المسمية أو المسمية الكبيرة هي قرية فلسطينية هجر أهلها في نكبة عام 1948. تقع جنوب فلسطين بين يافا والرملة والقدس. في مكان القرية قام الصهاينة بعد النكبة وتهجير أهلها منها باقامة مدرسة زراعية، وتقع القرية بحسب خطوط الطول ودوائر العرض (31.759918, 34.784946)، وتقع على الشرق منها قرية المسمية الصغيرة تبعد عنها حوالي 2 كم.
تقع القرية على تقاطع الطرق المؤدي إلى المجدل وإلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وتبعد عنها 41 كم، كما تبعد عن مدينة يافا بنحو 39 كم، وترتفع 75 متر عن سطح البحر، ويخترقها وادي الزريقة أحد روافد وادي صقرير. وتحيط بأراضي القرية أراضي قرى (المسمية الصغيرة) و(ياصور) و(القسطينة) و(بشيت) و(قَطْرة) و(المُخَيْزِن) و(الخيمة) من قضاء الرملة.
كانت القرية قائمة في السهل الساحلي الجنوبي، ويحدها واد من جهة الشمال. وكانت تقع عند مفترق طرق عامة تؤدي إلى مدينة المجدل في الجنوب الغربي، وإلى الرملة في الشمال الشرقي، وإلى طريق القدس- يافا العام. وقد أتى إلى ذكر المسمية الرحالة المتصوف الشامي مصطفى البكري الصديقي، الذي زار المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر([الرحلة] مذكور في الخالدي). في أواخر القرن الثامن عشر أشار الرحالة والعلامة الفرنسي فولني إلى أن المسمية تنتج كميات كبيرة من القطن المغزول. أما نعت (الكبيرة) فقد أضيف لاحقا اسم القرية لتمييزها من توأمها المسمية الصغيرة، التي أقيمت قبل قرن من الزمن تقريبا. في أواخر القرن التاسع عشر كان للمسمية الكبيرة شكل شبه وكانت قاعدة سبه المنحرف هذا مواجهة للغرب. وكانت القرية محاطة بالجنائن ومنازلها مبنية بالطوب أو الاسمنت. أما البناء الأحدث عهدا فيها، فقد امتد نحو الغرب والجنوب الغربي.
القرية
قرية من قضاء الرملة تبلغ مساحة أراضيها 20687 دونماً، منها مساحة القرية 135 دونماً و464 دونماً للطرق والوديان و229 دونماً ملكها اليهود. وقد غرس البرتقال في 1005 دونمات، جميعها للعرب وأعماق آبارها تتراوح بين 20 و50 متراً.
السكان
قدر عدد سكانها عام 1922 م (1390 نسمة) وبلغوا في عام 1931 م (1752 نسمة) بينهم 902 من الذكـور و805 من الإناث لهم 354 بيتاً وفي عام 1945 م (2520 نسمة) وفي 8/7/1948 م قدروا بنحـو (2923 نسمة) جميعهم عرب مسلمون.
أصل السكان
هناك روايات مختلفة وهي:
1. أنهم من بلدة صغيرة تُدعى (الْمَسْمِيَّة) تقع في حوران وتبعد 56 كم جنوب دمشق ونحو 37 كم عن مركز (إزْرَع). وعرفت هذه البلدة بجودة أراضيها وخصوبة تربتها، وقد بلغ عدد سكانها (3306 نسمة) (إحصاءات 1963 م). ويقال أنّ جماعة من سكانها تركوها ونزحوا إلى المسمية في فلسطين في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي وسموا بلدتهم الجديدة باسم بلدتهم القديمة، المسمية الصغيرة.
