القلعة أو قلعة بني راشد هي إحدى بلديات ولاية غليزان الجزائرية. تقع على بعد 32 كلم غرب ولاية غليزان بلغ عدد سكانها 11659 نسمة وفق إحصاء 2008[1].إذ يعود تأسيسها إلى العام 1153مـ من طرف بنو اسحاق حيث قامت على أنقاض الحضارات القديمة المتعاقبة عليها
القلعة | |
---|---|
مسجد قلعة بني راشد.
| |
خريطة البلدية
| |
تقسيم إداري | |
البلد | الجزائر |
ولاية | ولاية غليزان |
دائرة | دائرة يلل |
خصائص جغرافية | |
ارتفاع | 650 متر |
عدد السكان (2008[1]) | |
• المجموع | 11٬659 |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | ت ع م+01:00 |
الرمز البريدي | 48115 |
رمز جيونيمز | 2492800 |
التاريخ
.في أواخر القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث الهجري، قامت الحرب بين قبيلة هوّارة و الإمام الرّستمي الثاني عبد الوهاب، وانتهت بهزيمة الهوّاريين واندحارهم خارج تيهرت، ولم يعطنا ابن الصغير صاحب الرّواية أيّ تفاصيل عن المكان الذي أسّسوا فيه مملكتهم الجديدة مكتفيا بالإشارة إلى جبل ينجان، ولولا نصّ اليعقوبي الذي أكمل معطيات ابن الصغير لما تمكّنا من تحديد مكان هذه المملكة التي زارها في الربع الأخير من القرن الثالث الهجري، وذكر اسم أميرها ابن مسالة والمدن التابعة له وهي يلل والقلعة، ممّا يوحي بأنّ القلعة قد تأسست قبل زيارة اليعقوبي لها يعني قبل 284 هجري. وقد ظلت حاضرة منذ ذلك التاريخ في المصادر الجغرافية والتاريخية، وعُرفت بأسماء مختلفة مثل مدينة الجبل، وعين الصفاصف، وتاسقدالت، وقلعة هوّارة، وأخيرا قلعة بني راشد، وهي اليوم إحدى بلديات جنوب غرب ولاية غليزان على الحدود مع ولاية معسكر، وتحمل اسم القلعة.[2]
العصر العثماني
وقد عرفت هذه البلدة التي تعود إلى العهد العثماني ازدهارا ثقافيا وعمرانيا حيث لا تزال بنايتها المتميزة قائمة تقاوم وتنتظر الترميم. ويعود تأسيس هذه البلدة التي تسمى أيضا "الهوارة" إلى القرن السادس عشر حسب بعض المصادر التاريخية التي ذكرت أن "قلعة بني راشد" حملت هذا الاسم نسبة إلى راشد بن محمد المنتمي إلى قبيلة مغراوة وان العثمانيين اتخذوها كحصن لهم. ومن أهم آثار هذه المدينة المتميزة بشوارعها الضيقة المسجد العتيق الذي تم تشييده سنة 1734 من قبل الباي بوشلاغم وكذا المقبرة العثمانية . كما تشتهر القلعة بإنجابها العديد من علماء الدين. بادرت السلطات الولائية مؤخرا بعدة عمليات قصد إعادة الاعتبار للآثار والممتلكات الثقافية لقلعة بني راشد لإنقاذها من التدهور الذي لحق بها بفعل الإهمال وتقلبات الزمن. وفي هذا الإطار تم تخصيص غلاف مالي لعملية دراسة وترميم لحماية المدينة والمحافظة على آثارها وتثمينها قصد استعادة القيمة التاريخية لهذا المعلم الهام وفقا لما صرح به ل"وأج" مدير الثقافة السيد مسحوب الحاج الذي أوضح أن مديرية الثقافة قد رفعت للمرة الثانية إلى الوزارة الوصية ملف مدينة القلعة قصد تصنيفها ضمن التراث الوطني واستفادتها من عمليات الترميم والحماية و جعلها وجهة سياحية بالمنطقة. وضمن هذه المساعي قام فريق من الباحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والأنتروبولوجيا منتصف ديسمبر الماضي بمسح أولي ومعاينة لمنطقة القلعة حيث تم العثور على أدوات حجرية وفخاريات وبقايا عظمية لحيوانات (وحيد القرن والغزال و أبقار) و جمجمة بمغارة " مصراته" تعود إلى إنسان العصر الحجري وفق ذات المتحدث. إدراج القلعة ضمن المسلك السياحي للولاية تم مؤخرا إدراج منطقة القلعة ضمن المسلك السياحي لولاية غليزان باعتبارها تحوي على مناطق تاريخية وتستقطب السياح والباحثين استنادا لما ذكره مدير السياحة والصناعات التقليدية الجيلالي طوالبية . واستنادا لذات المتحدث فإنه سيتم تحويل وحدة الزربية بالقلعة المتوقفة عن النشاط منذ سنوات الثمانينات من القرن