الفارعة بنت شداد المرية أخت مسعود بن شداد المكنى بأبي زرارة من بني عذرة، ولم يترجم لها بغير مناسبة رثاء أخيها هذا.[1]
قالت في رثاء أخيها مسعود بن شداد: (من البسيط)
يا عين بكي لمسعود بن شداد | بكاء ذي عبرات شجوه بادي | |
يا من رأى بارقاً قد بت أرمقه | يسري على الحرة السوداء فالوادي | |
برقاً تلألأ غورياً جلست له | ذات العشاء, وأصحابي بأفناد | |
بتنا وباتت رياح الغور تزجله | حتى استتب تواليه بأنجاد | |
ألقى مرسي غيث مسبل غدقٍ | دان يسح سيوباً ذات إرعاد | |
أسقى به قبر من أعني وحُبّ به | قبراً إلي ولو لم يفده فادي | |
من لا يذاب له شحم السديف ولا | يجفو العيال إذا ما ضن بالزاد | |
ولا يحل إذا ما حل منتبذاً | يخشى الرزية بين المال والنادي | |
قوال محكمة نقاض مبرمة | فتاح مبهمة حباس أوراد | |
قتال مسغبة وثاب مرقبة | مناح مغلبة فكاك أقياد | |
حلال ممرعة حمال مضلعةٍ | فرج مفظعة طلاع أنجاد | |
حمال ألوية شهاد أندية | شداد أوهية فراج أسداد | |
جماع كل خصال الخير قد علموا | زين القرين نكال الظالم العادي | |
أبا زرارة لا تبعد فكل فتى | يوماً رهين صفيحات وأعواد | |
هلا سقيتم بني جرم أسيركم | نفسي فداؤك من ذي كربة صادي | |
نعم الفتى ويمين الله قد علموا | يخلو به الحي أو يغدو به الغادي | |
هو الفتى يحمد الجيران مشهده | عند الشتاء وقد هموا بإخماد | |
الطاعن الطعنة النجلاء يتبعها | مثعنجر بعد ما تغلي بإزباد | |
والسابئ الزق للأضياف إن نزلوا | إلى ذراه وغيث المحوج الجادي | |
لاه ابن عمك لا أنساك من رجل | حتى يجيء من القبر ابن مياد |
مراجع
- شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام ج1ص70