المجلس المغربي للشؤون الخارجية هيئة مستقلة وغير ربحية، تكتسب أهميتها من الدور الحيوي والإستراتيجي للسياسة الخارجية في المحافظة على وجود المغرب، وصيانة سيادتها، وتوطيد استمرارها، وكذلك من ضرورة تطوير رؤيتها وسياساتها على نحو يتواكب مع المستجدات الإقليمية والدولية ومع التوجه المستقبلي .
التأسيس
تأسس المجلس المغربي للشؤون الخارجية في 30 مارس 2013 في الرباط على إثر انعقاد مؤتمره التأسيسي الذي ضم نخبة متنوعة من المهتمين بالشؤون الخارجية من استراتيجيين، ودبلوماسيين، وأكاديميين، وباحثين، وسياسيين، وإعلاميين ورجال أعمال، وطلبة، وفعاليات من المجتمع المدني، ومن مغاربة العالم. تمخض المؤتمر على انتخاب مجلس إدارة يتكون من ثلاث وعشرين عضوا. عين مجلس الإدارة مكتبا تنفيذيا يتكون من اثنا عشر عضو. باشر المكتب التنفيذي نشاطه بإنشاء مجموعة من الهياكل المساعدة.
رسالة المجلس
تتمثل رسالة المجلس المغربي للشؤون الخارجية في العمل على تحويل القوة الكامنة في المجتمع إلى عناصر قوة في بوتقة ديناميكية المغرب يمارسها في مجال علاقاته الخارجية وتفاعلاتها على الصعيد الإقليمي والدولي. لذلك، يرمي المجلس أساساً إلى إتاحة مجال يستطيع فيه المجتمع المدني المغربي القيام بدور المشورة لصانع القرار السياسي، ويساعد على إيجاد أداة قادرة على إنتاج الأفكار والحلول في المحافل الإقليمية والدولية تمكن المغرب من أداء دور فعال يتناغم مع عمقه الإستراتيجي، ويجعل منه ساحة تفاعل وجذب، ويكسبه القدرة على التأثير وعلى النفوذ إلى المجالات الجغرافية المختلفة.
يعتبر تأسيس المجلس مطلبا ضروريا لسد فراغ استراتيجي في المنظومة السياسية الوطنية وللمساهمة في بناء رؤية إستراتيجية جديدة تخص الحدث المغربي بعمقه وأبعاده وتوجهاته واتجاهاته، وتعنى ببحث ومناقشة ودراسة القضايا الخارجية ذات الصلة -المباشرة وغير المباشرة- بالمصالح الوطنية المغربية، والإسهام في تعميق التفاعل الواسع المدى بين المغرب ومحيطه الإقليمي والدولي. يستهدف المجلس المساهمة بالفكر والعمل في بناء مغرب متناغم وقوي، جذاب ومؤثر، يتبوأ موقعا مركزيا في مجري الديناميكية الدولية، من خلال بناء وتوطيد علاقات عضوية ومتفاعلة بين مختلف الفاعلين والفعاليات في مجال الشؤون الخارجية للمغرب. كما يستهدف العمل على تطوير قدراتهم على الاستجابة السريعة والصحيحة من أجل مواكبة المتغيرات الدولية والمساعدة على إنجاز التحولات بنجاح.
