القرى المهجرة هو مصطلحٌ يُشير إلى مئات القرى الفلسطينيّة الّتي تمّ تهجير أهلها بعدّة طرق، إمّا قسرًا أو عن طريق التّخويف والحرب النّفسيّة الّتي أدّت بالضّرورة إلى التّأثير على أهالي القرى الباقية للهجرة وترك قراهم. تمّ التّهجير القسريّ والمسلّح على يد المنظّمات الإسرائيليّة عشيّة وبعد النّكبة ومن هذه المنظّمات: الهجاناه، ليحي، ارغون وغيرهم؛[1] وبذلك دُمِّرت أكثر من 530 قرية فلسطينية. عام 1948، قُتل قرابة 13 ألف فلسطيني، وهُجِّر أكثر من 750 ألفاً من بيوتهم ليصبحوا لاجئين.[2]
القرى المُهجّرة حتّى السّتينات
أدّت الحرب عام 1948 إلى إحداث تغييرٍ سياسي وديمغرافي عميقين، وإلى تغييرٍ مادي دراماتيكي في مشهد البلاد؛ فقد أُفرغت مئات القرى والبلدات الفلسطينية من سُكَّانها، وأقيمت مدن وبلدات جديدة ذات أسماء جديدة مكانها أو على مقربة منها، فيما قامت مؤسسة «الكيرن كييمت» (الصندوق القومي) بتحويل مساحات واسعة من أراضي القرى الفلسطينية إلى غابات حرجية، واستُبدلت الزراعة القروية الفلسطينية التقليدية، لتحل مكانها زراعة عصرية. وقد دمر عدد قليل من القرى الفلسطينية التي تركت مهجورة، لتشهد جراء عمليات تدمير جراء قوى وعوامل الطبيعة، ولكن أيضا أعمال سطو وتدمير مدبرة وغير مدبرة. فقد استمرت عمليات التدمير الموجهة طوال السنوات كجزء من سياسة مستمرة، لها. على سبيل المثال في تدمير بضع عشرات من وجدت تعبيرا قرى الجليل في العام 1949، وتدمير عدد من القرى في منطقة القدس خلال العام 1959. هذه السياسة أقرت من قبل جهات سلطوية (إسرائيلية) عليا، أما عملية هدم القرى وتدميرها فقد جرت بمشاركة جهات عديدة، من ضمنها «الصندوق القومي» ودائرة أراضي إسرائيل والجيش الإسرائيلي ومؤسسات في المقابل قامت السلطات بـ «عبرنة» الخريطة الحضرية- الجغرافية، حيث استبدلت آلاف الأسماء العربية للقرى والبلدات والجبال والوديان وما إلى ذلك، بأسماء عبرية أخذت من مصادر مختلفة أو اختُرعت في الحالات التي لم يتوفر فيها مصدرٌ ملائمٌ.[3]
القرى المُهجّرة في الجليل الأعلى
عدد القرى المهجّرة في الجليل يبلغ نحو 520 قرية ومدينة، لم تنج سوى اعداد قليلة من البيوت العربية والمساجد والكنائس التييتمّ انتهاك حرمتها عن طريق تحويلها إلى خمارات وملاه ليلية وحظائر ابقار أو إلى كنس. هنالك ما سقارب 20 قرية مهجرة في قرى الجليل الاعلى والّتي تركزت في القرى اللبنانية اثناء الانتداب البريطانيّ في فلسطين عام 1923 بعد تعديل اتفاقية "سايكس بيكو" بين بريطانيا وفرنسا وبضغط من الحركة الصهيونية من اجل تأمين منابع المياه لـ"الوطن القومي اليهودي" الذي كانوا يخططون لانجازه في تلك المرحلة المبكرة.من هذه القرى اللّبنانيّة الأصل نذكر: المالكية، قدّس، هونين، النبي يوشع، صلحة، فارة، طربيخا، النبي روبين، ادميت، حنيتا، النواقير، سروح، الجردية، الهراوي[4].
القرى المُهجّرة الّتي تمّ تهويدها
قامت الحركة الصهيونية بتحوير الأسماء العربية للمقامات والقرى المهجرة ومنح أسماء عبرية مطابقة أو مشابهة للمستوطنات اليهودية المقامة على انقاضها في محاولة لنَسب هذه الاماكن للأصول العبريّة. يسكن هذه القرى اليهود قبل الحقبتين الكنعانية والعربية. كذلك كان هناك تغيير لأسماء المقامات الّتي عُرِفت قبل ال 1948؛ قبور أولياء لأسماء عبريّة؛ مثال على ذلك: الولي الزاهد "أبو حجر الازرق" في اراضي قريتي فراضية وكفرعنان المهدمتين (على انقاضهما بنيت مستوطنتا "كيبوتس فرود" و "كفار حنانيا") والذي حول بقدرة قادر إلى مقام يهودي سمي بـ"أبا حلفا" وهو يقع تحت شجرة ملول فارعة الطول ضخمة يقال ان عمرها 1800 سنة. وكانت هذه النقطة الفاصلة بين حدود صفد وعكا تعرف بمفرق السبع قبل ان تجيّر إلى مفرق" شيفع" بعد النكبة. كذلك الأمر بالنّسبة لعين الزيتون التي كانت من اغنى قرى قضاء صفد واشتهرت بخصاب وخضرة بساتينها ولم يبق منها سوى مقبرة اصبحت مراعي ومسجد حول إلى مخزن لدائرة الاشغال العامة. تمّ تهجير هذه القرية عن طريق ذبح 26 طفلا ادت إلى ترهيب الاهالي وتهجيرهم. ومن شدة الذعر الذي دب في نفوسهم خرجت النساء حافيات ونسي بعضهن اولادهن في البيوت[4].
مراجع
- محمد اشتية (2008). محمد اشتية (المحرر). موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية. البيرة: المجلس الفلسطيني للدراسات الاقليمية.
- الجزيرة. "خرائط و معلومات تفاعلية عن القرى و المدن المختفية في فلسطين". interactive.aljazeera.com. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 201720 يناير 2020.
- غدعون، راز, سوليامين ، كالتر (2015). "الدمار القابل للفحص : علم الآثار الإسرائيلي و القرى الفلسطينية المهجرة" ( كتاب إلكتروني PDF ). MADAR The Palestinian Forum for Israeli Studies. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 20 يناير 202020.1.2020.
- "بين ربوع القرى الفلسطينية واللبنانية المهجرة في الجليل". www.madarcenter.org. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 202020 يناير 2020.