الرئيسيةعريقبحث

القليعة (ولاية برج بوعريريج)


☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر القليعة (توضيح).

الموقع

تقع القرية التاريخية قرية القليعة ببلدية تاسمرت ببرج زمورة ولاية برج بوعريريج وتعتبر هذه القرية مركزا دينيا وثقافيا وتاريخيا مميزا في ولاية برج بوعريريج.

النشأة الأولى للقرية[1]

عمرت قرية القليعة بالسكان منذ القرن الخامس هجري حيث سكنتها عائلات إنحدرت من مختلف القرى المجاورة متخذة هذا المكان مأمنا من مختلف الحملات التي عرفتها البلاد آنذاك بسبب ثورات البربر وفتن ملوك المغرب. أنشأت هذه القرية حسب الروايات المتعاقبة من شيوخ وأكابر القرية من طرف أحد الرجال الصالحين الزهاد حيث أنه كان يبحث عن مكان للإستقرار فيه للتعبد فلفت انتباهه الموقع المميز لما يحمله من صفات التعبد والسكينة وتوفره على الحاجيات الضرورية "مياه متدفقة، غابات...." ومناظر تدعو للتأمل والتفكر فاختارالمكان المرتفع الذي يتوسط القرية وهو عبارة عن قاعة صخرية وسميت بالقليعة تصغيرا لكلمة القلعة وأقام منزله بالمغارة الموجودة داخل صخرة القلعة وبعد مدة من الزمن قام ببناء أول مسكن على الصخرة التي لازالت آثاره لحد الآن ومع مرور الزمن ذاع صيت الولي الصالح في المناطق المجاورة فأصبح قبلة للزوار. ونظرا لأخلاقه العالية وتواضعه الكبير جعل الناس ينحدرون إليه من كل حدب وصوب قصد مجاورته والاحتكاك به لا سيما القرى التالية

  • قرية لصفاح: والتي كانت متواجدة في أعالي جبال شرق القليعة حاليا ولاتزال آثار بنيانها لحد الآن إنحدرت منها عائلات: بن غانم عطوي وبن لفقي
  • قرية سيدي ذياب : متواجدة في أعالي جبال غرب القليعة ولاتزال آثارها إلى الآن إنحدرت منها عائلة: بن مخلوف
  • قرية تامست: موجودة حاليا ببلدية قنزات ولاية سطيف إنحدرت منها:عائلة باشن وكذا عائلة أمداح التي إنذثرت نهائيا من القرية
  • قرية تيزي وغري : متواجدة في أعالي جبال بوخميس غرب القليعة مازالت آثارها لحد الآن.

موقع القرية وهندستها المعمارية[2]

اختار السكان الأوائل هذا الموقع الجغرافي نتيجة توفر الأمن الطبيعي و كثرة المياه، حيث تقع القرية بين عدة جبال متسلسلة وعرة المسالك يهتدي الزائر اليها عن طريق بوابتين أساسيتين هما:

  • أ-البوابة الشرقية:كانت هذه البوابة بالمكان المسمى "النادر الأبيض" المتصلة بالسلسلة الجبلية، وهي عبارة عن مغارة يتم العبور منها إلى القرية "القليعة" ،تفتح صباحا وتغلق مساء بوضع الصخرة على بوابة المغارة.
  • ب-البوابة الشمالية:هذه البوابة كانت موجودة بالمكان المسمى "غار افري" المحادية للوادي، وتعتبر المنفذ الوحيد للقرية من هذه الناحية.

1 -أول بناية في القرية

ان أول بناية في القرية توجد في مكان مرتفع و محصن بالمنحدرات الطبيعية من كل الجهات، وكانت عبارة عن حيطان متدنية مغطاة بجذوع الأشجار و بعض النباتات التي تستعمل لسقف البيوت في ذلك الوقت "كالديس و الرتمة" .

2 -الهندسة المعمارية

بنيت القرية على شكل نجمة على طراز المدن العربية، فهي بيت دون نوافذ، و أن وجدت فهي لا تطل على الخارج، و هي متصلة ببعضها البعض، مما أدى إلى ظهور أزقتها الضيقة التي تنحدر فوق الصخور، على شكل مدرج تتلوى طبيعيا لتصب في احدى المحاور الثلاثة للقرية، هذا المكان الذي هو بمثابة ساحة للتجمع و الراحة في أوقات الفراغ "الجماعة". ورغم افتقار سكان القرية لتقنيات الهندسة المعمارية الحديثة الا أنهم صمموا مساكنهم و طرقاتهم و ساحاتهم حسب نمط وأسس تستجيب لمتطلباتهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، نذكر من بين هذه الأسس ما يلي:

  • أ- عند بناء مسكنين مجاورين يترك فراغ بينهما يقدر بذراع واحد حسب التقدير المعمول به في الماضي لمرور مياه الأمطار التي تنحدر من سقفي المنزلين ويسمى ب"ذراع الماء".
  • ب-الزلوغية: وهي عبارة عن منفذ في زاوية من زوايا فناء البيت تسمح بصرف مياه المطر و الغسيل إلى الخارج.
  • ج-السقيف: يكون عادة في مدخل البيت، وهو أساسي في تصميم البيوت نظرا لأهميته و يعتبر الممر الوحيد للمنزل، تكون على جانبيه"صداراتان" تستعملان للجلوس في فصل الصيف و حفظ وسائل الفلاحة المختلفة هناك كالبردعة و البراميل وغيرها.
  • د-السدة: ان الشكل الذي تتخذه البيوت في القديم لا يخلوا من وجود غرفة تكون فوق اسطبل مخصص للحيوانات "الداينين" تسمى ب"السدة" مدخلها يكون عن طريق بوابة صغيرة تشرف على الغرفة المحادية"للداينين" و تستعمل لتخزين بعض المواد كالخروب و نوى الزيتون ليستعمل في فصل الشتاء كوقود، كما لا يخلوا أي بيت من وجود هيكل على شكل خزانة تبنى بالطين والحجارة، ويتخذ شكل عدة"كواتات"صغيرة متناسقة وسطها مجوف، يشرف على الكانون يسمى "الكدر" تستعمل "الكواتة" لتخزين بعض المواد الغذائية و كذا تسخين الزيتون في "غرفة الزيتون" المقابلة للكانون مباشرة و يحيط بالكدر "كوفيتان" على شكل مخروط، صنعتا من الطين تستعملان لتخزين الحبوب و "الكرموس" اأي التين المجفف عند جمع المحصول صيفا وهي بمثابة الذخيرة التي يرجع اليها عند الحاجة.

مراجع

  1. حوار الجزائر -قرية القليعة : النشأة الأولى للقرية-http://forum.hiwardz.net/t313
  2. حوار الجزائر -القليعة :موقع القرية وهندستها المعمارية-http://forum.hiwardz.net/t849

موسوعات ذات صلة :