الرئيسيةعريقبحث

المورفيم


☰ جدول المحتويات


المورفيم
قضية اللغة ونشأتها من القضايا التي لم يجزم فيها إلى الآن ؛ فمن القول بأنها وحي، إلى أنها صدفة أو موضع اتفاق أو تطور وفقا لحاجات البشر.

علم اللغة

يعد من المسلمات أن كل اللغات - بدون استثناء - تتكون أساسا من أصوات لغوية وأن هذه الأصوات - في معظم اللغات - تتجمع في شكل كلمات ( في بعض اللغات من الصعب التفريق بين الكلمة والمجموعة الكلامية أو الجملة ) ، فإنه من النادر جدا أن تجد الكلمات منفصلة في الاستعمال اللغوي.
فمن ناحية تتجمع الكلمات عادة في شكل مجموعات، وحينئذ فطريقة تنظيم هذه الكلمات تصبح مهمة، وربما متحكمة في المعنى كله مثل ( ضرب موسى عيسى، وضرب عيسى موسى ) يختلف معناهما إلى حد كبير على الرغم من اتحاد الكلمات الثلاثة المستعملة. ومن ناحية أخرى غالبًا ما تتعرض الكلمات نفسها لتغيرات معينة في الصيغة تؤدي إلى تغير في المعنى ( أرى الكلب - رأيت الكلب ) .

فالتغيرات الحادثة هنا داخل الكلمات نفسها تشكل موضوع علم الصرف Morphology ، والعلم الذي يختص بدراسة الصيغ وتنظيم الكلمات في نسق معين يشكل موضوع علم النحو علم النحو[1] وكلا العلمين يعدان من أهم موضوعات علم اللغة linguistics الذي"يركز على اللغة نفسها، ولكن مع إشارات عابرة - أحيانا - إلى قيم ثقافية وتاريخية، ويولي علم اللغة معظم اهتمامه للغة المتكلمة، وإن كان يوجه كذلك للغة المكتوبة شيءًا من الاهتمام...إنَّ علم اللغة هو دراسة اللغة، والمعني الاشتقاقي للغة هو أنها تلك التي تتعلق باللسان الإنساني.

وعلم اللغة الحديث ينقسم إلى قسمين رئيسين هما:

1- علم اللغة الوصفي descriptive linguistics يصف اللغة ويفحص ظواهرها.

2- علم اللغة التاريخي historical linguistics يتتبع تطور وتغير اللغة ونشأتها عبر الزمن.[2]

وعلمي الصرف والنحو يتبعا علم اللغة الوصفي فقد "جرى لغويو الغرب على أن يدرسوا نحو معظم اللغات تحت موضوعين أساسين هما (المورفولوجيا) و (النظم)وقد كثر الجدل بين اللغويين فيما يتعلق بجدوى هذا التقسيم وبتحديد مجال كل قسم من هذين القسمين، ولكن هذا التقسيم التقليدي ما يزال صالحًا"[3]، ونحن في صدد الحديث عن المورفيم ودوره في علم الصرف واللغة، دراسة دور السوابق واللواحق والدواخل والتي تؤدي إلى تغير المعنى الأساسي للكلمة مثل ( tell-pore tell- retell) ومثل ( dogs - dog's -dog ) في علم الصرف هو مفهوم لعمل ودور المورفيم.[4] وإن علم اللغة الوصفي الحديث يفضل مصطلح مورفيم morphem على المصطلحات التقليدية مثل النهايات الصرفية، والجذر، والأصل ؛ فالمورفيم هو أصغر وحدة لغوية ذات معنى.

