الرئيسيةعريقبحث

الكنيسة المعمدانية


☰ جدول المحتويات



الكنيسة المعمدانية الإنجيلية هي كنيسة بروتستانتية تؤمن بالكتاب المقدس وبقانون الإيمان النيقاوي الذي يجمع عليه الكنيسة الأورثوذكسية

والكاثوليكية. تؤمن الكنيسة المعمدانية أن المعمودية يجب أن تتم للبالغين فقط وتمارس بالتغطيس وذلك بعد اقتناع الإنسان بالإيمان المسيحي عن حق واعترافه أمام الملأ أن يسوع المسيح هو ابن الله وأن يؤمن بعقيدة الثالوث.[1]

كما أنه يوجد عدة أنواع من الكنائس المعمدانية وهذه بعضها:

تاريخها

يعود بداية الكنيسة المعمدانية إلى أيام الرسل كعقيدة وبعدها ظهرت كمجموعات مثل: الدوناتيين، الوالدانسيين، مكرري المعمودية وغيرها ولكنها لم تبرز ككنيسة معمدانية إلا في عام 1609 عندما نظمها ككنيسة جون سميث في إنكلترا.

تعود بدايات الكنيسة المعمدانية إلى القرن السابع عشر في إنكلترا وقد ظهرت بتأثير حركة تجديدي المعمودية -أنابابتست. من شق منها بقيادة جون سميث، بحرية الاختيار، بينما آمن قسم اخر بالجبرية متأثرين بالإيمان الكالفني. اضطهدت السلطات البريطانية هذه الحركة حتى عام 1689 اسوة بحركات دينية أخرى. خلال القرون 18 و19 تم تقارب في وجهات نظر شقي الكنيسة المعمدانية وتم اتحادهم سنة 1891.

من انجلترة انتشرت الكنيسة المعمدانية إلى بلاد أخرى وخاصة الولايات المتحدة التي تم تأسيس الكنيسة المعمدانية فيها عام 1639. سنة 1932 تمت اقامة أول كنيسة معمدانية في إيطاليا، وعام 1834 في ألمانيا وعام 1888 في إسبانيا.

نشطت الكنيسة المعمدانية في النشاط التبشيري منذ عام 1792. نشط مبشرون منذ ذلك العام في الهند، أفريقيا والصين. وقد برز العديد من الكهنة المعمدايين في نضال جقوق السود في الولايات المتحدة.

أصولها

وضع المؤرخ المعمداني بروس غورلي أربع وجهات نظر حول أصول المعمدانية:

  1. هناك إجماع علمي حديث على أن جذور الحركة تتبع إلى القرن السابع عشر عن طريق الانفصاليين الإنجليز.
  2. هناك وجهة نظر تقول إنها ثمرة لتقاليد الأنابابتست.
  3. هناك وجهة نظرة دائمة تفترض أن العقيدة والممارسة المعمدانية موجودة منذ زمن المسيح.
  4. ووجهة نظر الخلافة، أو «الخلافة المعمدانية»، التي تجادل بأن الكنائس المعمدانية كانت موجودة بالفعل كسلسلة متواصلة منذ زمن المسيح.[2]

رؤية الانفصاليين الإنجليز

يعود تاريخ الكنائس المعمدانية الحديثة إلى الحركة الانفصالية الإنجليزية في القرن السابع عشر، بعد قرن من ظهور الطوائف البروتستانتية الأصلية.[3] تحظى وجهة النظر هذه حول الأصول المعمدانية بالقسم الأكبر من الدعم التاريخي وتحظى بالقبول على نطاقٍ واسع.[4] يعتقد أتباع هذا الموقف أن تأثير الأنابابتست على المعمدانيين الأوائل ضئيل. لقد كانت فترة اضطراب سياسي وديني كبير. كان الناس والكنائس على استعداد للتخلي عن جذورهم الدينية في حال اقتنعوا باكتشاف «حقيقة» تخص التوراة بشكل أكبر.[5]

خلال الاصلاح البروتستانتي، انفصلت كنيسة إنجلترا (الأنجليكانية) عن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. لم يكتفي بعض المسيحيين بإنجازات الإصلاح البروتستانتي الرئيسية.[6] وشعر بعض المسيحيون أيضًا بخيبة أمل، لأن كنيسة إنجلترا لم تصحح ما اعتبره البعض أخطاءً وانتهاكات. اختار بعض أكثر منتقدي اتجاهات الكنيسة البقاء ومحاولة إجراء تغييرات بناءة من داخل الكنيسة الأنجليكانية. والذين أصبحوا معروفين باسم «البيوريتانية» ووصفهم غورلي بأنهم أبناء عم الانفصاليين الإنجليز. قرر البعض الآخر أن عليهم مغادرة الكنيسة بسبب عدم رضاهم وعُرفوا لاحقًا باسم الانفصاليين.[2]

