قدم الفنان الراحل عمر الشريف عددا كبيرا من الأفلام ومنها فيلم "القديس بيتر" الذي يعرض بصفة مستمرة في الكنائس، وهو يحمل السمات الفنية لعمل ممتع يحتفى بالإنسان قبل القديس.
عندما جسد عمر الشريف شخصية بطرس أو بيتر الرسول، عاش حالة روحانية، دعته يصرح لإحدى الصحف البريطانية: "يبدو وكأننى سمعت أصواتا خلال تصوير الفيلم، والقيام بهذا الدور مهم للغاية بالنسبة لى، فحتى الآن لا أستطيع التحدث عنه إلا بصعوبة، وسيكون صعبا علىّ بعد ذلك القيام بأى دور آخر، أنا أؤمن بكل شئ ولا شئ لأن أول شئ تعلمته كان أن الله هو العدالة لكننى لا أرى عدالة في هذا العالم".
بطرس الصياد تحول من صيد السمك عن طريق المسيح إلى اصطياد الناس، وأصبح رمزا عالميا للكاثوليك في العالم، أما الشريف فقدم قلبه ليصطاد الحب الكبير في حياته فاتن حمامة، ولكنه وجد نفسه خارج الكاثوليكية، ومازال قرار حرمانه من كنيسة الروم الكاثوليك ساريا حتى الآن وظن أنه بعد أن قدم شخصية سان بيتر العظيم في فيلم يخلد اسمه ويربطه بالقديس الكبير قد ينال الغفران، ولكن الكنائس قبلت الصورة، قبلت خيال عمر الشريف وتمثيله على الشريط الفضى، أما قلبه فرفضته، فميشيل شلهوب ذهب ولم يعد، كما لم يعد العدل أو الحب لهذا العالم أبدا.
الفيلم يضاف إلى ملف أعمال عمر الشريف دون أن يكون معبرا عن شخصيته، أو ديانته أو صك لغفرانه، ويدور حول القديس بطرس الذي يكاد يجمع التقليد والتاريخ الكنسى المعترف به شرقًا وغربًا، على أنه استشهد في روما حوالى سنة 67م في عهد الإمبراطور الرومانى نيرون، وكثير من المؤرخين يذكرون أنه قبض عليه في مكان آخر بعيد عن روما باعتباره من قادة المسيحيين، وسيق إلى روما لمحاكمته، على نحو ما حدث مع القديس أغناطيوس الشهيد أسقف إنطاكية، الذي سيق من إنطاكية إلى روما ليلقى للوحوش سنة 107 م. وهذا يتفق مع رواية يوسابيوس -نقلًا عن العلامة أوريجينوس- الذي قال عن بطرس: "وإذ أتى أخيرًا إلى روما صلب منكس الرأس".
وبطرس هو سمعان بن يونا، معنى اسمه صخرة وحجر، ولد في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بسنوات، قد تصل إلى 10 أو تزيد قليلًا، وكان يشتغل بصيد الأسماك شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته.
فيلم "القديس بيتر" إنتاج عام 2005، وهو من بطولة عمر الشريف، ودانيال بيكسى، وكلوديو كول، وفلافيو إنسينا ولينا ساسترى، وجون براندرانب، وسيدن روم، ومن إخراج جاليليو بيز.