الاتجاه الرياضي: يرى أصحاب هذا الاتجاه ومن أشهرهم فيثاغورس
الحسية لا تقدم إلا صورة مشوهة عن الوجود، وانه لا يمكن فهم حقيقة الوجود بما في ذلك حياة
الإنسان ووجوده إلا من خلال القوانين والتعميمات الرياضية التي لا تتسنى للحواس بل يتم إدراكها عن
سبق الحديث) عنه هذا التوجة،) Hippocrates طريق العقل (المذهب العقلي). ويدعم هيبوقراط
ولذا فان هناك من يعده رياضيا من جهة وعقليا من جهة أخرى.(ينتمي الرياضيون إلى الاتجاه
العقلي).
4. السوفسطائيون: ارتبط مفهوم السفسطة بالمجادلة وقلب الحقائق، والحقيقة أنها لم تأخذ هذا المعنى
السلبي إلا بعد أن اهتم بعض روادها بالاشتغال بالجدل من أجل الجدل أو المال على حساب القيم. على
أية حال فانه يمكن اعتبار روادها من رواد الاتجاه الانتقائي أو فلسفة الشك والتي ظهر تأثيرها في فكر
بعض فلاسفة عصر النهضة من أمثال ديكارت وكانت. ويرى السفسطائيون انه لا يمكن قبول الأفكار
Protagoras دون اختبارها، وان أي شيء عرضة للرفض أو القبول انتقائيا. ومنهم بروتاغوراس
ومن أهم آرائهم في المجال النفسي رفض التجربة الحسية كأساس Gorgias وتلميذه جورجياس
للمعرفة المطلقة اليقينية وقبولها كأساس للمعرفة الفردية، إذ أن المعرفة الحسية ليست حقيقة مطلقة،
فما يحسه موجود بالنسبة له فقط وما لا يحسه غير موجود بالنسبة له فقط، ولهذا فهم يقررون أن
الإنسان مقياس كل شيء. وينطبق تفسيره هذا على الفعل الإنساني والقيم (الخير والشر، العدل والظلم)
فهي نسبية يفرضها الأفراد ويمكن تغييرها. (ينتمي السفسطائيون إلى الاتجاه العقلي).