اقتفى المؤرخون أثر أقدم كنيسة معمدانية، ووجدوا أنها تعود إلى عام 1609 في أمستردام، وكان جون سميث قسها.[2] قبل ثلاث سنوات، عندما كان زميلًا في كلية المسيح، في كامبريدج، قطع علاقاته مع كنيسة إنجلترا. نشأ في كنيسة إنجلترا، وأصبح «انفصاليًا إنكليزيًا بيوريتانيًا، ثم انفصاليًا معمدانيًا»، وأنهى أيامه بالعمل مع المينوناتية.[7] بدأ اجتماعًا في إنجلترا مع 60-70 من الانفصاليين الإنجليز، من أجل مواجهة «خطر كبير». اضطهاد المتدينين غير الملتزمين في إنجلترا أودى بذهاب سميث إلى المنفى في أمستردام مع زملائه الانفصاليين من التجمع الذي جمعه في لينكولنشاير، منفصلًا بذلك عن الكنيسة التي كانت قائمة آنذاك (الأنجليكانية). انفصل سميث ونصيره العلماني، توماس هيلواز، وأولئك الذين قادوهم، عن المنفيين الإنجليز الآخرين لأن سميث وهيلواز كانوا مقتنعين بضرورة تعميدهم كمؤمنين. في عام 1609 عمد سميث نفسه أولًا ثم عمد الآخرين.[8]

في عام 1609، أثناء وجوده هناك، كتب سميث منشوراتٍ بعنوان «شخصية الوحش» أو «دستور الكنيسة الخاطئ». وقد عبر فيه عن اقتراحين: أولًا، لا يجوز تعميد الأطفال الصغار؛ وثانيًا، «يجب أن يتم قبول معاديي المسيحية المحولين في الكنيسة الحقيقية عن طريق التعميد». ومن ثم، أتت قناعته أنه على الكنيسة الكتابية أن تتكون فقط من المؤمنين الجدد الذين عُمدوا بناءً على اعتراف شخصي بالإيمان. ورفض تعاليم الحركة الانفصالية لتعميد الأطفال.[9][10] بعد ذلك بوقت قصير، ترك سميث المجموعة، وتولى توماس هيلواز غير المختص القيادة، وقاد الكنيسة إلى إنجلترا عام 1611. أصبح سميث في النهاية، ملتزمًا بمعمودية المؤمنين باعتبارها المعمودية التوراتية الوحيدة. كان مقتنعًا بناءً على تفسيره للكتاب المقدس أن الأطفال الصغار لن يكونوا ملعونين في حال ماتوا وهم في سن الطفولة.[11]

اقتنع سميث، بأن معموديته الذاتية كانت غير صالحة، وقدم طلبًا للانضمام إلى المينوناتية. وتوفي في أثناء انتظاره العضوية، وأصبح بعض أتباعه منيونوناتين. احتفظ توماس هيلواز وآخرون بمعموديتهم والتزاماتهم المعمدانية. كانت الطائفة المعمدانية الحديثة ثمرة لحركة سميث. رفض المعمدانيون اسم الأنابابتست عندما أطلقه عليهم المعارضين بشكل ساخر. كتب ماكبيث أنه في أواخر القرن الثامن عشر، أشار العديد من المعمدانيين إلى أنفسهم على أنهم «المسيحيون الملقبون - زورًا – الأنابابتيست».[12]

كان هناك حدث هام آخر في بدايات تطور العقيدة المعمدانية في عام 1638 مع جون سبيلسبيري، القس الكالفيني الذي ساعد على تعزيز الممارسة الصارمة لتعميد المؤمن عن طريق الغطس. وفقا لتوم نتلز، أستاذ اللاهوت التاريخي في المدرسة اللاهوتية المعمدانية الجنوبي، «عبرت وبنيت حجج سبيلسبري المقنعة بتجميع طائفة منضبطة من المؤمنين المُعمدين بالغطس لتشكيل كنيسة العهد الجديد، على الرؤى التي ظهرت داخل الانفصالية، وتعززت في حياة جون سميث ومعاناة توماس هيلواز، ونضجت عند المعمدانيين الكالفينيين».[4]

فكرة تأثير الانابابتست

تقول وجهة نظر الأقلية أن المعمدانيين في أوائل القرن السابع عشر قد تأثروا (ولكن لم يتصلوا بشكل مباشر) بالأنابابتست القاريين.[13] ووفقًا لهذا الرأي، فقد تقاسم المعمدانيون العامون أوجه التشابه مع المينونيتس الهولنديون الفاترلانديون (واحدة من جماعات الانابابتست العديدة) التي تتضمن تعميد المؤمنين فقط، والحرية الدينية، وفصل الدولة عن الكنيسة، والرؤية الأرمنيانيَّة للخلاص، والقدر، والخطيئة الأصلية. كتب الكُتّاب الممثلون ومن ضمنهم إيه. سي. أندروود وويليام آر. إستيب. غورلي أن نظرية التأثر بالأنابابتست تعود للظهور من خلال بعض العلماء المعمدانيين المعاصرين الذين يؤكدون على إيمان المجتمع من خلال حرية الروح.[2]

ومع ذلك، توترت العلاقات بين المعمدانيين والأنابابتست في وقتٍ باكر. وفي عام 1624، أصدرت الكنائس المعمدانية الخمس الموجودة في لندن إدانة بحق الأنابابتست.[14] علاوةً على ذلك، فقد انفصلت المجموعة الأصلية المرتبطة بـسميث والتي يُعتقد أنها أول المعمدانيين عن المينونيتس الهولنديين الفاترلانديين بعد فترة وجيزة من تشكيل الجماعات في هولندا.

