الكبت النفسي المنخفض (Low Latent Inhibition) هو مرض نفسي مستعصي وخطير يعمل على إثارة الحواس البشرية إلى أعلى درجات التحسس بحيث تقوم المستنبطات الحسية لدى المريض بالتقاط أدنى الحركات والأصوات الغير المسموعة والملاحظة لدى الإنسان العادي مما يجعل عقله يخضع لهذه المؤثرات الخارجية القوية.
في حالة الإنسان العادي فإن أُصيب بهذا المرض النفسي يودي به إلى تلف الخلايا والأعصاب العقلية ثم الإصابة بالجنون. اما إذا كان العقل قادرًا على استيعاب هذه المؤثرات وهذا في حالة الذكاء فانه يقود به إلى العبقرية.
الكبت النفسي المنخفض ليس إضطرابا” عقليا”، بل هو سمة شخصية، ميزة الله بها بعض الأشخاص، حيث يقومون بامتصاص واستيعاب المثيرات والمعلومات بشكل خاص. وبما أن الكبت النفسي المنخفض عملية تعليميه فإنه يمكن اعتبارها كأحد العوامل الحياتية التي قد تؤدي لحدوث اضطراب عقلي، أو على النقيض تزيد من إبداع الشخص وعبقريته. الكثير من الناس يستطيعون التحكم في تدفق المعلومات والمثيرات إلى العقل وذلك بتجاهلها، لكن من لديه الكبت النفسي المنخفض لا يستطيع فعل ذلك وهذا إما ان يزيد من عبقريته، أو يؤدي به إلى حدوث اضطرابات ذهانية (يصبح كالمجنون).وذلك اعتمادا” على قدراتهم العقلية ومستوى ذكائهم، فالذين يتميزون بذكاء عالي وقدرات ذهنية متفوقه، يميلون لأن يصبحوا عباقرة وذلك لقدرتهم على التأقلم مع هذا الوضع، أما أولئك الآخرين، أي الذين قدراتهم العقلية دون المتوسط، فقد يصابون باختلالات عقلية على الأرجح.
كيفية معرفة المريض
هناك وجهة واحدة لمعرفة هذا المرض حيث أن المريض يستجيب للمؤثرات الخارجية بصورة دورية ويعمل عقله على التخفيف من حدة المؤثرات القوية كالصوت القوي للصافرة أو غيرها. فنلاحظ ان المريض يستجيب لهذا الصوت فيغلق اذنيه للتخفيف منه لكي يسمعه كما يسمعه الإنسان العادي. أي بدرجة اقل. وكذلك انتباهه إلى أدنى عملية فيزيائية تحدث في الطبيعة بمجرد معرفته بها مثل الاحتكاك، الانزلاق، التلامس وغيرها من المؤثرات التي قد لا ينتبه إليها بصورة غالبة.
أسباب المرض
الكبت النفسي المنخفض له أسباب عديدة منها الوحدة وعدم القدرة عن التعبير عن المشاعر والإحساس بالظلم والجلوس وحيدًا دائمًا فهذه الاعرض تجعل الإنسان يتأمل في كل شيء حوله وهذا يجعل منه كموسوعة من المعلومات وللعلم فهذا الشخص يتذكر كل شيء يحدث له وعندما يحدث نفس الشيء مرة أخرى فانه يقدر على التعامل معه بصورة جيده فانه يلتقط التفاصيل البسيطة التي قد لا يلاحظها الآخرين وقد يؤثر هذا على نشاط المخ مما يؤدى إلى الجنون. علمياً يعتقد العلماء أن سبب حدوث هذه الحالة هو زيادة في الدوبامين — أحد النواقل العصبية في الدماغ— ، وكذلك حدوث خلل في النواقل العصبية الأخرى مثل السيروتونين، قلوتاميت Glutamate، والأستيل كولين، وهذا ما أدى إلي حدوث لبس كبير بين هذه الحالة وغيرها من الاضطرابات العقلية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، وكذلك بعض أنواع الاكتئاب واضطراب التشتت الذهني.