المورفيم وعلم الصيغ

علم الصيغ Morphology ويختص في الدراسات التحليلية للغة بجانب الكلمة من حيث بناءها، ومن حيث التغيرات التي تصيب صيغ الكلمات فتحدث معنى صرفيا، وبالتالي فهو يهتم بالوحدات الصرفية المسماة المورفيم

الفرق بين المورفيم morpheme والألّومورفيم allomorpheme

المورفيم هو الصيغة المجردة التي هي جزء من النظام اللغوي، مثل مورفيم التعريف al، وعلماء المورفولوجي يميزونه بوضعه بين قوسين بهذا الشكل: [uun], [al]. أما الألومورفاتallomorphs فهي الأشكال المختلفة للمورفيم في الكلام المنطوق، فمثلا مورفيم التعريف [al] له أشكال مختلفة تبعا للأصوات التي تعقبه في الكلام، مثل: at-tuhmah {at} (اتـْ تُهمة)
aŧ-ŧrwah {aŧ} (اثْـ ثَروة)
ad-daar {ad} (ادْ دَار)
as-safar {as} (اسْـ سَفر)
ađ-đikr {ađ} (إذْ ذِكر)
وعلماء المورفولوجي يميزون الألومورفات بوضعها بين قوسين بهذا الشكل: {at}, {aŧ}, {ad} {as}, {ađ} [5]

اختلاف تعريف المورفيم

إن المورفيم هو الوحدة النحوية التي تقوم عليها الدراسة المورفولوجية، والمورفيم عند المدرسة الأمريكية خاصة أوسع مجالًا من المورفيم في نظر أكثر لغوي أوروبا. وهو بهذا، ولغير هذا مخالف له وأكثر المحدثين من اللغويين الأمريكيين يتبعون تعريف بلومفيلد في كتابه Language أما نحن فنعرف المورفيم تعريف الأستاذ فندريس له في كتابه ( اللغة ) .
أصر عدد من الباحثين بوجوب تسمية المصطلح على غرار المصطلحات الأجنبية الأخرى، وان أية محاولة لتعريبه تعد مسخا له[6].قال د.أحمد مختار عمر: " نفضل عليهما مصطلحي فونيم phoneme ،ومورفيمmorpheme ،فهما مصلحان عالميان من ناحية، وأولهما قد اقره المجمع اللغوي وادخله في حظيرة الكلمات العربية من ناحية اخرى "[7] . وقد غالى د.سميح أبو مغلي حين قال:" ولا أجد ما يمنع من استعمال لفظة مورفيم معربة هكذا في بحوثنا ودراستنا لانه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان نقطع صلتنا بالدراسات التي يجريها الأجانب في هذا الصدد، وخصوصا إننا في طور الأخذ عنهم في الوقت الحاضر هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إسوة باستعمال مصطلح المتر مثلا، والكيلو، والأوتوبيس، والباص، في مجالات التخصص المعنية بها، وفي حياتنا اليومية كذلك."[8].
وكأن العربية عاجزة عن ترجمة المصطلح لحروفها أوليس المصطلح قد ولد في اللغة اليونانية ومن ثم ضمنته الإنجليزية بحروفها، فما المانع من خضوع المصطلح للغة العرب متسايراً مع قوانينها تعريبا وتفسيراً ؟!. فالعربية بحروفها قادرة على استيعاب ما لانهاية من المصطلحات الغربية شانها شان الإنجليزية التي أنتجت بحروفها الآلاف من المصطلحات في العصر الحديث لكن تحقيق ذلك لا يتم إلا بشرطين: الأمانة، والثقافة.
المورفيم والكلمة هما العنصران الأساسيان اللذان يدرسهما النحو، وإن المورفيم والكلمة نموذجان يترددان في السلسلة الكلامية من طبيعة منفصلة عن طبيعة تلك النماذج المترددة في الكلام والتي تفسر على أساس فونولوجي وذلك كنماذج البنية المقطعية.
إنَّ الصورة اللفظية تتضمن عنصريين أساسين:

  1. العنصر الأول هو المعنى أو المعاني (أي الحقيقة المدركة أو المتصورة ) ،وهذا العنصر في قولنا " الشجرة مزهرة" يتمثل في حقيقة الشجرة، وفي حقيقة الأزهار، وهذا العنصر يسمى في الاصطلاح اللغوي الإنجليزي "Semtanteme "
  2. أمَّا العنصر الثاني فهو العلاقة أو العلاقات التي تنشأ بين المدركات أو المعاني، وهذا العنصر يسمى في الاصطلاح اللغوي المورفيم "Morpheme" ،والنظر في المورفيمات يسمى المورفولوجيا.

