القصيدة الدمشقية، هي إحدى قصائد نزار قباني في مدح مدينة دمشق، كتبها أثناء اغترابه، وقد غنّتها أصالة نصري.[1]
القصيدة
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ | إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ | |
أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي | لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ | |
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم | سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا | |
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا | وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ | |
الا تزال بخير دار فاطمة | فالنهد مستنفر و الكحل صبّاح | |
ان النبيذ هنا نار معطرة | فهل عيون نساء الشام أقداح | |
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني | و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ | |
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا | وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ | |
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا | فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ | |
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ | ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ | |
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي | فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟ | |
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها | حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ | |
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً | فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟ | |
خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ | فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ | |
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها | وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ | |
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي | حتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ | |
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ | أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟ | |
والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ | إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟ | |
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ | وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟ | |
حملت شعري على ظهري فأتعبني | ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟ |
المراجع
- القصيدة الدمشقية، نزار قباني نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.