الماضي إلى مركز للصناعة التقليدية يشمل جميع حرف المنطقة على غرار الفخار والنسيج و الدوم والجلود علاوة على برمجة تكوين لفائدة حرفيات المنطقة على مستوى دار الحرف والصناعات التقليدية لغليزان. للإشارة تتميز زربية قلعة بني راشد بمواصفات تنفرد بها عن باقي الزرابي كونها من أصناف النسيج المخملي (بالعقدة) ومستوحاة من الفن الأندلسي المغاربي وتعد صناعة نسائية بحتة . وقد نالت في الماضي شهرة كبيرة خارج الوطن ولعدة قرون حيث كان الطلب عليها من طرف العائلات الثرية كسلعة عزيزة ونادرة حسب مصادر تاريخية.[3]
الثقافة
مدينة القلعة امتزجت فيها المجموعات السكانية من الأمازيغ والعرب والاندلسيون والعثمانيون فكان التعايش والتسامح من مبادئ المجتمع القلعي
الجغرافيا
المناخ
الصناعة
ذكر أن زربية قلعة بني راشد يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر حسب بعض المصادر التاريخية وتذكر بعض الروايات العثمانية أن هذه الزربية هي عبارة عن إعادة إنتاج للزرابي الآسيوية والشرقية فيما تعتبرها مصادر أخرى انها اصلية كانت متواجدة منذ تأسيس قلعة بني راشد منذ 9 قرون، أما السيد بوعلام معزة الذي أسس متحفا متواضعا بالقلعة جمع به كل ما هو نفيس ونادر وحافظ على صناعة زربية القلعية من خلال أهل بيته يرى أن تاريخ هذه الزربية يعود إلى عهد سقوط غرناطة بالأندلس سنة 1492 وقدوم حرفيين إلى منطقة القلعة. وتتميز زربية قلعة بني راشد كونها من أصناف النسيج المخملي (بالعقدة) وهي مستوحاة من الفن الأندلسي المغاربي وتعد صناعة نسائية بحتة، وقد نالت شهرة كبيرة لعدة قرون حيث كان الطلب عليها من طرف الطبقة الثرية كسلعة عزيزة ونادرة حسب المصادر التاريخية.[4]
التجارة
عرفت القلعة تجارة كبيرة في القرت التاسع عشر والعشرون بحيت كانت يتسوق بها جميع ضواحيها من ولاية معسكر والبرج وغليزان و سجرارة وكان لها سوق بيوم السبت وكان مشهور لعرض وشراء الزرابي محلية الصنع.
الدين
ومن الرجالات ايضا ممن ذاع صيتهم العلمي ابن الصباغ القلعي وهو محمد ابن عبد الرحمان المؤرخ والقاضي تولى مسؤولية القضاء وله الكثير من المؤلفات نذكر "بستان الأزهار في مناقب زمزم الابرار ومعدن الانوار في سيرة ولي الله أحمد بن يوسف الراشدي" دفين مليانة كما له شرح لقصيدة سيدي إبراهيم التازي في التصوف (المرادية) وشرح أجرومية في النحو سماها "الذرة الصباغية في شرح الأجرومية".إضافة إلى الشخصية الصوفية سيدي أحمد بن يوسف الراشدي الذي عاش في القرن 10هـ والمولود في مدينة القلعة أواسط القرن 15م أَقام زاويته برأس الماء واجتمعت حوله الجموع الغفيرة وبلغ عدد مريديه 80 ألف وغذت زاويته مركزا للإشعاع الديني خلال القرن العاشر هجري حتى قيل عنها مركب سيدنا نوح عليه السلام من دخلها فقد سلم من كل سوءْ الامر الذي شجعه على تأسيس الطريقة اليوسفية بالجزائر...وكنتيجة لنفوذه تعرض للعديد من المضايقات من طرف الحكام الزيانيون .ومع قدوم العثمانيون تحالف معهم على طرد العدو الاسباني وقد نال الهدايا والمباركة من طرف خير الدين برباروس نظير جهاده توفي الشيخ العام 931هـ/1524مـ ودفن بمليانة وبنيت له زاوية لتدريس أصول القران وحفظه ومسجد للصلاة بأَمر من الباي محمد الكبير بن عثمان في العام 1774مـ ولا زال ضريحه إلى اليوم ذو بعد شعائري عند سكان مليانة وما جاورها. ومن الأَسماء اللامعة نذكر الشيخ مصطفى الرماصي خريج مدرسة مازونة والذي فاقت شهرته حدود بلده شرقا وغربا في منتصف القرن الثاني عشر ميلادي بين علماء المذهب المالكي، وهو صاحب الحاشية الشهيرة وقد ذكره الحفناوي في كتابه تعريف الخلفْ فقال :" العلامة المتفنن والجهبد الناقد المحقق من اذعنت له في وقته الأقران ولم يتخلف في فضله وسعة علمه اثنانْ " تخرج عليه خيرة العلماء في الداخل والخارج. إلى جانب أَسماء أولياء أخرون لهم حرمتهم عند سكان المنطقة لمكانتهم العلمية وتأثيرهم في المجتمع من ذلك مقام سيدي إبراهيم التازي المتوفي 09 ماي 1462مـ من أتباع وتلاميذ محمد بن عمر الهواريْ في المشيخة ومن أهم اعماله إدخال الماء لمدينة وهران ونقل من وهران بعد خمسون سنة من وفاته إلى قلعة بني راشد وهذا بعد ان اتخذ الاسبان قبره مخمرة فاستنكر ذلك تلاميذته وقاموا بنقله سرا إلى قلعة بني راشد ذلك لان الشيخ الهواري ذو أصول عريقة من المدينة ذاتها من قلعة هوارة ...