2. تذكر عائلة (مهنّا) أنهم حجازيون لهم أقارب في قضاءي طولكرم والخليل وأن أجدادهم لما نزلوا هذه القرية غلبوا حمولة (الزَّهارنة) التي كانت مسيطرة على المسمية وحلوا محلهم فيها
3. من أمراء بريده في السعودية الأمير مهنا الصالح أبا الخيل من عنزة تولى إمارة بريده عام 1280 هجري (1863 ميلادي)، قتله آل أبي عليان وكان مهنا المذكور قد تغلب على البلد واستمال أعيانها وكثر أعوانه، وكان صاحب ثروة ومال، فاتفقوا على قتله في ليلة الجمعة التاسع عشر من المحرم من سنة 1292 هجري (1875 ميلادي)، ودخلوا في بيت على طريق مهنا واختفوا فيه، فلما خرج لصلاة الجمعة خرجوا عليه من البيت وقتلوه، ثم ساروا إلى قصر مهنا الجديد المعروف، فدخلوه وتحصنوا فيه، فحاصرهم أولاد مهنا وعشيرتهم وأهل بريده في القصر وثارت الحرب بينهم وبين آل أبي عليان، فضرب آل أبي عليان علي بن محمد بن صالح أبا الخيل برصاصة فوقع ميتا، ثم ضربوا حسن بن عودة أبا الخيل برصاصة فوقع ميتا، فحفر آل أبي الخيل ومن معهم من أهل بريده حفرا تحت المقصورة التي فيها آل أبي عليان ووضعوا فيها بارودا وأشعلوا فيه النار، فثار البارود، وسقطت المقصورة بمن فيها، فمات بعضهم تحت الهدم، وبعضهم امسكوه وبعضهم فروا هربا، وتولى إمارة بريده حسن بن مهنا أبا الخيل بعد مقتل أبيه سنة 1292 هجري (1875 ميلادي)، ومن بعده تولى الإمارة ابنه صالح حسن مهنا سنة 1323 هجري (1905 ميلادي). وكانت قبيلة آل أبا الخيل لها هيبة مميزة بين القبائل العربية الأخرى ويتقلدون مناصب رفيعة في الدولة السعودية من أهمها حديثا منصب وزير المالية الذي يتقلده الوزير عبد الله أبا الخيل كما أن حفيدة مهنا الصالح أبا الخيل وهي نورة آل مهنا أبا الخيل فهي تكون حرم الملك عبد الله بن عبد العزيز.
4. يعود بعض السكان بأصله إلى (عنجرة) في شرقي الأردن.
5. (الياغي)عائلة تعود لال سيف من بطون قبيلة شمر وقد هاجروا في ايام الدولة العثمانية وقد كانوا يسكنون مدينة حائل وبسبب الحرب بين آل سعود وابن رشيد خرجوا إلى الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وهم الآن من أكبر القبائل في دول الشام ولهم مراكز سياسية ولهم تجارات وعقارات وخاصة المتواجدون في الأردن وفلسطين يحملون الشهادات العالمية ومنهم الآن أحد خبراء الكيمياءالتسعة على العالم ويعيش في أمريكا ومنهم أيضا الدكتور عبد الرحمن ياغي عميد كلية التربية بالجامعة الأردنية والدكتور إسماعيل ياغي عضو هيئة التدريس بجامعة الامام
6.عائلة السيد ومسلم من أصل مصري يعود لعائلة الجرجاري.
أسماء عائلات من القرية
مهنا، ياغي، ، شعلق، دياب، أبو حية، زيدان، الرملي، عوض الله، أبو زعنونة، السيد، البغدادي، الحانوتي، كراز، النجار، صباح سحول، مطر، الحوراني، حجازي، أبو زايد، أبو حجر، أبو دية، أبو لاشين، العالم، ثابت، سيف، أبو صرار، خشان، الهرباوي، سعد، مسعد، شعلق، البهبهاني، أبوالعطا، الخطيب، أبونعمة . هدهود، أبو منصور، أبو رزق، الصوراني، الرابي، سعيفان، مسلم، الشوربجي، نجم، هليل، معيقل. آل خشان تفرعت هذه العائلة إلى كراز، حجازي، مطر، أبو زعنونة، عائلة أبو فايد، طبي، عبد العال
التعليم
في القرية جامعان، ومدرستان مدرسة للبنين والثانية للبنات. أما مدرسة البنين فقد تأسست عام 1922 ثم أخذت تتقدم بسرعة حتى أضحت ابتدائية كاملة. بلغ عدد طلابها (307) طلاب يوزعون على سبعة صفوف يعلمهم 8 معلمين تدفع القرية عمالة واحد منهم. وأُنشئت مدرسة للبنات في عام 1944 م بلغ عدد طالباتها 39 طالبة تعلمهن معلمة واحدة، على حساب الحكومة. هذا وفي المسمية 350 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
الفنون الشعبية
هناك فن شعبي نبالي متفرد تقريبا، وهو “الصحجة” النبالية، حتى أصبحت علما على قرية بيت نبالا، يشارك فيها أهالي قرية الْمَسْمِيَّة في جنوب فلسطين، كما تشتهر بالدبكة بأنواعها، وسهرات الأعراس التي قد تمتد إلى الفجر بضعة أيام متتالية، وحسب مقدرة صاحب العرس، حيث يُنصب موقد النار، ويوضع فوقه "دست" الشاي الذي يتسع لحوالي جرة أو جرتين من الماء، ويصطف الرجال صفين متقابلين لأداء “الصحجة” والدبكة والغناء.
