الرئيسيةعريقبحث

الكاريبي

هو اسم لمنطقة جغرافية في العالم الجديد تتكون من البحر الكاريبي وجزره وشطآنه المحيطة به

☰ جدول المحتويات


ميّز عن بحر الكاريبي.

يكشف تاريخ منطقة الكاريبي عن الدور المهم الذي لعبته المنطقة في الصراعات الاستعمارية للقوى الأوروبية منذ القرن الخامس عشر. حطّ كريستوفر كولومبوس في منطقة الكاريبي وزعم المنطقة لإسبانيا. أسّست أولى المستوطنات الإسبانية في منطقة البحر الكاريبي اعتبارًا من عام 1493. على الرغم من أن الغزوات الإسبانية لإمبراطورية الأزتك وإمبراطورية الإنكا في أوائل القرن السادس عشر جعلت المكسيك و البيرو أكثر الأماكن المرغوبة لاستكشاف واستيطان الإسبان، حافظت منطقة الكاريبي على أهميتها الاستراتيجية.

شارع في بربادوس

ابتداءً من عشرينيات وثلاثينيات القرن السابع عشر، أنشأ القراصنة التفويضيون والتجار والمستوطنون الذين لا ينحدرون من أصلٍ إسباني مستعمراتٍ دائمة ومراكز تجارية في جزرٍ أهملتها إسبانيا. انتشرت هذه المستعمرات في جميع أنحاء منطقة الكاريبي، من جزر البهاماس في الشمال الغربي إلى توباغو في الجنوب الشرقي. بالإضافة إلى ذلك، بدءًا من عشرينيات القرن السابع عشر، استقرّ القراصنة الفرنسيون والإنجليز في أماكن مثل جزيرة تورتوغا، والسواحل الشمالية والغربية من هيسبانيولا (هايتي وجمهورية الدومينيكان) وفي جامايكا لاحقًا.

لم يبقَ سوى جزيرتي كوبا وبورتوريكو كجزءٍ من الإمبراطورية الإسبانية في العالم الجديد وذلك بعد حروب استقلال أمريكا الإسبانية في أوائل القرن التاسع عشر. كانت منطقة البحر الكاريبي منطقةً تمتاز بأهميتها مرّةً أخرى خلال الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين، وفي موجة إنهاء الاستعمار بعد الحرب، وفي التوتر الدائر بين كوبا الشيوعية والولايات المتحدة. أعطت الإبادة الجماعية والعبودية والهجرة والتنافس بين القوى العالمية تاريخ الكاريبي تأثيرًا لا يتناسب مع مساحته.

قبل الاتصال الأوروبي

عُثِر على أقدم دليلٍ على الاستيطان البشري في منطقة البحر الكاريبي في مواقع أوتويرويد في ترينيداد التي يعود تاريخها إلى منتصف الألفية السادسة قبل الميلاد.[3][4] وصلوا إلى هيسبانيولا وكوبا في منتصف الألفية الخامسة قبل الميلاد، حيث يُعرف مجتمعهم أيضًا باسم كاسيريمويد.[5] قد يكون وجود غواناهاتابي البدائية في غرب كوبا في وقت وصول كولومبوس يمثّل استمرارًا لثقافتهم أو وصولًا أحدث من جنوب فلوريدا أو يوكاتان.

جرى تأهيل الجزر بالسكان حينها من خلال موجاتٍ متتالية من الغزاة الذين يسافرون من الجنوب إلى الشمال من القواعد الأولية في وادي نهر أورينوكو. انتشرت ثقافة السلادويد شمالًا من ترينيداد، ليُدخل إليها الفخار والخزف وذلك بين 400 و200 قبل الميلاد. في وقتٍ ما بعد عام 250 للميلاد، تبعهم البارانكويد وحلّوا مكانهم في ترينيداد. انهارت مستوطنات هذا المجتمع في أورينوكو حوالي عام 650 وتوسّعت مجموعةٌ أخرى، أراوكوينويد (التي أصبحت لاحقًا «تاينو» أو «أراواك»)، في المنطقة والشمال على طول سلسلة الجزر. حوالي عام 1200 أو 1300، دخلت مجموعةٌ رابعة، مايويد (لاحقًا «الكاريبيون»)، ترينيداد. وظلّوا مهيمنين إلى حين الغزو الإسباني.

في الوقت الذي وصل فيه الأوروبيون، كانت ثلاثة شعوبٍ أصلية من الهنود الأمريكيين الأصليين تعيش في الجزر: شعب التاينو في جزر أنتيل الكبرى وجزر البهاماس وجزر ليوارد. وكاريب الجزيرة والغاليبي في جزر ويندوارد؛ وشعب السيبوني في غرب كوبا. ينقسم شعب التاينو إلى التاينو التقليديون، الذين احتلوا هيسبانيولا وبورتوريكو، والتاينو الغربيون، الذين احتلّوا كوبا وجامايكا والأرخبيل البهامي، والتاينو الشرقيون، الذين احتلوا جزر ليوارد.[6] كانت ترينيداد يقطنها كل من الجماعات الناطقة بالكاريبية والناطقة باللغة الأراواكية.