إنَّ مصطلح (مورفيم ) مأخوذ من الكلمة اليونانية (morpheme) بمعنى شكل أو صيغة ويقابلها في الإنكليزية (Form) [9] وقد نشأ هذا المصطلح " مع تحديد اتجاه اللسانيات البنيوية، الذي أصبح اتجاهاً واضح المعالم والمبادئ، استبدلت بالكلمة كوحدة أساسية للكلام بالمورفيم أو (المونيم) وبذلك اندثرت الحدود بين المورفولوجيا والتركيب، وأصبحت البنيوية تعرف (المورفور تركيب) المستوى الأعلى:الكلمات – المركبات – الجمل. ولأن اللغة تقوم على عملية التداخل هذه، فإننا نفهم بسهولة أنَّ التركيب (مع الفونولوجيا) العنصر الأساسي للوصف اللساني، فكانت النتيجة أن أُفرغ مفهوم المورفولوجيا التقليدي من محتواه، بل أصبحت (المورفولوجيا) تشكل دوراً هامشياً، فالأعرابية أدمجت في التركيب وأصبح الاشتقاق يدرس في إطار علم المعجم، ومنذ ذلك الحين أصبح علم اللغة يولي الاهتمام الأكبر للجملة معطياً الأسبقية والامتياز الأكبر لميدان التركيب. إن مناهج التحليل التي أدخلها علماء اللغة الأميركيون، وبصفة خاصة التوزيعية والتحليل بالمكونات المباشرة(في النحو التوليدي)، سمحت بوصفٍ عميقٍ للبنية التركيبية للغة، كما سمحت بتشكيل قضايا التركيب التقليدي من جديد مثل قضية الوظائف النحوية"[10]

أنواع المورفيم

للمورفيمات أنواع كثيرة وفقًا للمعنى، وسنقتصر هنا على المشهور منها في العربية:

  • مورفيم النوع الكلامي، اسم أو فعل، وهذه المورفيمات تظهر في العربية من خلال الصيغة وليس هناك أصوات معينة مرتبطة بالأسماء أو الأفعال، فمثلا: صيغة كَتَبَ (kataba) تدل على الفعلية، وصيغة كِتابة (kitaabah) تدل على الاسمية.
  • مورفيم العدد، مثل:

المعنىالعددالصيغة
مفرد مذكرØmuslim
مثنىaanmuslim
جمع مذكرuunmuslim
جمع مؤنثaatmuslim
مفردØkatab
مثنىaakatab
جمعuukatab

  • مورفيم الجنس، مثل:

المعنىالجنسالصيغة

مذكرØmuslim

مؤنثة atmuslim

مؤنثةtkataba

جمع مؤنثnakatab

جمع مذكرuukatab

  • مورفيم الإعراب، مثل:

المعنىالإعرابالصيغة

مفرد مرفوعunmuslim

مفرد منصوبanmuslim

مفرد مجرورinmuslim

جمع مذكر سالم مرفوعuunmuslim

جمع مذكر سالم منصوبiinmuslim

مثنى مرفوعaanmuslim

مثنى منصوبaynmuslim

  • مورفيم الشخص، مثل:

المعنىالشخصالصيغةالشخص

مفرد+مذكر+غائبØkatab

مفرد+مذكر+متكلمtukatab

مفرد+مذكر+مخاطبtakatab

مفرد+مذكر+غائبktubya

مفرد+مذكر+متكلمktub?a

مفرد+مذكر+مخاطبktubta

  • مورفيم الزمن، مثل:

المعنىالزمنالصيغةالزمن

ماضØkatab

حاضرktub?a

حاضرktubta

حاضرktubya

  • مورفيم القرب والبعد، مثل:

المعنىمتوسط بعيدالصيغةقريب إشارة للقريبđaahaa إشارة للمتوسطkađaa إشارة للبعيدkaliđaa جمع قريب?ulaa?ihaa جمع متوسطka?ulaa?i جمع بعيدkali?ulaa?i

