تعتبر هذه النظرية عنصرا أساسيا في فلسفة القانون التي جاء بها الفقيه أوليفر وينديل هولمز ، فقد حاولت هذه النظرية تفنيد أغلب التعريفات السابقة للقانون ، وفي مقابلها عرف هولمز القانون بأنه عملية تبنؤ بسلوك المحاكم ، وقد قامت نظريته على فكرة ما عبر عنه بـ (الرجل السيء) ، حيث اعتبر الرجل السيء هو "مسار القانون" ، فالرجل السيء – في نظرية هولمز – لا يأبه بالأخلاق وقواعد القانون الطبيعي ، وكل همه هو أن يبقى خارج السجن وأن يتجنب سائر العقوبات القانونية كدفع الغرامات ، وهكذا يرى هولمز بأن التعريف الأفضل للقانون هو أنه تنبؤ بالأفعال التي قد تجلب على فاعلها العقوبات وفقا لما تراه المحاكم. أثرت نظرية هولمز على المدرسة الواقعية الأمريكية بشكل كبير.
انتقادات
بدوره انتقد الفيلسوف الوضعي هارت H.L.A Hart نظرية الرجل السيء وذلك في كتابه "مفهوم القانون" الذي ألفه سنة 1961 ، حيث أورد جملة من الانتقادات على هولمز وهي: 1- نظرية هولمز تتجاهل الإيمان الباطني بالقانون ، ذلك الإيمان المغروس في ضمير الموظفين الرسميين والمواطنين العاديين الملتزمين بالقانون المعتقدين بأن القانون واجب الطاعة 2- نظرية هولمز تقلل من قيمة دور القانون في تنظيم الحياة خارج أسوار المحاكم ، ويطرح هارت إشكالا يقول فيه "لماذا لا يهتم القانون أكثر أو بشكل متساو بالرجل المحتار أو الجاهل والذي يريد أن يفعل ما هو مطلوب إذا قيل له ذلك [علم بذلك]؟ أو بالرجل الذي يريد أن يرتب علاقاته إذا فقط قيل له كيف يفعل ذلك؟"