غيّرت دراسات الحمض النووي بعض المعتقدات التقليدية حول تاريخ الشعوب الأصلية قبل كولومبوس. صمّم خوان مارتينيز كروزادو، عالم الوراثة من جامعة بورتوريكو في ماياغويز، دراسةً استقصائية للحمض النووي على مستوى الجزيرة لشعب بورتوريكو. وفقًا للاعتقاد التاريخي التقليدي، فإن الأصل العرقي الرئيسي للبورتوريكيين هو الإسباني، مع بعض الأصول الأفريقية، وأصولٍ أصلية بعيدة وأقلّ أهمية. كشف بحث كروزادو عن نتائج مذهلةٍ في عام 2003. ووجد البحث أن 61% من جميع البورتوريكيين لديهم في الواقع الحمض النووي للميتوكوندريا الأمريكية الهندية، و27% لديهم من أفارقة و 12% من قوقازيين.[7]

التاريخ الاستعماري المبكر

بعد فترةٍ وجيزة من رحلات كريستوفر كولومبوس إلى الأمريكتين، بدأت السفن البرتغالية والإسبانية في المطالبة بأراضي في أمريكا الوسطى والجنوبية. جلبت هذه المستعمرات الذهب، وأمِلت قوىً أوروبية أخرى، وتحديدًا إنجلترا وهولندا وفرنسا، في إنشاء مستعمراتٍ خاصّةٍ بها تدرّ لها الأرباح. إن التنافسات الإمبراطورية في الكاريبي جعلتها منطقةً مُتنازعٌ عليها خلال الحروب الأوروبية التي استمرّت لقرون. انفصلت معظم أمريكا الإسبانية عن الإمبراطورية الإسبانية في حروب استقلال أمريكا الإسبانية في أوائل القرن التاسع عشر، ولكن بقيت كوبا وبورتوريكو تحت التاج الإسباني إلى حين اندلاع الحرب الأمريكية الإسبانية عام 1898.

الغزو الإسباني

كان الاتصال مع شعب اللوكيان في جزر البهاماس وشعب التاينو في كوبا والساحل الشمالي لإسبانيولا خلال الرحلة الأولى للمستكشف كريستوفر كولومبوس، وجرى نقل عددٍ قليلٍ من السكان الأصليين إلى إسبانيا. عُثِرعلى كمياتٍ صغيرة من الذهب في حُليّهم الشخصي والأشياء الأخرى مثل الأقنعة والأحزمة. استعبد الإسبان، الذين جاؤوا سعيًا للثروة، السكان الأصليين وذهبوا بهم بسرعةٍ إلى شبه الانقراض. استورد الإسبان العبيد الأفارقة لاستكمال العمالة الأمريكية الهندية. (انظر أيضًا الرّق في مستعمرات إسبانيا في العالم الجديد.) على الرغم من استحواذ إسبانيا على منطقة البحر الكاريبي بأكملها، إلا أنها استوطنت فقط في جزر هيسبانيولا (1493) وبورتوريكو (1508) وجامايكا (1509) وكوبا (1511) وترينيداد (1530). استثنى الإسبان في حالة «جزر اللؤلؤ» الصغيرة في كوباجوا ومارغريتا قبالة الساحل الفنزويلي بسبب أسرّتهم المصنوعة من اللؤلؤ، والتي أُنتِجت على نطاقٍ واسع بين عامي 1508 و1530.[8][9]

قوى أوروبية أخرى

أرست القوى الأوروبية الأخرى وجودًا لها في الكاريبي بعد تهاوي الإمبراطورية الإسبانية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض عدد السكان الأصليين في المنطقة بسبب الأمراض الأوروبية. عقِب الهولنديون والفرنسيون والبريطانيون بعضهم في المنطقة وأسسّوا وجودًا طويل الأمد. جلبوا معهم ملايين العبيد الذين استوردوهم من أفريقيا لدعم نظام المزارع الاستوائي الذي انتشر في جزر الكاريبي.[10]

