الرئيسيةعريقبحث

المشاعر المعادية للهندوسية


☰ جدول المحتويات


المشاعر المعادية للهندوسية، والمعروفة أيضًا باسم الهندوفوبيا أو معاداة الهندوسية، هي تصور سلبيّ أو شعور أو اضطهاد للممارسة الهندوسية وممارسيها.

المشاعر المعادية للهندوسية

بدأ أفراد من الجالية الهندية في الاحتجاج بأن الباحثين الغربيين «يشوهون دينهم ويثبِّتون الصور النمطية السلبية»، وأن هذا قد بدأ بنظام التعليم الماكاولايزي في الهند. تاريخيًا، صدّر العديد من كارهي الهندوسية مثل هذه الصور النمطية خلال عهد الراج البريطاني في جنوب آسيا كوسيلة لتضخيم الانقسامات الطائفية في المجتمع الهندي، كجزء من استراتيجية فرِّق تسُد التي استخدمها البريطانيون.[1]

يُنظر غالبًا إلى النظام الطبقي في الهند، وهو نظام طبقي اجتماعي في جنوب آسيا تعرض لانتقادات بسبب مشاكله التمييزية، على أنه قضية هندوسية فريدة من نوعها وليس قضية ثقافية. هذه صورة نمطية شائعة، إذ أن بعض أتباع الديانات الأخرى مثل الإسلام والسيخية والمسيحية حافظوا على ممارسة الفصل الطبقي في الهند (للتفاصيل، راجع النظام الطبقي بين مسلمي جنوب آسيا).[2][3][4]

يشوه المبشرون المسيحيون سمعة ملامح مختارة من الممارسة الهندوسية - وأبرزها الوثنية، والستي، وزواج الأطفال (انتقد المسلمون أيضًا الممارستيّن الأولى والثانية).[5]

وفقًا للناشط في الحوار بين الأديان بّي إن بنجامين، فإن بعض المسيحيين الإنجيليين يُشوهون سمعة الآلهة الهندوسية ويشهّرون بالطقوس الهندوسية باعتبارها بربرية، وقد تسببت هذه المواقف في توترات بين المجتمعات الدينية.[6][7]

أتُهِمَ أكبر الدين عويسي، زعيم حزب مجلس اتحاد المسلمين في عموم الهند ومقره في حيدر أباد عدة مرات بتهمة استعمال خطابات الكراهية التي تشوه سمعة الآلهة الهندوسية وتحرض على العنف ضد الهندوس. سخر عويسي من ممارسة حرق الجثث الهندوسية بقوله «عندما تموتون (الهندوس)، تصبحون هواءً بعد الاحتراق وتضلوا».[8] استخدم عويسي ألفاظًا ازدرائية في تحدُثه عن الأماكن التراثية في الهند بما في ذلك كهوف أيوديا وكهوف أجانتا ومغارات إلورا.[8][9][10]

اعتذر واعظ مسلم عن إهانته للهندوسية عام 2014، بعد ضجة.[11]

يعتبر المسلمون الهندوس كفارًا ويعتبرهم المسيحيون وثنيين.[12][13][14]

الحالات التاريخية للسياسات المعادية للهندوسية

تحت الحكام المسلمين في الهند

في عهد السلطان محمد تغلق، كتب رجل الدين المسلم ضياء الدين برني العديد من الأعمال، مثل فتوى جهان داري، والتي منحته سمعة بصفته «بطلًا متعصبًا للإسلام» وكتب أنه يجب أن يكون هناك «نضال شامل ضد الهندوسية»، داعيًا إلى التدين النضالي والمتزمت. وقد طور نظام النخبوية الدينية لهذا الغرض.[15]

كتب المؤرخ سي. هايفادانا راو عن السلطان تيبو في عمله الموسوعيّ حول تاريخ مايسور. وأكد أن «تعصب تيبو الديني وتجاوزاته المرتكبة باسم الدين، سواء في مايسور أو في المقاطعات، تستحق الشجب طوال الوقت. إن تعصبه، في الواقع، كان عظيمًا لدرجة أنه استبعد كل أفكار التسامح». ويؤكد كذلك أن أعمال السلطان تيبو التي كانت بناءة تجاه الهندوس كانت إلى حد كبير سياسية وتفاخرية أكثر من كونها مؤشرًا على التسامح الحقيقي.[15]

