المسألة المصرية (1831-1840)
لقد فتح المسألة الشرقية في مصر محمد علي باشا، إثر تفكيره بتكوين دولة عربية تقوم على أنقاض الدولة العثمانية يحكمها هو وأسرته من بعده، وكان أول ما طرح إليه محمد علي هو سوريا لأنها تكون منطقة متكاملة طبيعية مع مصر، وقد استطاع تحقيق ذلك وساعدته على ذلك ظروف هي:
- ترحيب أهل الشام به لأنه يخلصهم من الحكم العثماني.
- أنه يعمل على تكوين دولة عربية تعيد للعرب عزهم ومجدهم.
قام بالهجوم على بلاد الشام بقيادة إبنه إبراهيم باشا الذي إجتاحها وواصل انتصاراته إلى أن وصلت جيوشه إلى كوتاهية وأصبحت تهدد القسطنطينية نفسها فأصيب السلطاب بفزع كبير وتدخلت الدول الأوروبية وأضطر إلى توقيع صلح كوتاهية عام 1833، تضمن ما يلي:
- تنازل السلطان العثماني لمحمد علي عن مصر.
- تنازل السلطان العثماني لمحمد علي عن الشام.
- وعين إبنه إبراهيم باشا حاكما على إقليم أمة.
لقد أقلقت انتصارات محمد علي دول أوروبا المسيحية كما أزعجها وحدة البلاد العربية في ظل قيادة مصرية لأن ذلك يهدد مصالحها في المنطقة ويفوت عليها فرصة اقتسام أملاك الدولة العثمانية لذا رأت ضرورة إضعافها. قامت بريطانيا بحث السلطان العثماني وتحضيره لإستعادة أملاكه وخاض السلطان العثماني حربا ثانية مع إبراهيم باشا في نصيين على الفرات في 25 يونيو 1839 فانهزمت برا فيما إنظم الأسطول العثماني إلى مصر وهكذا رأت بريطانيا أن طريق الهند أصبح مهددا بالخطر، لذا سارعت دون أن تطلع فرنسا على نواياها وعقدت مع كل من بروسيا والنمسا وروسيا مرتمرا انتهى بمعاهدة لندن في 5 يوليو 1840 فأرسلت دول هذا التكتل إنذارا إلى محمد علي جاء فيه:
و عندما تباطأ محمد علي على أمل أن تصله إمدادات عسكرية من فرنسا صديقته، قامت الدول بانتزاع ولايته عكا منه، ولذلك عندا أدرك أن الأمر جدي أعلن قبوله لشروط الصلح وبهذا انتهت المسألة الشرقية في مصر وبذلك ضمنت الدول الأوروبية سلامة الدولة العثمانية وبالتالي مصالحها الاستعمارية.