الرئيسيةعريقبحث

الفرق بين الجنس والجندر


ينطوي الفرق بين الجنس والجندر على الاختلاف بين الجنس البيولوجي لشخص ما (تشريح الجهاز التناسلي للفرد، بالإضافة إلى خصائص الجنس الثانوية) والجندر الذي ينتمي إليه هذا الشخص، إذ يشير الجندر إما إلى الأدوار الاجتماعية القائمة على جنس الشخص (الدور الجندري) أو التماهي الشخصي للفرد مع جندر ما بالاستناد إلى وعيه الداخلي (الهوية الجندرية). قد لا يتماشى الجنس المُحدد عند الولادة لشخص ما مع جندره في بعض الحالات، فيكون هذا الشخص عابر جندريًا مثلًا. قد يمتلك الشخص خصائص جنسية بيولوجية من شأنها أن تعقّد عملية تحديد الجنس في بعض الحالات، فيكون الشخص ثنائي الجنس البيولوجي مثلًا.[1][2]

يُستخدم مصطلحا الجنس والجندر على سبيل التبادل أحيانًا في الكلام العادي. تضع بعض القواميس والتخصصات الأكاديمية تعريفين مختلفين لهذين المصطلحين، بينما تعتبرهما بعض القواميس والتخصصات الأكاديمية الأخرى متطابقين. لا تمتلك بعض اللغات كالألمانية أو الفنلندية مصطلحين منفصلين للتعبير عن الجنس والجندر، إذ لا يُمكن التمييز بينهما سوى من خلال السياق.

يعتمد العلماء مصطلح الاختلافات الجنسية (بالمقارنة مع الاختلافات الجندرية) عادةً للإشارة إلى الصفات مثنوية الشكل الجنسي التي يُفترض أنها نتائج تطورية للاصطفاء الجنسي.[3]

الجنس

يُعتبر التكاثر متباين الأمشاج أو اختلاف حجم المشيج (الخلايا الجنسية) السمة البارزة لكلا الجنسين. يمتلك الذكور بطبيعتهم أمشاجًا صغيرةً متحركةً (الحيوانات المنوية)، بينما تمتلك الإناث أمشاجًا كبيرةً وثابتةً عمومًا (البويضات أو البيض). ينطوي التمايز الجنسي بين الذكر والأنثى البشريين على وجود كروموسوم واي أو عدم وجوده، ونوع الغدد التناسلية (المبيض أو الخصيتين)، وتوازن الهرمونات التناسلية (التستوستيرون أو الإستروجين)، والتشريح التناسلي الداخلي (كالرحم أو غدة البروستاتا مثلًا)، والأعضاء التناسلية الخارجية (كالقضيب أو الفرج مثلًا). يُسمى الأشخاص الذين يمتلكون عناصر جنسية مختلطة بثنائيي الجنس البيولوجي. يُطلق على الأشخاص الذين تختلف تجربتهم النفسية الداخلية عن جنسهم المُحدد عند الولادة اسم العابرين جندريًا، أو العابرين جنسيًا، أو اللامنتمين للثنائية الجنسية/الجندرية.[4]

يجمع العلماء على اعتبار جميع السلوكيات أنماطًا ظاهريةً أو تفاعلات معقدةً تخص علم الأحياء وعلم البيئة، وبذلك يُعتبر تصنيف الطبيعة ضد التنشئة تصنيفًا مضللًا. يُستخدم مصطلح الاختلافات الجنسية عادةً للدلالة على السمات مثنوية الشكل الجنسي التي يُفترض أنها نتائج تطورية للاصطفاء الجنسي. على سبيل المثال، يُعتبر الاختلاف الجنسي في الطول لدى البشر نتيجةً للاصطفاء الجنسي، بينما يُعد الاختلاف الجنسي في طول شعر الرأس (تمتلك النساء شعرًا أطول) غير مرتبط بالاصطفاء الجنسي. تظهر الأبحاث العلمية أن لجنس الفرد تأثير على سلوكه. [5]

يُشرح مفهوم الجنس بشكل مختلف عن مفهوم الجندر في قاموس أكسفورد الإنجليزي، إذ يرد فيه أن مفهوم الجنس «يُستخدم حاليًا للدلالة على الاختلافات البيولوجية». تستخدم منظمة الصحة العالمية شرحًا مشابهًا لمفهوم الجنس السابق، فتقول «يشير [الجنس] إلى الخصائص البيولوجية والفسيولوجية التي تحدد الرجال والنساء» وتعتبر «[الذكر] و[الأنثى] تصنيفات جنسية».

وفي المقابل، يرد في قاموس التراث الأمريكي (الطبعة الخامسة) عدة تعريفات للجنس، أحدهما يقول إن الجنس «واحد من شقّين مُسميين أنثى وذكر، ومن خلاله تُصنّف معظم الكائنات الحية على أساس أعضائها ووظائفها التناسلية»، وآخر يقول إنه «هوية المرء باعتباره أنثى أو ذكر».[6]

الجندر

يعرّف قاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية مفهوم الجندر على أنه «كناية عن جنس الإنسان في استخدامه الحديث (ولا سيما من المنظور النسوي)، وغالبًا ما يُقصد من استخدامه التشديد على الفوارق الاجتماعية والثقافية بدلًا من الفوارق البيولوجية بين الجنسين»، ويعود أول مثال لاستخدام هذا المصطلح في القاموس إلى عام 1963. يعرّف قاموس التراث الأمريكي (الطبعة الخامسة) مفهوم الجندر بنفس الطريقة التي يعرّف فيها مفهوم الجنس البيولوجي، لكنه يضع تعريفًا آخر بالاستناد إلى هوية الفرد الذي «لا يكون أنثى بالكامل أو ذكرًا بالكامل».[7]

المراجع

  1. Prince, Virginia. 2005. "Sex vs. Gender." International Journal of Transgenderism. 8(4).
  2. Neil R., Carlson (2010). Psychology: The science of behavior. Fourth Canadian edition. Pearson. صفحات 140–141.  .
  3. Udry, J. Richard (November 1994). "The Nature of Gender" ( كتاب إلكتروني PDF ). Demography. 31 (4): 561–573. doi:10.2307/2061790. JSTOR 2061790. PMID 7890091. مؤرشف ( كتاب إلكتروني PDF ) من الأصل في 11 ديسمبر 2016.
  4. Daly, M. & Wilson, M. (1983). Sex, evolution and behavior. Monterey: Brooks Cole
  5. Raveenthiran, V (2017). "Neonatal Sex Assignment in Disorders of Sex Development: A Philosophical Introspection". Journal of Neonatal Surgery. 6 (3): 58. doi:10.21699/jns.v6i3.604. ISSN 2226-0439.
  6. Knox, David; Schacht, Caroline. Choices in Relationships: An Introduction to Marriage and the Family. 11 ed. Cengage Learning; 2011-10-10. (ردمك ). p. 64–66. نسخة محفوظة 2020-05-25 على موقع واي باك مشين.
  7. Oxford English Dictionary (2d ed. (online) 1989), as accessed Aug. 22, 2010, gender, noun, sense 3b. نسخة محفوظة 2020-05-25 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :