu-Muslim Communal Riots in India I (1947–1986) Encyclopedia of Mass Violence, SciencesPo, Institut d'Etudes Politiques de Paris, France نسخة محفوظة 6 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. Rao, Prabhakar (December 2007). "Should religions try to convert others?". مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2018.
  4. "Teachings of religious tolerance and intolerance in world religions". مؤرشف من الأصل في 6 مارس 2020.
  5. Subrahmaniam, Vidya (6 November 2003). "Ayodhya: India's endless curse". مؤرشف من الأصل في 8 ديسمبر 2018.
  6. "A new breed of missionary". The Christian Science Monitor. 2005-04-01. مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2018.
  7. "India:Events of 2007". مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 200813 أبريل 2008.
  8. Vital Stats - Communal Violence in India PRS India, Centre for Policy Research (CPR), New Delhi نسخة محفوظة 6 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. Bharti Jain, Government releases data of riot victims identifying religion The Times of India (September 2013); Note: Indian government calendar reporting period ends in June every year. نسخة محفوظة 6 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  10. ANNUAL REPORT OF THEU.S. COMMISSION ON INTERNATIONAL RELIGIOUS FREEDOM ( كتاب إلكتروني PDF ) (Report). U.S. COMMISSION ON INTERNATIONAL RELIGIOUS FREEDOM. April 2018. صفحة 37. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 8 ديسمبر 2018.
  11. "Tracking mob lynching in two charts". مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2018.
  12. "India's Got Beef With Beef: What You Need To Know About The Country's Controversial 'Beef Ban". مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 2020.
  13. John S. Strong (1989). The Legend of King Aśoka: A Study and Translation of the Aśokāvadāna. Motilal Banarsidass Publ. صفحات 232–233.  . مؤرشف من الأصل في 06 مارس 202030 أكتوبر 2012.
  14. Beni Madhab Barua (5 May 2010). The Ajivikas. General Books. صفحات 68–69.  . مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 201630 أكتوبر 2012.
  15. Steven L. Danver, المحرر (22 December 2010). Popular Controversies in World History: Investigating History's Intriguing Questions: Investigating History's Intriguing Questions. ABC-CLIO. صفحة 99.  . مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 202023 مايو 2013.
  16. Le Phuoc (March 2010). Buddhist Architecture. Grafikol. صفحة 32.  . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 201923 مايو 2013.
  17. Eaton, Richard M. (December 2000). "Temple desecration in pre-modern India". Frontline. Vol. 17 no. 25. The Hindu Group. مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2014.
  18. Eaton, Richard M. (September 2000). "Temple Desecration and Indo-Muslim States". Journal of Islamic Studies. 11 (3): 283–319. doi:10.1093/jis/11.3.283.
  19. Lal, Kishori Saran (1999), Theory and Practice of Muslim State in India, Research Publications, صفحة 89,  , مؤرشف من الأصل في 6 مارس 2020
  20. Elst, Koenraad (1995), "The Ayodhya Debate", in Gilbert Pollet (المحرر), Indian Epic Values: Rāmāyaṇa and Its Impact : Proceedings of the 8th International Rāmāyaạ Conference, Leuven, 6–8 July 1991, Peeters Publishers, صفحة 33,  
  21. Miller, Sam (2014), "A Third Intermission", A Strange Kind of Paradise: India Through Foreign Eyes, Random House, صفحة 80,  
  22. Ghurye, G. S. (1968). Social Tensions In India. Bombay: Popular Prakashan. صفحة 304. OCLC 906039761. مؤرشف من في 6 مارس 2020.
  23. Gaborieau, Marc (June 1985). "From Al-Beruni to Jinnah: Idiom, Ritual and Ideology of the Hindu-Muslim Confrontation in South Asia". Anthropology Today. 1 (3): 7–14. doi:10.2307/3033123. JSTOR 3033123.
  24. Salomon et al (2001), The Portuguese Inquisition and Its New Christians, 1536–1765, Brill

موسوعات ذات صلة :