  • مورفيم التعريف: يكون بـ al في مثل al-bayt, al-jabal أو بأحد ألومورفاته، مثل:

ad-daar, as-sabt, an-naar

  • مورفيم معجمي: وهو المعنى الذي تمثله حروف الجذر (الحروف الأصول) فمثلا في كلمة استعمل نجد المورفيم المعجمي ع م ل التي تعني "عمل."
  • المورفيم الاشتقاقي: وهو الصيغة التي تعطي معنى معينا مثل:

التعدية: أخرج.
المشاركة: كاتَب.
التكثير: كتّب.
الطلب: استكتب.
اسم الفاعل: كاتب، مجاهِد.
اسم المفعول: مكتوب، مُكْتَسَب.

أشكال المورفيم

يصنف المورفيم تبعًا لحالاته وأشكاله وهي كالتالي:

  • مورفيم حر: هو المورفيم الذي يمكن نقله من مكان إلى آخر في الجملة، ويمثله المورفيم الاشتقاقي والمعجمي مثل: مسافر الذي يمكننا أن نجعله في أول الجملة فنقول: المسافرون عادوا، ويمكننا أن نؤخره فنقول: عاد المسافرون، وعندما ننقله تنتقل معه المورفيمات المرتبطة به.
  • مورفيم مقيد: هو الذي لا يمكن فصله ونقله من مكان إلى آخر، بل يبقى مرتبطا بالمورفيم الاشتقاقي أو المعجمي، مثل: al (الـ)، uun (ون) في al-musaafiruun(المسافرون).
  • مورفيم ظاهر: هو الذي له علامة ظاهرة في الكلام، ومعظم المورفيمات من هذا الصنف.
  • مورفيم خال: هو المورفيم الذي ليس له علامة ظاهرة في الكلام، ويرمز له بعلامة الخلو Ø، مثل: muslim (مسلم) الذي يدل على تذكير وإفراد، وبما أن هذه المعاني أساسية أولية فاللغة لا تضع لها أحيانا مورفيمات ظاهرة.
  • مورفيم سابق: هو الذي يلتصق بأول الساق (الجزء الرئيس في الكلمة)، مثل مورفيمات المضارعة والشخص في:

?a ktubu, ta ktubu, ya ktubu أو التعريف: al-mujaahid

  • مورفيم لاحق: هو الذي يلتصق بآخر الساق، مثل مورفيمات:

- الإعراب والعدد: muslim un, muslim an, muslim in, muslim uun, muslim iin
- الجنس: muslim at, kataba t

  • مورفيم حشو: هو المورفيم الذي يُقحم في وسط الكلمة، مثل: زيادة فتحة a في وسط الصيغة البسيطة kataba لتصبح kaataba.
  • مورفيم صيغة: هو الذي لا يمثله أصوات معينة بل تمثله الصيغة بكاملها، مثل:

- التعدية: أخرج.
- المشاركة: كاتَب.
- التكثير: كتّب.
- الطلب: استكتب.
- اسم الفاعل: كاتِب، مُجاهِد.
- اسم المفعول: مكتوب، مُكْتَسَب.
- اسم التفضيل: أكبر.
- الصفة المشبهة: كبير.
- اسم المبالغة: غفور. إلخ..

  • مورفيم متعدد الوظائف: هو المورفيم الذي تُستعمل صيغته الصوتية لأكثر من مورفيم، مثل uun (ون) التي تمثل مورفيمات العدد والجنس والإعراب، ومورفيم ?a في ?a ktubu الذي يمثل ثلاثة مورفيمات: مورفيم شخص المتكلم، ومورفيم عدد مفرد، ومورفيم زمن.[11]

