الرئيسيةعريقبحث

المضاعفات التي تحدث بعد العمليات الجراحية


أبرز المضاعفات التي قد تحدث خلال العمل الجراحي أو حتى بعده؟ وهل من «أخطاء طبية» أم أنها مجرّد مضاعفات خارجة عن إرادة الجميع؟ صحيح أنّ العمل الجراحي لا يخلو من الأخطار، وأنّ الطبّ لم يتوصّل بعد إلى جعل احتمال المضاعفات ينخفض إلى الصفر، لكن مع التقدّم الحاصل، يُقال أنّ نسبة مضاعفات الجراحات باتت أقلّ من نسبة حوادث السير. من هذا المنطلق، يتّبع الأطباء منهجاً واضحاً يقتضي التحضير المسبق والكامل للعملية الجراحية مهما كان نوعها. إذ يشدّد الاختصاصيون على وجوب إجراء كل فحوص الدم المخبرية قبل العملية، وزيارة طبيب البنج قبل أربع وعشرين ساعة على الأقلّ من موعد الجراحة، وإبلاغ الطاقم الطبي بالتاريخ الصحيّ الكامل وبالحساسية تجاه الأدوية. كما يجب تناول كل الأدوية المطلوبة قبل الخضوع لمبضع الجرّاح، تجنباً للمضاعفات. ويتمّ التشديد على أنّ التوجّهات الحالية في نظام الاعتماد الإستشفائي Accréditation تعتمد أولاً على سلامة المريض. مشاكل أثناء الجراحة إنّ «ما قد يسوء في غرفة العمليات ويؤدّي إلى مضاعفات هي أولاً مشاكل من جرّاء البنج. إذ من الممكن أن يعاني المرء حساسية تجاه البنج من غير ان يدري، خاصة إذا كان يخضع للجراحة للمرّة الأولى. وهذا الأمر قد يتعقّد إلى درجة حدوث تشنّج في قصبات الهواء، مما يمنع حتى فرصة إعطاء التنفس الصناعي لإسعاف المريض. وهذا الأمر قد يودي بحياته. إلاّ أن مشاكل البنج تضاءلت إلى حدّ الزوال تقريباً، بفضل التطوّر الحاصل والتشديد والتمرّس». أمّا من حيث المبدأ، فلكلّ جراحة مضاعفات خاصة بها حسب نوعيّتها ومدى خطورتها. إحدى المشكلات هي احتمال حصول نزف طارئ أثناء الجراحات الكبيرة، تزداد خطورته إذا لم يتمّ تأمين دم بديل. لذلك، لا بدّ من تأمين دم قبيل العملية عند طلب الجرّاح للتحضّر لكل الاحتمالات». ويمكن أن تتأثر أعضاء مهمّة بالعملية، إذ تكون مجاورة للعضو الذي يتمّ العمل عليه. ويرى سليلاتي أنه «من المهمّ الانتباه أثناء جراحة الغدّة الدرقية مثلاً منعاً لإصابة عصب وتر الصوت الذي يسبّب التغير في الصوت». من جهة أخرى، قد تحدث مشكلة في المعدّات أو الأدوات المستعملة في الجراحة، كأن تشكو من عيب أو لا يناسب الجسم. أمّا الالتهابات أثناء العمل الجراحي فشبه نادرة لأنها قد تحدث عموماً بعد العملية وليس خلالها.

مضاعفات بعد الجراحة بعد انتهاء العمل الجراحي، قد يظنّ البعض أن الخطر زال 100% وأنه لا جدوى من توخّي الحذر لأنّ الإجراء الطبي قد اكتمل على خير ما يُرام. لكن لا بدّ من التنويه ببعض المشاكل والمضاعفات التي قد تحدث حتى بعد انتهاء الجراحة. انة من الممكن حصول قصور في التنفّس بعد العملية أو التهابات في الرئتين مثلاً، وهي كلّها مضاعفات ومشاكل عامة قد تصيب أي شخص. أمّا المشاكل الأخرى، فقد تكون التهاب الجرح بحدّ ذاته. وقد يكون بسيطاً ويزول من تلقاء نفسه، أو أشدّ خطورة ويقتضي بإعادة فتح الجرح للعلاج. ومن الممكن حدوث نزف بعد الجراحة لمدة يومين إلى أربعة أيام ريثما يزول هذا الاحتمال. وقد تحدث التهابات داخل مكان العملية وأكثر شيوعاً في منطقة البطن، إذ تكون القطب غير دقيقة أو تكون ظروف الجراحة صعبة أو حالة طوارئ». وإذا لم تكن القطب سليمة وصحية، قد تحدث التهابات بعد خمسة أو ستة أيام تؤدي إلى Septic Shock وبالتالي تسبّب الموت في بعض الحالات المتقدّمة أو المهملة أو عند المرضى ذوي المناعة المتدنية بسبب أمراض مزمنة أو علاجات دوائية.

أخطاء طبيّة! لا بدّ من التفرقة ما بين المضاعفات الطبية والمشاكل التي هي فوق قدرة تحكّم الجرّاح والطاقم الطبي والتي لا يمكن توقّعها أحياناً أو الوقاية منها، وما بين الأخطاء الطبية الواضحة نتيجة الجهل أو الإهمال أو قلّة النظافة. أنّ الخطأ الطبي الأوّل هو قيام الجرّاح بعملية ليس مخوّلاً إجراءها أو لا يتقنها أو يُجريها للمرّة الأولى دون إرشاد. كما من الممكن حدوث خطأ ألا وهو نسيان شاشة أو أداة معيّنة داخل بطن المريض. لكن الأهمّ هو حدوث مشكلة مهمّة طبية واختيار الجرّاح عدم إخبار الأهل والمريض بالموضوع. وهنا تكون مخالفة بالخطّ الحمر العريض، إذ إنّ الخطأ ليس طبياً فحسب، بل هو خطأ أخلاقي وإنساني بحت!». إذا تمّ نسيان قطعة شاش أو أداة داخل جسم المريض، قد تحدث التهابات أو قيح وترتفع الحرارة من دون سبب واضح. كما قد تؤدي بعض الأدوات الحادّة إلى أذية الأمعاء أو الكبد وغيرها من الأعضاء الحساسة. لذلك لا بدّ من توخّي الحذر. لكن ما يُطمئن هو تمرّس الطاقم الطبّيّ والإجراءات الوقائية التي تتخذ قبل العملية وأثناءها وحتى بعدها.

موسوعات ذات صلة :