كما أنه تراسل مع شرينجاري شانكاراشاريا- معربًا عن حزنه واستيائه إزاء غارة قام بها فرسان بنداري (المرتزقة)، وأدت إلى مقتل الكثيرين ونهب ممتلكات الدير القيمة، ورعى معبد ميلكوتا (الذي يحتوي على أوعية ذهبية وفضية مع نقوش تشير إلى أنها قُدمت من قبل السلطان)، وأصدر من أجله مرسوم الكانادا بضرورة تلاوة آيات سري فيشنافا (المذهب الهندوسي) هناك بالصيغة التقليدية. كما قدم السلطان تيبو أربعة أكواب فضية إلى معبد لاكشميكانتا في كالالي وربما قدم إلى معبد رانجاناثا في سريانجاباتانا سبعة أكواب فضية وموقد كافور فضي. يمتلك دير شرينجاري شارادا بيثام في خزانته نحو 24 رسالة كتبها السلطان الذي أرسل أيضًا محفّات (بالانكواين) فضية وزوجًا من المنشّات (عصا وبها بعض الشعر للتلويح بها وإبعاد الذباب) المصنوعة من الفضة إلى معبد سارادا.[16]

أرسل السلطان تيبو رسالة في 19 يناير 1790 إلى حاكم بيكال، بدروزّومان خان. تقول:

ألم تعلم أنني قد حققت نصرًا كبيرًا مؤخرًا في مالابار، وقد تحول أكثر من أربعمئة ألف من الهندوس إلى الإسلام؟ أنا عاقد العزم على المسير إلى اللعين راما فارما (راجا ترافنكور) في وقت قريب جدًا. وبما أنني أشعر بسعادة غامرة من احتمال تحويله ورعاياه إلى الإسلام، فقد تخليت عن فكرة العودة إلى سريانجاباتان الآن.[17]

رغم انتقاد المؤرخين الهنود لمواقف الحاكم المسلم السلطان تيبو كونها معادية للهندوس، إلا أن المؤرخين اليساريين يلاحظون أنه كان لديه موقف مساوٍ تجاه الهندوس وكان قاسيًا تجاههم فقط عندما يكون ذلك ملائمًا سياسيًا.[18]

يدفع عرفان حبيب ومهيبول حسن بأن هؤلاء المؤلفين البريطانيين الأوائل كان لهم مصلحة قوية في تقديم السلطان تيبو كطاغية قام البريطانيون «بتحرير» مايسور منه. تردد بريتلبانك هذا التقييم في عملها الأخير.[19]

أثناء الراج البريطاني

أثناء الحكم البريطاني لشبه القارة الهندية، نشر العديد من المبشرين المسيحيين الإنجيليين الدعاية المعادية للهندوس كوسيلة لتحويل الهندوس إلى المسيحية. وتشمل الأمثلة المبشرين مثل آبي جي إيه. دوبوا، الذي كتب «بمجرد انتهاء واجبات معبد الدفداسيين، يفتحون غرفهم سيئة السمعة (المليئة بالقاصرات؟)، ويقومون في كثير من الأحيان بتحويل المعبد نفسه إلى ماخور. لم توجد أبدًا ديانة أكثر خزيًا أو أكثر فُحشًا بين شعب متحضر».[20]

في كتاب تشارلز غرانت ذو التأثير الكبير «ملاحظات حول ... الرعايا الآسيويين لبريطانيا العظمى» (1796)،[21] انتقد غرانت المستشرقين لكونهم يحترمون الثقافة والدين الهنديين للغاية. حاول عمله تحديد «مكان الهندوس الحقيقي على المقياس الأخلاقي»، وادعى أن الهندوس هم «شعب فاسد للغاية».

محاكم التفتيش في غوا

كانت محاكم التفتيش في غوا مؤسسة برتغالية تعود إلى الحقبة الاستعمارية أنشأها الكرسي الرسولي الكاثوليكي الروماني في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر لوقف ومعاقبة البدع المنافية للتعاليم المسيحية في جنوب آسيا. اضطهدت المؤسسة الهندوس من خلال الحكم الاستعماري البرتغالي ورجال الدين اليسوعيين في الهند البرتغالية. وقد أُسِست عام 1560، ومُنِعت لفترة وجيزة من 1774 حتى 1778، ثم واصلت بعد ذلك إلى أن ألغيت في النهاية عام 1820. عاقبت محاكم التفتيش أولئك الذين تحولوا إلى الكاثوليكية، لكن اشتبه رجال الدين اليسوعيين في ممارستهم لديانتهم السابقة سرًا. في الغالب، اتُهِم المضطهدون بممارسة الهندوسية السرية.[22][23][24]