المورفيم في اللغة العربية

طبيعة المورفيم

فالمورفيم عندهم "اصطلاح تركيبي لا يعالج علاجا ذهنيا غير شكلي انه ليس عنصرا صرفيا، ولكنه وحدة صرفية في نظام من المورفيمات المتكاملة الوظيفة وكل نظام من المورفيمات له علاقة بنظام الأبواب، لا يمكن في العربية أن يعبر عنها كالتعبير عن علاقة واحد إلى واحد اي انه لا يلزم أن يقابل كل باب في نظام الأبواب، مورفيم في نظام المورفيمات، وربما كان ذلك ممكنا في اللغة التركية مثلا وكل كلمة طائفة من المورفيمات المترصة، أي طائفة من الوحدات من نظام مورفيمي لايمكن دائما ان تعبر عنه علامات وعناصر صرفية، والعلامة هي العنصر الذي يعبر عن المورفيم تعبيرا شكليا، وتوجد في النطق. وهي إما أن تكون عنصرا أبجديا أو فوق الأبجدي، بمعنى أنها تكون في شكلها كمية أو نبرا أو تنغيما، ويعبر عنها أما إيجابيا بوجودها أو سلبيا بعده، إذ ربما يكون هناك ما يسمى "العلامة الصفر" والصيغ الصرفية، وحركات الإعراب،والإلحاقات، وهلم جرا تكون نظاما من العلامات لنظام من المورفيمات، ويعبر عن نظام من الأبواب، ويتكون منه الصرف والنحو العربيين. إن علاقة العلامة بالمورفيم أشبه ما تكون بعلاقة الصوت بالحرف، وعلاقة المورفيم بالباب مثل علاقة الحرف بما ارتبط معه في مخرج تقسيمي واحد، وعلاقة الباب بنظام من الأبواب كعلاقة طائفة من الحروف مرتبطة بمخرج تقسيمي واحد بالأبجدية التشكيلية بصف عامة… وفي الصرف مورفيمات لها أسماء خاصة، كالطلب، والصيرورة، والمطاوعة، والتعدية، واللزوم، والافتعال،والتكسير،والتصغير،والوقف، وهلم جرا تعبر على الترتيب علامات هي:استفعل ،وانفعل، وافعل، وفعل، وافتعل، وصيغ التكسير،والتصغير، وعدم الحركة.فالطلب في الصرف مورفيم ،وفي النحو والبلاغة باب، وصيغته علامة صرفية ،ومثل ذلك يمكن أن يقال في البقية[12]

المورفيم بين النحو والصرف

من جانب آخر يلحظ عناية المورفيم في الجانب النحوي والصرفي من دون فصل بينهما فعلى قدر تحديده الوحدة الصرفية ، فانه يوضح دورها في الجانب النحوي كالمثنى والجمع والأمر وغيره ،الأمر الذي يصعب فصله ويعزز المعنى النحوي والصرفي في آن واحد ،ولعله السبب الذي دفع النحاة القدامى إلى عدم الفصل بين الصرف النحو)[13] . لكنه بالإمكان أن يسلط الضوء على أحدهما دون الآخر خدمة لاثرائه وإيضاح مسالكه وهو ما اعتمده النحاة المتأخرين في وضع مصنفات خاصة للصرف ومثلها للنحو ،والتي لاقت رواجا عند المحدثين تسهيلا لفهم قوانينه خدمة للمتعلمين من أبناء اللغة وغيرهم.
يختص المورفيم في الدخول على الأفعال والأسماء ، فمثال الأفعال قولك: ضرب ، ضربت ، يضربون ،اضرب ،اضربي، ضارب ،ضاربة، ضاربون ،ضوارب ،ضاربات … الخ.فنستطيع أن نلحظ ان هذه الكلمات متصلة بعنصر مشترك بينهما جميعا هو الجذر (المورفيم) ضرب ، كما نلحظ الطبقة اللغوية التي تنتمي إليها من حيث النوع (مذكر أو مؤنث) ،أو من حيث العدد (مفرد ، مثنى ،مجموع) ، أو من حيث الشخص (متكلم ،مخاطب ،غائب) ، فهذه العناصر عبارة عن مورفيمات ؛ لان المورفيم الذي يحدد ان ضرب مسند إلى متكلم هو المقطع (ن) ، وفي يضرب نجد المورفيم عبارة عن مقطع يقع في أول الكلمة وهو (ي) ،كما يحدد ان الفعل ههنا مسند إلى المفرد الغائب. كما يلحظ أيضا انه يدل على زمن وقوع الفعل في الحال أو الاستقبال على نحو: نضرب أو اضرب أو تضرب. اما يضربون فنجد الفعل ملحق بمورفيم (ون) للدلالة على جمع الذكور [14]
اما الأسماء فيأخذ المورفيم نصيبه منها سواء كان في الأصل أو الجذر أو ما يلصق بهما ففي كلمة ضارب نجد ان الألف مورفيم يتكون من اسم الفاعل من الثلاثي ، وقد يلحقه التاء من نحو: ضاربة ، ليتشكل فيه مورفيما الحشو (الألف) والالحاق (التاء) . كما أن ضارب وضاربة من حيث العدد يقابلها:ضاربان أو ضاربتان ، بزيادة واو ونون في الأول ، والف وتاء في الثاني ليلحق هذا الاسم مجموعة المورفيمات المتعلقة بالنوع والعدد
-ومن الجدير بالذكر – هناك مورفيمات حركية تلحق الأفعال والأسماء والتي تنتج من التغيرات الحركية في البنية العربية حال تعرضها لاي باب من ابواب الصرف ، وقد ادرجت باطار المورفيم لما تحدثه من تغير في المعنى على حساب التركيب ، ومن ثم فان الحديث عنها خاضع عند الحديث عن ابوابهالما فيه من تفصيلات على مستوى البنية مثال ذلك:ضارب فان الألف وكسرة الراء مورفيم ، فان قلت ضاربة فانك اضفت التاء وفتحة الباء كمورفيم تحكمت فيه التاء اللاحقة للاسم [15]

