الرئيسيةعريقبحث

المائة كتاب


المائة كتاب

تجربة رائدة يقوم بها الشاعر والمترجم المصري رفعت سلام وهي إتاحة أفضل مائة كتاب غير عربي مع ترجمات لكبار المترجمين، والمشروع غير ربحي ومدعوم من قبل وزارة الثقافة المصرية قالسلسلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة الحكومية غير الربحية، وهدفها خدمة القراء وتقديم الكتب دون تكلفة تذكر.

البنية المعرفية الكاملة
لابد أن نظرةً متأملة لتاريخ الترجمة المصرية والعربية- في القرن العشرين- ستكشف ما سادها من عشوائية، رغم بعض الجهود الكبرى الجديرة بالاعتبار (من قبيل سلسلة "الألف كتاب" الأولى، على سبيل المثال)، واعتماد جهود الترجمة على "الفردي"/الذاتي في اختيار العمل المترجَم، والافتقار إلى استراتيجية واضحة من قِبل المؤسسات المعنية، والتفاوت المذهل في مستويات ترجمة الأعمال الثقافية الرفيعة، بما أدى- في كثير من الأحيان- إلى تشويه هذه الأعمال مصريًّا أو عربيًّا.

نقص خطير

هذه الوضعية المركبة هي التي أدت- مع عوامل أخرى- إلى افتقار المكتبة المصرية والعربية لترجمات رصينة، موثوقة، لعدد لا يُستهان به من عيون الثقافة العالمية، والافتقار- بالتالي- إلى المعرفة الأساسية بهذه الثقافات والأعمال الكبرى (وهو ما لم تسمح به ثقافات عريقة شاسعة من قبيل الإنجليزية والفرنسية، وثقافات أقل انتشارًا من قبيل اليونانية والكرواتية والبلغارية والنرويجية). وهو ما يعني أن ثمة فجوات "معرفية" ليست هينة تعاني منها ثقافتنا المصرية/العربية في بنيتها الأساسية، نتيجة للفجوات الناجمة عن فعل الترجمة، وفجوات "معرفية" ليست هينةً لدى الأجيال المختلفة، بفعل عدم توفر الترجمات الرصينة للأعمال الرفيعة التي سبق ترجمتها في الماضي القريب. ذلك ما لم تسمح به الثقافات الأخرى، وخاصة الأوروبية والأمريكية. فثمة سلاسل عديدة لعيون الثقافات الإنسانية، داخل الثقافة الواحدة، يتم مراجعتها دائمًا وتنقيحها واستكمالها (أشهرها في فرنسا- على سبيل المثال- سلسلة "لا بلياد la Pléiade"، التي تصدر عن دار نشر خاصة (جاليمار)، لا عن مؤسسة حكومية)، لتضم أهم الإبداعات الإنسانية، فيما يقترب من الأعمال الكاملة- على مدى الأزمان، والثقافات- في المجالات الأدبية والفكرية المختلفة. وذلك ما تمخض- في الثقافات الأخرى، كنتيجة- عن قوائم مختلفة ترصد أهم مائة كتاب في التاريخ الإنساني، وأهم مائة عمل روائي، وأهم مائة عمل شعري، وأهم الأعمال الكلاسيكية، وأهم أعمال القرن العشرين، إلخ..

أصل القائمة
ومن أهم هذه القوائم "مكتبة العالم"، التي تضم قائمة قائمة بأفضل 100 كتاب، التي توافق عليها مائة كاتب من 54 بلدًا مختلفًا، في استفتاء قام به "نادي الكتاب النرويجي". وقد اختار كل كاتب عشرة أعمال، تمثل- بالنسبة له- أفضل الكتب. وتعكس القائمة الأدب العالمي، بأعمال من مختلف البلدان، والثقافات، والعصور. وأحد عشر كتابًا- من القائمة- كتبتها نساء، وخمسة وثمانون كتابًا كتبها رجال، فيما تظل أربعة كتب مجهولة المؤلف. ولم يقم المنظمون بترتيب القائمة وفق أية معايير، بل اعتبروها جميعًا على قدم المساواة في القيمة، باستثناء "دون كيشوت"، التي اعتبروها "أفضل عمل أدبي في التاريخ".

