كان سكان الغبية الفوقا من المسلمين ومنازلها مبنية بالأسمنت والطين ومبعثرة على المنحدرات. وكانت القرى الثلاث تشترك في مدرسة ابتدائية بنيت عام 1888, في إبان الحكم العثماني. وقد أقفلت أبوابها أيام الانتداب. وصنفت القرية مزرعة في (معجم فلسطين الجغرافي المفهرس). وكان في القرية مسجد، ومقام لولي مسلم يدعى الشيخ أحمد. وكانت مقبرتها تقع على تل في القسم الأعلى من القرية. وكانت القرى الثلاث تتصل بعدد من مصادره الثلاث يقوم على تربية المواشي وعلى الزراعة، وكانت الحبوب المحاصيل الأساسية. في 1944\1945 , كان ما مجموعه 10883 دونما من أراضي القرى الثلاث مخصصا للحبوب، و 209 دونمات مروية أو مستخدمة للبساتين. وكان ثمة موقع أثري غير منقب هو تل الأسمر (164222), يقع على بعد نحو 300 متر إلى الجنوب الغربي من القرية.[1]
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت الغبية الفوقا من أوائل القرى التي احتلتها الهاغاناه عقب معركة مشمار هعيمك , ثم تنقلت القرية مرات عدة بين أيدي المتحاربين في النصف الأول من نيسان \ أبريل 1948. وقد احتلت وحدات من الهاغاناه, مستمدة من البلماح ومن لواءي كرملي وألكسندروني، القرية ذاتها وتوأمها الغبية التحتا. وكانت هذه الوحدات دخلت القريتين أول مرة في 8-9 نيسان \ أبريل، خلال ( قتال ضار), واستنادا إلى قائد جيش الإنقاذ العربي، فوزي القاوقجي, ( نشب في القرية قتال من بيت إلى بيت ودام الليل كله).
ويقول القاوقجي إن القتال تحول في اليوم التالي إلى معركة ضارية ثم طردت القوات الصهيونية، وهذه التواريخ تؤكدها صحيفة ( فلسطين) التي أوردت أن معركة 10 نيسان \ أبريل كانت ( طويلة ) و( عنيفة) ودارت داخل القرية ذاتها. وطوال الأيام القليلة التالية، كانت سيطرة الهاغاناه على هاتين القريتين غير كاملة، بحسب ما جاء في( تاريخ الهاغاناه). ومع أن الصهيونيين نجحوا في الاحتفاظ بمواقع لهم خلال الليل، إلا إنهم أرغموا على الانسحاب بعد القصف الذي قام جيش الإنقاذ العربي به نهارا. غير أن ذلك لم يمنع الوحدات الصهيونية من تدمير القرية ( شيئا فشيئا), بسحب ما ذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس, وذلك خلال الأيام القليلة اللاحقة. ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن سكان الغبية التحتا انتقلوا، قبل هذه المعركة بوقت قصير، إلى الغبية الفوقا، إذ كانت قريتهم قد دمرت وضاعف هذا التدفق السكاني من القرية المجاورة عدد سكان الغبية الفوقا حتى بلغ 1400 نسمة. ولا يعرف ماذا حل بهم عندما نشبت المعركة. وتقول الهاغاناه إن قوات جيش الإنقاذ العربي كانت بحلول 13 نيسان\ أبريل، قد انسحبت من المنطقة بكاملها. غير أن تقارير هذا الجيش تفيد أنه عاد فاحتل الغبيات لفترة وجيزة في 14 نيسان \ أبريل.[2]
اتخذت الهاغاناه وبن غوريون قرارا يقضي بطرد السكان العرب من المنطقة وبتدمير القرى المجاورة لمشمار هعيمك تدميرا تاما بغية إبعاد ( الخطر عن الييشوف) بصورة نهائية. وقد نسفت الهاغاناه والبلماح بالتعاون مع السكان اليهود المحليين منازل الغبية الفوقا خلال الأسبوع اللاحق.[3]
القرية اليوم
الموقع مغطى بنبات الصبار وأشجار التين واللوز والخروب. ويرى حطام المنازل بين الحشائش والنباتات البرية. كما تشاهد كومة ضخمة من الحجارة حيث كان المسجد. أما المقبرة فتغطيها النباتات الشائكة والحشائش البرية. ويستخدم المزارعون الإسرائيليون الأراضي المجاورة لأغراض شتى، منها رعي المواشي وزراعة القطن.[4]
المغتصبات الصهيونية على أرض القرية
مستعمرة مشمار هعيمك ( 163224), التي أنشئت في عام 1926 لا تقع على أراضي القرية، لكنها تستخدم بعض هذه الأراضي مرعى للمواشي.
مقالات ذات صلة
مراجع
- "الكتب | مؤسسة الدراسات الفلسطينية". www.palestine-studies.org. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 201916 يونيو 2019.
- "دليل حق العودة- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 5 مايو 201916 يونيو 2019.
- "نبذة تاريخية عن الغبية الفوقا -حيفا من كتاب لكي لا ننسى لوليد الخالدي- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 201916 يونيو 2019.
- "بلادنا فلسطين لمصطفى مراد الدباغ - فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 12 أغسطس 201916 يونيو 2019.