المورفيم والوحدات الصرفية

قسَّم علماء اللغة المحدثين الوحدات الصرفية إلى قسمين:

  1. الوحدات الصرفية الحرة Free Morpheme
  2. الوحدات الصرفية المقيدة Bourd Morpheme
  • الوحدات الصرفية الحرة Free Morpheme

وهي التي يمكن أن تعد قولا واحدا أو كلمة قائمة بنفسها. في ضوء معنى مستقل سواء كانت الوحدة أصلا أم جذرا. فكلمة ولد عبارة عن مورفيم حر مركب من عدد معين من الفونيمات بعضها صوامت ،وهذه الفونيمات مرتبة ترتيبا مخصوصا كجزء من الكلمة ؛لان أي تغيير في الترتيب آو إحلال فونيم محل فونيم آخر يؤدي إلى تغيير المعنى كأن تقول ( ولد ) أو ( وجد ) .فالكلمة المجردة التي تؤلف بنفسها مورفيما واحدا من خلال الجذر أو الأصل تسمى الكلمة ذات المورفيم الواحد Moro Morpheme Word أو المورفيم المستقل.وسميت بذلك لانها تستعمل منفردة.

  • الوحدات الصرفية المقيدة Bourd Morpheme

وحدات صرفية تتوزع على الأصول والجذور على هيئة زوائد ،وهي وحدها لا تفصح عن دلالة معينة الا إذا اتصلت بوحدة صرفية أخرى حرة كانت أم مقيدة من نحو كلمة (رجلين) فان (رجل) مورفيم حر ،و (ين) مورفيم مقيد جمعته مع المورفيم الحر ككلمة واحدة ومن ذلك:الألف والنون للدلالة على المثنى من نحو(مدرسان )،والواو والنون للدلالة على الجمع والتذكير من نحو(مدرسون) ،والتاء المربوطة للدلالة على التأنيث من نحو (صغيرة ) ،والألف والتاء للدلالة على التأنيث والجمع على نحو (مدرسات).
إن الوحدات الصرفية المقيدة تتعدد في الكلمة الواحدة بحسب قابلية الكلمة على التجزئة إلى وحداتها ،فيحصل ان للكلمة وحدة صرفية أو وحدات ،والغالب أن يكون أحد الوحدات حرا والبقية مقيدة ،وهو ما يطلق عليه Poly Morpheme Word الكلمة المتعددة المورفيمات أو الكلمة المركبة(9). وهذه المقيدات تظهر على ثلاثة أشكال:

  • .السوابق:Prefixes

جمع سابقة ،وهي زائدة تسبق الجذر وتربط به ارتباطا وثيقا حتى تصبح واياه ككلمة واحدة من نحو:افعل للتفضيل وميم مفعل.