المناخ
بلغت كمية الأمطار التي تساقطت في سنتي (1937/1936) و(1938/1937) في المسمية، كما سجله مقياس مطر مدرستها 416,9 مم و524,2 مم على التوالي. وفي المسمية الكثير من الطيور الداجنة فيستفيدون من بيعها، وكان سوقها الأسبوعي يوم الخميس.
الهجرة من القرية
سقطت المسمية الكبيرة خلال عملية أن- فار (التي سقط في عده قرى مثل بعلين، تل الصافي، بركوسيا، وجسير). وقد أشارت صحيفة (نيورك تايمز) إلى أن القرية كانت محتلة في 11 تموز\ يوليو 1948, وهذا ما عوق محاولة مصرية للاختراق في اتجاه اللطرون من ناحية المجدل. غير أن (تاريخ حرب الاستقلال) يذكر أنها كانت إحدى القرى التي احتلت خلال(عدة عمليات تطهير في مؤخرة اللواء (لواء غفعاتي)، لإزالة التهديد والخطر المائل في وجود تجمعات سكنية عربية في مؤخرة الجبهة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 (2923 نسمة)، وكان ذلك في 8 يوليو 1948 م. وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 (17952 نسمة).
المستعمرات
في عام 1949 م أقام اليهود مستعمرات على أراضي المسمية وهي:
1- مستعمرة (بني رعيم - Beney R’eym) كان بها في نهاية عام 1950 م (295) يهودياً.
2- مستعمرة (نتيفا ـ Ntiva) كان بها في نهاية عام 1950 م (71) يهودياً.
3- مستعمرة المسمية أ (Masmiya A) كان بها 427 يهودياً في نهاية عام 1950 م.
4- مستعمرة المسمية ب (Masmiya B) كان بها 306 من اليهود في نهاية عام 1950 م.
5- مستعمرة (مشمية شالوم) أقامها اليهود في عام 1958 م.
6- مستعمرة (الشاوة) أقامها اليهود في عام 1976 م.
7- مستعمرة (شووات بيروريم).
القرية اليوم
ما زالت المدرستان وعدة منازل من القرية قائمة. أما مدرسة البنات فمهجورة بينما تحولت مدرسة البنين إلى منشأة للجيش الإسرائيلي. بعض المنازل التي بقيت آهل، وبعضها الأخر حول إلى مستودعات. وثمة منزل تحول إلى محل لبيع العصير (أنظر الصورتين)، وهذه المنازل جميعها مبنية بالأسمنت ولها خصائص معمارية بسيطة، أي سقوف مسطحة وأبواب ونوافذ مستطيلة. وثمة شجرة نخيل تنمو في فناء منزل كان لفلسطيني يدعى توفيق الرابي. وهناك محطة وقود إسرائيلية حيث كانت محطة القرية (التي كانت لحسن عبد العزيز ونمر مهنا). أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.
خربة السلُّوجَة
تقع بعض الخرب في جوار المسمية إلاّ أنّ أهمها الخربة المعروفة باسم (خربة السلُّوجَة)، وتحتوي على (أساسات من الدبش وصهاريج وخزانات متهدمة وفسيفساء وشقف فخار على سطح الأرض) (الوقائع الفلسطينية 1557 م). وتقع هذه الخربة على الطريق العام الموصل إلى الرملة ويافا وعلى نحو 3 كم للشمال الغربي من المسمية الكبيرة.
و(سَلُّوجة) تحريف (سَنَاجِيـَة) التي ذكرها يافوت في معجم البلدان بقوله: (بوزنَ كراهِيَة وَرَفاهِية) قرية بقرب عسقلان وقيل هي من قضاء الرملة. وهي قرية أبي قِرَصافة صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وأبو قرصافة هو الصحابي (جندرة بن حبشية… وقيل اسمه قيس بن سهل) والرأي المعول عليه ان القبر المعروف باسم قبر أبي هريرة، في قرية (يبنا) المجاورة، هو قبر أبو قرصافة، كما ذكر ذلك السائح الهروي المتوفي عام 611 ه في سياحته والعلامة بدر الدين العيني المتوفي سنة 855 ه في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
وقد روى بعض المحدّثين (سِنَّاجِيَة) بكسر أوله وتشديد ثانية وتخفيف الياء. ينسب إليها، أبو إبراهيم روح بن يزيد السناجي من رجال القرن الثالث الهجري… وأبو زيّان طيّب بن زيّان القاسطي السناجي العسقلاني.
المراجع
- فلسطين في الذاكرة - المسمية
- كتاب " كي لا ننسى " وليد الخالدي