فكرة الديمومة والخلافة

يكتب المؤرخون المعمدانيون التقليديون من منظور أن المعمدانيين كانوا موجودين منذ زمن المسيح. ومع ذلك، أصدر المؤتمر المعمداني الجنوبي قراراتٍ رفض فيها هذا الرأي في عام 1859. ويعتبر أنصار الخلافة المعمدانية أو فكرة الديمومة أن الحركة المعمدانية كانت موجودة بشكل مستقل عن الرومانية الكاثوليكية وقبل الإصلاح البروتستانتي.[15]

غالبًا ما عُرفت وجهة نظر الديمومة في كُتيب أثر الدم، الذي يتألف من خمس محاضرات كتبها جاي. إم. كارول ونُشر في عام 1931. من الكتّاب المعمدانيين الآخرين الذين ينادون بنظرية الخلافة للأصول المعمدانية جون تي كريستن، وتوماس كروسبي، وجي إتش أورشاد، وجي إم كرامب، ووليام كاثكارت، وأدم تيلور، ودي بي راي.[16] وقد أيد هذا الرأي أيضًا الداعية الإنجليزي المعمداني تشارلز سبورجون وجيسي ميرسر، الذي سميت جامعة ميرسر على اسمه.[17]

في عام 1898، ضُغط على ويليام ويتسيت من أجل الاستقالة من رئاسته للكلية اللاهوتية المعمدانية الجنوبية بسبب إنكار الخلافة المعمدانية.[18]

الأصول المعمدانية في المملكة المتحدة

أسس توماس هيلواز في عام 1612، طائفية معمدانية في لندن، تكونت من رعايا من كنيسة سميث. نشأ عدد من الكنائس المعمدانية الأخرى، التي أصبحت معروفة باسم المعمدانيين العامين. نشأت المعمدانية الكالفينيينة عندما تبنت مجموعة من الانفصاليين الكالفينيين معمودية المؤمنين.[19] بلغ عدد كنائس المعمدانيون الكالفينييون سبع كنائس بحلول عام 1644 وابتكروا اعترافًا بالإيمان سميَّ اعتراف لندن الأول بالإيمان.[20]

المراجع

  1. Buescher, John. "Baptist Origins." Teaching History. Retrieved 23 September 2011. نسخة محفوظة 09 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Gourley, Bruce. "A Very Brief Introduction to Baptist History, Then and Now." The Baptist Observer.
  3. Brackney, William H (2006). Baptists in North America: an historical perspective. Blackwell Publishing. صفحة 22.  .
  4. Robinson, Jeff (14 ديسمبر 2009). "Anabaptist kinship or English dissent? Papers at ETS examine Baptist origins". Baptist Press. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2013.
  5. Leonard, Bill J. (2003). Baptist Ways: A History. Valley Forge, PA: Judson Press. صفحة 24.  .
  6. Briggs, John. "Baptist Origins". Baptist History and Heritage Society. مؤرشف من الأصل في 5 يناير 201010 يناير 2010.
  7. Leonard 2003، صفحة 23.
  8. Traffanstedt, Chris. "A Primer on Baptist History". مؤرشف من الأصل في 03 فبراير 201023 ديسمبر 2009.
  9. Nettles, Tom J. (Spring 2009). "Once Upon a Time, Four Hundred Years Ago..." Founders Journal. 76: 2–8. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2020.
  10. Vedder, HC. "A Short History of the Baptists". The Reformed Reader. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 202023 ديسمبر 2009.
  11. Leonard 2003، صفحة 25.
  12. McBeth, H Leon. "Baptist Beginnings". Baptist History and Heritage Society. مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 200719 أكتوبر 2007.
  13. Priest, Gerald L PhD (14 أكتوبر 2010), Are Baptists Protestants? ( كتاب إلكتروني PDF ), Detroit Baptist Theological Seminary, archived from the original on 20 يونيو 2017 .
  14. Burrage, Champlin (1912). The Early English Dissenters in the Light of Recent Research. 2. University Press: Cambridge. صفحة 222.
  15. McBeth, H Leon (1987), The Baptist Heritage, Nashville: Broadman Press, صفحات 59–60 .
  16. Torbet 1975، صفحة 18.
  17. Mercer, Jesse (1838). "A History of the Georgia Baptist Association". صفحات 196–201. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2020.
  18. Slatton, James H. (2009), W.H. Whitsitt - The Man And The Controversy, Macon: Mercer University Press, صفحات 278–279 .
  19. Wright 2004.
  20. Fletcher, Jesse C. (1994). The Southern Baptist Convention: A Sesquicentennial History. Nashville, TN: Broadman & Holman. صفحة 25.  .


موسوعات ذات صلة :