  • .الأحشاء:infixes

جمع حشو، وهي زائدة داخل الجذر، كالف فاعل ،وياء التصغير.

  • .اللواحق:suffixes

جمع لاحقة، وهي زائدة تلحق الجذر وترتبط به ارتباطا وثيقا،كالنسب،والتأنيث، والجموع وغيرها.
يضاف إلى ذلك:وجود وحدات صرفية مقيدة تتوزع في المستويات الثلاثة السابقة أي:انها لا تختص بالدخول في أول الكلم فقط، أو حشوه، أو آخره، بل تأتي بحسب الغرض والبناء على نحو:حروف الزيادة ،وجمع التكسير ،واسم المفعول من الثلاثي ،وغيرها مما يطلق عليه بـ(مورفيم الأجزاء المتفرقة).
هذه هي الأسس التي بنيت عليها الوحدة الصرفية بفرعيها:الحرة والمقيدة، إلا أنها لم تسلم من النقد لعدم انطباقها على اللغة العربية ،وانما جاز عملها على اللغة الإنجليزية التي تبنت الفظها على السوابق واللواحق ،فليس لها أوزان ثابتة تلجأ إليها كالعربية ،فالعربية إلصاقية واشتقاقية ، في حين أن الإنجليزية إلصاقية محضة في بناء مفرداتها.
وعليه المورفيمات عند اللغويين بوصفها علامات فارقة في الدلالة على اعتبار إن الزيادة في المبنى يلحقها زيادة في المعنى.ألم تقرأ قول السيوطي في التأنيث:" قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في (التعليقة) :وجدت ذلك بخط عالي بن عثمان بن جني عن أبيه قال:بدليل انك تقول في المذكر قائم وإذا أردت التأنيث قلت:قائمة ،فجئت بالعلامة عند المؤنث ولم تأت للمذكر بالعلامة وتقول:رأيت رجلا، فلا يحتاج إلى علامة."

انظر

  1. ماريو باي (أسس علم اللغة) ت أحمد مختار عمر ط 8. 1419 ه 1998 م عالم الكتب ص 52 .
  2. ماريو باي (أسس علم اللغة) ص 35
  3. محمود السعران (علم اللغة مقدمة للقاريء العربي) دار الفكر العربي ص 207 .
  4. محمود السعران (علم اللغة مقدمة للقاريءالعربي) دار الفكر العربي ص 207 .
  5. http://www.angelfire.com/tx4/lisan/lex_zam/dilalahessays/morpheme.htm الموقع الالكتروني
  6. في فقه اللغة وقضايا العربية ص 78 .
  7. عبد الرحمن أيوب،واحمد مختار عمر (محاضرات في اللغة) مجلة القاهرة – بغداد،ع:14 آب1968 ص67.
  8. في فقه اللغة ص 78 .
  9. فقه اللغة وقضايا العربية ص 78
  10. البنيوية في اللسانيات ، الحلقة الأولى، ص 88 .
  11. الموقع الألكتروني http://www.angelfire.com/tx4/lisan/lex_zam/dilalahessays/morpheme.htm
  12. مناهج البحث في اللغة ص 206 ، 207
  13. طرق التعبير عن المعاني النحوية والصرفية ص 33 .
  14. العربية وعلم اللغة البنيوي ص 127،128 .
  15. العربية وعلم اللغة البنيوي ص 129

مراجع

  • محمود السعران ( علم اللغة مقدمة للقارئ العربي )
  • ماريو بأي ( أسس علم اللغة ) ترحمة أحمد مختار عمر
  • البدراوي زهران ( مقدمة في علوم اللغة )

موسوعات ذات صلة :