  • كان فرانسيس دريك قرصانًا تفويضيًا إنجليزيًا هاجم العديد من المستوطنات الإسبانية. كانت مأثُرة الكاريبي الأكثر شهرة تتمثّل في الاستيلاء على القطار الفضي الإسباني في نومبري دي ديوس (بالإسبانية: اسم الرب) في مارس 1573.
  • بدأ الاستعمار البريطاني لبرمودا في عام 1612. بدأ الاستعمار البريطاني الكاريبي الغربي بالسيطرة على سانت كيتس عام 1623 وباربادوس عام 1627. واستُخدِمت السابقة كقاعدةٍ للاستعمار البريطاني لجاراتها نيفيس (1628) وأنتيغوا (1632) ومونتسرات (1632) وأنغويلا (1650) وتورتولا (1672).
  • بدأ الاستعمار الفرنسي أيضًا في سانت كيتس، حيث أقدم البريطانيون والفرنسيون على اقتسام الجزيرة فيما بينهم في عام 1625. اسُخدِمت كقاعدةٍ لاستعمار الجزر الأكبر مثل جوادلوب (1635) ومارتينيك (1635)، وسانت مارتن (1648)، وسانت بارتيلمي (1648)، وسانت كروا (1650)، لكن الاستعمار الفرنسي خسِرها بالكامل لصالح بريطانيا في عام 1713. انطلاقًا من مارتينيك استعمر الفرنسيون سانت لوسيا (1643) وغرينادا (1649) ودومينيكا (1715) وسانت فينسنت (1719). استولى الأدميرال الإنجليزي ويليام بن على جامايكا في عام 1655 وبقيت تحت الحكم البريطاني لأكثر من 300 عام.[11]
  • انتشرت القرصنة في منطقة البحر الكاريبي على نطاقٍ واسع خلال الحقبة الاستعمارية المبكرة، خاصةً بين عامي 1640 و1680. غالبًا ما يُستخدم مصطلح «بوكانير» لوصف قرصانٍ يعمل في هذه المنطقة.
  • أسّس البوكانير الفرنسيون مستوطنةً في جزيرة السلاحف، إلى الشمال من هيسبانيولا، في عام 1625؛ التي لم يتمكّن الإسبان من تدميرها بصورةٍ دائمة على الرغم من محاولاتٍ عديدة. تأسّست المستوطنة في تورتوجا (جزيرة السلاحف) رسميًا في عام 1659 بتكليفٍ من لويس الرابع عشر ملك فرنسا. جرى تأسيس كاب فرانسوا (لاحقًا كاب فرانسيه، والآن كاب هايتيان) في البرّ الرئيسي لجزيرة هيسبانيولا في عام 1670. بموجب معاهدة ريزويك في عام 1697، تنازلت إسبانيا رسميًا عن الثلث الغربي من هيسبانيولا إلى فرنسا.[12][13][14]
  • استولى الهولنديون على سابا وسانت مارتن وسسينت أوستاتيوس وكوراساو وبونير وأروبا[15] وتوباغو وسانت كروا وتورتولا وأنيغادا وفيرجن جوردا وأنغويلا، ولوقتٍ قصير بورتوريكو، وأُطلِق عليهم معًا جزر المملكة الهولندية الكاريبية الغربية، في القرن السابع عشر.
  • حكمت الدنمارك-النرويج في البداية جزءًا، ثم جميع جزر العذراء الأمريكية الحالية منذ عام 1672، وباعت الدنمارك سيادتها على جزر الدنمارك الكاريبية الغربية إلى الولايات المتحدة في عام 1917، وما زالت الولايات المتحدة تُديرها.

مجموعات الجزر

ليه سينتس، ماري جالانتي، لادسرادا, يندوارد، جزردمارتينيك (الفرنسية جزر الأنتيل، فرنسا), سانت لوسيا, سانت فنسنت وجزر غرينادين، جزر غرينادين, غرينادا

كارياكو ومارتينيك رشيق, بربادوس, ترينيداد وتوباغو, توباغو, ترينيداد, ليوارد جزر الانتيل أوروبا (مملكة هولندا), كوراساو (مملكة هولندا), بونير (هولندا)


مراجع

  1. Country Comparison :: Population. CIA. The World Factbook نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. McWhorter, John H. (2005). Defining Creole. Oxford University Press US. صفحة 379.  . مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2016.
  3. Rouse, Irving. The Tainos: Rise and Decline of the People who Greeted Columbus, p. 63. New Haven: Yale University Press, 1992. (ردمك ).
  4. Saunders, Nicholas. The Peoples of the Caribbean: an Encyclopedia of Archeology and Traditional Culture, p. 13. ABC-CLIO, 2005. (ردمك ).
  5. "History of the Caribbean". www.caribbeanhouserecords.com. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201813 أغسطس 2018.
  6. Rouse, Irving. The Tainos : Rise and Decline of the People Who Greeted Columbus (ردمك ).
  7. Kearns, Rick (Jun 2003 – Jun 2004). "Indigenous Puerto Rico: DNA evidence upsets established history". Issues in Caribbean Amerindian Studies. V (2). مؤرشف من الأصل في March 2, 2012March 3, 2012.
  8. جون إليوت, Empires of the Atlantic World: Britain and Spain in America, 1492–1830 (Yale University Press, 2007)
  9. Molly Warsh, American Baroque: Pearls and the Nature of Empire, 1492-1700. Chapel Hill: University of North Carolina Press 2018.
  10. Tony Martin, Caribbean History: From Pre-colonial Origins to the Present (2011)
  11. "History". The government of the Cayman Islands. 2009. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 200607 مايو 2009.
  12. Hispaniola. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 201504 يناير 2014.
  13. "Dominican Republic 2014". مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 201924 أبريل 2014.
  14. Haggerty, Richard A. (1989). "Haiti, A Country Study: French Settlement and Sovereignty". US Library of Congress. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 201730 مارس 2009.
  15. "Aruba - History and Heritage". مؤسسة سميثسونيان.com. November 6, 2007. مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 201207 مايو 2009.

موسوعات ذات صلة :