إلى جانب سيدي دحمان وسيدي صالح بن علي وسيدي احمد السهلي وسيدي امحمد ...وتوجد بمقام سيدي دحمان حجرة على شكل صخرة خصصت لتدريس الفقه المالكي وأصول الدين الإسلامي ولحفظ القرآن الكريم وبجانبها أُقيمت قبة الولي وهي في شكل مغارات تحت السفوح الجبلية عرفت "بغيران الطلبة" حيث كان الطَلبة يعتزلون الناس لحفظ كتاب الله وتكراره ...ولقد حول المكان الذي كان مقصدا ومكانا لذكر الله إلى مخزن للجلود التي تفوح منها الروائح الكريهة وهي موصودة في وجه الباحثين وحتى الزوار إلى يومنا هذا إلى جانب ضريح سيدي أمحمد بحي السوخْ والتي تتواجد بداخله خلوة في شكل مغارة تحت الضريح .
كما تحوي المدينة الكثير من المَـساجد العتيقة منها المسجد العتيق الذي بناه محمد الكبير وافتتح في العام 1734مـ ومسجد أيوب بدار الشيخ ومسجد راس القلعة والذي يعود إلى العام 1886مـ ومسجد السوخ التاريخي والذي اشتهر بـ"معركة الطلبة" ومسجد سيدي سليمان بحي الكَـركوري ... كما تشير الآثار المادية إلى وجود مقبرة يهودية قديمة بالقلعة تعرف "بالبياضة" وهذا قبل ان يهاجر اليهود المدينة نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية لا زالت مجرد أطلال لا تبدو للناظر ... قلعة بني راشد المدينة المَنسية التَاريخية الحَضارية التي أبت إلى أن تزول رغم أنَّ العامل البشري أبى إلا ان يُـهملها ويهمشها ويلغيها من مسيرة التاريخ، فاتلفت الكثير من المعالم ودكت تحت مرأى ونظر القائمين على الثقافة والثرات سواء التي تشير إلى عصور ما قبل التاريخ أو التي تؤرخ للفترة العثمانية وما بعدها ولم تتوانى أي جهة إلى يومنا هذا انقاذ ما يمكن انقاذه لتكون المسؤولية جماعية يتحمل وزرها الكل سواء الحركات الجمعوية الثقافية على مستوى الولاية التي أصبحت مجرد الاسم والجهات الرسمية والباحث الكل في فَـلك الصمت .[5]
الأثار
لقد أسس أحد مواطني البلدة السيد بوعلام معزة متحفين متواضعين بالقلعة جمع بالأول مخطوطات وتحف و أواني وأسلحة قديمة تعود إلى حقب زمنية تعود إلى 5 قرون قد خلت. ويحتوي المتحف الثاني الألبسة التقليدية وأدوات نسج زريبة القلعة الشهيرة وغيرها.المبادرة بعمليات إعادة الاعتبار لآثار قلعة بني راشد
المراجع
- "Wilaya de Relizane : répartition de la population résidente des ménages ordinaires et collectifs, selon la commune de résidence et la dispersion" ( كتاب إلكتروني PDF ). . Données du recensement général de la population et de l'habitat de 2008 sur le site de l'[[الديوان الوطني للإحصائيات (الجزائر)|]]. نسخة محفوظة 23 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- حفريات في تاريخ قلعة هوّارة من التأسيس إلى نهاية العصر الوسيط، ASJP. نسخة محفوظة 27 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- غليزان : قلعة بني راشد ...معلم تاريخي بحاجة إلى رد الاعتبار، ¨جزايرس. نسخة محفوظة 27 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- مساعي لإعادة الإعتبار وبعث زربية قلعة بني راشد، oran-aps.dz نسخة محفوظة 27 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- قلعة بني راشد التاريخية بين النسيان والتناسي، تاريخ منطقة غليزان. نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.