الكوفخة قرية تقع في شمال شرق مدينة غزة، وتبعد عنها 19 كيلومتر، من الجنوب قرية المحرقة، ومن الشرق منطقة الهزيل، ومن الغرب قرية هوج، ومن الشمال قرية الجمامة، وترتفع عن سطح البحر حوالي 150 متر.[1]
ويقع بالقرب منها الآن إلى الشرق المستوطنة الزراعية المسماة (ner aqeva) وإلى الغرب القرية التعاونية الاستيطانية المسماة (kibbuts dorot)، وإلى الغرب أيضاً مزرعة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون ومدينة اسديروت.
وتبلغ مساحة قرية الكوفخة 8569 دونماً، وبلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 203 نسمة، وعام 1948 بلغ العدد 500 نسمة.ويوجد بداخل محيط القرية جامع القرية الشهير الذي تم بنائه في عهد السلطان التركي عبد الحميد، ويقف هذا الجامع شامخا كأنه يتحدى الاستيطان والتهجير، ومنظر هذا الجامع جميل جدا في روعه هندسته وبناءه، ويقال إن بنائه تم بالطوب والحجر الذي تم نقله من جبل الخليل.
كما أن القرية كان بها مدرسة وآثار قديمة، وبها وادي يسمى "وادي الكبار"، وبابور لطحن الحبوب، وبئر مياه ومسجد، ولكن للأسف يوجد في محل هذه القرية الآن مستوطن يربى الماعز والبقر والخيل ويضع هذه الدواب داخل هذا المسجد العتيق، في انتهاك واضح لقدسية المسجد. وقرية الكوفخة تشبه إلى حد بعيد قرية المحرقة، إلا أنها تبدو أكبر مساحة وأوسع أرضا.
الحياة قبل التهجبر
كان يعتمد أهالي قرية الكوفخة في حياتهم على الزراعة، فهي الحرفة الرئيسية، لأن أراضيها خصبة، فكانوا يزرعون الحبوب وأشجار اللوز الرمان والصبر والجميز. ووجد من الأشجار القديمة الباقية حول القرية أشجار الزيتون العتيقة والتي يدل جذعها وساقها الكبير على انه تم زرعها قديما جداً ربما يزيد عن 70 عاماً، والمعروف ان الزيتون من الاشجار المعمرة التي تدوم طويلا.وكما وجدت أشجار الجميز والسدر والصبر وكروم العنب حول القرية قديماً، وأن هذه الأشجار تنمو من غير الحاجة إلى سقيها بالماء. وإلى الجهة الشمالية الغربية من القرية وادي قليل العمق تسيل فيه مياه الشتاء، وأراضي هذه القرية طينية حمراء اللون شديدة الخصوبة، ويقوم المستوطنون بزرعها بالقمح وغيره.[2]
القرية قبل 1948
كانت القرية تقع في بقعة رملية متموجة في النقب الشمالي وكانت شبكة من الطرق الفرعية تربطها بالطرق العامة بين غزة وجولس التي كانت تمر بمحاذاة الطريق العام الساحلي. وقد أسس كوفخة في أواخر القرن التاسع عشر نفر من سكان غزة ممن أتو لزراعة الأراضي المجاورة وكان ثمة مسجد معروف في المنطقة يقع وسطها. بني أيام السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909). وكانت منازلها منتشرة على محور شمالي بمحاذاة الطرف الجنوبي لوادي أبو شنار أحد فروع وادي هودج. وكان في كوفخة مدرسة ابتدائية، وبعض المتاجر الصغيرة وكان سكانها من المسلمين، ويتزودون المياه للاستعمال المنزلي من بئرين داخل القرية. وكانوا يعتمدون في الزراعة على الأمطار والري معا (من الآبار والصهاريج والخزانات التي تتجمع فيها مياه الأمطار في فصل الشتاء). وكانوا يغرسون في الجانب الشمالي من القرية أشجار الفاكهة، كالمشمش والزيتون واللوز والعنب والتين، ويزرعون الحبوب في الجوانب الأخرى. في 1944\1945 , كان ما مجموعه 87 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, و7768 دونما (من الأراضي المشاع) مخصصا للحبوب. وكانت القرية تضم بقايا خربة كوفخة، التي تشتمل على بقايا صهاريج وأعمدة من الرخام ورأس عمود كورنثي وممرات من الفسيفساء وبعض الأواني الخزفية.[3]
احتلال القرية
في عام 1948، دارت عدة معارك ومواجهات بين أهالي القرية والعصابات الصهيونية، الذين غاروا على القرية، ولم يكن الأهالي يملكون غير بضع بنادق، ورغم ذلك كانت هناك مقاومة باسلة، مما اضطر رجال العصابات إلى التراجع، وقام أهالي القرية بمساعدة اخوانهم قرية المحرقة في صد هجوم مماثل. وقد قامت العصابات الصهيونية بإشعال أجران القمح والشعير، بعد دخولهم القرية بدبابات مصفحة، وذلك بعد مقاومة شديدة من الأهالي، مما دفعهم إلى الهجرة جنوباً إلى منطقة غزة، بلغ عدد اللاجئين من قرية الكوفخة حوالي 3562 نسمة، لا يزالوا يطالبون بالعودة إلى قريتهم، التي لن يرضوا عنها بديلاً، كغيرهم من اللاجئين الذين ما زالوا يحملون مفاتيح بيوتهم للعودة إن آجلاً أو عاجلاً.وفقا لما أورده المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فإن وحدات من لواء هنيغف (النقب) هاجمت القرية ليل 27- 28 أيار 1948. وقد جاء في نبأ لصحيفة (نيورك تايمز), نشرته في عددها الصادر بتاريخ 30 أيار، أن كوفخة وقرية المحرفة المجاورة سقطتا. وقد طرد سكان كوفخة من قريتهم على الرغم من أنهم (عرضو الاستسلام مرارا، قبل ذلك، والقبول بالحكم اليهودي في مقابل السماح لهم بالبقاء فيها، لكن من دون جدوى) أما طلبهم البقاء في القرية فقد رفضته السلطات الإسرائيلية بحجة أن مثل هذه الطلبات هو دوما (إما غير صادق، وإما لا يمكن الركون إليه). في سنة 1953 أقيمت مستعمرة نير عكيفا على أراضي القرية، إلى الجنوب الغربي من موقعها.[4]
القرية اليوم
القرية اليوم لم يبق منها سوى مسجدها (المسجد الكبير) الذي يستعمل اليوم مخزنا لعلف الحيوانات وإسطبلاً للخيل. وهو بناء حجري مقوس المداخل، وله نوافذ في جهاته كافة، وتعلو سطحه ثلاث قبب قليلة الارتفاع. وتغطي الأنقاض ونبات الصبار وغيره من النباتات الصحراوية الموقع، وهو مسيج ويستخدم مرعى للمواشي. وثمة بستان للحمضيات في جزء من الأراضي المجاورة.[5]
انظر أيضاً
مراجع
- 31 - تصفح: نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Alzaza, Dr Naji Shukri (2010-02-02). "Kawfakha – قرية الكوفخة". د. ناجي شكري الظاظا. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 201901 سبتمبر 2019.
- "Kawfakha - كوفخة -غزة- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 201601 سبتمبر 2019.
- "نبذة تاريخية عن كوفخة-غزة من كتاب لكي لا ننسى لوليد الخالدي- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 201701 سبتمبر 2019.
- "الكوفخة، محافظة غزة - بلادنا فلسطين، صفحة 278- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 201701 سبتمبر 2019.