فجوات خطيرة
وحين التأمل في هذه القوائم، تكشفت الفجوات في ثقافتنا الحديثة؛ فثمة أعمال ليست مطروحة على المعرفة الثقافية لدينا، وأعمال قد تكون معروفة بلا ترجمة، وأعمال سبق ترجمتها ترجمة رديئة أو متوسطة، وأعمال- وهي الأقل- نمتلك ترجمات رفيعة لها، وإن كانت غير منتشرة أو متاحة بصورة معقولة للقراء (من قبيل "الكوميديا الإلهية" لدانتي، و"عوليس" لجيمس جويس، و"دون كيشوت" لسيرفانتيس، وغيرها) من هنا نشأت فكرة سلسلة "الـ100 كتاب"، كسلسلة داخل سلسلة آفاق عالمية: سلسلة تعنى بتقديم أهم مائة عمل ثقافي في التاريخ، استنادًا- بالأساس- على حصاد تلك القوائم المستقرة عالميًّا، للتوصل إلى قائمة مصرية/عربية، كنوع من إعادة صياغة وتمتين "البنية الأساسية" الثقافية والمعرفية لدينا. ورغم أن القوائم العالمية تلك ذات طبيعة أدبية، إبداعية، إلا أن ذلك يوفر- من ناحية- القدرة على الإنجاز، ويتلاقى- من ناحية أخرى- مع طبيعة السلسلة الأم "آفاق عالمية". فالطبيعة العامة (التي ستطرح على المشروع بالضرورة أهم أعمال أفلاطون وماركس وفرويد وكانط وداروين، ومَن في قاماتهم، في مختلف فروع المعرفة) ستفرض تحديات أكبر بكثير من الإمكانيات الحالية المتاحة.

الاستفادة من الروائع
ولأنه لا يمكن تجاهل الأعمال الرفيعة في مجال الترجمة المصرية والعربية، فإن هذا المشروع سيستفيد تمامًا مما تم إنجازه على يد مترجمينا العظام، من اللغات المختلفة، اعترافًا بالقيمة الكامنة، وتوفيرًا للجهد والطاقة. ستتم الاستفادة من الأعمال المنجَزة، الموثوق في ترجمتها، بإعادة نشرها لتتاح لأجيال وقطاعات وجغرافيات ربما لم تتعرف عليها. أما الأعمال التي لم يسبق ترجمتها، أو تمت ترجمتها بصورة مشوهة، غير دقيقة، فتُحال إلى مترجمين أكفاء، موثوقين، من المجيدين للغات المختلفة، من المصريين والعرب، لإنجاز ترجمتها المطلوبة. وما سبق يعني أننا لن نلتزم حرفيًّا بأية قائمة بعينها؛ فكل قائمة تضم أحيانًا عددًا من الأعمال لهذا المؤلف أو ذاك (كافكا، ماركيز، فلوبير، فوكنر، مثلاً)، وهو ما يدفعنا إلى الاقتصار على اختيار أحد هذه الأعمال لكل مؤلف، ليمكن لنا تقديم عدد آخر من المؤلفين المطروحين بالقوائم، وإن لم يحوزوا على الإجماع. كما أننا لسنا مضطرين- بطبيعة الحال- إلى إعادة تقديم الأعمال العربية المختارة، كـ ألف ليلة وليلة وبعض أعمال نجيب محفوظ. ورغم أن الترجمة المصرية والعربية سبق أن قدمت عددًا من هذه الأعمال "التاريخية" (من قبيل الكوميديا الإلهية، و الأخوة كرامازوڤ والإلياذة، إلا أن هذه الأعمال المنجَزة تمثل النسبة الأقل من "الـ100 كتاب" التي توافقت عليها الثقافات المختلفة؛ فضلاً عن أنها صدرت في سياقات مبعثرة، ولم تعد جميعًا متاحةً للقارئ الراهن، ما يستدعي إعادة إصدارها ضمن السلسلة المأمولة، لتكتمل لدينا- خلال سنوات قليلة- مكتبة تضم أهم مائة عمل ثقافي في التاريخ الإنساني، بما يمثل "بنية أساسية" ثقافية، معرفية، لا غنًى عنها. صاحب الفكرة ورئيس تحرير السلسلة هو الشاعر والمترجم المصري رفعت سلام
صدر عن السلسلة حتى الآن:
1- ثيرفانتس: دون كيخوته، ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي 2- خوان رولفو: [[بيدرو بارامو، ترجمة شيرين عصمت، تقديم محمد إبراهيم مبروك. 3- فرانتس كافكا: المحاكمة + المسخ، ترجمة محمد أبو رحمة 5- هنريك إبسن: بيت الدمية، ترجمة زينب مبارك، تقديم: د. كمال الدين عيد. 6- إيتالو كالفينو: لو أن مسافرا في ليلة شتاء، ترجمة حسام إبراهيم 7- أونوريه دي بلزاك: الأب جوريو، ترجمة محمد محمد السنباطي 8- ألبير كامي: الغريب، ترجمة وتقديم عاصم عبد ربه تحت الطبع: وليام فوكنر: الصخب والعنف، ترجمة محمد يونس

مرجع

المائة كتاب في جودريدز