وتحقيقاً لهذه الغايات يعمل المجلس على:
- خدمة المصالح الحيوية والإستراتيجية للمغرب من خلال تعبئة كل الطاقات، وتجنيد كل الأدوات، وتحقيق الفهم الموضوعي والمأمول لتوجه المغرب نحو العالم، ومن ثم المساهمة في بلورة وتقديم فهم صحيح وواقعي لكافة القضايا الخارجية، للرأي العام المغربي ولصناع القرار، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي؛
- القيام بدراسات للأوضاع الإقليمية والدولية، ومتابعة القضايا المستجدة، وإثراء وتعميق النقاش العام في المغرب حولها، وتبيان علاقتها بالمصالح الوطنية المغربية تأثيرا وتأثرا؛
- تنظيم نقاش بناء حول مقومات ومكامن القوة لدى المغرب في مجال الشؤون الخارجية وتوظيف مصادرها وتطوير استخداماتها في علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية وغيرها؛
- إثراء البحث والإنتاج المعرفي والتحليلي في الإستراتيجيات الدولية من خلال اعتماد منهج تفاعلي للتوصل إلى رؤية موضوعية واضحة في شأنها لتحقيق بناء استراتيجي وتشكيل النظرية الإستراتيجية المغربية؛
- صناعة الأفكار والأهداف والوسائل التي تخص الشؤون الخارجية، والقيام بالتحليلات الإستراتيجية، وتقديم التفسيرات المناسبة، وطرح البدائل اللازمة لتغذية صنع السياسة الخارجية المغربية؛
- دعم وتعزيز ممارسة المغرب لدور إقليمي متميز من خلال توظيف القدرات لأقصى درجة ممكنة، والقدرة على التأثير في التفاعلات الإقليمية بما يخدم مصالح المغرب؛
- العمل على تحقيق التناغم في السياسة الخارجية المغربية من خلال حشد وتعبئة المغاربة حول ثوابت وطنية تستند إلى العمق الإستراتيجي للمغرب، وتستجيب لتطلعات المغاربة في الداخل والخارج؛
- توفير منتدى للتفاعل تعبر من خلاله كافة الاتجاهات السياسية والفكرية في المغرب عن رؤاها وآرائها في القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في دعم وترشيد السياسة الخارجية والدبلوماسية المغربية، وبما يحقق أرضية للتفاعل الوطنى حول خطوطها الأساسية؛
- نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهم القضايا الدولية التي تهم المغرب. وذلك عن طريق تنظيم لقاءات تواصلية، وكتابة مقالات ودراسات وإصدارات، ومن خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومتعددة الوسائط لخبراء المجلس؛
- إقامة جسور اتصال وعلاقات تبادلية مع المجالس والهيئات المماثلة والمؤسسات المهتمة بالسياسة الخارجية في العالم، وتنظيم لقاءات معها للحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك؛
- المساهمة في المعالجة المباشرة لقضايا دولية من خلال انتقال المجلس إلى مواقعها إن اقتضى الامر؛
- مساعدة متخذي القرار على اختيار الخبراء الأكفاء علميا وعمليا لتطبيق السياسة الخارجية؛
- المساهمة في تكوين وإعداد أجيال جديدة من المختصين في الشؤون الخارجية قادرة على التعامل الواعي مع المستجدات الخارجية المتسارعة؛
- المساعدة في تطوير سياسة أمن قومي متماسكة ومتناسقة، والاستعداد لتقديم الرأي والمشورة لصانع القرار السياسي في شكل أبحاث ودراسات وأوراش عمل ومحاضرات، والإدلاء بشهادات أمام لجان أو هيئات وطنية ترى حاجة إلى ذلك؛
- دعم الاتجاه إلى الربط بين السياسة الخارجية ومقتضيات دعم الاقتصاد المغربي، خصوصا فيما يتعلق بعمليات البحث عن أسواق التجارة والعمالة وجذب الاستثمارات؛
- المساهمة في تفعيل دور مغاربة العالم وتحقيق انخراطهم في دينامكية السياسة الخارجية؛
- عقد المؤتمرات، وتنظيم الندوات والحلقات الدراسية لمناقشة قضايا السياسة الخارجية، وتشجيع البحاثة والخبراء من أعضاء المجلس على إلقاء المحاضرات في الجامعات والأندية الفكرية ومراكز البحث العلمي؛
- إصدار مجلة مختصة في الشؤون الخارجية والقضايا الدولية، باللغة العربية ولغات أجنبية، تعبر بالأساس عن النبض المغربي، وتفسح المجال لكتاب ذوي انتماءات متعددة لعرض رؤاهم ووجهات نظرهم في أهم القضايا وأكبر المشاكل الإقليمية والدولية ؛
- إنشاء الصفحات والمواقع على شبكة الانترنت والشبكات الاجتماعية.
تحقيقا لذلك، يعمل المجلس على بناء شراكة إستراتجية بينه وبين مختلف الفاعلين في المجتمع والدولة ويضع الآليات المناسبة لانجاز الأهداف المتوخاة. ومن جانب أخر، يعمل المجلس على تنظيم شبكة من الفعاليات والفاعلين في المنطقة وفي العالم تؤسس فعلا لنموذج جديد من التفاعل والتكامل والاندماج الاستراتيجي على أساس منهجية عمل القرب. المجلس المغربي للشؤون الخارجية، منظمة مستقلة، أعضاؤها من سائر الأطياف نذروا أنفسهم لخدمة المصالح الحيوية والإستراتيجية للمغرب، من خلال تعبئة كل الطاقات، وتجنيد كل الأدوات، وتحقيق الفهم الموضوعي والمأمول لتوجه المغرب نحو العالم، ومن ثم المساهمة في بلورة وتقديم فهم صحيح وواقعي لكافة القضايا الخارجية، للرأي العام المغربي ولصناع القرار، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.