المراجع

  1. Braverman, Amy M. (2006). "The interpretation of gods". University of Chicago Magazine. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 200701 أبريل 2007. '
  2. correspondent, Soutik Biswas Delhi. "Why are many Indian Muslims seen as untouchable?". BBC News. مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 201917 مايو 2016.
  3. Cohen, Stephen P. (2001). India: Emerging Power. Brookings Institution Press. صفحة 21.  . مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2020.
  4. Chaudhary (2013), p. 149
  5. The Editors of Encyclopædia Britannica. "Hinduism". Encyclopædia Britannica. The Encyclopædia Britannica. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201926 يونيو 2017.
  6. "The Hindu : Who's afraid of dialogue?". www.thehindu.com. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 202002 يونيو 2017.
  7. Bauman, Chad M. (2015-02-02). Pentecostals, Proselytization, and Anti-Christian Violence in Contemporary India (باللغة الإنجليزية). Oxford University Press. صفحة 125.  . مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2020.
  8. S, Kiran Kumar (4 January 2013). "Owaisi clan's provocative speeches". Niti Central. مؤرشف من الأصل في 06 يناير 201304 يناير 2013.
  9. Singh, Tavleen (10 January 2013). "Let's talk to Owaisi, not jail him!". Afternoon Despatch & Courier. Mumbai, Maharashtra, India. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 201810 مارس 2013.
  10. Singh, Tavleen (13 January 2013). "नफरत के सौदागर" [Merchants of Hate]". Jansatta (in Hindi). Mumbai, Maharashtra, India. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 201811 مارس 2013.
  11. http://www.deccanherald.com/content/422879/muslim-preacher-apologises-insulting-hinduism.html "Muslim preacher apologises for insulting Hinduism". Deccan Herald (باللغة الإنجليزية). 31 July 2014. مؤرشف من http://www.deccanherald.com/content/422879/muslim-preacher-apologises-insulting-hinduism.html الأصل في 04 مارس 202020 يونيو 2017.
  12. Shaykh Muhammad Saalih al-Munajjid. "Islam Question and Answer". مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 201811 يونيو 2015.
  13. Engineer, Ashghar Ali (13–19 February 1999). "Hindu-Muslim Problem: An Approach". Economic and Political Weekly. 37 (7): 397. doi:10.2307/4407649. JSTOR 4407649.
  14. Elliot and Dowson, Tarikh-i Mubarak-Shahi, The History of India, as Told by Its Own Historians – The Muhammadan Period, Vol 4, Trubner London, p. 273 نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  15. Verma, V.P, Ancient and Medieval Indian Political Thought, Lakshmi Narasan Aggarwal Educational Publications, Agra 1986 pp. 218–220
  16. [1] - تصفح: نسخة محفوظة 13 August 2009 على موقع واي باك مشين.
  17. Irfan Habib "War and Peace. Tippu Sultan's Account of the last Phase of the Second War with the English, 1783-4" State and Diplomacy Under Tipu Sultan (Delhi) 2001 p. 5; Mohibbul Hasan writes "The reasons why Tipu was reviled are not far to seek. Englishmen were prejudiced against him because they regarded him as their most formidable rival and an inveterate enemy, and because, unlike other Indian rulers, he refused to become a tributary of the English Company. Many of the atrocities of which he has been accused were allegedly fabricated either by persons embittered and angry on account of the defeats which they had sustained at his hands, or by the prisoners of war who had suffered punishments which they thought they did not deserve. He was also misrepresented by those who were anxious to justify the wars of aggression which the Company's Government had waged against him. Moreover, his achievements were belittled and his character blackened in order that the people of Mysore might forget him and rally round the Raja, thus helping in the consolidation of the new regime" The History of Tipu Sultan (Delhi) 1971 p. 368
  18. Kate Brittlebank Tipu Sultan's Search for Legitimacy: Islam and Kingship in a Hindu domain (Delhi: Oxford University Press) 1997
  19. Brittlebank Tipu Sultan's search for legitimacy pp. 10–12. On p. 2 she writes "it is perhaps ironic that the aggressive Hinduism of some members of the Indian Community in the 1990s should draw upon an image of Tipu which, as we shall see, was initially constructed by the Subcontinent's colonizers."
  20. Hinduism Today | Sep 1993 - تصفح: نسخة محفوظة 29 September 2007 على موقع واي باك مشين.
  21. Grant, Charles. (1796) Observations on the state of society among the Asiatic subjects of Great Britain, particularly with respect to morals; and on the means of improving it, written chiefly in the year 1792.
  22. Salomon, H. P 2001 pp. 345–7
  23. Hannah Chapelle Wojciehowski (2011). Group Identity in the Renaissance World. Cambridge University Press. صفحات 215–216 with footnotes 98–100.  . مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2020.
  24. Gustav Henningsen; Marisa Rey-Henningsen (1979). Inquisition and Interdisciplinary History. Dansk folkemindesamling. صفحة 125. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019.

موسوعات ذات صلة :